الخميس، 2 نوفمبر 2023

التسامح والتعاطف ***********

Oct 20, 2021 Feb 28, 2022 Mar 11, 2022 Apr 14, 2022

رشيد الخيون
التسامح عالمي في عصر العولمة
تكريس التعايش الإنساني يشترط قبول التنوع الديني والمذهبي
يضـــع تقـــارب الإنســـان مـــع أخيـــه
الإنسان، على اختلاف الأديان والعقائد
التطـــرف الـــذي يدعـــو إلـــى الانعـــزال
العقائـــدي بذريعة الدفاع عـــن الذات أو
الهوية الدينيـــة، بكراهية وإقصاء أكثر،
في ركن قصي كفكر أقلوي
. فيما يؤسس
إلى ثقافة التسامح الكوني
ّ فالتســـامح لم يعد مهمـــة وطنية أو
مهمة دولة وشـــعب، إنما مهمـــة العالم
كافـــة،

وهنا تأتي مهمة ّ الدولة، فمن المعلوم الناس على دين ملوكهم
"ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعا، أفأنت تكره النّاس حتّى يكونوا مؤمنين"...
الفة يوسف

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}

أي أنه في سورة المائدة تقدمت الصابئون على النصارى.. واختلف الإعْراب فبينما في البقرة و(الصابئين).. وفي المائدة و(الصابئون).. وردت آية أخرى في سورة الحج: {إِنَّ الذين آمَنُواْ والذين هَادُواْ والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إِنَّ الله يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ القيامة إِنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}

كانت ســـاحات العواصم الأوروبية
الكبـــرى أمكنة للرعـــب الدينـــي، بينما
تحظى اليوم بالحريات ّ الدينية الواسعة
والتســـامح الديني منقطع ّ النظير، ليس
بمعنـــى عفو القوي عـــن الضعيف، إنما
بمعنـــاه الأعمق؛ التعايـــش المريح على
أســـاس المواطنـــة ودولـــة القانون، أي
تعايـــش لا فقط تســـاكن، ولـــم يتم ذلك
إلا بعد إلغـــاء فكرة وممارســـة الانتماء
الدينـــي معيـــارا للمواطـــن الصالـــح
بـــل قضيـــة شـــخصية، لا عقوبـــة على
الالتـــزام بها أو عدم الالتـــزام، لأن الأمر
مرجعه لله

إن مقولة حريـــة الضمير، تحتاج
إلى وطن يتحمـــل الجميع، على مختلف
أديانهم ومذاهبهـــم، وهو ما أكدت عليه
الآيات المذكورات.
إن نجاح أوروبا في تحقيق ّ التسامح
َدعمه النص الدينـــي، مثلما هو متوافر
لدينا، من آيـــات وأحاديث ووصايا، ولا
يؤخذ علم ّ الناســـخ والمنســـوخ بنظر
الاعتبـــار، لكونـــه جاء لإلغـــاء أو حذف
العشـــرات من النصوص التي لا تسمح
بالعنـــف ّ الدينـــي وتوصـــي بالتعايش
والتســـامح، ومن بداية القرن العشرين
ظهـــرت محـــاولات لنبـــذ الدكتاتوريـــة
الدينية، على أنها أفظع من الدكتاتورية
السياسية، بل إحداهما تدعم الأخرى

لفظ التســـامح
Tolerance
متداولـــة فـــي القـــرن الســـادس عشـــر
الميلادي
رســـالة
جـــون لـــوك )ت 1704م( التســـامح،
ورســـالة فولتيـــر )1778م( التســـامح،
فأصبحتا مادة ثقافية ّ ومعرفية لتكريس
فكـــرة التســـامح، ومـــا ظهـــرت هاتان
الرســـالتان، إلا بعد تجربة من التشـــدد
والعنف، بسبب ديني

التسامح في مواجهة خطاب الكراهية

تركي الدخيل في كتابه القيم الضافي «التسامح زينة الدنيا والدين» الذي يخلص فيه إلى أن التسامح هو معادلة رياضية بسيطة قائمة على التنوع والمساواة والسلام. هو مبدأ أخلاقي ينم عن ذوق وفضيلة، مثلما هو أحد موجبات الحرية واحترام حرية الآخر. ولذلك، هو نقيض التشدد ودواء شاف من آيديولوجيات التطرف والكراهية والعنف أيا كان مصدرها.

بالرغم من حسن نوايانا.. هكذا يؤدي التعاطف مع الآخرين لنتائج غير أخلاقية

"أكبر عجز لدينا في مجتمعنا وفي العالم الآن هو عجز في التعاطف. نحن في حاجة ماسة إلى أن يكون الناس قادرين على وضع أنفسهم في مكان شخص آخر ورؤية العالم من منظوره".
(باراك أوباما)
 بالتقمّص العاطفي (التقامُص). تختبر في التقمّص العاطفي درجة أضعف مما يشعر به شخص آخر في الواقع. استطاع الباحثون في السنوات الأخيرة أن يثبتوا أن الاستجابات المتعاطفة مع الألم تحدث في المنطقة نفسها من الدماغ حيث يتم الشعور بالألم الحقيقي. لذلك فإنَّ عبارة "أشعر بألمك" ليست مجرد استعارة كلامية؛ إذ يمكن لها أن تحدث من الناحية العصبية في الجسم حرفيا: آلام الناس الأخرى تقوم بالفعل بتفعيل منطقة الدماغ نفسها مثلها مثل ألمك، وبشكل أعم، هناك أدلة عصبية لمراسلات بين الذات والآخرين.
ولجعل استعارة "ضع نفسك مكان الآخرين" حرفية، تخيّل أنك ترى شخصا ما يُسقِط شيئا ثقيلا على قدمه، فإنك تجفل لأنك تعرف ماهية الشعور بذلك، وتستجيب أجزاء الدماغ التي تعاني من الألم (القشرة الجزيرية والقشرة الحزامية). لا تشعر بدرجة الألم نفسها بالطبع إذ لم تُسقط أي شيء على قدمك في تلك اللحظة في نهاية المطاف، ولكن من المحتمل أن يكون لديك رد فعل جسدي غير طوعي كأن تجفل أو تُكشِّر أو تصيبك نوبة غضب مسموعة؛ هذا هو التقمّص العاطفي.
 إذا كنت أفهم أنك تتألم من دون أن أكون أنا المصاب، فهذا ما يصفه علماء النفس بالإدراك الاجتماعي أو الذكاء الاجتماعي أو قراءة العقل أو نظرية العقل أو التفكير الذهني. كما يُوصف أحيانا بأنه شكل من أشكال التعاطف؛ "التعاطف المعرفي" في مقابل "التقمّص العاطفي".
التعاطف المعرفي يعبّر عن قدرتنا على فهم ما يجري في عقول الآخرين. في حالة الألم -حيث يتم إجراء الكثير من الأبحاث حول التعاطف- فإننا لا نتحدث عن الشعور بأي درجة من الألم كما قد يحدث في التقمّص العاطفي، ولكننا بدلا من ذلك، نفهم ببساطة أن الشخص الآخر يشعر بالألم دون الشعور به بأنفسنا. يتجاوز التعاطف المعرفي الألم، إن قدرتنا على فهم ما يحدث في عقل شخص آخر هو جزء مهم من إنسانيتنا وحاجتنا إلى الارتباط ببعضنا البعض.
التعاطف والتراحم هما مرادفان في العديد من القواميس ويُستخدَمان كثيرا بالمعنى نفسه، ولكن لهما خصائص مختلفة.
من المهم هنا أيضا تعريف الشفقة والتعاطف وهما مصطلحان مترادفان في العديد من القواميس، ويُستخدمان بالتبادل، ولكن لهما خصائص مختلفة. الشفقة والقلق أكثر انتشارا من التعاطف، من الغريب أن نتحدث عن التعاطف عند حديثنا عن ملايين ضحايا الملاريا مثلا، ولكن من الطبيعي أن تقول إنك تشعر بالقلق أو الرحمة إزاءهم. كذلك لا تتطلب الرحمة والقلق انعكاسا لمشاعر الآخرين، إذا كان أحد ما يعمل لمساعدة ضحايا التعذيب ويفعل ذلك من خلال دعمهم وتشجيعهم، فليس من الصواب القول إنه يشعر بالشفقة أو الرحمة تجاههم، إذ إنهم يتعاطفون مع الأفراد الذين يساعدونهم، لذا من الأفضل القول إنه يشعر بالتعاطف تجاههم.
مذهب الانسانية غير الاديان 
التراحم لا يعني تقاسم معاناة الآخر، على النقيض من التعاطف، بل يتّصف بمشاعر الدفء والاهتمام ورعاية الآخر، وكذلك هو دافع قوي لتحسين رفاه الآخر. الشفقة هي شعور تجاه الآخرين وليس الشعور بالآخرين.
https://www.youtube.com/watch?time_continue=165&v=YGYZacnMCKw&feature=emb_logo
يمكن وصف التقمص العاطفي ببساطة بأنه "الشعور بما يشعر به الآخرون"، أما التعاطف المعرفي فهو "فهم ما يشعر به الآخرون"، أما التراحم "الاهتمام بما يشعره الآخرون".
التعاطف والأخلاق"تعامل الآخرين كما تحب أن تُعامَل" هو الدرس الأخلاقي الأساسي الذي يُلقى آلاف المرات على مسامع الأطفال في جميع أنحاء العالم.بهذه الطريقة، يمكن أن يقودنا التعاطف إلى الاعتماد على طبيعتنا الأنانية. يوجّهنا التعاطف إلى التعامل مع الآخرين أثناء تعاملنا مع أنفسنا، وبالتالي توسيع اهتماماتنا الأنانية لتشمل الآخرينفي مقابلة، افترض ستيفن بينكر أن الزيادة في التعاطف بفضل تكنولوجيا الطباعة والزيادة الناتجة في محو الأمية هي التي أدّت إلى الثورة الإنسانية أثناء عصر التنوير. الزيادة في التعاطف الناجمة عن قدرتنا على قراءة الروايات عن العقوبات العنيفة مثل نزع الأحشاء والبتر، دفعتنا لإعادة النظر في أخلاقيات معاملة الآخرين بهذه الطريقة. لذلك في حالات معينة، يمكن أن يلعب التعاطف دورا في تحفيزنا على اتخاذ إجراءات أخلاقية. ولكن هل استجابة التعاطف لازمة للقيام بذلك؟ولذا يجب أن يكون هناك أخلاق أكثر من التعاطف: قراراتنا حول ما هو صحيح وما هو خطأ، ودوافعنا للعمل، لديها العديد من المصادر. يمكن أن تكمن جذور الأخلاق في نظرة دينية للعالم أو نظرة فلسفية. يمكن أن يكون الدافع وراء ذلك هو الاهتمام الأكثر انتشارا بمصير الآخرين، وهو أمر غالبا ما يُوصف بأنه قلق أو شفقة.

Kindness and compassion - الطيبة والتعاطف


ل سايمون بارون كوهين، يُعرَّف الشر بأنه "تآكل التعاطف"، فالناس السيئون حقا يفتقرون إلى القدرة على التعاطف، وهذا الافتقار هو الذي يجعلهم يتصرفون بطرق شريرة. ينظر بلوم إلى الأمر من زاوية مختلفة قليلا.
 يعتقد مرتكبو العنف أو الوحشية أن أفعالهم مبررة أخلاقيا، ما الذي يحفزهم؟ يقترح بلوم أنه يمكن أن يكون التعاطف. التعاطف غالبا ما يجعلنا نختار الجوانب، لاختيار من يتعاطف معه يظهر ذلك جليا في السياسة طوال الوقت.

يعتقد السياسيون الذين يُمثّلون أحد الأطراف أنهم ينقذون العالم، في حين يعتقد ممثلو الطرف الآخر أن خصومهم هم من يدمرون الحضارة كما نعرفها. إذا كنت أعتقد أنني أقوم بحماية شخص أو مجموعة من الأشخاص الذين اخترت التعاطف معهم، فقد يكون لدي الدافع للتصرف بطريقة أعتقد أنها مبررة من الناحية الأخلاقية على الرغم من أن الآخرين قد يعتقدون أنني آذيتهم.

تناول ستيفن بينكر هذا الأمر عندما كتب ما يلي في كتاب "أفضل جوانب طبيعتنا": إذا أضفت جميع جرائم القتل التي ارتُكِبت في سعيها لتحقيق العدالة الذاتية وخسائر الحروب الدينية والثورية والأشخاص الذين أُعدموا لجرائم لا يحاسب عليها القانون ومستهدَفي الإبادة الجماعية الأيديولوجية، فإنهم سيفوقون بالتأكيد عدد الوفيات الناجمة عن الافتراس غير الأخلاقي والغزو.

وضع هنري آدامز هذا بعبارات أقوى: "الرجال الطيبون هم الذين يلحقون الأذى الأكبر في العالم دائما". قد يبدو قول ذلك منحرفا: كيف يمكن أن يؤدي الخير إلى الشر؟ هناك شيء واحد يجب أخذه في الاعتبار هنا وهو أننا مهتمون بالمعتقدات والدوافع، وليس ما هو جيد بمعنى وبآخر. إذن، الفكرة ليست أن الشر جيد، بل أن الشر هو ما يقوم به أولئك الذين يعتقدون أنهم يفعلون الخير.

لذلك من منظور أخلاقي، يمكن أن يقودنا التعاطف إلى الضلال. قد نعتقد أننا نقوم بعمل جيد أو أن أفعالنا مبررة ولكن ذلك قد لا يكون صحيحا بالضرورة لجميع المعنيين. هذا أمر مزعج بشكل خاص عندما ننظر في كيفية تأثّرنا بقائمة متنامية من التحيّزات المعرفية.

التعاطف والتحيّزالنظر في الأمور من وجهة نظرهم أو بالتالي العمل على التخفيف من معاناتهمhttps://www.youtube.com/watch?v=MKw8Rv-DwZk&feature=emb_title
******
2020/11

التسامح لا يعني التساهل أو عدم الاكتراث، بل هو احترام التنوعين، الثقافي والإنساني، وتقديرهما، وأن التسامح يعترف بكل حقوق الإنسان العالمية والحريات الأساسية.

 فكرة التسامح حكر على الثقافة الغربية، فللغرب أيضا سجل طويل من جرائم الكراهية والتعصب، حتى بين بعضهم بعضا. ولا يزال هناك تصاعد في مناطق كثيرة لخطاب اليمين المتعصّب، ولكن الفارق أنهم توصلوا إلى قيم الحرية والمساواة والتعايش، بعد مئات السنوات من الحروب الدموية والعالمية، كما أن الفكر المتطرّف الرافض للآخر يسمّى لديهم فكرا متطرّفا، وليس هو الأغلبية، كما أن لديهم وسائل سلمية لحسم الصراع، وليست كل الصراعات لديهم صفرية، كما أن الخطاب الذي يحضّ على الكراهية لديهم مستهجن، فيما هو يعتبر الخطاب المفضل والرسمي أحيانا في بلادنا العربية.

كانت هناك وسائل إعلام سعودية موالية تحتفي باليوم العالمي للتسامح، على الرغم من جريمة تصفية جمال خاشقجي، وعلى الرغم من التقارير الدولية عن التنكيل بالفتيات المعارضات المعتقلات وغيرهن. ووسائل إعلام إماراتية تحتفي باليوم العالمي للتسامح، على الرغم من كل ما تفعله دولة الإمارات في وأد كل مطالب الحرية والديمقراطية في الوطن العربي. وتحتفي وسائل إعلام مصرية كذلك بيوم التسامح، على الرغم من كل تلك الكراهية لثورة يناير وقيم الحرية والديمقراطية، وعلى الرغم من كل ذلك التحريض والتضييق على المجتمع المدني، وكل ذلك الانتقام الذي نراه.

منطقتنا المنكوبة التي يتصارع فيها الجميع مع الجميع منذ عشرات ومئات السنين، يدخل الجميع صراعات صفرية من أجل الفوز فقط، ليس من السهل أن تجد في مجتمعاتنا من يعترف بالتنوّع والاختلاف وضرورة احترام الآخر. انظر سريعا لتجد صراعاتٍ عديدة ومتنوعة ومتشابكة، صراعات ذات غلاف ديني بين السنة والشيعة على النفوذ، وصراعات أخرى بين السنة والسنة، صراعات دموية بين المناضلين على من الذي يتصدّر الصورة أو على الأيديولوجيات واللافتات. مشاحنات وخلافات طائفية كل فترة بين مسلمين ومسيحيين. القوميون العرب ومن يخالفهم، الشيوعيون ومن يخالفهم، وصراعات التيارات الإسلامية مع من يخالفها، حتى لو كان من داخل التيار الإسلامي، بل وتيارات وأحزاب كثيرة تدّعي الليبرالية ضد من يخالفها.

*
تتجاوز الحد المسموح من التعاطف، Jan 15, 2021

 يتعاطف مع الجميع، مشاعره تتأرجح ما بين صعود وهبوط طوال الوقت، فالأشخاص المتعاطفون يصبون وجدانهم ومشاعرهم كلها في تجارب الآخرين، مما يجعلهم يشعرون بأن هذه المشاكل تخصهم، ما بين مشاعر إيجابية لأشخاص، ومشاعر سلبية لآخرين قد تدفع للانتحار، ويتأرجح هؤلاء المتعاطفون، فيصابون بما يطلق عليه "اضطراب التعاطف".

"الإرهاق العاطفي"، وهي الحالة التي يصبح فيها التعاطف عبئا، وعليك أن تدرك حينها أن العلاقة الأهم في حياتك هي علاقتك مع نفسك،

الارتباك واختلاط مشاعرنا مع الآخر، وهذا يحتاج لعدة مهارات يمكن تعلمها -منها تنظيم العواطف، والحفاظ على مسافة متساوية بين ذاتنا وبين ذوات الآخرين- وبهذه المهارات يمكننا الغوص بعيدا في مشاعر الآخرين، ثم العودة بأمان إلى ذاتنا ومشاعرنا الخاصة.

لا تخَفْ من التراجع عندما تشارك مشاعر الآخرين وتستغرق وقتا لمعالجة ما تمر به، ولا تخشى الاعتذار عن الاستمرار، فاعتذارك الحالي عن المشاركة يمنحك فرصة لبقاء أطول، لكن خوفك سيجعل رحيلك المتأخر غيابا دائما، إذ إن الحفاظ على تناغمنا العاطفي والنفسي، يجعلنا أصحاء من أجل أنفسنا، ويمنحنا القدرة على أن نكون متاحين للآخرين.

 التعاطف هو حالة من الأخذ والعطاء، فلا تهدر كامل طاقتك على شخص يلقي عليك بأحماله السلبية طيلة الوقت، دون أن يمنحك فرصة للتحدث عن ذاتك ومشاعرك.

لا تسمح أبدا لهؤلاء الأشخاص أن ينتهكوا سلامك الداخلي تحت دعاوى التعاطف الزائد عن الحد.

May 26, 2021
Jun 7, 2021

 ثقافة التسامح

وفي مسألة حرية الدين والمعتقد، علينا أن نصبح متبنين لثقافة تقر بالطبيعة المقدسة للضمير الإنساني، طبيعة تمنح الحق لكل فرد في البحث الحر عن الحقيقة وتعزز الحوار السلمي لإفراز المعرفة وإن هذه الحرية مرهونة بكشف الأفكار وبالقدرة على مشاركة المعلومات وتبادلها.

عدم قدرتنا على الحوار مع الآخر، يعود إلى عدم تعودنا على النقاش، وحتى مسألة تجاوز الأنماط التي فرضت علينا هي أكبر تحد للانفتاح نحو الآخر المختلف. إذا الحوار إغناء، وليس إقصاء، بل الإنماء باتجاه الأفضل والأحسن دوما لتطوير الحياة، وعليه، فالحل العملي لقبول الآخر والحوار معه، يبدأ من البيت والأسرة كأسلوب حياة في التعامل ما بين المواطنين على تنوعهم وتعدد انتماءاتهم ومشاربهم، بحثا عن قواسم مشتركة للعمل معا لرفعة المجتمع.

 مجتمع قائم على ترسيخ قيمة المواطنة والعدل، باشراك اقرانهم ممن يماثلونهم بالفكر ببناء المجتمع على هذا الأساس بصرف النظر عن المعتقد والثقافة والطبقة، بحيث يدخلون في محادثات جادة في كيفية تحقيق الصلاح الروحاني والرفاه المادي من خلال تطبيقهم لتعاليم دينهم. حتى وان كان الوصول إليه قد يأخذ عقودا من العمل الدؤوب الا ان نقطة البداية تكمن في الحوار القائم على أساس ودي بين أطياف المجتمع المختلفة.

إن عملية نشر قيم التسامح والاعتدال والوسطية، ليست عملية شعارات، إنما هي عملية لها أهداف ومحاور يجب أن تتبناها كل مؤسسات الدولة. فالإنسان عدو ما يجهل، ومن ثم يرسم كل واحد لنفسه صورة عن الآخر انطلاقا من مخاوفه وشكوكه. ومن باب الدفاع عن النفس فيرسمها بصورة دفاعية، بدلا من أن يرى في الآخر شريكا له في البناء للمجتمع ككل جنبا الى جنب.

*

التعاطف مع الذات ****************

Jan 27, 2021

 يرغبون في أن يكتسبوا القدرة على المرونة والتكيف والصمود أمام المشكلات والأزمات.

إن منّا من يفخر بأنه يتعامل مع نفسه بصرامة، ويعتبر أن ذلك يُشكِّل مؤشرا على سعيه، لأن يصبح على أفضل ما يكون، وعزمه على تحقيق هذا الهدف كذلك. غير أن عددا كبيرا من الأبحاث العلمية، يُظهر أن توجيه المرء انتقادات لنفسه، يأتي بنتائج عكسية بشدة. فمثل هذه الانتقادات، تفضي إلى زيادة مستوى الشعور بالتعاسة والتوتر من جهة، كما قد تدفع المرء للنزوع إلى المماطلة والتسويف بشكل أكبر، وتجعله أقل قدرة على تحقيق أهدافه في المستقبل، من جهة أخرى.

فبدلا من أن نمعن في جلد النفس، علينا أن نتعاطف معها، وأن نبدي قدرا أكبر من التسامح إزاء ما ارتكبناه من أخطاء، وأن يعمد كل منّا في الوقت ذاته، إلى الاهتمام بنفسه بشدة خلال الأوقات، التي نمر فيها بإحباطات، أو نشعر خلالها بالإحراج.

لدى معظمنا صديقا جيدا، يقدم له دعما غير مشروط، فإن `التعاطف مع الذات` يمثل ضربا من ضروب تعلم أن تصبح بالنسبة لنفسك؛ صديقا حميما وداعما أيضا".

"تقدير الذات" يترافق لسوء الحظ مع شعور ما بالمنافسة مع الآخرين، وهو ما قد يؤدي بسهولة، إلى أن تصبح للمرء شخصية نرجسية هشة، يمكن أن تنهار جراء ارتكابه أي خطأ محتمل. وتقول نيف إن الإحساس بـ "تقدير الذات"، رهن بـ "تحقيق النجاح.. لذا فهو ليس بالأمر المستقر للغاية، إذ يمكنك أن تشعر به في يوم جيد بالنسبة لك، وتفقده في يوم آخر سيء". يُضاف إلى ذلك، أن الكثيرين ممن يشعرون بـ "تقدير كبير للذات"، يصبحون عدوانيين ومتنمرين، عندما يجدون أن تهديدات ما، تُحدق بثقتهم في أنفسهم.

 الرغبة في الانتحار. وقد أظهر كل المبحوثين أن تحليهم بـ "التعاطف مع الذات"، يعزز من شعورهم بـ "المرونة النفسية"، والقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة والعصيبة. وفي واقع الأمر، أصبحت مسألة "التعاطف مع الذات"، محورا لمجال بحثي آخذٍ في التنامي والازدهار، يثير اهتمام الكثير من الباحثين، حتى من المتخصصين في مجالات علمية أخرى.

 أظهرت دراسة حديثة، أن من يمارسون قدرا أكبر من "التعاطف مع الذات"، تقل مرات إبلاغهم عن معاناتهم من أمراض وأوجاع مختلفة، مثل الصداع والغثيان ومشكلات الجهاز التنفسي وآلام الظهر.

رد الفعل المكتوم، الذي يصدره الجسم حين يشعر المرء بالتوتر"، إذ كشفت دراسات سابقة النقاب، عن أن الشعور بـ "التعاطف مع الذات"، يقلل من الالتهابات التي تصاحب عادة الشعور بالانزعاج الشديد والضيق النفسي، وهي الالتهابات التي قد تؤدي على المدى البعيد، لإتلاف أنسجة الجسم. لكن الفوائد الصحية لـ "التعاطف مع الذات"، قد ترتبط أيضا بما يطرأ من تغيرات على سلوكيات من يمارسون ذلك، وذلك في ضوء الأدلة العلمية التي تفيد بأن هؤلاء، يعتنون بصحتهم بشكل أكبر، عبر اتباع نظام غذائي أفضل، وممارسة تدريبات رياضية.

 من يتحلون بقدر أكبر من "التعاطف مع الذات"، يُظهرون أن لديهم دافعا أكثر قوة لتصحيح أخطائهم

 يبدو أن "التعاطف مع الذات"، يخلق إحساسا بالأمان، يتيح لنا الفرصة، لأن نواجه نقاط الضعف لدينا، وأن نُحْدِث تغييرات إيجابية على حياتنا، لا أن يدفعنا لأن نُفرط في الدفاع عن النفس، أو أن ننغمس في الشعور باليأس.

كف عن النظر إلى "التعاطف مع الذات" و"الاعتناء بالنفس" باعتبار أنهما علامة ضعف. وتشير إلى أن الأدلة المستمدة من أبحاثها "قاطعة" بشأن هذه النقطة تحديدا. فعندما تصبح الحياة صعبة، يتعين على المرء أن يصبح متعاطفا مع نفسه لأن ذلك "سيجعله أكثر قوة".

*
Aug 31, 2021

قبل أن ينقرض التعاطف.. التفوق الدراسي ليس أهم شيء في حياة أبنائنا


يتعلَّم أن يكون لطيفا ومُراعيا في تعامله مع الآخرين

 الموقف المُحرِج عندما يصفنا أحد الأطفال بأننا منافقون؟ يرجع ذلك إلى تمتُّع الأطفال بقدرة عجيبة على ملاحظة الفجوة بين أقوال الكبار من ناحية وأفعالهم من ناحية أخرى، فإذا استطلعنا آراء الآباء حول ما يأملونه لأطفالهم، فسيُفيد أكثر من 90% بأن إحدى أولوياتهم القصوى هي تمتُّع أطفالهم بصفات مثل اللطف والتعاطف، ويبدو هذا منطقيا،

*

علماء النفس بضرورة عدم الاعتماد على التعاطف في إطلاق أحكامنا الأخلاقية باعتباره شعورا مضللا

 البعض يواجه تلك المواقف بالسخرية أو الضحك، لا يقصد بردود الأفعال تلك التقليل من المأساة الإنسانية التي يعيشها الضحايا، لأنها ببساطة قد لا يرونها ولا يعبؤون بأسبابها، وهو السلوك الذي يمكن أن يطلق عليه "افتقار التعاطف" أو "التعاطف الانتقائي".

 لا يرى معاناة الآخرين، ويحولها إلى مادة للسخرية والتسلية، لذلك يجادل بعض علماء النفس بضرورة عدم الاعتماد على التعاطف في إطلاق أحكامنا الأخلاقية باعتباره شعورا مضللا وانفعاليا يكبر ويتضاءل دون معيار أخلاقي ثابت.

غالبا ما يكون التعاطف استجابة للمعاناة الجماعية، لكنه اختيار أيضا، فقد نرى بعض الجماعات والأشخاص الآخرين يعانون من أمر ما ونختار عدم التعاطف معهم

حسب المعتقدات الأخلاقية لكل شخص، فالأشخاص المهيئون للتفكير في القيم الفردية يظهرون سلوكيات أقل تعاطفا مع المعاناة الجماعية، على عكس الأشخاص المهيئين للتفكير في القيم الجماعية،

"الرأفة العقلانية" قد تكون مجدية أكثر فيما يتعلق بدعم الآخرين معنويا، لأن التعاطف يكون مبنيا على تحليل واع وعاقل لحجم المشكلة وليس مجرد مشاعر.

عالم النفس الأميركي ذي الأصل الكندي بول بلوم، إذ ألّف كتابا بعنوان "ضد التعاطف.. قضية التعاطف العقلاني

 يختار بعض الناس أن يكونوا قاسين وحاسمين في عدم التعاطف، ظنا منهم أن التعاطف سيكون مهددا لهم وقد يضعفهم.
 التعاطف لا يمكن اعتباره دليلا أخلاقيا لأنه عبارة عن عاطفة متقلبة وغير عقلانية تروق لتحيزاتنا الضيقة، لذلك تشوش حكمنا الأخلاقي، ويقترح بدلا عنها "الرأفة العقلانية" طريقة للتفكير في القضايا، وذلك من خلال التحليل العقلاني للقضية باعتبارها قضية عادلة دون انفعال أو تعاطف لحظي، مع التفكير في الحلول المؤسساتية والحلول طويلة المدى التي تديم المساعدة، لكنه يرى أيضا أن "قمع التعاطف" يمكن أن يخلق شخصا مريضا نفسيا وقاسيا، وربما تقلل من اهتمامه بالقيم والأخلاق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق