Oct 28, 2021 Jul 13, 2021
الأقليات وعقدة الأغلبية
التعارف على تسمية الصامتين، أو الذين لا يعلنون موقفا واضحا مما يجري، بـ "الرماديين" أو "الأغلبية الصامتة". وتعتبر هذه الفئة من الناس الفئة الأكثر تعرّضا للتنمر من طرفي الصراع، لأن كلا منهما يعتقد أنها العائق الأول أمام تمكّنه من حسم الصراع لصالحه. من حيث المبدأ، ربما كانت هذه الأغلبية هي بالفعل العائق في تمكّن كلا الطرفين من تحقيق انتصاره الكامل، وعادة ما توجّه لها تهم، مثل التخاذل والتجابن، وغير ذلك مما تزخر به ثقافتنا العربية في مثل هذه الحالات. ولكن الحقيقة أن الصمت هنا ليس انتفاء الموقف إطلاقا، فالصمت هو موقفٌ ثالثٌ ناتج عن عدم قناعة الفريق الصامت بكلا الخصمين، وربما ينتظر هذا الفريق اللحظة المناسبة،
ليقول كلمته التي لا تُعجب الطرفين، ولكن هذه الكتلة الصامتة التي يُطلق عليها لقب الأغلبية هي في الحقيقة ليست كتلة واحدة ولا متجانسة، ولا يمكن تسميتها بالأغلبية في أي حال. ولو كانت كذلك لكان موقفها هو الأقوى، فجزء من الأغلبية الصامتة يميل، بهذه النسبة أو تلك، إلى أحد طرفي الصراع، وجزء آخر يميل، بالقدر نفسه، إلى القطب الخصم وتنخفض نسبة الميل إلى أحد القطبين، حتى تنعدم في المنتصف مشكلة كتلةٍ عدميةٍ لا تميل إلى أي طرفٍ من الطرفين. ربما يكون الخوف هو سبب انضمام جزءٍ من هذا الجمهور لهذه الأغلبية بالفعل. ولكن الخوف هنا ليس فقط من بطش السلطة المستبدّة، وإنما من الجانب المنتفض على هذه السلطة كذلك، والذي قد يكون خطابه وسلوكه ليس أقلّ استبدادية من استبدادية تلك السلطة. ولذلك يشعر جزء من الجمهور الصامت بالخوف منه، كما يشعر جزءٌ آخر بالخوف منها، لكن الخوف بالتأكيد لا يشكل السبب الأكبر لتشكّل هذه الأغلبية الصامتة، فهناك أسبابٌ كثيرة أخرى، أهمها عدم وجود مشروع بديل يقنع ذلك الجمهور ويجعله يصطف خلفه، فالشعارات لا تكفي لاستقطاب الجمهور، لا بل إنها تلعب عاملا طاردا ومنفرا، في أحيانٍ كثيرة، بسبب التجربة العربية الناجحة في الهزء من الشعارات عقودا. ولذلك لا بد من مشروعٍ مرتبطٍ بسلوكٍ موازٍ منسجمٍ مع هذا المشروع، وضمانات لهذا الجمهور لكي يعلن اصطفافه بشكل صريح خلف هذا الطرف أو ذاك، فما هو المغري في خوض المعارك من أجل طرد زيدان ليجلس مكانه حديدان، أو لاستبدال شهاب الدين بأخيه؟
وأخيرا، لدينا قسم لا بأس به من الأغلبية المذكورة لها رأيٌ ثالثٌ تخشى قوله، كي لا يتم طحنها برحى الصراع، لا شك أن لخطاب كل طرفٍ دورا أساسيا في بقاء هذه المجموعة أو تلك ضمن هذه الأغلبية أو انفصالها عنها والتحاقها بأحد القطبين.
الذي يريد الانتصار في معركته لا بد له من خطاب متّزن يتوجه فيه إلى أنصار خصمه بالاهتمام نفسه الذي يتوجّه فيه إلى أنصاره، يبحث عن الثغرات التي لدى الخصم، ويخاطب عبرها جمهوره ويضعف موقفه، ولا يكتفي بذلك، بل يبحث عن النقاط المشتركة مع أنصار الخصم، ويتناولها بشكلٍ يجعل هذا الجمهور يتآلف معه، ويصبح أكثر قابليةً للتجاوب مع طرحه.
*
«مشكلة الأقليات» في البلدان ذات المكونات العرقية والقومية والدينية المختلفة
كيفية إشراكها في الحكم، واحترام خصوصياتها، بعيداً عن الاحتواء والإذابة في الأغلبية.
العقدة لدى الأغلبية وتصيبها بالتفرد واعتبار الآخرين مجرد ملحقات!
غياب بلورة مفهوم جامع للمواطنة
ما يجري في معظم دول الشرق الأوسط (الديمقراطية) لا يتجاوز استخدام وسائل وأدوات ديمقراطية لتكريس الحكم الشمولي للأغلبية المذهبية أو القومية.
*Dec 5, 2021
الأغلبية أي عدد يفوق النصف، وهو ما يطلق عليها أحياناً الأغلبية المطلقة، في حين تدل الأكثرية على أكبر عدد يتفق على رأي واحد حتى إذا لم يجاوز النصف.
Jan 20, 2022
عند أفلاطون، هو المسؤول عن محاكمة أستاذه سقراط وإعدامه.
للشّعبويّة والغوغائيّة التي اعتقد أنّ الدّيمقراطيّة وجْهٌ من وجوهها
توكڤيل (الفيلسوف الفرنسيّ المعاصر له)، هو مفهوم «الاستبداد الدّيمقراطيّ» الذي وصَف به النّظامَ السّياسيّ الذي أنجبتْه الثّورة الفرنسيّة.
«طغيان الغالبيّة» إلى جون ستيوارت مِلْ
ديكتاتوريّة أو إلى كُلاّنيّة (توتاليتاريّة)، كما في الحالة النّازيّة، وما ذلك إلاّ لأنّ الهندسة السّياسيّة التي تقوم عليها الدّيمقراطيّة التّمثيليّة تُقلّص الفارق بين الدّيمقراطيّة والشّعبوية وتُبدّد الفواصل بينهما، فتسمح للأخيرة بأن تتمظهر في صورة الدّيمقراطيّة! ما الذي تواجهه دولٌ عدّة من الغرب، اليوم، غير جنوح الشّعبويّات الجديدة (اليمين المتطرّف) إلى حيازة السّلطة
كلّ استيلاءٍ مُقَنّع على السّلطة باسم الإرادة الشّعبيّة.
العقلانيّة الدّيمقراطيّة، الذي تحدّث عنه ماكس ڤيبر، أو نظام الدّيمقراطيّة التّداوليّة لدى هابرماس، أو أيّ نظامٍ آخر لا تتجمّع فيه السّلطات في يد فريقٍ واحد.
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق