الاثنين، 24 يونيو 2019

الدكتور الفليسوف حسام الآلوسي

 كبار المفكرين، في المجال الفلسفي في العراق والعالم العربي، وهو من الذين يملكون رؤية واضحة عن تطور تاريخ الوعي النفسي والفكر العربي المعاصر، والآلوسي لا يعرف الحلول الجاهزة والاجابات المسبقة ولا يؤمن بالمطلقات الانسانية او الدوائر المغلقة للفكر

 مفكراً موسوعياً في تاريخ الحضارة الاسلامية والفكر العربي المعاصر

فكر عقلاني متجدد في الوعي الفلسفي وعلم المعرفة وعلم القيم الانسانية قولاً وفعلاً، مارس الدرس الفلسفي وبشكل خاص في كتابه الشهير: "حوار بين الفلسفة والمتكلمين" و "دراسات في الفكر الفلسفي الاسلامي" و "الفلسفة والانسان" و" حول العقل والعقلانية العربية" 

حسام الالوسي، في نقد بعض المفكرين العرب – حسين مروة، صاحب كتاب- النزعات المادية في الفلسفة الاسلامية، وطيب تيزيني "من التراث الى الثورة" وكذلك المفكر محمد عابد الجابري "بنية العقل العربي"

مؤاخذتي على حسين في كتابه "النزعات المادية في الفلسفة الاسلامية" تروجه على المنهج الماركسي، وهناك كتاب اسمه "الماركسية في التراث" لمجموعة من الماركسيين منهم – الدكتور توفيق سلوم ونايف بلوز، نقدوا منهج حسين مروة، وطيب تيزيني، النقد في الحقيقة نقد مشترك عند الخروج من المنهج الماركسي،

من الكندي الى مسكويه الى اخوان الصفاء، الفارابي، ابن سينا لا يوجد من نستطيع ان نعتبره ماديا، معظمهم، ما عدا ابو بكر بن زكريا الرازي، وابن رشد، الكندي، كل فلاسفتنا حتى الصوفيين هم فيضيون هؤلاء مثاليون، حثوا بهذه المثالية، وليس بالمادية، فكيف يكون هؤلاء ماديين، عند حسين مروة، وعند طيب تيزيني، لانهم مثلا، قالوا بان الزمان ازلي وبان العالم ازلي بالزمان.

قد يكون الانسان مثالياً. وهو اسمي وقد يكون ماديا وهو اسمي والعكس بالعكس

 كتب د. نصر حامد ابو زيد، اثارت ضجة كبرى في الوسط الاكاديمي والثقافي، وخاصة موقف الدكتور عبد الصبور شاهين ومحمد عمارة والفكر الاصولي

انتاجنا الفلسفي، اهو ابداع ام اعادة صياغة؟ هل يوجد فلاسفة عرب الآن، ام هم مفكرون وهذه هي عقدة الخواجة... ونقول عالم الاجتماع الفلاني، المؤرخ الفلاني، الاديب الفلاني لكي لا نقول الفيلسوف الفلاني فمن اختصاصه علم النفس، يسمى عالم النفس ومن اختصاصه الادب يسمى اديباً، لكن في الفلسفة يتحرجون ويطلقون كلمة "مفكر" باعتبارها متواضعة،

 زكي نجيب محمود، فؤاد زكريا، وصادق جلال العظم، حسام الآلوسي، وغيرهم.. يقال ان هؤلاء مفكرون. لكن الدكتور مراد وهبة صاحب كتاب "الحقيقة المطلقة" الوحيد في العالم العربي هو الذي يسمى فيلسوفاً؟ 

ما الفرق بين الفيلسوف والمفكر؟
- في الحقيقة الفيلسوف يقدم تقريبا مذهبا كبيرا شاملا يغطي كثيرا في موضوع الميتافيزيقيا – الوجود- الاخلاق- لديه منهج معين كأن يكون منهجا تجريبيا او عقليا، هذه عادة حتى ان عدد الفلسفات في اوربا هي بعدد اصابع اليد، كالماركسية، والوضعية المنطقية – الوجودية- هذه المذاهب الكبرى، وسموها ما بعد الحداثة، وما قبل الحداثة، لكن حقيقة الامر، الذي يطلق عليهم كلمة فيلسوف في اوربا كثيرون. لماذا عندما نأتي الى العرب، اذا صار ماركسيا او وضعيا او وجوديا لا يقال له فيلسوفا يعتبروها كبيرة لا بد ان يأتي بفلسفة خارجية عن كل هذه الفلسفات... حتى في اوربا هناك مفكرون وليسوا كبارا وانتجوا كتابا، وشاركوا في النقد الفلسفي وفي المنهج ويمكن ان نطلق عليهم كلمة فيلسوف، واما بالعالم العربي فانهم يطلقون على الفيلسوف كلمة "مفكر" 

هل حقا السبب عدم وجود وعي فلسفي، كما يقول زكي نجيب محمود وان الفلسفة العربية هي استنساخ من الفلسفة الغربية؟

 مسكويه عند محمد اركون وابن رشد عند محمد عابد الجابري، كذلك عند زكي نجيب محمود او المعتزلة عند بعضهم

نحن نحتاج الى قطيعة مع الفكر القديم، وان نبدأ من جديد، والجديد ان الفلسفات والتيارات المختلفة، تبدأ وتترجم الترجمة مهمة ثم مرحلة النقد.. ننقد المترجم وعندئذ يصير لدينا نص فلسفي.

 الفلسفة كانت هي الثقافة في الماضي.. شجرة انقسمت، العلوم، علم الطبيعة، الرياضيات، علم الاجتماع، علم النفس، والبقية لديها مشكلات معينة كان لها تأثير كبير في الماضي ياتي بعد تأثير الفكر والخطاب الديني،

 انواع العقلانيات.
1- هناك عقلانية تجاوزية او متعالية، تتجاوز العقل وتسفهه وترى في السري والغامض واللامفسر وفي الاذعان للغيبي بدون نقاش منتهى العقلانية. هذه العقلانية التجاوزية متوفرة بشكليها بل هي الغالبة على العقلانية عبر تاريخنا والى اليوم.
2- وهناك عقلانية دينية مفتوحة او مرنة. ترى ان الدين والعقل او الشريعة والفلسفة لا يتضادان، لكنها تنطلق عن مصادره ومسلمة هي، ان الدين او الوحي هو الذي يحدد ويقود العقل. وهذه متوفرة عندنا باشكال مختلفة وابرز ممثل لها الكندي الفيلسوف والمعتزلة وآخرون.
3- وهناك عقلانية لاهوتية "ولم اقل دينية هذه المرة" تعتمد على العقل فقط لكنها تعترف بأهم فكرة دينية اعني الاقرار بوجود منظم لهذا الكون، وربما وجود خلود روحي وعالم اخر بعد الموت. وهذه متوفرة ايضا عندنا، من ممثليها الرازي الطبيب وابو العلاء المعري، وابن الراوندي وآخرون.
4- عقلانية علمانية، تقول بفصل الديني عن الدنيوي وحصر الديني في علاقة فردية بين الانسان والله، ولا اعرف ممثلا لهذه العقلانية عند مفكرينا القدامى، ولا ادري ان كان يوجد مثل هذا عندنا اليوم.
5- هناك عقلانية، عقلية خالصة، تتجاوز كل سلطان او سلطة سوى سلطة العقل، وهذه اقسام:- عقلانية شكية، منهجها الشك، ولا شيء مقدس ولا تقبل شيئا الى بعد عرضه على العقل والتمحيص الدقيق، ولا اجد لها ممثلا عند فلاسفتنها ولا يدخل شك الغزالي ضمن هذا الفريق.
6- هناك العقلانية الحقوقية: واقصد بهذا تأكيد لوائح هيئة الامم ومنظماتها العالمية الافق، على حقوق الفرد في 
الاعتقاد والرأي الفردي، بلا قيد ولا شرط.

هشام جعيط يرى الديني يقود السياسي عبر حضارتنا، وتراثنا والى اليوم

يرى اركون ان العالم الديني بحد ذاته ليس حقيقة ملموسة يمكن ملاحظتها، هو تعابير واشارات وكلام عند التحليل لا يبقى منه الا الشخص الذي يمارسه. اي ان الدين هو البشر الذين يتحدثون به ويفسرونه.. الخ. ينتبه اركون الى مسألة مهمة وربما تعتبر نقطة اساس لموضوع الحرية وكتبها وسيادة قوة اللاحرية، مركزا، هذه المرة على دور المثقف والذي هو دور سلبي، خائن ومرتكز لتغطية سلوكه هذا – على الاعتذار لنفسه بقسوة السلطات وسيطرة انصار الفكر التقليدي.
ان اركون يبالغ في مسألة قراءته للنصوص وفعاليتها، وعلى العكس نجد المستشرق جولد تيسر مثلا: يرى ان الفقهاء والمتكلمين وسائر فروع المعرفة والعلوم الاسلامية هي تطوير وتوسيعاً يمثلون تطويراً للمعنى الاصلي للنص البسيط والساذج وربما المتناقض في امور العقيدة.

ويعتقد اركون ان اسقاط الحاضر في الماضي الموجودة في العالم الاسلامي، بما فيهم الماركسيون – التوفيقيون- متفقون على ثلاثة مسائل، هي:-
1- الاسلام هو الدين الحق والقانون الكامل "الشريعة" لكل المجتمعات.
2- ان ذروة السيادة لا يمكن لها ان تتواجد الا في الاسلام.
3- لقد مزقت الامة في الماضي وينبغي الرجوع الى القرآن فهو يحتوي كل العبارات الواضحة والمتعالية التي يفترض ان تطبقها الحكومة الاسلامية.
ان جراءة اركون هنا لا نهاية لها فهو يدعو الى ادخال هذه السيادة العليا، الاديان ضمن شبكة استقصاء شامل حول طبيعة ووظائف البعد الديني.

فؤاد زكريا: في كتابه "الصحوة الاسلامية في ميزان العقل":
يتساءل فؤاد لماذا الكل ينهض ما عدا العالم الاسلامي، هل هو خطأ الاسلام ذاته، ويجيب – الاسلام هو ما يصنعه به المسلمون، ويستعرض موقف المفكرين الليبراليين والماركسيين والقوميين، من الموجة الجديدة لاحياء القيم الاسلامية كمرشد وموجه للمجتمع ويكاد بزواج بين العلمانيين والليبراليين.
ويجيب قائلا – لماذا فشلت الليبرالية، بسبب العسكر والعشائر، ولانها ليست في جوها، اي ان المجتمع العربي ليس متطوراً رأسماليا كافيا وايضا بسبب غياب الحرية. والماركسية فشلت لانها لم تلتفت الى الواقع. ويلاحظ فؤاد ان الجهد هنا ضائع لاننا علينا ان ننتظر حتى تكشف النظرية العلمية بالمجهود البشري ثم نهتدي اليه. ويضيف فؤاد ان صور تشويه انصار التراث متعددة ويشوهون معنى الحاضر والماضي على حد سواء، اذ ان الماضي في نظرهم له وظيفة حرة فعالة، ويظل فيها محتفظا بطابعه الخاص، ولكنه يؤثر في الحاضر ويتحكم فيه بطريقة مضادة للتاريخ.

 برهان غيون:- في كتابه "الدولة والدين"
نهايات الحكم الراشدي، بحيث عادت السيادة للدولة على الدين رسميا وان ظل الدين له وجوده في الوعي الشعبي. وفي المنطقة التي لا تقع مباشرة تحت سيطرة الدولة. في اعتقادي ان هذه النظرية غريبة ومن الصعب جلب الادلة والبراهين،

 الجابري يغلو في امور تحجيم العقل العربي، وان الدراسات الحديثة ترى انه عقل فاعل انتج في ميادين مختلفة، خارج الاطار اللاهوتي الخالص ومن الخطأ تصور ان العقل العربي يساوي العقل الديني او المرجعي، ففلاسفتنا، لا شأنلهم بفلسفة دين اسلامي ومسيحي، انهم لاهوتيون حسب المرحلة العالمية لكنهم فلاسفة مستقلون بمعنى الكلمة.

 الديمقراطية اصبحت كلمة تتردد بابتذال وبطريقة تشعر ان من يقولها على علم جيد بشروطها وبنيتها وتاريخها علما بانها وليد جديد نشأة وترعرع وما زال في دور النمو،
 نمط حياة، بل هي ثمرة نمط حياة يزاول اهلها الحوار ويتميزون بالمرونة الفكرية ويحترمون الاختلاف، ويرون الاشياء بعقولهم، يرونها بعقل فردي، اقصد ان كل انسان يتعقل الامور العامة براية الخاص ولا ياخذ هذا الرأي تابعا لشيخ عشيرة او لفتوى مفتين او توجيه سلطة او ذوي سلطة اجتماعية او مالية معاشية او ضيقية او ما شئت من سلطويات في مجتمع متخلف ما زال على اعقاب الانتقال نحو مجتمع حديث ورجله الاخرى غائطة في العصور الوسطى ووشائج عصور التخلف والامية، والتقليد، والوعي المعكوس الذي يوجه وجهة للماضي ويعطي ظهره للحداثة بابسط اشكالها.

نحن بحاجة الى حركة تنويرية، بحيث نجد الفرد المصري الواعي المتنور الذي لا تؤثر فيه اي من هذه للولاءات، بشكل يعطل ولاءه الاول والاكبر، الولاء للانسان كأنسان، وللوطن وللمواطنة. ولا بأس عن ذكر خمسة نقاط للديمقراطية:-
1- الديمقراطية ابنة الحداثة واوربا، ولا وجود لها قبل في اي مكان.
2- الديمقراطية جزء من بنية كلية في بناء عضوي من لحمة المجتمع الحديث القائم على العلمانية.
3- الديمقراطية لا توجد بدون احزاب حرة وتنوع.
4- لانجاح لبناء الديمقراطية في مجتمع لا يعرفها الى زمن طويل واجراءات عميقة في صلب بنية المجتمع وخلق ظروف معينة.
5- لا تحقق الديمقراطية اذا لم يتوفر الناخب الفرد الواعي المتنور الذي لا تؤثر فيه ولاءات تقف على الضد من الولاء وللمواطنة والانسان كانسان..

نظرية دارون. تصور هرقليطس العالم واحد ازليا في حركة وتغير دائمين وفقا لنواميس محددة. ولكن فلسفة افلاطون وارسطو وفلوطين واتباعهم والتصورات الكنسية استبعدت هذا المفهوم واقامت بدله تصورا، مثله احسن تمثيل بطليموس في نظريته المعروفة. وان مفهوم التطور لم يقف عند هذه الميادين، ففي الكيمياء ايضا اوضحه نظام العناصر الدوري لمندلييف وفي المجتمع اوضحته المفاهيم التطورية سواء عند سبنسر او سواء، فقد تحقق في القرنين اواخر القرن الثامن عشر الى القرن العشرين مفهوم التطور في الطبيعة وكمل بالاكتشافات الكبرى الاتية:
1- اكتشاف الخلية الحية التي تتطور عنها الاجسام المعقدة واتاح ذلك تصور الانتقال من الجسم الكيمياوي الى الجسم الحيوي.
2- اكتشاف تحول الطاقة وبقاء المادة وان كل القوة الفيزيائية والكيميائية مظاهر لحركة المادة.3- اكتشاف تطور الانواع الحية الذي قضى على الحاجز الميتافيزيقي بين مختلف الانواع. وكذلك اكتشاف نظرية للتطور عامة للكون والعضويات على انه تطور تاريخي طبيعي وان المادة تتصاعد في نمو تاريخي.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق