الجمعة، 3 نوفمبر 2023

«حد الردة» المرتد .. هل من الإسلام أم اجتهادات



Jul 5, 2019
ألقاب مقدسة.. «شيخ الإسلام» على من أُطلق ولماذا؟

"النبي محمد لم يثبت أنه قتل المرتدين"، وإن "الإرهابيين" يتوسعون في تأويل هذه المسألة.

 جمال البنا عن أن القرآن قرر حرية العقيدة بصفة مطلقة، وجعلها قضية شخصية بين الإنسان وربه، لا دخل للنظام العام فيها، واستشهد بعدد من الآيات، منها: "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ"، "فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسهِ"، "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ".

رسالته لم يكن فيها القتل وإنما البلاغ والإنذار وتوضيح الحقائق للناس، في آية "إن عليك إلا البلاغ" و"لست عليهم بمسيطر"

وأكد أن حساب الناس جميعا على الله سبحانه وتعالى فليس أحد من البشر أن يسيطر على الحدود فالجميع عند الله، وكل إنسان في النهاية يتحمل نتيجة اختياره.

*

حد الردة في الاسلام


( الانسان اثمن راسمال في الوجود ) كارل ماركس
 من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا

ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين ) ، يقول اللة هنا انه قادر على جعل الناس كلهم امة واحدة من ايمان او كفر 

(وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) الكهف 29 ( أفانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )يونًس 99

حروب الردة

 الحروب إنما قامت على خلفية سبب رئيسى هو امتناع القبائل التى دخلت فى الإسلام زمن النبى (ص) عن دفع الزكاة بعد وفاته، وهو أمر تشير إليه حتى المصادر التى تذكر فى معرض توصيف هذه الحروب بأنها حروب للردة
الخلاصة أنه ربما كان من الأفضل أن يطلق على «حروب الردة» صفة حروب ما بعد وفاة الرسول أو حروب الامتناع عن الزكاة أو حروب دولة أبوبكر الصديق، وقد كانت تحركها دوافع أبعد ما تكون عن جوهر العقيدة وأنها كانت أشبه بالعصيان القبلى، وإن انتهت بنتائج بالغة الإيجابية على نحو بلور وحدة سياسية إسلامية لم تتح وفاة الرسول لها أن تتم، وساهمت فى تحقق فكرة الدعوة لجمع القرآن فى ضوء مقتل معظم الصحابة من حفظته، وكذلك تدشين الفتوحات الإسلامية التى انبثقت عنها تلك «الدولة – الإمبراطورية» التى امتدت بعرض وطول العالم القديم.

*

الحرية الدينية

 قتل المرتد فقد شاع بيننا شيوع المذاهب الفقهية الأربعة لأنها متفقة على قتل المرتد، ومن المذاهب ما يقصر قتله على الذكر دون الأنثى، ومنها ما يرى أنه لا يقتل بل يستتاب أبدًا إلى أن يموت، وهذا المذهب أوفق عندى بما جاء به الإسلام من أنه لا إكراه فى الدين لأنه نفى الإكراه ويجب أن يكون بعدم قهر أحد على الأخذ به فى ابتداء، إذ لا فرق بين الأمرين ولا معنى لإكراه المرتد على الرجوع للإسلام إذا لم يكن رجوعًا عند اقتناع لأن هذا لا يجعله مسلمًا إسلاميًا صحيحًا، ولا ينفعه عند الله تعالى

وهنا نرى «الصعيدى» يختار من الآراء الفقهية وهو أيسرها تماشيًا مع ظروف العصر وتطور حركة الاجتماع، وقد يكون شاذًا فى تراثنا الفقهى، ولا جمهور له، وهنا يقدم «الصعيدى» الرؤية المتميزة لسماحة الإسلام فيرفض قتل أو سجن المرتد، ولا باستخدام وسائل الإكراه، ولكن يتم ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا يكون العقاب على ردته إلا فى الآخرة، لأن الإسلام نص نصًا صريحًا على أنه لا إكراه فى الدين، وأكد حق الإنسان فى الاختيار، ولا شك أن توجه «الصعيدى» هو ما ينبغى أن نشجعه فى الفترة الراهنة من حياتنا المعاصرة.

*
Sep 30, 2021

نص الآية 22 من سورة المجادلة "لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ ". والحروب التي شنها الخليفة أبو بكر الصديق ضد من أسماهم بالمرتدين، والأحاديث التي تحكم بكفر تاركي الصلاة، وبقتل المرتدين ومواقف الصحابة من منتقدي الرسول، توفر الأساس الشرعي لمعاقبة ومعاداة من يفكرون خارج صندوق الإسلام. 

 حوادث قتل وسجن من تجرأوا على الإفصاح عن إرائهم، أمرا شائعا في المجتمعات المسلمة، وليس حكرا على الجماعات الإرهابية. 

 واقع من يفكرون خارج صندوق الإسلام في المجتمعات الإسلامية، نلاحظ تعرض الكثير منهم إلى الإقصاء والتوبيخ والنبذ والتعذيب والسجن والقتل، الأمر الذي دفع كثيرين إلى عدم الإفصاح عن معتقداتهم وآرائهم في الكثير من القضايا، خوفا على حياتهم فيما اضطر بعضهم إلى الهجرة إلى الدول التي تحترم حقوق الإنسان، وتكفل حرية الإعتقاد والتعبير. 

إن تفشي ثقافة القمع والإقصاء والتهديد ضد أصحاب الأفكار الجريئة في مجتمع ما، دليل على تخلف وضيق أفق تلك المجتمعات، وإن كانت تلك المجتمعات تتعامل مع أفرادها بتلك الطريقة، فإن من المنطقي القول بأنها مجتمعات لا توفر الحد الأدنى من الحقوق التي تكلفلها المتجعمات المتحضرة. 

*
Nov 2, 2021

كتاب "حدّ الردّة وحرية العقيدة - نقد عقوبة الارتداد وسبّ النبي طبقًا لموازين الفقه الاستدلالي" (بالفارسية: مجازات مرتد و آزادى مذهب - نقد مجازات ارتداد و سب النبي با موازين فقه استدلالى)، للفيلسوف والمصلح الفكري الإيراني الرائد في مجال الدراسات الإسلامية محسن كديوَر،

المحافظ السني 
 الردة الغليظة كردّة سلمان رشدي، وجزاؤها القتل، والردّة الخفيفة، التي يخفي فيها المرتدّ ردّته ولا يدعو إليها، فأمره إلى الإمام. ويعتبر كديور أن هذا الفهم للردة تسبب في قتل المفكر السوداني محمود محمّد طه، وبفتوى بقتل سلمان رشدي وباغتيال فرج فودة، وبإدانة محكمة مصرية نصر حامد أبو زيد.

الاصلاحي السني 
محمّد عبده: الذي نشر أفكارَه تلميذُه محمّد رشيد رضا، ومنها ما جاء في تفسير المنار من أن لا ناسخ لقوله تعالى: ﴿فإنِ اعتَزلوكُم فلمْ يُقاتِلوكُم وأَلقَوا إِليكُمُ السَّلَمَ فما جَعَلَ اللهُ لَكُم عَلَيهِم سَبِيلًا﴾، وأنها تقضي حتمًا بالعفو عن المرتدّين إذا كانوا مسالمين، وأن الحديث الذي يؤيد قتل المرتدّ لا يمكن أن ينسخ القرآن. كما يضع محمد عبده في نهاية سورة التوبة ثلاثة أصول هي: الأول، أن لا سيطرة للحاكمين على حرية الاعتقاد الباطن أو المعاقبة عليها. والثاني، أن إظهار من يضمر الكفر بالله ورسله اعتقاده للناس فتنة تُخرجه من الدين ويعاقب. والثالث، في ما ينبغي على ولي الأمر فعله في مواجهة النفاق العملي.

محمد توفيق صدقي طبيب وباحث ومفكر مصري. يعتبر من أوائل القرآنيين

حسن إبراهيم حسن: مؤرخ مصري خَلُص إلى أن قتل المرتدّين في حروب الردة هو من مقتضيات السياسة وليس وليد الحرص على إسلامهم، فمانعو الزكاة برأيه لم يهجروا الإسلام.

عبد العزيز جاويش: الذي نحا أيضًا إلى خلوّ القرآن من آيات قتل المرتدين، وإلى أن الأحاديث بالردة قُصد بها المنضمون إلى الأعداء المحاربين المسلمين، أما من أضلّته شكوك وشبهات ولم يدفعها عنه المتصدّون للفتيا بالبراهين فليس مرتدًّا ومن واجب السلطة طرد شكوكه.

عبد المتعال الصعيدي: الأزهري الأول الذي خصص كتابًا لموضوع الحرية الدينية ذهب فيه إلى أن المرتدّ لا يكره على الإسلام بقتل أو حبس، بل يدعى بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن عاد نجا من عذاب الله في الآخرة. والصعيدي يسوّغ موقفه بفتوى النخعي بأن المرتدّ يستتاب أبدًا. أما أحاديث قتل المرتد فتخص برأي الصعيدي المرتدّين المحاربين للجماعة.

محمود شلتوت: شيخ الأزهر، مؤيد بشدة الحرية الدينية، يرى في أحد كتبه أن للشريعة في تقرير العقوبة مسلكين: 1- العقوبة بنص، ومنها الردة. 2- التعزير. ويرى شلتوت أن مؤيدي معاقبة المرتدّين يرجعون إلى الأحاديث وليس إلى القرآن، لأن فيه العقاب الأخروي فقط، ثم يقول: "الحدود لا تثبت بحديث الآحاد، والكفر بنفسه ليس مبيحًا للدم، بل المبيح محاربة المسلمين وفتنتهم عن دينهم".

اصلاحي تقدمي 
حلَّل تحليلًا نقديًّا دلالة "المرتدّ"، وأنكر أصحابه أي عقاب دنيوي على ترك الإسلام أو الإساءة إليه، واعتبر حرية الدين مبدأً جوهريًّا في الإسلام،

جمال البنا: يرى كديوَر أن البنا اعتبر الإيمان إرادة شخصية، وأن الاختلاف والتنوع بين البشر هما إرادة الله، وأنه لا يجب التدخل في الاعتقاد الديني بالإكراه بل بمجرد الدعوة التي مارسها الرسول، وأن هذا المبدأ يشمل المسلمين وغير المسلمين.

محمّد سعيد العشماوي: يتناول المؤلف أفكار كتاب العشماوي أصول الشريعة بالتفنيد، ويرى أنه فرّق بين الدولة الحديثة ودولة العصور الوسطى التي كان الدين أساسها (الإسلام في الشرق والمسيحية في أوروبا)، والخروج عليه يقارب جريمة الانضمام إلى دين الأعداء، وأن هذا المفهوم - برأي العشماوي - هو مقصود الأحاديث النبوية بقتل المرتدّ، فضلًا عن إفادة الآيات ترك حرية اختيار الدين للناس. واتُّهم العشماوي بالردّة وهُدر دمُه بسبب كتابه هذا.

محمد الطالبي سبب مواجهة المسلمين الحرية الدينية هو أنهم فهموها مرادفًا للعلمانية واللاأدرية والإلحاد، وعلى أن إقرار عدم الإيمان ليس منّة على أحد، وأن معتمَد الفقهاء المسلمين غيرَ هذا المسلكِ هو قتالُ أبي بكر القبائل في ما سمي "حروب الردة" وحديث الآحاد: "من بدل دينه فاقتلوه"، الذي رُبط - برأيه - بالتمرّد وقطع الطرق، ولعله وُضع بتأثير من رجم المرتد الوارد في سفرَي اللاويين والتثنية في التوراة. وأخيرًا، يرى كديوَر أن الطالبي ينفي أي عقاب على الردّة نفيًا مطلقًا، وأن الإسلام ترك هذا إلى ضمير المرتدّ، وأنه ليس من شأن المسلمين التدخل فيه.

احميدة النيفر:  الإسلام المعيشي وإسلام الآيات والمبادئ، فالأول يؤيد الإكراه، والثاني يؤيد الحرية والتسامح. ويصنف المفكرين المسلمين الحديثين ضمن خطين: خط محمّد عبده والطالبي وبقي أثره محدودًا، وخط أبي الأعلى المودودي وسيد قطب والأصوليين من بعده. ويذهب النيفر إلى أن مذاهب السنة والشيعة التاريخية في خصوص المرتدّ تعطي انطباعًا بإيمان صاغه فقهاء السلطة. ويعتبر كديوَر مقال النيفر "أحد أشمل الأعمال في هذا المسلك".

عبد المجيد الشرفي
فرج فودة أحمد صبحي منصور كتاب حدّ الردّة، ورأى فيه أن عقاب الارتداد عن الدين نتاج لسياسة الأمويين والعباسيين، وأن أحاديث بقتل المرتدّ وُضعت على الرسول،

الموقف المحافظ (الأغلبية)، والموقف شبه الإصلاحي (أقلية)، والموقف الإصلاحي (أقلية قليلة ولكنها تتنامى).

دعا إلى التمرد يُقتل لا بسبب التغيير الفكري بل بسبب الفتنة. فالمرتدّون الذين لا يدعون إلى فكرهم غير الإسلامي لا عقاب عليهم؛ والذين يذيعونه من دون الدعوة إلى التمرّد عقوبتهم النبذ والإقصاء.

أوضح للتمييز بين الردّة وتبديل الدين في كتابه رسالة الحقوق في الإسلام، وأقرّ فيه بتبديل الدين بوصفه حقًّا من حقوق الإنسان، وكذلك الحق في إظهار أي عقيدة، صحيحة أو باطلة.

محمد جواد موسوي غروي وعبد الكريم سروش ومحمّد مجتهد شبستري وأبو القاسم فنائي، وغيرهم كثير من الإصلاحيين الإيرانيين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق