الكتابة فى الميثولوجيا والأديان تسبب لصاحبها مشاكل كثيرة، أشهرها ما حدث للمفكر المصرى نصر حامد أبوزيد، فما حدث معه ليس أقل مما حدث من كارثة اليونان «قتل سقراط
وأضاف «السواح»: لقد قمت بدراسة الأديان منذ تشكل وجود الإنسان على الأرض، فدرست الأديان فى العصر الحجرى القديم ثم الحديث، وقدمت براهين على وحدة الأديان، أو وحدة التجربة الإنسانية فى الدين، ولاحظت التأثير الواضح بين الأساطير التى ورثناها عن الحضارات القديمة ومجموع الأديان، ثم كشف لنا ذلك كيف تأثرت الحضارات ببعضها، الحضارة تأخذ مؤثرها الأول، أو محرضها الأول من حضارة أخرى، ثم تشق الحضارة الجديدة طريقها وحدها منفردة بسماتها، نحن نجد تشابهًا مثلًا فى الآلهة القديمة مثل أبلو اليونانى وبعلو السورى، أيضًا نستطيع أن نشير إلى براعة الحضارة السومرية فى الكتابة والعمارة، ثم أخذت مصر منها ذلك، وأسست لحضارة لا مثيل لها فى العالم.
وانتقل «المفكر السورى فراس السواح» للحديث عن بنية الدين الإسلامى ولغته، فقال: إن كثرة التفاسير الموجودة حول معانى القرآن تدل على أن هناك إشكالية كبيرة فى اللغة، فلغة القرآن غير لغة القرن الثانى والثالث الهجرى، هناك مفردات فى القرآن لم يعرف المفسرون معناها، ومن الجدير دراسة اللغة العبرية والآرامية، فلغة القرآن هى لغة قريش التى ضمت ألفاظًا مشتركة بين اللغات.
وأوضح أن تعدد القراءات يمثل مشكلة، وهى لا تمس الجوهر بقدر ما تمس اللفظ، وأن أحاديث للنبى وردت فيها كثيرًا، فهناك فترة ثلاثة قرون من تطور اللغة العربية مفقودة تمامًا، وهى فترة سبقت الإسلام فلا نملك منقوشات عنهم، وهى فترة غامضة فى تطور الخط العربى ومفرداته.
نحن نستحق تفسير القرآن، لأننا فى عصر المساحة المعرفية فيه أكبر من القرون السابقة، لكننا لا نمتلك جرأة الخروج من الماضى، فإذا استمرت الحياة كما هى عليه الآن، سوف نشهد انقراض الأديان، لكننا لن نجعلها تنقرض، لأن كل إنسان منا يملك إيمانًا حقيقيًا يظل محافظًا عليه، فأنا مؤمن مثل أى متدين ولكنى لا أسمح لأى أحد أن
يتحكم فى عقلى، من هنا نستطيع أن نسمح للأديان للبقاء.
****************

نايلة طبارة.. الباحثة اللبنانية في الأديان والتلاقي الثقافي


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق