الحكومة والمجتمع وفتيات تيك توك.. من يفوز بالصراع حول قيم الأسرة المصرية؟
ففي منتصف العام الماضي 2020، وتحت ضغط وبلاغات علنية من عدد من المؤثرين على مواقع التواصل، بدأت السُّلطات المصرية إلقاء القبض على عدد من الفتيات المؤثرات على مواقع التواصل، ووجَّهت لهن عددا من التهم أهمها الاعتداء على "قيم الأسرة المصرية" طبقا للمادة الخامسة والعشرين من نص القانون الجديد
وخرجت بدورها العديد من المُنظمات الحقوقية وعدد واسع من الدوائر التقدمية والليبرالية في مصر بحملات وبيانات تُطالِب السُّلطات المصرية والنيابة العامة بالتوقُّف عن فرض تصوُّراتها الأخلاقية الخاصة وغير القانونية عن القيم الأسرية على المجتمع، والانتباه والاضطلاع بمسؤولياتها في حماية المجتمع من التعذيب والاختفاء القسري والقتل خارج إطار القانون الذي تمارسه السلطة التنفيذية بحق المواطنين.
ذريعة فضفاضة مثل انتهاك قيم الأسرة.
أي أسرة مصرية تلك التي تدَّعي السُّلطة المصرية حمايتها؟ وهل هذه القيم معروفة ومُحدَّدة ومُعلَنة ويمكن القياس عليها؟ والأهم من ذلك هل فكرة وجود "قيم الأسرة" بوصفها مفهوما قانونيا يُهدِّد حرية الأفراد والمواطنين أمر جيد أم له تداعيات سيئة وخطيرة على حرية الأفراد؟ بمعنى آخر؛ هل الأولوية لأي نظام سياسي وتشريعي هي صيانة حرية الفرد وأمنه وحقوقه أيًّا كانت خلفيته الثقافية والسياسية باعتبارها أساسا لمبدأ المواطنة أم فرض تصوُّر أخلاقي بعينه عن القيم والأسرة وإجبار الجميع على الانصياع لهذا التصوُّر؟
حملة حقوقية ودعائية تحت وسم "بعد إذن الأسرة المصرية"
قانون القيم الأسرية جزء من النزوع الشمولي الاستبدادي للنظام الحالي. وطبقا لتلك النظرة فهو يُعَدُّ قانونا مكرسا لتجريم الاختلاف وتقييد الحريات العامة والخاصة، وحسب تلك الرؤية، فإن المشكلة الأهم هي تعريف الأسرة بوصفها وحدة قانونية أولية وشخصا اعتباريا له كيان قانوني مستقل، ما يُعَدُّ عوارا تشريعيا فادحا، ويساهم في بناء نظام سياسي واجتماعي مُتزمِّت باسم الأخلاق والقيم التي تملك السُّلطة السياسية حصرا تحديدها وتصنيفها.
يُلخِّص الفيلسوف السياسي الأميركي "فرانسيس فوكوياما" جوهر الفكرة التقدمية الليبرالية بأنها تستند بشكل رئيس إلى مقولة إن الفرد يوجد أساسا في موقع مستقل عن المجتمع، حيث يمتلك الفرد وجودا أصيلا وعقلا مستقلا وفطرة تواقة إلى العدل والسعادة وحسا أخلاقيا سليما يُمَكِّنه من التمتع بحريته وأصالته الوجودية، وإن التعاسة الإنسانية تبدأ من قمع الفرد لصالح كيانات جماعية أعلى، سواء كانت الدولة أو الكنيسة أو المجتمع أو الأسرة. ومن هذه النظرة خرجت الرؤية الحديثة الليبرالية للمواطنة، حيث كل مواطن مستقل وحر أمام جهاز قانوني محايد دون وصاية أخلاقية من أحد.
يؤكد "تشارلز تايلور"، عالم الاجتماع الكندي، في كتابه "تكوُّن الهوية الحديثة" أن "جزءا مهما من التحوُّل الذاتي الهائل للثقافة الحديثة كان نحو شكل جديد من الجوانية، صرنا نفكر فيه بأنفسنا ككائنات ذوات أعماق داخلية خيِّرة وتحوي إمكانات غير محدودة علينا سبر أغوارها". وبحسب فوكوياما، تأسَّست الحداثة السياسية الليبرالية على هذا الأساس بالذات، حيث بات يُنظر "إلى المجتمع الليبرالي التقدمي ليس فقط على أنه نظام سياسي يحمي بعض الحقوق الفردية، بل ويُشجِّع بشكل فاعل التحقُّق الكامل لكل الإمكانات الداخلية للذات"
يُكمل فوكوياما مؤكِّدا أن المسيرة التقدمية الفردانية لم تقف عند هذا الحد، بل نُظِر إلى كل مؤسسات المجتمع وعلى رأسها مؤسسة الأسرة، خاصة على يد مُنظِّري اليسار الجديد، بوصفها مؤسسات قمعية واستلابية، وأن سعادة الإنسان تعتمد على تحريره من القيود الاجتماعية الاصطناعية أو من أي وسط اجتماعي قمعي عموما.
في بيانها بشأن القانون المصري، أوردت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان عبارة شديدة الدلالة، حيث أشارت إلى أنه "لا أحد يعرف ما قيم تلك الأسرة المصرية التي اعتدت عليها النساء التسع، حيث تعامل المُشرِّع على أن المئة مليون مصري عبارة عن جيش عسكري واحد يخضع للمعايير نفسها، ويتبنَّى القيم نفسها، ويلتزم بالعادات نفسها. ونتيجة لذلك استخدمت النيابة العامة مفردات مُبهَمة وغير مُحدَّدة لِتُوسِّع من صلاحيتها في توجيه الاتهام والقبض على مَن لا يخضع لمعاييرها، مُنتهِكة بذلك الحقوق التي يكفلها الدستور من حرية الرأي والتعبير". ويكشف ذلك عن رؤيتين مُتضادتين في التعاطي مع القانون الجديد والمحاكمات والاعتقالات المترتبة عليه، أولاهما الرؤية المحافظة للسلطة السياسية في مصر، التي سنَّت القوانين واعتقلت الفتيات الصغيرات، وثانيهما الرؤية التقدمية والحقوقية المناوئة لها التي تُنادي بسياسة فردانية تماما دون أي مرجعية قانونية سوى حرية وحقوق الفرد نفسه. والسؤال هنا؛ هل كل سياسة عامة تستند إلى قيم الأسرة سياسة قمعية؟ وهل من الممكن أن توجد جماعة سياسية ما دون قيم أسرة فعلا؟
الحركات الديمقراطية والليبرالية طوَّرت خطاباتها ومؤسساتها على أساس يهدف إلى منع السُّلطة السياسية من العمل بوصفها أبا صارما مُتسلِّطا. من هذا المنظور، بحسب ليكوف، يُمكن أن يُرى الفصل بين السُّلطات والنظام الانتخابي بوصفه محاولة لعزل السياسة عن أخلاقية الأب الصارم القاسي، لكن ما نوع الأب المضاد الذي تحاول الحركة الحقوقية المعاصرة أن تُجسِّده في السياسة؟
في كتابه "السياسة الأخلاقية.. كيف يُفكر الليبراليون والمحافظون في السياسة؟"، يذهب ليكوف إلى أن أخلاقيات الأسرة ليست غائبة أبدا عن السياسة، بل على العكس، أغلب الأيديولوجيات المتصارعة في عالمنا اليوم هي أيديولوجيات قائمة على خطوط أنثروبولوجية نابعة من قيم أسرية أكثر من كونها أيديولوجيات عقلانية. وينطبق هذا على الفكر التقدمي والليبرالي بدرجة انطباقه نفسها على الفكر المحافظ والتقليدي. لقد اعتدنا دوما اهتمام التقدميين بمبادئ النظام القضائي المستقل أو منع المحاكمات العسكرية للمدنيين، أو الحكم المدني للقوات المسلحة، وهذه المفاهيم في جوهرها مفاهيم أخلاقية لا إستراتيجية عقلانية للحكم الكفء فحسب. وقد أتت تلك المفاهيم إلى المجال السياسي بواسطة نسق أخلاقي اجتماعي مختلف، يسميه ليكوف نموذج الأب الراعي أو الأسرة الراعية.
على الأسرة الراعية أن تعتني بالأطفال وتساعدهم على تنمية مهاراتهم واكتشاف ذواتهم، وتسمح لهم باستكشاف المدى العريض للأفكار والخيارات والتجارب التي يطرحها عليهم العالم، لا فرض تصوُّراتها وتجاربها عليهم.
بهذه الكيفية ينمو الأطفال ليصبحوا على صورة المواطنين التي يريد التقدميون أو الليبراليون أن يكون المجتمع عليها؛ مواطنون يعتنون بأنفسهم، ويتضامنون مع مَن حولهم، ويُقبلون على الحياة، وعليهم في المقابل أن يُطوِّروا إمكانياتهم باستمرار وأن يُسخِّروها في خدمة المجتمع، والأهم أن يُصبحوا خلال كل ذلك عقولا مُبدعة مُستقلة
التقدميون والليبراليون على مستوى العالم، وفي مصر بطبيعة الحال، يطبقون نموذج الأسرة الراعية، فهم يرون أن دور الحكومة الطبيعي هو دور ذلك الأب الراعي. بعبارة أخرى، يكمن دور الحكومة الأصيل في فتح المجال وتوفير الإمكانيات للمواطنين، وخاصة الشباب والمراهقين، لاستكشاف العالم وبناء تجاربهم وخبراتهم الخاصة، وتوفير الفرص الخاصة بتطوير الذات، وعلى السُّلطة القضائية بالأخص حماية المواطنين من عسف السُّلطة التنفيذية والأمنية. أما الدولة التي تفرض على مواطنيها كودا أخلاقيا معينا وتُحاكمهم على تصرفاتهم اليومية على مواقع التواصل أو في حياتهم الخاصة، ولا تحمي النساء من التحرش والتمييز السلبي المُمَنهج ضدهم، بل تُطاردهم وتُشهِّر بهم، فهي دولة رجعية أبوية أو شديدة المحافظة على أقل تقدير.
قتل الاب
إن الأُمة ليست حرفيا أُسرة، كما أن الحكومة ليست حرفيا والدنا، لكنا نختبر السُّلطة أول مرة في مواجهة آبائنا".
(جورج ليكوف)
تنطلق الرؤية المحافظة للسياسة من نموذج الأب الصارم أو الأسرة الصارمة، حيث يتحمَّل الأب/الحاكم مسؤولية وضع السياسة الأسرية الشاملة، وهو يُعلِّم الأطفال الصواب من الخطأ من خلال وضع قواعد لسلوكهم وإجبارهم عليها بواسطة الثواب والعقاب، كي يصبحوا أطفالا/مواطنين منضبطين ذاتيا في عالم صعب وخطر ولا سبيل إلى إصلاحه جذريا.
ترسيخ تلك الحقوق والحريات بدلا من استجدائها من السُّلطة الأبوية المحافظة.
ترتبط معظم الحركات الديمقراطية والتقدمية بمفهوم "قتل الأب" رمزيا، ومحاولة بناء ذوات سياسية مستقلة عن الهيمنة السلطوية، فإن طلب التمكين من الحقوق، من مؤسسات اتُّهمت دائما بقيامها على الانتهاكات والتنكيل والتأديب، هو طلب متناقض منطقيا ما لم يُعَد بناء هذه المؤسسات ديمقراطيا وسياسيا من جديد؛ بما يجعلها تمنح حقوقا سياسية واجتماعية فعلية، وهو ما يتطلَّب نشأة ذاتية سياسية جديدة، وأُطر عمل أوسع، وخطابات سياسية مختلفة عن استدعاء صورة الأب الراعي في الأيديولوجية الحقوقية المعاصرة.
*
مصر تحرس حدودها السيبرانية بسجن فتيات تيك توك
مصريون يتهمون النيابة العامة بلعب دور تأديبي لمستخدمات التيك توك حيث تدعو الأهل إلى "الانتباه لبناتهن" ما قد يؤدي إلى ممارسة العنف على النساء من قبل الأسر.
انتقد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في مصر الحكم القاسي على فتيات تيك توك متسائلين عن سبب “النزعة الانتقامية” في القضاء تجاه النساء المتهمات بـ”التعدي على قيم الأسرة المصرية” ضمن هاشتاغ #بعد_إذن_الأسرة_المصرية.
بعد الحكم المشدد على حنين حسام قال متعاطفون معها إنها قدمت “كبش فداء لإرضاء المجتمع”.
كانت فين الاخلاق اللي القاضي بيتكلم عنها في قضية اليفرمونت وقضايا تانيه كتير ،طب فين الاخلاق دي برضو في التلفزيون المصري ومحمد رمضان والناس دي هي قيم الاسره المصريه مبتطلعش غير علي البنات بس!!
“العادات والتقاليد والقيم أقوى من القانون” في مصر. وتضيف “لا بدّ من وقفة للمجتمع، ولا بدّ من إعادة النظر في التشريعات المرتبطة بحداثة السن، لأن هذا الجيل الصغير يعلم كل شيء”.
“هناك ثورة تكنولوجيا وعلى المشرّع أن يلتفت للمستحدثات. هناك أفعال ينطبق عليها التجريم وأخرى تدخل في نطاق الحرية الشخصية”.
*Jun 24, 2021
Jul 23, 2021
الولد والوالد
ورفقة الأب التى لا تعوَّض.. إن كل الآلام النفسية والعذابات التى يمرّ بها الطفل، فى مراحل نموه، سواء لقسوة الأب أو إنكاره له بعد طلاقه من أمه، إلى ذلك الذى يختفى، لا يسأل ولا يرسل مالًا، يطفش، ويتزوج بامرأة أخرى، فى بلد آخر.
لقد أهملانى عاطفيًا وجسديًا، وانشغلا عنى باكتناز الذهب والفضة، وكان أبى شحيح العاطفة والمال، لا يبتسم، ولا ينفق، تعلمت من كل ذلك، أن أكون أبًا مهتمًا بأولادى، وأن أهب لهم الحُب والتعاطف، وأن أمسك بأياديهم وأنطلق معهم نحو البحر، نتأمل السماء والطيور فى رحلاتها.
الأب، فلتجعل نقدك بناءً، وغلِّفه بآرائك ومقترحاتك، ابنك قد يكون خزانة أسرار، ويبدأ فى تجريب المخدرات، وهو مراهق، وقد يقع فى شرك إدمان العادة السرية، والمواقع الإباحية، ويكون فى حاجة إلى يدك لتمدها إليه، فلا تتركه وتطير إلى هناك للحصول على مزيد من المال.
وجودك مهمهناك أبناء يتزوجون لإرضاء آبائهم؛ فيحولون حياة امرأةٍ صغيرة إلى جحيم، وهناك من يخطط لوضع يده على الثروة، قال لى والد: «أولادى معترضون على سفرى لترميم صحتى، لأننى آخذ من إرثهم»، هل تصل الأمور إلى هذا الحد؟ فليراجع كلٌ نفسه فى لحظة صفاء، وبحسن نية وعقل منفتح، فالوتر المشدود له مفتاح، يمكن ضبطه به، ليتمكن كلاكما من العزف على ذلك العود ببراعة، معنى الأبوّة ومعنى البنوّة.
، وكلامك الحلو مهم، وربتتك على كتفه مهمة، ولابد أن تكون فى وقتها، قبل فوات الأوان لكل منكما آراؤه وفلسفته فى الحياة، خاصة إذا شبَّ أمامك يافعًا، ليصبح طولك، تذكر.. إن كِبر ابنك خاويه بمعنى الكلمة، هناك ما يسمى بالوقت الخاص Quality Time، فلتخرجا سويًا إلى مكانٍ مفتوح خارج البيت، تبادله تجربتك فى الحياة وتنصت إليه، وأنت غير منشغل بساعتك.
* Aug 7, 2021
وأكدت زوجته السيدة محمد رمضان أن نجله محمد، 23 سنة طعنه بسكين، إثر نشوب مشادة كلامية بينهما وتطورت لمشاجره وطرده والده من المنزل ورفض ثم استل سكين وطعنه وفر هاربا.
وقال شهود عيان من أهالى نبروه: «إن الأب المجنى عليه متزوج من سيدة أخرى غير زوجته الأولى والدة المتهم وكان الابن دائم الشجار مع والده لهذا السبب وعندما قرر الأب إحضار زوجته الثانية للمنزل وطرد زوجته الأولى رفض الابن وأمام إصرار والده نشبت مشادة بينهما تطورت لقيام الابن بطعن والده بسكين».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق