ومن الإيجابيات الأخرى للمنتديات الإلكترونية الثقافية: إسهامها في إبراز دور الأدباء والفنانين في كافة المجالات، وإمكانية نشر نتاجهم بشكل لم يكن ليتحقّق لهم عبر الصحف الورقية. وتمكينها المقاربة بين أصحاب الميول المشتركة من الكتّاب والمثقفين، وخلق مساحة لتداول الأفكار بينهم. ناهيك عن التخلّص من هواجس الرقابة ومقصّ الرقيب الذي أقصى مراراً الكثير من الأفكار والطروحات. أما من أبرز النقاط السلبية لهذه المنتديات فهي: تعميق تناقض المفاهيم ما بين المجتمع الرقمي والمجتمع الواقعي، والغياب -لدرجة ما- في الوعي الأخلاقي والإطار القانوني والمهني الذي ينظم عمل المنتديات ويحفظ الحقوق الفكرية، وتباين مستوى المواضيع والمواد الثقافية والأدبية من حيث رصانتها، والتخلّي -أحياناً- عن الشروط الإبداعية لبعض المواد المنشورة، ونشر بعض المواد الأدبية السطحية، أو مناقشة قضايا لا ترتقي بالمشهد الثقافي العام، وتكرار نشر المادّة بعد ساعات -أحياناً- في منتديات ثقافية أخرى. وفي الحقيقة لا يمكن تقييم جميع المنتديات الثقافية بالمقدار نفسه، فهناك منتديات ومواقع ثقافية جادّة ومتقدّمة، وبعضها بمستويات أقل. ولعلَّ الأخيرة تكون أكثر حاجة لأن ترتقي بعملها من خلال البحث عن الأشكال الأكثر مثالية لأدائها، وعدم بقائها كمستهلكة للمعرفة، إنما العمل على إنتاج المعرفة وإعادة تعريفها. إضافة إلى ضرورة الالتزام بالمعايير القيمية والفكرية الشفافة، واختيار المشرفين الأكفاء، والتأسيس الأخلاقي في عملية التعاطي مع فضاء الثقافات الإلكترونية. والأهم هو اجتهاد القائمين على هذه المنتديات بهدف تحقيق دور أكثر فاعلية لها في نقل الثقافة إلكترونياً، وبثّ الآراء والأفكار التي تضيف الجديد للحياة الثقافية. وهذا مرهون بالقدرة على توظيف المعرفة، وتطوير آفاق صناعة الإعلام الثقافي في النطاق الفضائي الإلكتروني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق