السبت، 5 يناير 2019

تفكير حر

لمؤتمر الســـنوي لجمعية علم الأعصاب في
ســـان دييغو شـــهر نوفمبر الماضي. بعد أن
درسوا عينات من  34 دماغا بشريا، ووجدوا
أن جميع تلك العقول احتوت على بكتيريا.
هكذا اكتشاف سيكون ً طيا ٍّ لسجل عملاق
من عمل علماء النفس والمفكرين والمؤرخين،
حين سيتضح أن سبب الميول الفكرية بضع
بكتيريات عششت في عقل البشر. لا أكثر.
وإن كان عقل الإنســـان عضوا مثله مثل
بقيـــة الأعضاء، يؤثـــر عليه مـــا يؤثر على
المعدة والقلب والجلد والعين، فإنه ســـوف
يمكـــن التحكم ّ بصحته أو مرضه كما يجري
الأمر مع تلك الأعضاء.
وقـــد يأتـــي زمـــان إذا ناقشـــك فيه أحد
مـــن النـــاس في قضيـــة حقوقيـــة أو فكرية
أو سياســـية ما، فســـتجد نفســـك مضطراً بدلا مـــن عنـــاء مجادلته إلـــى إعطائه حبةمضـــاد حيوي ضـــد بكتيريا الســـخافة، أوبكتيريا الخوف من المســـتقبل والعيش فيالماضـــي، أو بكتيريا عبادة الفـــرد، وهكذا.وربما يعطيك هو مضادات حيوية لبكتيرياالتفكير المتحـــرر، أو بكتيريا الإيمان بالغد،أو بكتيريا التفكير العلمي.
أما بعض ّ عرافي التفكير غير التقليدي،
فيقولـــون لـــك إن هنـــاك أكثـــر مـــن وصفة
بوســـعها أن تســـاعدك على إنعـــاش عقلك؛

أولاها أن تترك مجـــال عملك الحالي وتفكر
في مجـــال آخر بعيد ً تمامـــا، أو أن تتعرف
علـــى الأديـــان والثقافـــات الأخـــرى، أو أن
تحـــاول ّ تعلم مهـــارات جديـــدة، أو أن تقرأ
رواية، أو تكتب قصيدة، أو ّ تجرب أن ترسم
لوحة. وربما ســـتفيدك العشـــوائية فتعيد
ترتيـــب أوراقك مجـــددا. وآخر نصيحة هي
أن تذهـــب إلى الاســـتحمام إذا لـــم ُتجد كل
تلك الطـــرق ً نفعا، إذ يبدو أنـــه لا فائدة من
محاولة إخراجك مـــن الصندوق، َ ولتبق في
جحيمك تنعم.


مصر.. وغياب تفكير بعيد المدى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق