الجمعة، 3 ديسمبر 2021

الارهاب **** الجهاد العالمي *****

Nov 12, 2019

سيد قطب معالم في الطريق والارهاب العالمي
"المصطلحات السبعة" لمنظر الإرهاب الأكبر!!

 سيد قطب «معالم في الطريق» الصادر في العام ٦٤

• أولا: «الجاهلية»: وتعنى لدى قطب أن البشرية ارتدّت وعادت إلى عصر ما قبل الدين والشرائع وكل الناس «مرتدّين» وكفرة!!

• ثانيًا: «مملكة البشر»: وهى المملكة التى يحيا فيها البشر الآن ويحتكمون في بلادهم لقوانين من صنع البشر والذين وقعوا عندما التزموا بها في عبادة من سنها ويسميها قطب (مملكه عبادة البشر للبشر)!!

 ثالثًا «مملكة الله»: وهى المملكة التى سينقل تنظيم الإخوان العالم إليها وهى مملكة يحكم فيها البشر بقوانين إلهية فقط هى من صنع الله حصرًا، يعودون بها إلى عبادة الله بدلا من عبادة البشر الذين يعيشون فيها الآن!! 

 رابعًا: «الحاكمية لله»: والتى تعنى أن تلغى كل الدساتير التى صنعتها الأمم وكل القوانين التى شرعتها برلمانات الدول والاحتكام إلى ما أسماه الدستور السماوى وهى فكره نقلها عن الباكستانى أبو الأعلى المودودى!! 

خامسًا «المجتمع المسلم»: هو جماعة الإخوان المسلمين فقط وحصرًا وهو مجتمع صغير وسوف يكبر وتندمج الناس فيه وتهرول إليه. 

• سادسا «دار الحرب»: كل أرض تحارب المسلم في عقيدته وتصده عن دينه وتعطل عمل شريعته فهى دار حرب، ولو كان فيها أهله وعشيرته وقومه وماله وتجارته!!

• سابعًا «الجهاد»: ومن ثم يتحتم على الإخوان أن يزيلوا كل هذه الأنظمة بوصفها معوقات التحرير العام للبشرية جمعاء!!

• يقوم تصور قطب المريض على أن العالم الحالى عالم كافر مرتد إلى ما قبل الدين والشرائع، والبشر فيه يعبدون البشر لأنهم يحتكمون لقوانين ألفها بشر وعليه فهم بشر يعبدون بشر، وهو يريد أن ينقلهم إلى عبادة الله!!

• وعليه يكون جميع سكان الكوكب كفارا، بينما هناك مجتمع من المسلمين محدود اسمه (جماعة الإخوان المسلمين) وهى الجماعة التى ستسعى إلى أن تنقل البشر من مملكة البشر إلى مملكة الله على اعتبار ما حولها من بلاد ودول هى (ديار حرب) تعطل قوانين الله وتمنع حكم قوانينه في الأرض. 

• وفى هذا السياق سوف تقوم الجماعة بتقليد وإعادة سيناريو الجيل النبوى الأول، وسوف تقوم بتحريك النص وتفعيل آلياته على الأرض وتحويله إلى نص حركى للتنفيذ وليس فقط للعبادة والتدبر، وسوف تقوم الجماعة بإعادة فتح البلاد ودعوة جماعة البشر في كل ربوع الأرض إلى الإسلام حتى لو كانوا «يدعون» أنهم مسلمون وبطاقاتهم وهوياتهم تؤكد أنهم مسلمون حيث يعتبر قطب المساجد الحالية (معابد جاهلية)!! 

• يقول قطب «تقف البشرية اليوم على حافة الهاوية، والغرب لم يعد لديه ما يعطيه للبشرية من قيم، والمعسكر الشرقى يتراجع، والحضارة الغربية أفلست ولم تعد قادرة على القيادة، وقيادة الرجل الغربى أوشكت على الزوال». 

• وعليه يقول قطب: «لا بد من استلام قيادة العالم وفورا، وتزويد البشرية بمنهج أصيل، لقد أدت الوطنية والقومية دورها وانتهى زمانها، وفشلت الأنظمة الفردية والجماعية، والعالم يعيش الآن في جاهلية تامة، وتحكمه قوانين من صنع البشر، ولا بد من بعث جديد يتسلم قيادة العالم والبشرية، ولا بد من استعادة سلطان الله المفقود على حياة البشر»! 

• وتحت عنوان نشأة المجتمع المسلم صفحة ٣٣/٢٩ يقول «الجاهلية تقوم على حاكمية البشر للبشر وعلينا أن نقيم تجمعا عضويا حركيا مستقلا ومنفصلا عن المجتمع الجاهلى ومواجهته لهذا المجتمع الجاهلى وهكذا يمكن أن يوجد الإسلام مرة أخرى»!!

• وفى ص ٩٣/٩٢ يقول «الجاهلية هى عبودية الناس للناس، فإما إسلام وإما جاهلية، نحن لا نقبل أنصاف الحلول إما شريعة الله أو الهوى، ووظيفة الإسلام هى إقصاء الجاهلية من حكم البشرية وتولى القيادة على منهج الله.

• وعليه «علينا أن نقلد الجيل الأول نقرأ القرآن من أجل التنفيذ الفورى للآيات وليس من أجل العبادة والتدبر، الجهاد الدائم وإقامة المجتمع المسلم، ولا نكف عن الجهاد إلا إذا كانت مسألة (خطة) وأن نعتبر أن لا إله إلا الله معناها حصرا (إن الحكم إلا لله)».

• وفى ص ٨٩،٨٨ يقول «وطن المسلم الذى يحن إليه ويدافع عنه ليس قطعة أرض، وراية المسلم الذى يعتز بها ويستشهد تحتها ليست راية قوم، وانتصار المسلم الذى يهفو إليه ويشكر الله عليه ليس غلبة جيش.

• وفى ص٩٠ يقول قطب «كل أرض تحارب المسلم في عقيدته وتصده عن دينه وتعطل عمل شريعته فهى دار حرب، ولو كان فيها أهله وعشيرته وقومه وماله وتجارته»!!

• وتحت عنوان جيل قرآنى جديد يقول «علينا أن نخرج من جاهليتنا وننقطع منها مثلما فعل الجيل الأول»!!

• ويقول «لا بد من قيام مملكة الله في الأرض، وإزالة مملكة البشر تمامًا، وانتزاع الناس من العبودية لأحكام البشر؛ فالإسلام ليس عقيدة حتى يقتنع بإبلاغها فقط إنما هو منهج يتمثل في تجمع تنظيمى حركى يزحف لتحرير كل الناس، ومن ثم يتحتم على الإسلام أن يزيل هذه الأنظمة بوصفها معوقات التحرير العام حتى يكون الدين كله له»!!

• ويضيف قطب «علينا أن نتلقى للتنفيذ والعمل، أن هدفنا الأول سيكون ماذا يريد منا القرآن أن نعمله وفورا؟!!

• وتحت عنوان طبيعة المنهج القرآنى ص ٢٨،١٣ يقول قطب «يجب أن ندعو الناس إلى اعتناق العقيدة حتى لو كانوا يدعون أنفسهم مسلمين وتشهد لهم شهادة الميلاد بأنهم مسلمون»!!

• ويضيف: «الإسلام هو إقرار عقيدة (لا اله الا الله) برد الحاكمية لله وطرد المعتدين على سلطان الله فإذا وافق على ذلك عصبة من الناس أطلق عليهم (المجتمع المسلم)»!!

• وفى مقدمة الكتاب يقول قطب «لا بد من طليعة تعزم هذه العزمة لتستلم قيادة البشرية لكن لا بد لهذه الطليعة من معالم في الطريق»!! 

• لقد تصور الإخوانى قطب أن الرسالة نزلت للتو عليه وعلى جماعته مره أخرى وعليهم أن يفتحوا هذا العالم «الكافر والجاهلي» من جديد كما فعل الجيل الأول!!

• وهو ما عبر عنه الإخوانى القطبى محمد مرسى مرشح الرئاسة المصرية إبان حملته الانتخابية عندما خطب في جماهيره في المحلة واعدا إياهم بإعادة «فتح» مصر حالة نجاحه وكأن الرسالة نزلت عليه!!

• لقد تصور قطب أن آيات الجهاد التى جاءت لتخاطب النبى كى يقاتل مشركى زمانه من الذين يعتدون على أتباعه أو الذين يمنعون معرفة الله في بلاد الدنيا ويحولون بين الناس وبين الله، تخاطبه هو وجماعته أيضا، وظن أنها جزء من الدين من الشريعة، بينما هى من الآيات التاريخية التى خصت النبى وقومه فقط ولها مناسبات نزول خاصة أوجدتها!!

• وفى هذا السياق الهلامى وهذا الخيال الهليودى المريض سوف يحل مرشد الإخوان محل النبى ويحل أعضاء مكتب الإرشاد محل الصحابة ويحل أعضاء الجماعة محل جيش المؤمنين الأول الفاتح!!

*

الإرهاب الإسلامي: بحث عن أصول الأصول

حسن منيمنة
2019

ولا شك أن المعالجة الحداثية، في إطار الفكر الإسلامي السياسي الملتزم، لمفهوم الأمة، بما يرتقي بهذا المفهوم إلى الصيغة الجامعة المانعة، ومفهوم الحاكمية، والذي يُقصر الشرعية السياسية على التنزيل رغم غياب المضمون الوافي فيه للغرض المقصود، تقضي لدى من يعتمدها بوجوب الخلافة والجهاد كمشروع سياسي ملزم، وتجعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسيلة قمع، وتفتح مجال التوظيف أمام استدعاء آيات القتال، وخاصة آية السيف، كما أحاديث الذبح والتترس والبيات، وصولاً إلى استحداث مفاهيم للإمعان بالتشدد، من إنكار العصمة الأصلية للنفس وتكفير مجهول الحال إلى البعث على النيات.

شدّد على وجوب الفصل بين النص، والمقصد الإلهي من خلفه، وبين القراءات المتتالية له في المراحل الفكرية والتاريخية المتوالية، كما في السياقات المكانية المتوازية، وذلك في إطار الرد على من يجعل من الإفراط بالعنف والإرهاب سمة إسلامية حصرية.

أي أن بابكر يفصّل المفاهيم الجهادية وينكر انسجامها مع روح الدين ويحكم بخطئها، ويبرئ الإسلام بصيغته الأصلية منها.

المعضلة في هذه المقاربة هي أن أية قراءة للنص، بما فيها التي تنبّه إلى وجوب الفصل بين المقصد الإلهي والفهم الإنساني، هي بالضرورة قراءة «بشرية» كذلك، تتساوى في سمتها هذه مع سائر القراءات، أي لا يسعها أن ترتقي للحكم على غيرها إلا من موقع «إيماني» خاص بها، كما تفعل كافة القراءات الأخرى، دون أن يستقيم زعم حصرية العقلانية أو المنطقية لديها، كما يأتي الطرح غالباً وإن دون تصريح. بل إن السبيل الوحيد لافتراض موضوعية للقراءة الرافضة للتشدد، دون الخروج من النطاق الديني الإسلامي، هو في إدراجها ضمن إطار يتجاوز مرجعية النص ويقدّم عليها مرجعية العدل مثلاً، كما فعل المعتزلة، أو مرجعية الرحمة الإلهية، كما في بعض القراءات الصوفية، وهو ما اعتبره علماء السنة والجماعة في المراحل السابقة مذهب «أهل الأهواء» الذين يقدمون قناعاتهم المسبقة على «الحق» الذي يفيده النص الصريح.

ويمكن القول، استقرائياً، أن الزميل بابكر ومن يوافقه في أن القراءات التي يبنى عليها التشدد مخالفة لمقصد الدين، أو أنها مبنية على نصوص يتوجب رفضها ابتداءاً، كما هو رأي «القرآنيين»، أو أنها تعود لتأثير مفرط للمتشددين من السلف، مثل ابن تيمية أو محمد بن عبد الوهاب، ينطلقون جميعاً وإن دون إشهار للأمر من مرجعية جديدة يلزمون القراءات ضمنياً الامتثال بها، هي مرجعية «الأنوار» (أو وفق الخطأ الشائع إنما الدال، والذي تجنّبه الزميل بابكر، «التنوير»)، أي الأفكار المؤسسة لما يصطلح اليوم على اعتباره قيماً عالمية، الحياة والحرية والكرامة والمساواة وغيرها.

المسألة الأولى هي حول تجنيب النصوص الأولى، ولا سيما منها القرآن والسيرة، المنهج النقدي. قد يكون الاعتبار هنا عملياً، نظراً لحساسية الموضوع ومنعاً للتنفير، أو قد يكون مبنياً على قناعة إيمانية. ويتبين اندراج معظم من ينأى بالقرآن عن النقد ضمن إطار الحصن الإيماني، أي الإصرار على إيجاد المخارج للنصوص كي لا تتعارض مع مرجعية الأنوار، سواء من خلال العودة إلى أدوات التفسير المعتمدة (الحقيقة والمجاز، العام والخاص، المطلق والمقيد، المجمل والمفصل، الناسخ والمنسوخ، أسباب النزول، وغيرها)، وإن بالإفراط والتفريط الهادفين، أو من خلال التمسك السجالي بالجزء المفيد على حساب الكل.

فالأمة والحاكمية والخلافة والجهاد وغيرها من المفاهيم الأولية في الفكر الإسلامي الجهادي اليوم تبقى عرضة للتمييز. أما «أصول الأصول»، والتي تتشعب بحضورها في النص القرآني دون أن تحصر بعبارة واحدة أو مفهوم محدد، فتفنيدها أكثر صعوبة.

أول أصول الأصول هذه هو «الأعلوية» التي تمنح المؤمنين أو المسلمين رتبة أعلى من غيرهم، فهم الأعلون وهم خير أمة ومنهم الناجون ومنهم أهل الجنة وهم الذين يرجون ما لا يرجوه غيرهم، وغيرها من صفات المقام.
وقد تكون العلاقة بين الاستعلاء، أي الأعلوية في صيغتها التطبيقية، والإرهاب مباشرة في العديد من الحالات. فالإرهابي المسلم المحفّز ذاتياً كما الذي تُجرى تعبئته قد لا يكون على بينة من دقائق الأحكام الفقهية، غير أنه غالباً على إدراك مسبق لأعلويته كمسلم إزاء الكافر غير المسلم، بل حين يكون التفاوت في المقام الدنيوي لصالح غير المسلم، يتضاعف الزخم التصحيحي المنتج للإرهاب.
ثاني أصول الأصول هذه هو «اختلال المقادير» في العقوبة والحدود، ابتداءاً من قطع يد السارق وصولاً إلى الخلود في نار الجحيم لمن غاب عنه الإيمان. فالمال المسروق يعوّض، أما اليد المقطوعة فلا، والكفر لا يضرّ رب الكون وإله الشريعة البتة ولكنه يستجلب عذاب النار إلى أبد الآبدين.
أما أصل الأصول الثالث هنا فهو «افتئات الفئات»، أي الانتقاص من المباح لهم والاستزادة من الواجب عليهم، ابتداءاً بالمرأة بما يشملها من انتصاف في الشهادة والميراث وما عليها من ستر للعورة، وكلها عورة، مروراً بالمرتد، بما يطاله من هدر وقتل، وصولاً إلى الرقيق والسبايا وملك اليمين وما هم عليه من مظالم مباحة.
«سب الذات الإلهية» أودت بحياة أعداد لا تحصى في ديار الجهاد وغيرها، فيما السبي، هذه الشعيرة التي أعاد المجاهدون إحياءها، لم تجد إلى اليوم من يقضي بتحريمها.
ويمكن للقراءات الدينية الساعية إلى التوفيق مع مرجعية الأنوار محاولة تبديد هذه الأصول وتشتيتها، إنما بما يتعارض مع النص ومع الفهم الراسخ له. والمفاهيم التي يشرّحها بابكر فيصل، وغيره من الزملاء، من مفهوم الأمة نزولاً، لا تنتشر عن عبث، بل لأن أصول الأصول هذه تمهّد لها. فالسؤال هنا هل في معالجة هذه المفاهيم تطرّق إلى العوارض دون الأسباب العميقة المتمثلة بأصول الأصول هذه؟ وهل يمكن التوقف عند نقد النصوص المشتقة دون نقد النصوص الأولى؟
واقع الحال هو أن سطوة المفاهيم التي هي موضوع النقد، أو تأثيرات أصول الأصول هذه عليها قد لا تكون عائدة إلى اعتبارات فكرية محضة، بل قد تكون هذه الأوجه الفكرية إطاراً وحسب لاعتبارات أخرى مادية ومعنوية. غير أن الاقتصار على ذكرها في مقال الزميل هو ما استدعى الحصر بالإطار الفكري هنا.
أما المسألة الثانية والتي تواجه البناء على الأنوار كمرجعية ضمنية عند استدعاء النص الديني فهي في انحراف التطبيق نحو القسوة أبان تقييم التجربة الإسلامية.
*

أسهل وسيلة للتشويه.. لماذا نحتاج حقا لإعادة تعريف "الإرهاب"؟ 2020

الإرهاب هذا المصطلح الذي أصبح من أكثر المصطلحات انتشاراً وخطورة واستخداما بالعالم، بسبب سوء استخدامه ومدلولة الفضفاض وعجز المؤسسات الدولية والقطرية لإيجاد تعريف شامل وواضح له حتى اليوم، وبفضل عدم الوصول إلى تعريف واضح يحدده أولا، ويؤطر سلوكياته ثانياً، ثم بفضل استخدامه شعارا لحروب عالمية وإقليمية في حملات لقمع جماعات وحركات معارضة أو متمردة دينياً أو سياسياً تحت هذا المصطلح الفضفاض. هذا فضلاً عن استخدامه من قبل تلك الجماعات أيضا في تبنيه كبعد ديني من خلال النظرة النصوصية لآيات قرآنية. وفضلاً أيضا عن خروجه من دائرة ممارسة الفعل الإرهابي إلى أطر أشمل كالإرهاب الفكري والاجتماعي والسياسي وإرهاب الدولة.

وفي ظل ما سمي بحالة الصراع السرمدي بين الغرب والإسلام
 ظهر هذا المصطلح مرات عدة كان من أبرزها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. حين أطلق الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن حملته وأعلن عن حربه ضد الإرهاب وحشد لذلك حشدا عالميا ضم خلاله دولا إسلامية وذلك لمحاربة ما يسمى بتنظيم القاعدة الذي وسم بالإرهابي ونسبت إليه آنذاك أحداث سبتمبر. ومثلت تلك الحملة مفتاحا لدخول العراق وأفغانستان. تحت ذريعة محاربة الإرهاب الدولي.

ثم اتسع نطاق الإرهاب. فظهرت جماعات وفروع جديدة. كتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية وفي المغرب العربي. ثم لاحقا جماعة بوكو حرام النيجيرية. وأخيراً تنظيم الدولة الإسلامية أو ما سمي لاحقاً بـ (داعش) اختصارا. وبسبب ذلك تشكلت تحالفات إقليمية أخرى كالتحالف الروسي الإيراني السوري لمحاربة هذا التنظيم وضم العراق أيضاً، ثم التحالف الإسلامي بقيادة السعودية لمحاربة الإرهاب، وأسست مراكز لدراسات الإرهاب وعقدت مؤتمرات دولية وإقليمية لذلك. وظل هذا المصطلح دون تحديد. مما جعله مصطلحاً فضفاضاً يسمح للجميع باستخدامه وفق مصالحه أو في إطار سياسات أمنه القومي وبتطويع القوانين وتعديل الدساتير في ذلك، ليس هناك مشكلة.

وبناء على هذا المصطلح المجهول التعريف أكاديمياً ودولياً، ولو أخذنا السودان كنموذج ومع مجيء الإسلاميين إلى السلطة في السودان وإعلان السودان عن مشروعه الإسلامي العربي واحتضانه لأول مؤتمر له في عام 1993م وبروز شخصيات إسلامية وجهادية في هذا المؤتمر، وتزامناً مع استهداف سفارتها في نيروبي ودار السلام واستهداف موكب الرئيس المصري في أديس أبابا ووجود بعض قيادات تنظيم القاعدة في السودان كل هذه عوامل كان السبب في اتهام السودان برعاية الإرهاب الدولي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ثم فرض حظر سياسي وحصار اقتصادي وعزلة دبلوماسية إقلمية ودولية على السودان دام لسنوات، مما أضر بكثير من مصالحه طوال هذه السنوات وأرهق ميزانية الدولة بالديون الخارجي، وتحمل الشعب تبعات ذلك في نهاية المطاف.

فلو نظرنا للإرهاب كظاهرة كهنوتية تفرزها الديانات فسنجد عبر تاريخ الكنيسة في أوروبا وما فعلته بعلماء المدرسة التجريبية، وما فعله بولس مع أتباع المسيح، ومع فعله الأرثوذكس مع نصارى الكاثوليك في مصر ونفيهم للأنبأ شنودة والتاريخ الدياني حافل بذلك. أما لو نظرنا إليه كظاهرة اجتماعية فهناك إرهاب الدولة وإرهاب المجتمع وإرهاب الفكر، وما فعله البيض من انتهاكات للأفارقة واستبداد بجنوب أفريقيا حتى ظهور حركات التحرر وقادة التحرر كنيلسون مانديلا وباتريس لومومبا وغوفان مبيكي وغاندي وغيرهم، وما فعلته أمريكا من إبادة 112 مليون نسمة من الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا كذلك ذلك يعد لوناً من الإرهاب وفق التصنيف الحالي. فبالتالي عند دراستنا لمصطلح الإرهاب لابد وأن ندرسه كظاهرة تستحق الدراسة وإيجاد آلية لتفهم وضبط وإعادة تعريف مانع شامل مختصر تتحاكم إليه كل المجتمعات والمؤسسات الدولية.

*

السلطات المصرية توسّع مفهوم الإرهاب ليضم وسائل الإعلام ومواقع التواصل

انتقد سياسيون وإعلاميون وحقوقيون سعي النظام المصري لضم القنوات الفضائية والمؤسسات الصحفية وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي المعارضة لقائمة الكيانات المحرضة على الإرهاب، واعتبروه تطورا خطيرا وخطوة غير مسبوقة لانتهاك حرية الصحافة يجب التراجع عنها.

ووافقت لجنة الشؤون التشريعية والدستورية بمجلس النواب المصري يوم الاثنين الماضي على تعديل قانون تنظيم قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين، المقدم من الحكومة، لضم وسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة إلى تعريف الكيان الإرهابي بالقانون رقم 8 لسنة 2015.

كما تتضمن التعديلات منع الصحفيين المدرجين على قائمة الإرهاب من السفر أو وضعهم في قوائم ترقب الوصول، وسحب جوازات سفرهم أو إلغائها، أو منع إصدار جوازات سفر جديدة لهم، إضافة إلى مصادرة أموالهم وتجميد ممتلكاتهم.
المدهش في الأمر أن هذا التعديل يجري طبخه بهدوء وربما لم يشعر به أحد ولم تتحفظ عليه أي هيئة أو مؤسسة أو نقابة إعلامية أو صحفية أو حتى حقوقية رسمية، وهو ما اعتبره البعض تسليما بالأمر الواقع في ظل انخفاض سقف الحريات بدرجة غير مسبوقة في مصر.
وفي منتصف الشهر الجاري، كشف "التقرير العالمي 2020" لهيومن رايتس ووتش عن تراجع حقوق الإنسان في مصر، وتحدث التقرير عن حجب نحو 600 موقع إلكتروني إخباري وسياسي وحقوقي، بالإضافة إلى مواقع تواصل اجتماعي وتطبيقات للتواصل الآمن دون موافقة قضائية.

ويخربون عقول الشباب، فكثير من الناس لا يعرفون حقيقة الإرهاب، فمثلا يتلاعب البعض بتفسير آيات القرآن لتكفير الدولة"، على حد قوله.

ن الواضح أنها وسيلة أخرى من السلطات المصرية لقمع كل منافذ التعبير عن الرأي، والترهيب من أي محاولة لمعارضة النظام".

التعديلات التي أجراها البرلمان، قائلا "لم يتبق سوى ضم جموع المشاهدين والمستمعين والقراء إلى التعديل القادم على ما يسمى بقانون الكيانات الإرهابية".
واعتبر أن خشية النظام من الإعلام المعارض وأقلامه تعكس نجاح هذا الإعلام في الوصول للجمهور والتأثير فيه للدرجة التي تدفع النظام لاعتبار الكلمة رصاصا يُطلق، والقلم رشاشا يُحمل، مشيرا إلى أن مثل هذه الإجراءات لن تمنع وصول الحقيقة لمن يريدها.

على المستوى القانوني، وصف المستشار القانوني مختار العشري التعديل بأنه مخالف للدستور والقانون، لافتا إلى أن هذا النظام لا يحترم دستورا ولا قانونا، ولا يحتاج إلى مثل هذه القوانين ليوسع سلطته الاستبدادية.


*

عبد الله عزام "الأب الروحي للجهاد الأفغاني"


بعد الانسحاب السوفيتي من أفغانستان عام 1989 وقع "الجهاديون" في مأزق بعد اختفاء الهدف الأساسي الذين جاءوا من أجله إلى باكستان وأفغانستان.

دعا عزام إلى تحويل هدف الجهاد من أفغانستان إلى فلسطين، بينما فضلت مجموعة من المتشددين العرب وعلى رأسهم المصري أيمن الظواهري استمرار "الجهاد" في أفغانستان والانطلاق منها لإسقاط الأنظمة العربية.

انتقدت الجهاديون المصريون، وعلى رأسهم الظواهري، فكر عزام وأكدوا تمسكهم بعقيدة التكفير التي يحكم بمقتضاها على المسلمين المرتدين عن الملة بالإقصاء أو حتى القتل الجماعي، ومن هنا ولد تنظيم القاعدة.

ووسط كل ذلك اندلع القتال بين فصائل الجهاد الأفغاني وانفجرت سيارة عزام في بيشاور ليلقى حتفه.

حتى اليوم لم يعرف من المسؤول عن اغتيال عزام حيث توزعت الاتهامات بين تنظيم القاعدة والموساد الإسرائيلي والاستخبارات السوفيتية والاستخبارات الأفغانية والاستخبارات الأمريكية والاستخبارات الباكستانية بل وحتى بعض فصائل "المجاهدين الأفغان" حيث أن عزام كان قد تحالف مع أحمد شاه مسعود ضد قلب الدين حكمتيار.

 من المعلوم أنه الأب الروحي لأسامة بن لادن والجهاديين العرب.

*
Nov 30, 2021

 جوهر الإرهاب وأنصاره من العرب والمسلمين، فالرجل يعيش في القرون الماضية ويستعمل أدواتها وأساليبها لمواجهة الدولة الحديثة.

العقل العاجز عن مواجهة التطور يواجه الواقع بالهروب إلى الماضي، والحنين إلى زمن النبي أو الصحابي أو القائد الذي يلبس لباس زمنه ويأكل بأسلوب وقته ووفق ما توفر له من إمكانيات، ولذلك هو يلبس القميص الطويل، ويضع العمامة ولا يحلق ذقنه.

لا فكر ولا ثقافة، ما يهم هو القتل.

 ثقافة الغزوات التي منطقها الوحيد هو “يا قاتل يا مقتول”.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق