الثلاثاء، 19 مايو 2020

التنوير هو الحياة باحث الفلسفة السياسية بجامعة عين شمس د. أحمد فاروق،

2017

حقبة "ما بعد الليبرالية"، موضحا أنه على المدى القريب، سوف نجد أن قوى العدمية، ذات الصوت الأعلى والأكثر وضوحا من صوت الديمقراطية الليبرالية وعدميتها، قد تهيمن على المستقبل القريب، لتحفر على وجه زماننا حكايات صغيرة عن المآسي المحلية وعمليات إبادة البشر الإقليمية، وتخلق مناخا من عدم الاستقرار يتميز بالحروب الصغيرة المتعددة الضارة بالتكامل الكوني.

أما على المدى البعيد، فسوف نجد أن قوى الليبرالية الرأسمالية هى تلك القوى التي تشكل الأساس لقوة دفع الحضارة الغربية التي تتسم بالبطء والثبات، وهو ما يعني أنه لا قبل لأحد بإيقافها، وبذلك سوف تحتل حروب العدمية الصغيرة عناوين الصحف في القرن الحالي.

 عالم الليبرالية الرأسمالية، فقد تخلق سلاما عاما يؤيد انتصار التجارة وأسواقها، ويوفر لمن يسيطرون على المعلومات والاتصالات والترفيه سيطرة مطلقة على مصير البشر، وإذا لم نقدم بديلا للصراع بين العدمية (الثقافات الأخرى من المنظور الغربي المتمركز على الذات) وعالم الليبرالية الرأسمالية، فإن الحقبة التي نقف على أعتابها ـ وهي حقبة ما بعد الشيوعية، وما بعد التصنيع، وما بعد القومية، وإن كانت كذلك حقبة طائفية مخيفة ومتعصبة ـ قد تصنع في نهاية الأمر حقبة ما بعد الليبرالية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق