غالبية الخبراء يرجحون أننا لن نتخلى عن الهاتف الذكي في المنظور القريب، بعد أن أصبح شريك حياتنا دون منازع.
ما يمكن أن يجتهد فيه الخبراء بشكل واقعي حاليا هو تخيل التعديلات والإضافات، التي ستحدث للهواتف الذكية في السنوات القليلة المقبلة، لأن ملامحها متحققة بالفعل في المختبرات ولا تحتاج سوى حسابات التكاليف والإنتاج والتوزيع وتحديد الأسعار المناسبة.
هناك الكثير من الإضافات المنتظرة هذا العام مثل الخطوات الأولى لانتشار الجيل الخامس للاتصالات، مع أن كثيرين يرجحون عدم انتشاره حتى العام المقبل بسبب الحاجة إلى بنية تحتية هائلة. لكن كيف ستبدو هواتفنا في غضون خمس سنوات؟
اختفاء الأزرار والمنافذ والأسلاك
حين أقدمت أبل في عام 2007 على حذف منفذ السماعات في هواتف آيفون، واجهت تذمر الكثيرين، مع أنها أتاحت ذلك من خلال منفذ الشحن الكهربائي، لكن بعد سنوات التحق بها منتجون آخرون وتراجع عدد المتذمرين من غيابه.
وتكفي نظرة سريعة إلى بيانات الارتفاع السريع في مبيعات السماعات اللاسلكية مثل أيربود وغيرها من سماعات البلوتوث، لتأكيد أن جميع الهواتف الذكية ستتخلى عن منفذ السماعات في المستقبل القريب.
روبن كاستانو: الشاشات القابلة للطي سوف تهيمن على صناعة الهواتف إضافة إلى تغطية الأجهزة بالشاشات من جميع الجهات
أما منفذ شحن البطارية، فلم تجرؤ أي شركة مصنعة للهواتف حتى الآن على التخلي عنه، رغم أن الكثير من الهواتف أصبح مزودا بتقنية الشحن اللاسلكي، لكن نسبة ضئيلة من المستخدمين تستخدم تلك التقنية.
يقول الخبراء إن الهواتف ستكون أكثر متانة حين تختفي جميع منافذ التوصيل، التي تسمح بدخول المياه والغبار إلى الأجهزة. كما أنها تفرض قيودا في التصميم، لذلك فإن اختفاءها سيؤدي إلى نقلة نوعية في تصاميم الهواتف.
ويجمع الخبراء على قرب اختفاء جميع الأزرار في السنوات المقبلة ومن ضمنها المتعلقة بمستوى الصوت، لكن المصنعين لم يقرروا حتى الآن إزالة تلك الأزرار.
يتوقع روبن كاستانو، نائب رئيس قسم التصميم في موتورولا أن نرى هواتف تعرض المزيد من الوظائف دون أزرار أو منافذ، بل تقدمها من خلال الشاشات.
ويضيف لموقع ديجتال تريند أن هذا التحول بدأت بوادره مع تقنيات البصمة التي لا تحتاج إلى زر محدد والسماعات اللاسلكية التي ألغت الحاجة إلى الأزرار والمنافذ.
وبدأ الكثير من المستخدمين يعتادون على انتفاء الحاجة إلى الأزرار، بعد انتشار تقنية التعرف على الوجه، التي ستشهد الكثير من التطوير في السنوات المقبلة.
وتتيح الأجيال الأخيرة الأكثر تطورا مثل آيفون وبكسل 4 إيقاظ الشاشة بمجرد توجيهها نحو وجه المستخدم. ومع رسوخ هذه الخاصية وتطورها ستقرر الشركات المصنعة إزالة زر التشغيل، دون أن يفتقده أحد.
استشعار فائق الحساسية

يقول كاستانو إن مصممي الهواتف يقتربون من نقطة تحول مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي حيث تصبح سطوح وشاشات الهواتف أكثر استجابة وتتعلم عادات المستخدم بمرور الوقت.
ثورة الشاشات
ويبدو أن الشركات المصنعة ستبحث عن طرق لجعل منتجاتها الجديدة جذابة وبأسعار معقولة، وقد تكون الهواتف المتخصصة أحد أبرز الحلول المتاحة أمامها.
وبدلا من إنفاق مبالغ كبيرة لشراء هواتف تؤدي عشرات الوظائف، التي لا يحتاجها بعض المستخدمين، ستكون هناك هواتف تلبي اهتمامات وأنماط حياة معينة.
وفي كل الأحوال ستشهد السنوات المقبلة ثورة غير مسبوقة في التصاميم المثيرة، بعد أن بقيت الهواتف الذكية تدور في فلك واحد لفترة طويلة.
لكن كاستانو يقول إن “التحدي الأكبر سيكون التأكد من أن المستهلكين على استعداد للانقلابات السريعة في تصميم الهواتف الذكية، ومستعدون لشرائها أيضا”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق