الجمعة، 26 فبراير 2021

العمل من السرير ******

  الاتجاه إلى العمل من السرير ليس سببه الافتقار إلى مقعد مناسب فقط، وإنما الأمر ببساطة هو أن كثيرا من الناس يحبون السهولة والشعور براحة السرير ودفئه. واليوم، هناك الآلاف من الصور على إنستغرام تحت وسم #العمل_من_السرير، وكثير منها لأشخاص مبتسمين، يجلسون في أسرتهم باسترخاء وهم يرتدون ملابس النوم وبجوارهم كوب قهوة أو ربما صينية عليها طعام الفطور.

وتتعرض الرقبة والظهر والفخذين لمزيد من الضغط والاجهاد عندما تكون جالسا على سطح لين يشجع على الاستلقاء أو التمدد. وتقول سوزان هالبيك، مديرة قسم هندسة نظام الرعاية الصحية في "مايو كلينيك"، وهي إحدى أكبر مؤسسات البحث الطبي في الولايات المتحدة: "ليس هناك أي وضع مناسب في السرير، فجسمك غير مستند بطريقة تساعد على العمل".

قد يكون الوقت قد فات لتدارك المشاكل التي سيتعين مواجهتها مع التقدم في السن والناتجة عن بيئة العمل السيئة.

 هذه الأمراض عبارة عن صداع بسيط، وقد تتوسع لتشمل التصلب الدائم في الظهر والتهاب المفاصل، وما يعرف بآلام العنق، وهو ألم في عظام وأربطة الرقبة وعضلاتها. وتضيف هالبيك: "أي شيء أفضل من الاستمرار في هذه العادة السيئة. ومتى أمكنك التوقف عنها، فتوقف فورا".

إذا كنت مضطرا لمواصلة العمل من السرير، فتقول هالبيك: "إن السوء له درجات، فعليك أن تجلس كما لو أنك على كرسي ذي ظهر منتصب قدر الإمكان، وحاول اتخاذ وضع محايد، أي تجنب وضع ثقلك على جزء معين من جسمك أو الضغط عليه".

ومن المفيد أيضا ثني وسادة ووضعها أسفل الظهر لدعم منطقة الفقرات القطنية، وكذلك وضع وسائد تحت الركبتين. وإذا كان بالإمكان، حاول فصل شاشة الكمبيوتر عن لوحة المفاتيح، بحيث تكون الشاشة على مستوى نظرك أو أعلى منه. وفي كل الاحوال، تجنب الاستلقاء على معدتك أثناء الكتابة، لأن هذا يتسبب في إجهاد حقيقي للرقبة والمرفقين.

 يتعين عليه شراء لوازم العمل من مقعد ومكتب، لأن الأمر يستحق فعلا الأموال التي ستدفع فيه.

لا تقتصر الآثار السيئة المحتملة للعمل في السرير على آلام في الجسم وتراجع في الإنتاجية، بل قد تصل إلى إعادة برمجة العقل حتى يفصل بشكل تام بين السرير والنوم

كلما قضيت مزيدا من الوقت في مشاهدة التلفزيون أو ممارسة ألعاب الفيديو وأنت في الفراش بدلا من النوم، يبدأ عقلك في التعلم، 'حسنا، يمكننا القيام بهذه الأنشطة في السرير'. وهكذا يبدأ بالربط بين السرير وهذه الأشياء، إلى أن يتطور الأمر في النهاية ليصبح من السلوكيات المشروطة"، وهذا يعني أن العقل يصل إلى مرحلة الربط الكامل بين السرير وممارسة أنشطة لا علاقة لها بالنوم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق