الاثنين، 25 مايو 2020

التنوير الإسلامي عند عبد المتعال الصعيدي

 أعلام التنوير الإسلامي  الذين قاموا بتحديث أفكار الإمام محمد عبده و رؤاه الإصلاحية، إنه الشيخ عبد المتعال الصعيدي (1894-1966) فقد أفنى حياته علما ونضالا فى سبيل تحديث الفكر الديني، وإعادة قراءة التراث بروح العقل والمنطق والنقد التاريخي وليس الاستلاب والاستسلام. وكان شجاعا في مواجهة الرافضين لتجديد المناهج الدينية، فترك لنا نحو 69 كتابا ودراسة علمية،

 المؤلفات : كتابه الميراث فى الشريعة الإسلامية والشرائع السماوية والوضعية الذي صدر عام 1934  وفيه يقول  الصعيدي: "ان توريث أرشد الذكور وترك من سواه من الأقارب أمر ياباه العقل وذوق هذا العصر  الذى يراد فيه أن تجعل المساواة بين الورثة لا فرق بين ذكور وإناث من أصول الميراث".

أما كتابه "الحرية الدينية فى الإسلام" الذي صدر عام 1955، فهو وثيقة معركة فكرية بين الشيخ الصعيدي والشيخ عيسى منون عضو هيئة كبار العلماء فى مسألة محل جدل بين الفقهاء وهي حكم المرتد فكان رده بعدم ثبوت قتل أو حبس المرتد، تأكيدا على أن الإسلام يدعو إلى حرية الاعتقاد. 

فقد أفتى الشيخ منون بقتل المرتد إن أصر على ردته، يتولاها ولي أمر المسلمين، ومنها التفريق بينه وبين زوجته٠ مبينا أن هذا من الأحكام التي لا اجتهاد فيها.

وقد رد  الصعيدي على منون بالأدلة العلمية ومنها: أن الحديث الذي ورد في بيان أن المجتهد له أجران إذا أصاب وأجر إذا أخطأ، وأن المجتهدين من الأئمة الأربعة قد ظهروا بعد جيلين من الصحابة والتابعين، فلم يروا الحجر على أنفسهم في الاجتهاد 

أن القتل لأنهم مقاتلون، لا لأنهم مرتدون

وأما حديث  الرسول صلى الله عليه وسلم الذى رواه عبد الله بن عمر "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ، وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ "  فليس المراد بالناس فيه جميع الناس قطعا لأن اهل الكتاب لا يدخلون فيهم.

أما دراسة الشيخ الصعيدي عن التقريب بين المذاهب الإسلامية ودراسة علم التوحيد،  فقد قدم قراءة تحليلية نقدية  لحديث "الفرقة الناحية" الذى تعتمده الفرق والمذاهب الإسلامية حتى يقيموا الخصومة فيما بينهم على أساس من  الدين، لتكون خصومة مشروعة لا إثم فيها بل يثاب أصحابها عليها، واعتمد فى تحليله على متن الحديث وسنده أى رواية ونصا، فى رد بليغ وحجج قوية على دعاة الفكر الطاءفى  المتعصب. الذين لا يؤمنون بالتعدد ولا يعترفون بالآخر المختلف معهم داخل الدين الواحد أو المذهب الواحد. 

احتكار الحقيقة دون بقية الخلق

إن الدعوة للتنوير والحداثة  لا يمكن أن تكون ابدا لهدم دين من الأديان، كما يتوهم بعض الأصوليين الراديكاليين، فبدلا من أن ندفن رؤوسنا فى الرمال او نقف فى موقف المدافع عن  التقليد بدعوى الغزو الفكرى أو المصطلح الوافد، علينا أن نعيد نشر وقراءة وتحليل أعمال رواد التنوير الإسلامي، لنعود كما كنا أمة الفارابى والكندى  وابن رشد وابن سينا وابن الهيثم وابن طفيل وغيرهم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق