الاثنين، 1 يونيو 2020

من هو جورج فلويد "العملاق اللطيف" الذي أشعل موته أميركا؟

تجمع مئات المحتجين حول البيت الأبيض في العاصمة واشنطن، منذ مساء السبت، مرددين شعارات مثل "العدالة لفلويد" و"لا سلام بدون عدالة"، و"لا أستطيع التنفس" و"حياة السود مهمة".

وتشهد جميع الولايات المتحدة الأميركية احتجاجات على مقتل فلويد، منذ الثلاثاء الماضي، وتتحول أحيانا إلى أحداث عنف بين المحتجين والشرطة.

تعرضت المتاجر الفاخرة في سانتا مونيكا للنهب في شارع شهير للمشاة، قبل أن تتدخل الشرطة وتعتقل بعض الأشخاص. وجاءت أعمال التخريب في أعقاب مظاهرة سلمية بدرجة كبيرة في وقت سابق في المدينة الساحلية.

باتجاه الجنوب في ضاحية لونج بيتش في لوس أنجلوس، حطمت مجموعة من الشبان والشابات نوافذ مركز تجاري ونهبوا المتاجر، ثم تفرقوا قبل بدء حظر تجول من السادسة مساء.

نظم بضع مئات مسيرات وسط ميامي، مرددين هتافات تقول "لا سلام بلا عدالة"، ومرت المسيرة بجوار مركز اعتقال شوهد نزلاؤه من النوافذ الضيقة يلوحون بقمصانهم.

+++++++++++++++

 مقتل شاب أميركي من أصل أفريقي على يد الشرطة أشعلت مجددا "الحرب الثقافية" التي طالما دارت رحاها بشأن مسائل مثيرة للجدل، مثل الإجهاض وحمل السلاح والحريات الدينية وغيرها.

لم تكن حادثة قتل جورج فلويد يوم 25 مايو/أيار الماضي هي الأولى من نوعها،

ربما يكون عرض مقطع الفيديو الذي وثق لضغط شرطي أبيض على رقبة فلويد لما يقرب من تسع دقائق قد ساهم في مضاعفة الغضب، وربما أيضا ضاعف من الغضب مشاركة ثلاثة رجال شرطة من البيض في الجريمة بعدم تدخلهم لوقف عملية القتل.

هناك خللا هيكليا في وضعية السود في المجتمع الأميركي، ولم يغير من هذا الخلل وصول رئيس أسود إلى البيت الأبيض باراك أوباما، الذي بقي في الحكم لفترتين من العام 2008 إلى العام 2016. وحتى القوانين والتشريعات المختلفة لم تنجح في ردم هوة العنصرية المتفشية في قطاعات واسعة من الشرطة الأميركية.

 الخلل في تطبيق القانون، تبلغ نسبة السكان السود 13% من إجمالي عدد السكان الأميركيين، في حين يمثلون ما يقرب من 40% من إجمالي السجناء في البلاد.

مع تكرار انتهاكات رجال الشرطة البيض للرجال السود، ظهرت حركة "حياة السود مهمة" لتنسق الجهود على محاربة هذه العنصرية، وللعمل على إصلاح النظام الجنائي.

وارتبط جديد هذه الحادثة بتوقيتها، فهي جاءت في وقت تعاني فيه الولايات المتحدة من أكبر أزمة اقتصادية تتعرض لها منذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي نتيجة وباء كورونا الذي دفع 40 مليون أميركي للانضمام إلى طوابير العاطلين خلال الشهرين الأخيرين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق