Nov 9, 2019
وعلى ظروف الحياة من أجل التهرب من المسؤولية ومغالطة النفس واتهام الآخرين، حيال مسألة قول الحقيقة من عدمه.
مؤلف كتاب “الذكاء العاطفي”، “في اللحظة التي تبدأ فيها بتوجيه الاتهامات للآخرين، هي نفسها اللحظة التي يبدأ فيها الناس في اعتبارك شخصا لا يتحمل مسؤولية أفعاله”.
معظم الناس اليوم يتهربون من مسؤولياتهم، وينزعون إلى تعليق أخطائهم على من حولهم، وقد يبحثون عن مبررات واهية لإثبات صحة أخطائهم، والكثيرون يتقنون تمثيل هذا الدور بشكل جيد، سواء كانوا أصدقاء أو زملاء في العمل أو أشقاء أو أزواجا، وأسوأ هذه النماذج نجدها في أروقة السياسة.
لا يوجد أسهل من إلقاء اللوم على الآخرين رغم أن الخبراء يقولون إنه لمن الجُبن عدم تحمل المسؤولية أو اختلاق الحجج والذرائع وإلقاء اللوم على الآخرين أو على القدر أو ظروف الحياة، للتهرب من الواجب.
برنارد شو “الناس دائما يلومون ظروفهم على ما هم عليه. أنا لا أؤمن بالظروف، الأشخاص الذين يتقدمون في هذا العالم هم الأشخاص الذين يستيقظون ويبحثون عن الظروف التي يريدونها”.
وتجد لكل صعوبة تعترضها مبررا جاهزا في مخيلتها، من دون أن تحاول البحث عن العيب في داخلها.
كانت تلك الزميلة تبحث دائما عن مبررات للتهرب من المهام المطلوبة منها، لكن الأسوأ أنها تغلف تقصيرها بأكاذيب أكثر قبحا من إخلالها بمسؤوليتها، فلطالما افترت على زملاء العمل وادعت أنهم يعيقون تقدمها بسبب وشاياتهم لرئيس التحرير، فانتهى بها الأمر إلى التسريح من العمل بعد أن سقطت أقنعتها وعرفها الجميع على حقيقتها.
نادر فعلا وجود أشخاص يعترفون بإخفاقاتهم ويتحملون مسؤولياتهم، وينظرون إلى من حولهم من منظور أكبر، وليس من خلف كراسي مكاتبهم.
اللجوء إلى الأعذار الحقيقية وبقدر معقول لا يشكّل دائما أمرا ضارا، فالإنسان بطبعه خطاء، لكن المشكلة تكمن في أن ذلك قد تحول لدى الكثيرين إلى ممارسة يومية.
ويشكّل الساسة في المجتمعات العربية اليوم نماذج سيئة، في اختلاق الأعذار الكاذبة والمُدمرة والشعوب هي التي تتجرع نتائج دفعهم ضريبة الكلام المجرد.
مواجهة الأمور بشجاعة ليست بالأمر اليسير على القادة والسياسيين العرب، رغم أن ذلك يكشف عن مدى عظمة القائد، فـ”القائد الجيد لا يخطط ثم يحاول عبثا تغيير الظروف، بل عليه أن يجعل خططه تتوافق وتنسجم مع الظروف”، كما قال الجنرال العسكري الأميركي جورج باتون.
*
نفسيا: لا تشرح لأحد طريقة حبك..
ولا طريقة حزنك.. ولا الطريقة التي
تكتب بها.. ولا لماذا هذه الأغنية
تحديدا.. ولا لماذا تستيقظ في
وقت متأخر من الليل.. ولا لماذا
تفضل الكلمات الموجعة.. ولا لماذا
لا تنسى.. لا أحد له علاقة بهذا.. لا
أحد سيفهم شيئا من هذا.. لا تشرح
شعورك لأحد
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق