الأربعاء، 28 أغسطس 2024

فالشوفينية العرقية تكره الماركسية العالمية، ورجال الدين يكرهون القادة العسكريين. الجدل الماركسي

 Aug 25, 2022

 الماركسية في منهجها المادي أخذت في جدل هيغل نواته العقلية، ونبذت قشرته التأملية الصوفية التي ترجع العامل الفاعل في الحياة الاجتماعية إلى (الروح المطلقة).

هيغل بمثابة نفي للفلسفات التي سبقته ونهاية منطقية لها، فإن ماركس كان نفي النفي بتعديله للجدل الهيغلي، وبذلك حقق اكتمال الجدل وكان التحول النوعي الذي أدى إلى تأسيس منطق جديد. لكن، ما ميزة هذا المنطق الجديد عن المنطق القديم الذي كان سائدا؟

 طريقة التفكير تنطلق من وضع ملموس (بشر، علاقات، إنتاج..) وبالتالي تخلت عن تعالي الفلسفة وعن تأملاتها، لتغوص في الوجود الحقيقي وفي حركة الواقع وتغيراته وتناقضاته

ليس وعي الناس من يحدد وجودهم، بل وجودهم هو الذي يحدد وعيهم

 رجل الفكر بتأثير من هذا المنطق يحتقر رجل العمل لا يفهم مشاكل الحياة ولا يريد أن يفكر فيها

فكر غائي يبحث في الأمور المنتهية . كما أنه يعطي الأولوية للوعي لا الواقع. بل يسعى إلى إسقاط أفكار صورية جامدة على أي واقع يوضع أمامه بغض النظر عن تناقضاته.

 ما يجب اخذه من ماركس ليس أهدافه السياسية والاجتماعية والأخلاقية التي تمثلها الاشتراكية، بل في المنهج المادي الجدلي الذي اعتمده في التحليل القائم على أولية الواقع على الوعي؛ لأن الصيرورة الواقعية هي الواقع الحقيقي، اما الصيرورة الذهنية فهي في الواقع المفترض المتصور. ولا شك في أن المطلوب هو وعي الصيرورة الواقعية لتكون الصيرورة الذهنية مؤثر فقط، تسهم في تحديد تلك الصيرورة. وبهذا فأن المادية رؤية مفتوحة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق