الخميس، 27 مايو 2021

كورونا.. هل تصبح التجارة الإلكترونية والتكنولوجيا الرابح الأكبر؟

بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد الذي ألزم نحو مليار شخص حول العالم البقاء في منازلهم، فضلا عن تسببه في انهيار البورصات ووضع الشركات الصعب، مما يترك أثرا اقتصاديا بالغ الشدة قد تأتي بعده تحولات كبرى في العالم سيكون المستفيد الأكبر منها -على ما يبدو- بعض شركات قطاع التكنولوجيا والإنترنت.

قالت أستاذة السلوك التنظيمي في كلية سعيد لإدارة الأعمال بجامعة أوكسفورد سالي مايتليس "أعتقد أن بعض أوجه العمل والتنظيم ستتبدل نهائيا عند الخروج من الوضع الحالي". 

أوضحت أن "الناس سيكتشفون أن بإمكانهم العمل والتواصل بطريقة لم تخطر لهم حتى الآن، وهذا سيرغمهم على التأقلم أكثر مع التكنولوجيا".

عمالقة التجارة الإلكترونية مقابل المتاجر المستقلة
سجلت المواقع الكبرى للتسوق الإلكتروني زيادة في الطلبات بينما انتقل المستهلكون في ظل الحجر الصحي إلى شراء المواد الضرورية عبر الإنترنت.

وشهد يوم الاثنين الأسود للبورصات العالمية الموافق 16 مارس/آذار الجاري تراجع أسهم عملاقي التوزيع الأميركيين وولمارت وأمازون. غير أن وولمارت عادت بعدها ونهضت بنسبة 23% عن يوم الاثنين، كما انتعشت أسهم أمازون مجددا.

وقالت شركة أمازون "نلاحظ زيادة في المشتريات عبر الإنترنت، مما أدى إلى نفاد مخزون بعض المواد المنزلية الأساسية والمستلزمات الطبية".

وأوضح رئيس الاتحاد البريطاني للشركات الصغيرة مايك تشيري أن المتاجر المستقلة الصغيرة تعاني من الوضع، لافتا إلى أن "هذه المرحلة بالأساس صعبة كثيرا على كل المتاجر الصغيرة في البلد.. هناك مخاوف كبرى حول سلاسل التموين في حين يسجل الإقبال تراجعا متواصلا"، واعتبر أن آفاق المستقبل أمام هذه المتاجر في الأسابيع المقبلة تزداد تشاؤما.

البث عبر الإنترنت مقابل دور السينما

شهدت منصات البث التدفقي (عبر الانترنت) في العالم زيادة بنسبة 20% خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، بحسب وكالة بلومبرغ. 
وإزاء فورة الطلب هذه، عمدت شركات عدة للتلفزيون والفيديو عبر الإنترنت مثل نتفليكس وكنال وغوغل (الشركة الأم لموقع يوتيوب)، إلى تخفيض جودة البث للحد من استخدام الشبكة بهدف تخفيف الضغط على الإنترنت في أوروبا.
في المقابل، انحسر جمهور شبكات دور السينما الكبرى إلى حد غير مسبوق، وأغلقت كثير من الصالات أبوابها مؤقتا للمساهمة في جهود احتواء وباء كورونا.
وفي الولايات المتحدة، تراجعت أسهم سلسلتي "سينيمارك" و"أي.أم.سي إنترتنمنت" لدور السينما أول أمس الجمعة في البورصة بنسبة 60% عن أعلى مستوياتها في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2020.
تمارين عبر الإنترنت مقابل صالات رياضية
بسبب إغلاق العديد من الصالات الرياضية أبوابها، اتجه ممارسو الرياضة إلى حضور حصص التمارين الرياضية عبر الإنترنت لمواصلة تمارينهم في البيت. 
وسجلت أسهم شركة "بيلوتون" الأميركية للتجهيزات الرياضية ارتفاعا كبيرا، إذ يراهن المستثمرون على الطلب المتزايد على معداتها الفردية المتصلة بالإنترنت ودروسها عبر الشبكة.
مؤتمرات عبر الفيديو مقابل اجتماعات
في ظل انتقال عدد متزايد من الأشخاص للعمل من منازلهم، ازداد الطلب على التكنولوجيا التي تتيح عقد الاجتماعات عبر الإنترنت.
وقالت المحللة في شركة "كرييتيف ستراتيجيز" كارولينا ميلانيسي إن "هناك فورة حقيقية حول العمل عن بعد، إلى حد أن شركات مثل زوم شهدت ارتفاعا في قيمة أسهمها"، وهي شركة متخصصة في عقد المؤتمرات عبر دائرة الفيديو.
في هذه الأثناء، يتواصل إرجاء أو حتى إلغاء اجتماعات العمل والأحداث الرياضية والثقافية، ولا تزال نقطة استفهام كبرى مطروحة بشأن انعقاد دورة الألعاب الأولمبية هذا الصيف في اليابان.

هل يصمد في مواجهة كورونا؟.. 5 أسئلة تقلق مستخدمي الإنترنت حول العالم وهذا جوابها

ومع أن شبكة الإنترنت صممت خلال القرن الماضي لتحمّل هجوم نووي إلا أن الوضع الحالي مختلف تماما، فهل يمكن أن تكون هذه نهاية الإنترنت، ولماذا نواجه هذه الصعوبات التقنية في عملنا من المنزل، وإن كانت شبكة الإنترنت بخير فلماذا قامت شركات كبرى بتخفيض جودة خدماتها؟

 البطء الذي يواجه معظم المستخدمين هو بسبب "الميل الأخير" وهو عبارة عن المستوى الأخير (3) من الإنترنت الذي يكون بينك وبين مزود الخدمة مباشرة.
فشبكة الإنترنت تنقسم لثلاثة مستويات المستوى الأول وهو العمود الفقري للشبكة يصل بين القارات عن طريق الكوابل، أما المستوى الثاني فهو شركات الاتصالات الكبرى المزودة للخدمة في المنطقة نفسها مثل فودافون، أما المستوى الثالث أو الميل الأخير فهو مزودو الخدمة المحليون الذين يربطون منزلك بالخدمة.
شركات الاتصالات المحلية لديها القدرة على تحمل الضغط وذلك بحسب إمكانياتها، لذلك من المحتمل حدوث تباطؤ في نقاط الاختناق الرئيسية على الإنترنت.
على سبيل المثال، قد تواجه خدمات عقد المؤتمرات عن بُعد مشاكل متقطعة حيث يقوم الآلاف من العاملين في المنزل بإجراء اجتماعات بالفيديو عن بُعد، هذا النوع من الخدمات يتعرض لحالة من الاختناق بسبب زيادة في حجم الطلب على الخدمة ذاتها في وقت واحد.
هنا سيقوم الإنترنت بالتعامل مع هذا الاختناق بتقليل جودة المكالمة لديك، بينما ربما يفقد زميلك من دولة أخرى الاتصال تماما بسبب ضعف مزود الخدمة في المستوى الثالث لديه.
رسم توضيحي لهيكلية شبكة الإنترنت (مواقع التواصل الإجتماعي)
3- إلى متى يستطيع الإنترنت تحمل هذا الضغط؟
من 1 يناير/كانون الثاني إلى 22 مارس/آذار ارتفعت حركة الإنترنت 18% في الولايات المتحدة، وفقا للبيانات الصادرة عن شركة أداء الإنترنت والأمن كلود فلار (Cloudflare).
4- لكن إذا كان الأمر كذلك لماذا قامت شركات كبرى بتخفيض جودة خدماتها في بعض المناطق؟يرجع السبب الرئيسي لذلك أن البنى التحتية للإنترنت في بعض البلدان ليست جيدة بالقدر الكافي، فقد شهدت إيطاليا، على وجه التحديد، انخفاضا حادا في السرعات منذ أن أصدرت حكومتها أوامر الإغلاق، ولكن سرعة الإنترنت في إيطاليا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى أقل من النصف قياسا لما عليه الوضع في الولايات المتحدة، ويرجع ذلك جزئيا إلى البنية التحتية القديمة.
*
التجارة الإلكترونية.. رُب ضارة 

15/04/2020

لقد غيّر الانتشار العالمي ل«كوفيد-19» اهتمامات البشر، وجعلهم يعتمدون بشكل متزايد على التكنولوجيا، وأدى تحول الملايين إلى العمل والدراسة عن بُعد، للمساعدة في كبح جماح الوباء؛ إلى تسريع عجلة الاقتصاد الرقمي، وخاصة في دول جنوب شرق آسيا، التي من المتوقع أن تصبح رابع أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2030.

وصلت قيمة إجمالي البضائع المباعة في ظل الاقتصاد الرقمي المزدهر في المنطقة الآسيوية إلى 100 مليار دولار العام الماضي، ومن المتوقع أن تصل إلى 300 مليار دولار بحلول عام 2025. وتعد صناعة التجارة الإلكترونية أكبر محرك لهذا التقدم؛ حيث نمت قيمة المبيعات الرقمية من 5.5 مليار دولار في عام 2015 إلى 38 مليار دولار في عام 2019، ومن المتوقع أن تتجاوز ال150 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.

تطورت التجارة الإلكترونية تدريجياً في منطقة جنوب شرق آسيا، ومنذ أيامها الأولى في العقد الماضي، واجهت الصناعة الناشئة العديد من العقبات مثل: قلة انتشار الإنترنت، وقلة الأشخاص الذين يملكون حسابات بنكية، إضافة إلى الخدمات اللوجستية الضعيفة. وكان ذلك ملاحظاً بشكل خاص في الأسواق التي تضم أعداداً كبيرة من القرويين؛ مثل: إندونيسيا والفلبين.

ومع تضخم عدد مستخدمي الإنترنت في المنطقة من 260 مليوناً في عام 2015 إلى 360 مليوناً في عام 2019، عملت شركات كثيرة على تحويل مفهوم التسوق من مجرد معاملة شراء عادية إلى تجربة اجتماعية وثقافية في جو تفاعلي ممتع بين الأصدقاء والعائلة، وباتت فرصة للعلامات التجارية والشركات، وخاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، للوصول إلى المزيد من العملاء، وبناء الوعي بالعلامة التجارية والولاء لها، وبالتالي تعزيز المبيعات والنمو. وعملت الشركات أيضاً على تمكين مفهوم التسوق الإلكتروني؛ من خلال زيادة الابتكار على منصاتها وإدخال ميزات تفاعلية أكثر مع عملائها؛ مثل: تقنية الواقع المعزز، التي تسمح للبائعين بالترويج لمنتجاتهم وللمتسوقين بتجربتها عبر محتوى تفاعلي مباشر، والمحفظة الإلكترونية ومهرجانات التسوق الضخمة ودعمت برامج الدردشة الآلية، وأتاحت هذه الشركات خيارات الدفع عند التسليم وبنت شبكات لوجستية قوية خاصة بها، كما استعانت برواد في هذا المجال مثل: عملاق التسوق الإلكتروني «علي بابا».

*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق