الاثنين، 30 مايو 2022

الأم وسلطة الأبوين ونهاية الأسرة . قيم الأسرة المصرية . قتل الاب ********

Aug 7, 2021  Jan 13, 2022

حماية الأسرة والطفولة والأخلاق

أمهات المؤمنين وأسطورة الآلهة الأم

Nov 22, 2019
موت الأم

أوكلت للآلهة الذكور المهمات الأكبر في إدارة الكون، فيما تكفلت الإناث بمهام حيوية وفاعلة أهمها الوالدة والأمومة، وكانت لصيقة الأرض برمزية خصبها وعطائها، ومنها اقتبست الأديان خلق الإنسان من التراب، في إشارة للأرض الأم .

 (مريم التوراتية) وابنها المسيح .
تلك الفكرة عن الأم المقدسة، أنتقلت بدورها الى الإسلام في شخصية فاطمة (أم أبيها) التي كان من شأنها أن تكون المقدسة الأولى في عموم المسلمين من دون منافس، لولا زواجها من زعيم المعارضة وواتر قريش (الإمام علي) الذي رفض حصر الخلافة في قريش ونادى أن تكون في الناس لمن هو أهل لها، كما طالب بالمساواة بين المسلمين، وهذا ما اعتبرته قريش تفريطاً بحقها التاريخي في زعامة العرب الذي جاء الإسلام لتكريسه وإكسابه درجة القطعية المقدسة .

( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المصير) سورة لقمان آية١٤ .

 المعاناة مع ظهور بوادر الرفض للضوابط الاجتماعية عندما تحاول الأم أن تجعل الأبناء يلتزمون بالأوامر الإلهية قبل سن البلوغ .
  وهذه القضية تعقد مهمة الأبوين في التأثير على سلوك الأبناء ؛لان الولد سيكون قد حسم أمره في مسالة سلوكه وشخصيته التي تكونت على منوال التسامح الامومي.

ومن هنا فان فقدان الأب والأم لصفة القدوة تجعل الأولاد يتحررون من سلطة الأمر والنهي التي هي مقدمة لضبط السلوك وتجعل الأبوين متهمين عندما يبدأ أي منهما بتوجيه النصيحة للأبناء.
وبلاء المجتمع بمثل هذه الحالة اكبر من بلاء الأسرة, لكن البلاء يبدأ صغيرا ثم يتوسع فيصبح مشكلة اجتماعية؛ ومن هذا نجد أن مصير المجتمعات التي ليس لها مراجع تلجا إليها في مختلف أحوالها هو الانحراف عن الجادة في مختلف الجوانب الإنسانية.

*

اختصاصيون يؤكدون تراجع سلطة الأبوين في ظل عصر الانفتاح

من صحية الغد الاردنية 
 العولمة أدت إلى تراجع السلطة الأبوية وتآكل الرقابة الأسرية
العولمة وسلطة الوالدين

 تراجع دور الوالدين في الأسرة في ظل الانفتاح الحاصل والتسارع التكنولوجي، عزا آخرون التأثر الحاصل إلى قصور الوالدين أنفسهم في طريقة التعامل مع الأبناء. ودعوا إلى ضرورة الاستفادة من الجوانب الايجابية للعولمة والتقليل من سلبياتها.

اختصاصيون في مجال التربية وعلم الاجتماع أن العولمة أفرزت مفاهيم جديدة على مجتمعاتنا الشرقية وأحدثت خللا في دور الوالدين، إذ يشير الباحث الاجتماعي سرحان إلى أن تراجع سلطة الوالدين ناتج عن التنوع في مصادر التأثير والتلقي على عكس ما كان عليه سابقا.

 وعي الوالدين وإلمامهم بمصادر التأثير وكيفية التعامل معها

” تآكل سلطة الوالدين لأسباب عدة منها “اتساع نطاق الحقوق والحريات وتنوعها بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ الاجتماعي وازدياد تفوق النظام الرأسمالي العالمي الذي فجر الحرية الفردية الى حريات مذهلة وغير عقلانية واتساع نطاق المجتمع الاستهلاكي، فقد اصبح الفرد يشتري السلعة وذلك لبهرجتها او رونقها او تألقها من دون ان يكون بحاجة فعلية لها”.

ومن الاسباب التي ادت إلى تراجع دور الوالدين وسلطتهما، بحسب الشيخلي، “انتشار التكنولوجيا الحديثة المتطورة، وضعف شخصية المعلم وضعف معلوماته واختلال صورته وانعكس ذلك على صورة الأب، وانتشار الاغاني الغربية كأغاني البوب والفيديو كليب، وبما أنها في اللغة الانجليزية فقد لا يفقهها الآباء أو لا يستسيغونها، فثمة فجوة حصلت بين الجيلين في الذوق والاهتمام والتسلية وقضاء الوقت”.

“صعوبة التفاهم بين الآباء والابناء وانعدام الاتفاق بينهما على معايير للتفاهم المشترك وتفكير الأبناء بالاستقلال عن الأسرة في وقت مبكر سواء بالانخراط بالعمل وترك الدراسة أو بالسفر لأغراض العمل والدراسة وتخطيط مستقبل بمعزل عن العلاقة الأسرية وقيمها”.

ولمواجهة آثار العولمة السلبية وللإبقاء على الدور الاجتماعي والتربوي، ينصح سرحان بـ “توجيه الأبناء وتربيتهم تربية سليمة تحافظ على الحد الأدنى المطلوب الذي يكفل بناء شخصيتهم بصورة سليمة، وغرس الرقابة الذاتية عند الأبناء وتمكينهم من التمييز بين ما هو ايجابي وما هو سلبي، والتركيز على أهمية توعية المقبلين على الزواج في كيفية التعامل مع الأبناء وتربيتهم وتطوير مهارات الأبوين المتعلقة بالتعامل مع الأبناء ودعوة المؤسسات المختلفة إلى إيجاد برامج عملية تحاكي روح العصر وتساهم في توجيه الأبناء وتربيتهم ودور القيم الدينية في عملية التربية”.

ويدعو سرحان إلى أهمية تحصين الأبناء تربويا وايجاد عناصر الترفيه الهادفة. ويلفت إلى أن ذلك لن يتحقق إلا بالتعاون الكامل بين مختلف المؤسسات الرسمية والخاصة، “لنستطيع مواجهة الآثار السلبية المترتبة على عصر الانفتاح غير المضبوط”.

*

التربية المتسلطة تدفع الأبناء إلى الاغتراب عن آبائهم

تزداد الفجوة بين الآباء والأبناء مع الأيام رغم تواجدهم المستمر معا، وتتفاقم المشكلة أكثر كلما تقدم الأبناء في السن، وربما تصل أوجها في سن المراهقة خاصة لما تتميّز به هذه السن من إعلان واضح للتمرد على كل شيء ورغبة في التخلص من سيطرة الوالدين والتفرد بشخصية مستقلة بعيدة عن كل التوجيهات والأوامر.

رغم أنه يجمعهم سقف واحد داخل نفس المنزل، ولكنهم يعيشون عيشة الغرباء، هذا هو حال الكثير من الأبناء الذين لا يشعرون بأي انتماء أو ترابط نفسي تجاه آبائهم.

وأوضح المشرفون على الدراسة أن الآباء المسيطرين الذين يتحكمون نفسيا في أطفالهم قد يدمرونهم طوال حياتهم، وبيّنوا أن الضرر النفسي الذي يعاني منه هؤلاء الأطفال في مراحل متقدمة من أعمارهم يتساوى مع الألم النفسي، الذي يشعر به الإنسان بعد وفاة أحد أحبائه المقربين.

وكشفت الدراسة أن المبالغة في عدم السماح للطفل باتخاذ قراراته بنفسه وانتهاك حريته، إضافة إلى عدم تحفيزه على التفكير المستقل في شؤونه، تؤدي إلى إحداث ضرر لا يستهان به في صحته النفسية.

 تحكم الآباء بشكل مبالغ فيه وممارسة ضغوط نفسية على الطفل مرتبط بعدم رضا الإنسان عن حياته عند الكبر واعتلال صحته النفسية، بينما عاش الأشخاص الذين هيأ لهم آباؤهم حياة مليئة بالدفء الأسري وقاموا بتوجيههم وتشجيعهم على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم حياة تتسم بالرضا وحالة نفسية أفضل. وأضافت أن الأثر النفسي لتسلط الوالدين من عدمه يستمر مع الإنسان حتى في مراحل متقدمة للغاية من عمره.

 أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس في مصر، الدكتورة سامية الجندي، أن شعور الأبناء بالغربة والانعزال عن الوالدين ينطوي على وجود قصور واضح في تربية الابن منذ الطفولة، فهناك كثير من الآباء يزرعون الخوف داخل أبنائهم منذ مرحلة الطفولة بشكل مبالغ فيه سواء باستخدام العنف أو أساليب الترهيب المفزعة، معتقدين أنهم بذلك يقوّمون سلوكهم، ولكنهم لا يعلمون أن ذلك يخلق فجوة كبيرة بينهم وبين أبنائهم تزداد معهم، وقد تصل إلى مشاعر كره حقيقية.

يلجأ بعض الآباء إلى استخدام أسلوب فرض السيطرة على أبنائهم دون أن يتركوا لهم أي مساحة للنقاش أو التعبير عن رأيهم، معتقدين أن آرائهم دائما هي الصحيحة بحكم خبرتهم الكبيرة في الحياة، وبالتالي فهم أعلم بمصلحة أبنائهم أكثر منهم، وهذا النوع من التسلط يتسبب بشكل كبير في ابتعاد الأبناء عن الآباء وربما قد يفعلون كل ما يريدون من ورائهم، الأمر الذي يسهم بشكل كبير في تفكك الترابط الأسري، فلا بد من احترام آراء الأبناء مهما كان سنهم وإعطائهم مساحة أكبر للتعبير عن كل ما يريدون دون خوف أو تهميش.

وأضافت الجندي أن التطور التكنولوجي الذي يشهده العصر الحديث من حيث انتشار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي له دور كبير في تباعد المسافة بين الأسرة وزيادة التفكك الأسري، فانشغال الأبناء والجلوس لساعات طويلة أمام الإنترنت خلق لهم عالما آخر مختلف عن الحياة التي يعيشونها في المنزل، فهم يتواصلون مع أصدقاء من مختلف الجنسيات ويتبادلون الثقافات بحرية ويجدون في الإنترنت وسيلة يكتفون بها عن كل ما حولهم، الأمر الذي أسهم في التباعد الأسري والشعور بالاغتراب وعدم الرغبة في التفاعل الأسري، وربما قد يصل الأمر إلى انعزالهم حتى عن تناول الطعام معهم وبالتالي القضاء على التقارب والدفء الذي تتميز بها الأسرة العربية.

تقليص العلاقات الحقيقية لصالح العلاقات الافتراضية، وبشكل عام على الرغم من فوائد التواصل عبر الإنترنت للتعرف على ثقافات وأفكار أخرى مختلفة عنا، إلا أن إدمانه يؤثر بشدة على الحالة النفسية وقد يصيب الفرد بالاكتئاب والشعور بالوحدة، إضافة إلى خطورة تلك المواقع في إذابة الحدود الثقافية والجغرافية وما ينتج عنه من غرس لأفكار لا تتناسب مع قيم وعادات وتقاليد المجتمعات العربية خاصة في سن المراهقة، ما يتطلب مراقبة دقيقة لتصرفات الشاب في هذه المرحلة الخطيرة لكن دون تهميش له أو شعوره بالدونية.

وأخيرا أوضحت الجندي أنه يحق للآباء أن يزرعوا في أبنائهم القيم والمثل العليا ويحثوهم على السير على دربهم باعتبارهم قدوة صالحة لهم، ولكن دائما ما يقع الآباء في خطأ أنهم يريدون أبناءهم أن يكونوا نسخة طبق الأصل منهم دون مراعاة لاعتبارات عديدة أهمها اختلاف الأجيال والأزمنة،

*

السيطرة على الأبناء محاولة لتقويم سلوكهم أم تلبية لتوقعات المجتمع

نهاية الأسرة

28 أغسطس 2019
زياد الدريس
في ظل التحولات الجنسية (الجندرية) التي تتسارع في هذا العالم سعياً لصناعة أنماط جديدة من (الأسرة)، تتكاثر الانتقادات التي تبلغ مبلغ الشتيمة أحياناً، للمجتمع الأبوي، باعتباره نمطاً أسرياً ماضوياً ينبغي دفنه وتجاوزه بلا رجعه.
هل (المجتمع الأبوي) سُبّة ومنقصة على الإطلاق، أم أنه شكل من أشكال النظام الأسري، فيه وفيه. وقد عاشت البشرية عليه قروناً مديدة منذ بدء الخلق، واستطاعت أن تستمر في النمو والبناء والمعرفة. وتوارث الإنسان هذه القيم التنموية في ظله جيلاً فجيلاً لآلاف السنين.
وإلى اليوم، فإن جلّ الثقافات في هذا العالم (العربية والهندية والفارسية والصينية والأفريقية والأوراسية واللاتينية) تتبع النظام الأسري "العمودي" القائم على سلطة الأب أو الأبوين. الثقافة الأوروبية (الغربية) وحدها التي تحولت في منتصف القرن الماضي من النظام العمودي للأسرة إلى النظام الأفقي، الذي تتساوى فيه سلطة الأبوين مع الأبناء.
إذا كانت القبيلة والإقليم والطائفة هي من الهويات الصغرى التي (قد) تُضعف المواطنة، فإنه لا يمكن عدّ الأسرة مع الهويات الصغرى، فهي ارتباط فطري يتجاوز مسائل الهويات. وإن كان لا بد من غمسها في التصنيف الهويّاتي، فإن الأسرة جديرة بأن تصطف مع الهويات الكبرى كالدين والقومية والوطن، حيث يحقق الدين للإنسان الاستقرار الروحي، والقومية الاستقرار الاجتماعي والوطن الاستقرار الأمني، وتقوم الأسرة بضمان الاستقرار العاطفي الذي يتناول الإنسان جرعاته كل يوم. لكن هذا الاستقرار العاطفي يتعرض إلى تهديدات عولمية كبرى، أشدّها بلا شك (زواج الشواذ) الذي يتم الترويج له في عالم اليوم بشكل مدروس وفعال، وهو بمثابة إعلان عن موت الأسرة أو نهايتها!
وإذا كنا اتفقنا أن نظام الأسرة العمودي له مساوئ سلطوية أساء استخدامها بعض الآباء مع أبنائهم، بدافع الحب الزائد أو التعنت الفارغ، فهل يخلو النظام الأفقي من مساوئ تمييع السلطة وتقسيمها بين أفراد الأسرة بالتساوي، كأنها كعكة؟! فالسُّلطة إذا تم تقسيمها بالتساوي بين الجميع فإنها لا تعود سُلطة.
هل استطاع النظام الأفقي للأسرة في الغرب أن يحفظ الحقوق ويحقق الرفاه والسعادة لكل أفراد الأسرة، في كل مراحلهم العمرية؟

إذا كان النظام العمودي يتحيز بطبيعته للآباء، فإن النظام الأفقي يتحيز للأبناء. وإنْ يصبح التحيز واقعاً لا محالة فإن وجدان الأبوين، الأقوى من كل وجدان، سيجعل تحيز العمودي له أخف وطأة من تحيز الأفقي للأبناء.
الحديث عن التهديدات التي تحيط بوجودية (الأسرة) لا يعني الامتناع عن مراجعة وتطوير أدبيات الأسرة ومواءمتها مع روح العصر، ولكن دون الانجرار في فخ التهديد الشامل لكيانها.

هل يوجد حل سحري يردع تسلط الآباء ويمنع تمرد الأبناء؟ دعونا نفكر في توليفة اجتماعية تحقق هذا المطلب النموذجي، أو تقترب منه.

لكن لنتذكر أن؛ السُّلطة إذا تفرعنت تحولت إلى تسلّط، وإذا توزعت تحولت إلى سَلَطة! وأن المظهر الأول والحقيقي لـ(نهاية التاريخ) هو نهاية الأسرة!

*

تفكيك السلطة الأبوية شرط قيام المجتمع السياسي الحديث

مفهوم السلطة الأبوية، وكيف تكون هذه السلطة عائقا أمام تشكيل المجتمع المدني الحديث في مفهومه السياسي وبعده الحقوقي. ربما يكون الجواب استباقيا إذا قلنا أن المجتمع السياسي يتأسس غالبا بوصفه انعكاسا للمجتمع "المدني" الذي تشكل الأسرة نواته الأصل. من ثم، فكل إعادة نظر تهدف فعل التأصيل لا بد لها أن تنطلق هذا المنطلق، هكذا تتداخل الأبعاد السياسية بالاجتماعية بالتربوية مشكلة وضعا تساؤليا بامتياز يطال كل المكونات.

إن الحديث عن الديموقراطية لا يستقيم دون العودة والارتكاز إلى فلسفة ترسي أسس حقوق الإنسان، بمعنى طرح السؤال عن مدى إمكان تحققها في مجتمع تحكمه منظومة أخلاقية وقيمية "أبوية" تمحق الفرد وتقصيه من كل فعل سلطة. وهل كان في الإمكان الحديث عن هذه الحقوق دون وضع اعتباري لمكانة المرأة؟ 

وضعية المرأة  شرط الحداثة السياسية:

وضعية المرأة ليس ترفا أو تكلفا إنه ضرورة،
السلطة الأبوية أو الإقصاء "التيولوجي"، سلطة مستمدة من الطبيعة وتحدها الطبيعة:
يرفض لوك التعبير المعتمد بـ"السلطة الأبوية"(1)  لأنه تعبير يتضمن نوعا من الميز العنصري بين الأجناس، الآباء والأمهات. متسائلا باستغراب عن مدى صحة هذه التسمية، كما لو أن الأمهات ليس لهن أي دور في إيجاد الأطفال، من ثم بالنسبة لـ لوك لكليهما نفس الحق  بالتالي  نفس السلطة، وستظهر قيمة هذا الرفض في التوظيف اللاحق لهذا التأسيس، بل يمضي هذا الرفض إلى حد اعتماد تسمية: حق الأباء وحق الأمهات، رافضا الاقتصار على نسبة هذا الحق للأباء فقط.
انطلاقا من هذه الفكرة، يفحص لوك وظائف وحدود السلطة الأبوية التي يستند إليها دعاة النزعة الإطلاقية في تأسيسهم للسلطة الملكية، ممثلين الملك بأب الشعب. إن نزعة لوك الليبرالية تتجاوز المنظور السائد في عصره، لأنه يقطع بشكل جذري مع التصور الأبوي الذي يعطي للأب السلطة العليا على كل أفراد العائلة. فبالنسبة لـه تحتل الأم والزوجة نفس مكانة الأب والزوج. ورغم تقديره لمكانتهم (الأبوين)، فإنه ينفي عنهم كل سلطة في حال تخليهم عن واجب التربية بالضرورة. وانطلاقا من واقعة أن الحرية خاصية الإنسان من جهة كونه مميزا بالعقل، فإن الأطفال يجدون أنفسهم في وضعية ارتباط وتبعية طبيعية تجاه آبائهم ما داموا لم يتمكنوا بعد من تحصيل هذه القدرة، هذه التبعية لا تتضمن البتة حرمانهم من حقوقهم.
*

الحكومة والمجتمع وفتيات تيك توك.. من يفوز بالصراع حول قيم الأسرة المصرية؟


في عام 2018، أصدرت السُّلطة التشريعية في مصر مشروع قانون رقم 175 لسنة 2018 تحت عنوان قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات

ففي منتصف العام الماضي 2020، وتحت ضغط وبلاغات علنية من عدد من المؤثرين على مواقع التواصل، بدأت السُّلطات المصرية إلقاء القبض على عدد من الفتيات المؤثرات على مواقع التواصل، ووجَّهت لهن عددا من التهم أهمها الاعتداء على "قيم الأسرة المصرية" طبقا للمادة الخامسة والعشرين من نص القانون الجديد

وخرجت بدورها العديد من المُنظمات الحقوقية وعدد واسع من الدوائر التقدمية والليبرالية في مصر بحملات وبيانات تُطالِب السُّلطات المصرية والنيابة العامة بالتوقُّف عن فرض تصوُّراتها الأخلاقية الخاصة وغير القانونية عن القيم الأسرية على المجتمع، والانتباه والاضطلاع بمسؤولياتها في حماية المجتمع من التعذيب والاختفاء القسري والقتل خارج إطار القانون الذي تمارسه السلطة التنفيذية بحق المواطنين.

ذريعة فضفاضة مثل انتهاك قيم الأسرة.

أي أسرة مصرية تلك التي تدَّعي السُّلطة المصرية حمايتها؟ وهل هذه القيم معروفة ومُحدَّدة ومُعلَنة ويمكن القياس عليها؟ والأهم من ذلك هل فكرة وجود "قيم الأسرة" بوصفها مفهوما قانونيا يُهدِّد حرية الأفراد والمواطنين أمر جيد أم له تداعيات سيئة وخطيرة على حرية الأفراد؟ بمعنى آخر؛ هل الأولوية لأي نظام سياسي وتشريعي هي صيانة حرية الفرد وأمنه وحقوقه أيًّا كانت خلفيته الثقافية والسياسية باعتبارها أساسا لمبدأ المواطنة أم فرض تصوُّر أخلاقي بعينه عن القيم والأسرة وإجبار الجميع على الانصياع لهذا التصوُّر؟

حملة حقوقية ودعائية تحت وسم "بعد إذن الأسرة المصرية"

قانون القيم الأسرية جزء من النزوع الشمولي الاستبدادي للنظام الحالي. وطبقا لتلك النظرة فهو يُعَدُّ قانونا مكرسا لتجريم الاختلاف وتقييد الحريات العامة والخاصة، وحسب تلك الرؤية، فإن المشكلة الأهم هي تعريف الأسرة بوصفها وحدة قانونية أولية وشخصا اعتباريا له كيان قانوني مستقل، ما يُعَدُّ عوارا تشريعيا فادحا، ويساهم في بناء نظام سياسي واجتماعي مُتزمِّت باسم الأخلاق والقيم التي تملك السُّلطة السياسية حصرا تحديدها وتصنيفها.

يُلخِّص الفيلسوف السياسي الأميركي "فرانسيس فوكوياما" جوهر الفكرة التقدمية الليبرالية بأنها تستند بشكل رئيس إلى مقولة إن الفرد يوجد أساسا في موقع مستقل عن المجتمع، حيث يمتلك الفرد وجودا أصيلا وعقلا مستقلا وفطرة تواقة إلى العدل والسعادة وحسا أخلاقيا سليما يُمَكِّنه من التمتع بحريته وأصالته الوجودية، وإن التعاسة الإنسانية تبدأ من قمع الفرد لصالح كيانات جماعية أعلى، سواء كانت الدولة أو الكنيسة أو المجتمع أو الأسرة. ومن هذه النظرة خرجت الرؤية الحديثة الليبرالية للمواطنة، حيث كل مواطن مستقل وحر أمام جهاز قانوني محايد دون وصاية أخلاقية من أحد. 

يؤكد "تشارلز تايلور"، عالم الاجتماع الكندي، في كتابه "تكوُّن الهوية الحديثة" أن "جزءا مهما من التحوُّل الذاتي الهائل للثقافة الحديثة كان نحو شكل جديد من الجوانية، صرنا نفكر فيه بأنفسنا ككائنات ذوات أعماق داخلية خيِّرة وتحوي إمكانات غير محدودة علينا سبر أغوارها". وبحسب فوكوياما، تأسَّست الحداثة السياسية الليبرالية على هذا الأساس بالذات، حيث بات يُنظر "إلى المجتمع الليبرالي التقدمي ليس فقط على أنه نظام سياسي يحمي بعض الحقوق الفردية، بل ويُشجِّع بشكل فاعل التحقُّق الكامل لكل الإمكانات الداخلية للذات"
يُكمل فوكوياما مؤكِّدا أن المسيرة التقدمية الفردانية لم تقف عند هذا الحد، بل نُظِر إلى كل مؤسسات المجتمع وعلى رأسها مؤسسة الأسرة، خاصة على يد مُنظِّري اليسار الجديد، بوصفها مؤسسات قمعية واستلابية، وأن سعادة الإنسان تعتمد على تحريره من القيود الاجتماعية الاصطناعية أو من أي وسط اجتماعي قمعي عموما.

في بيانها بشأن القانون المصري، أوردت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان عبارة شديدة الدلالة، حيث أشارت إلى أنه "لا أحد يعرف ما قيم تلك الأسرة المصرية التي اعتدت عليها النساء التسع، حيث تعامل المُشرِّع على أن المئة مليون مصري عبارة عن جيش عسكري واحد يخضع للمعايير نفسها، ويتبنَّى القيم نفسها، ويلتزم بالعادات نفسها. ونتيجة لذلك استخدمت النيابة العامة مفردات مُبهَمة وغير مُحدَّدة لِتُوسِّع من صلاحيتها في توجيه الاتهام والقبض على مَن لا يخضع لمعاييرها، مُنتهِكة بذلك الحقوق التي يكفلها الدستور من حرية الرأي والتعبير". ويكشف ذلك عن رؤيتين مُتضادتين في التعاطي مع القانون الجديد والمحاكمات والاعتقالات المترتبة عليه، أولاهما الرؤية المحافظة للسلطة السياسية في مصر، التي سنَّت القوانين واعتقلت الفتيات الصغيرات، وثانيهما الرؤية التقدمية والحقوقية المناوئة لها التي تُنادي بسياسة فردانية تماما دون أي مرجعية قانونية سوى حرية وحقوق الفرد نفسه. والسؤال هنا؛ هل كل سياسة عامة تستند إلى قيم الأسرة سياسة قمعية؟ وهل من الممكن أن توجد جماعة سياسية ما دون قيم أسرة فعلا؟

 الحركات الديمقراطية والليبرالية طوَّرت خطاباتها ومؤسساتها على أساس يهدف إلى منع السُّلطة السياسية من العمل بوصفها أبا صارما مُتسلِّطا. من هذا المنظور، بحسب ليكوف، يُمكن أن يُرى الفصل بين السُّلطات والنظام الانتخابي بوصفه محاولة لعزل السياسة عن أخلاقية الأب الصارم القاسي، لكن ما نوع الأب المضاد الذي تحاول الحركة الحقوقية المعاصرة أن تُجسِّده في السياسة؟

في كتابه "السياسة الأخلاقية.. كيف يُفكر الليبراليون والمحافظون في السياسة؟"، يذهب ليكوف إلى أن أخلاقيات الأسرة ليست غائبة أبدا عن السياسة، بل على العكس، أغلب الأيديولوجيات المتصارعة في عالمنا اليوم هي أيديولوجيات قائمة على خطوط أنثروبولوجية نابعة من قيم أسرية أكثر من كونها أيديولوجيات عقلانية. وينطبق هذا على الفكر التقدمي والليبرالي بدرجة انطباقه نفسها على الفكر المحافظ والتقليدي. لقد اعتدنا دوما اهتمام التقدميين بمبادئ النظام القضائي المستقل أو منع المحاكمات العسكرية للمدنيين، أو الحكم المدني للقوات المسلحة، وهذه المفاهيم في جوهرها مفاهيم أخلاقية لا إستراتيجية عقلانية للحكم الكفء فحسب. وقد أتت تلك المفاهيم إلى المجال السياسي بواسطة نسق أخلاقي اجتماعي مختلف، يسميه ليكوف نموذج الأب الراعي أو الأسرة الراعية.

على الأسرة الراعية أن تعتني بالأطفال وتساعدهم على تنمية مهاراتهم واكتشاف ذواتهم، وتسمح لهم باستكشاف المدى العريض للأفكار والخيارات والتجارب التي يطرحها عليهم العالم، لا فرض تصوُّراتها وتجاربها عليهم. 

بهذه الكيفية ينمو الأطفال ليصبحوا على صورة المواطنين التي يريد التقدميون أو الليبراليون أن يكون المجتمع عليها؛ مواطنون يعتنون بأنفسهم، ويتضامنون مع مَن حولهم، ويُقبلون على الحياة، وعليهم في المقابل أن يُطوِّروا إمكانياتهم باستمرار وأن يُسخِّروها في خدمة المجتمع، والأهم أن يُصبحوا خلال كل ذلك عقولا مُبدعة مُستقلة

التقدميون والليبراليون على مستوى العالم، وفي مصر بطبيعة الحال، يطبقون نموذج الأسرة الراعية، فهم يرون أن دور الحكومة الطبيعي هو دور ذلك الأب الراعي. بعبارة أخرى، يكمن دور الحكومة الأصيل في فتح المجال وتوفير الإمكانيات للمواطنين، وخاصة الشباب والمراهقين، لاستكشاف العالم وبناء تجاربهم وخبراتهم الخاصة، وتوفير الفرص الخاصة بتطوير الذات، وعلى السُّلطة القضائية بالأخص حماية المواطنين من عسف السُّلطة التنفيذية والأمنية. أما الدولة التي تفرض على مواطنيها كودا أخلاقيا معينا وتُحاكمهم على تصرفاتهم اليومية على مواقع التواصل أو في حياتهم الخاصة، ولا تحمي النساء من التحرش والتمييز السلبي المُمَنهج ضدهم، بل تُطاردهم وتُشهِّر بهم، فهي دولة رجعية أبوية أو شديدة المحافظة على أقل تقدير.

قتل الاب 

إن الأُمة ليست حرفيا أُسرة، كما أن الحكومة ليست حرفيا والدنا، لكنا نختبر السُّلطة أول مرة في مواجهة آبائنا".

(جورج ليكوف)


 تنطلق الرؤية المحافظة للسياسة من نموذج الأب الصارم أو الأسرة الصارمة، حيث يتحمَّل الأب/الحاكم مسؤولية وضع السياسة الأسرية الشاملة، وهو يُعلِّم الأطفال الصواب من الخطأ من خلال وضع قواعد لسلوكهم وإجبارهم عليها بواسطة الثواب والعقاب، كي يصبحوا أطفالا/مواطنين منضبطين ذاتيا في عالم صعب وخطر ولا سبيل إلى إصلاحه جذريا.

 ترسيخ تلك الحقوق والحريات بدلا من استجدائها من السُّلطة الأبوية المحافظة.

 ترتبط معظم الحركات الديمقراطية والتقدمية بمفهوم "قتل الأب" رمزيا، ومحاولة بناء ذوات سياسية مستقلة عن الهيمنة السلطوية، فإن طلب التمكين من الحقوق، من مؤسسات اتُّهمت دائما بقيامها على الانتهاكات والتنكيل والتأديب، هو طلب متناقض منطقيا ما لم يُعَد بناء هذه المؤسسات ديمقراطيا وسياسيا من جديد؛ بما يجعلها تمنح حقوقا سياسية واجتماعية فعلية، وهو ما يتطلَّب نشأة ذاتية سياسية جديدة، وأُطر عمل أوسع، وخطابات سياسية مختلفة عن استدعاء صورة الأب الراعي في الأيديولوجية الحقوقية المعاصرة.

*

مصر تحرس حدودها السيبرانية بسجن فتيات تيك توك

مصريون يتهمون النيابة العامة بلعب دور تأديبي لمستخدمات التيك توك حيث تدعو الأهل إلى "الانتباه لبناتهن" ما قد يؤدي إلى ممارسة العنف على النساء من قبل الأسر.
انتقد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في مصر الحكم القاسي على فتيات تيك توك متسائلين عن سبب “النزعة الانتقامية” في القضاء تجاه النساء المتهمات بـ”التعدي على قيم الأسرة المصرية” ضمن هاشتاغ #بعد_إذن_الأسرة_المصرية.

بعد الحكم المشدد على حنين حسام  قال متعاطفون معها إنها قدمت “كبش فداء لإرضاء المجتمع”.

كانت فين الاخلاق اللي القاضي بيتكلم عنها في قضية اليفرمونت وقضايا تانيه كتير ،طب فين الاخلاق دي برضو في التلفزيون المصري ومحمد رمضان والناس دي هي قيم الاسره المصريه مبتطلعش غير علي البنات بس!!

 “العادات والتقاليد والقيم أقوى من القانون” في مصر. وتضيف “لا بدّ من وقفة للمجتمع، ولا بدّ من إعادة النظر في التشريعات المرتبطة بحداثة السن، لأن هذا الجيل الصغير يعلم كل شيء”.

“هناك ثورة تكنولوجيا وعلى المشرّع أن يلتفت للمستحدثات. هناك أفعال ينطبق عليها التجريم وأخرى تدخل في نطاق الحرية الشخصية”.

*Jun 24, 2021
Jul 23, 2021
الولد والوالد

ورفقة الأب التى لا تعوَّض.. إن كل الآلام النفسية والعذابات التى يمرّ بها الطفل، فى مراحل نموه، سواء لقسوة الأب أو إنكاره له بعد طلاقه من أمه، إلى ذلك الذى يختفى، لا يسأل ولا يرسل مالًا، يطفش، ويتزوج بامرأة أخرى، فى بلد آخر.

لقد أهملانى عاطفيًا وجسديًا، وانشغلا عنى باكتناز الذهب والفضة، وكان أبى شحيح العاطفة والمال، لا يبتسم، ولا ينفق، تعلمت من كل ذلك، أن أكون أبًا مهتمًا بأولادى، وأن أهب لهم الحُب والتعاطف، وأن أمسك بأياديهم وأنطلق معهم نحو البحر، نتأمل السماء والطيور فى رحلاتها.
الأب، فلتجعل نقدك بناءً، وغلِّفه بآرائك ومقترحاتك، ابنك قد يكون خزانة أسرار، ويبدأ فى تجريب المخدرات، وهو مراهق، وقد يقع فى شرك إدمان العادة السرية، والمواقع الإباحية، ويكون فى حاجة إلى يدك لتمدها إليه، فلا تتركه وتطير إلى هناك للحصول على مزيد من المال.

وجودك مهمهناك أبناء يتزوجون لإرضاء آبائهم؛ فيحولون حياة امرأةٍ صغيرة إلى جحيم، وهناك من يخطط لوضع يده على الثروة، قال لى والد: «أولادى معترضون على سفرى لترميم صحتى، لأننى آخذ من إرثهم»، هل تصل الأمور إلى هذا الحد؟ فليراجع كلٌ نفسه فى لحظة صفاء، وبحسن نية وعقل منفتح، فالوتر المشدود له مفتاح، يمكن ضبطه به، ليتمكن كلاكما من العزف على ذلك العود ببراعة، معنى الأبوّة ومعنى البنوّة.
، وكلامك الحلو مهم، وربتتك على كتفه مهمة، ولابد أن تكون فى وقتها، قبل فوات الأوان لكل منكما آراؤه وفلسفته فى الحياة، خاصة إذا شبَّ أمامك يافعًا، ليصبح طولك، تذكر.. إن كِبر ابنك خاويه بمعنى الكلمة، هناك ما يسمى بالوقت الخاص Quality Time، فلتخرجا سويًا إلى مكانٍ مفتوح خارج البيت، تبادله تجربتك فى الحياة وتنصت إليه، وأنت غير منشغل بساعتك.

* Aug 7, 2021

وأكدت زوجته السيدة محمد رمضان أن نجله محمد، 23 سنة طعنه بسكين، إثر نشوب مشادة كلامية بينهما وتطورت لمشاجره وطرده والده من المنزل ورفض ثم استل سكين وطعنه وفر هاربا.

وقال شهود عيان من أهالى نبروه: «إن الأب المجنى عليه متزوج من سيدة أخرى غير زوجته الأولى والدة المتهم وكان الابن دائم الشجار مع والده لهذا السبب وعندما قرر الأب إحضار زوجته الثانية للمنزل وطرد زوجته الأولى رفض الابن وأمام إصرار والده نشبت مشادة بينهما تطورت لقيام الابن بطعن والده بسكين».


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق