Aug 22, 2020
هذه الطبقة – تمارس دوراً غير مشروع في أوطانها، فهي تبرّر «الفساد» بل وتتبناه خدمة لمصالحها.
في كتاب «ينابيع الثقافة ودورها في الصراع الطبقي» يحدثنا الكاتب بو علي ياسين عن مساوئ هذه الطبقة التي ابتلي بها عالمنا العربي والإسلامي. يقول: «في الوطن العربي تكثر الأمثلة على المثقفين الذين ما زالوا يتشبثون بأفكار وقيم الماضي الاستبدادي أو الإقطاعي معتقدين أنها أفكار وقيم خالدة تصلح لكل زمان ومكان». بو علي ياسين. المرجع سابق ص40.
تحاول هذه الطبقة البرجوازية استغلال الدين ومنتقية منه الاتجاه الجبري والغيبي والسلطوي والنخبوي وفق كلمات المؤلف.
من هنا يتم تهميش الواقع الحياتي المعاصر فكل ما يحدث من قمع واستبداد في عرف هذه البرجوازية هو «قَدَر» لا مهرب منه.
وقديما وجدنا مثل هذا المنحى عند الغزالي وابن تيمية.
البرجوازيون العرب يحاربون أي نهج عقلاني يخدم مصالح الجماهير.
والعجيب أن الكثيرين منهم يهربون إلى «التديّن» غير الحقيقي إخفاءً لخطاياهم التي باتت مكشوفة لمواطنيهم.
والسؤال الأهم: متى ينتهي دور هؤلاء البرجوازيين العرب على اختلاف مواقعهم الاجتماعية؟. ينتهي حين يتم «علمنة الدولة وجعلها ديمقراطية».
ينتهي دور الطبقة البرجوازية حين تسود «ثقافة المواطنة» فتغدو هذه الثقافة لا مجرد «تنظير» بل ممارسة. وعلينا أن ندرك أن الديمقراطية لن تكون حقيقية إلا إذا رَسّخت مبدأ المساواة بين المواطنين على المستوى السياسي. ومع الأسف لا نجد مثل هذه المساواة في العديد من بلداننا العربية والإسلامية.
لا يجوز تفريغ «المواطنة» من بُعدها الإنساني، فتغدو وقفاً على نُخَبٍ معينة!. لن تتعزّز قيم الديمقراطية في الوطن العربي إلاّ بالمشاركة الفّعالة للمواطنين في العملية الديمقراطية
ينتصر الله لامام العادل ولوكان كافر +++++.
وهنا علينا أن نعترف أن ترسيخ «الديمقراطية» يقتضي أن تكون «الدولة» قوية الأركان لا تختزلها سلطة الحاكم الفرد.
أختم بالقول إن الديمقراطية الحقيقية تجعل «المواطنة» هي الجامعة لكل المواطنين وليس «الطائفة» أو «العشيرة» أو «القبيلة».
*
أدبيات البرجوازيين
تطلق البرجوازية على فئة من الطبقة الوسطى، كانت في زمن الإقطاع تتولى الصلة بين الطبقة الأرستقراطية وسائر أفراد الطبقة الوسطى، ولأنها تحتفظ لها بنصيب الأسد من الامتيازات المادية والاجتماعية، وتلقي بالفتات على سائر أفراد المجتمع فقد نبزوهم بـ»البرجوازية» أو»البرجوازيين»، وفيما بعد أصبحت تطلق على أصحاب النفوذ من الطبقة الوسطى أيضاً والمديرين التنفيذيين المتحكمين في المفاصل الكبرى خاصة الذين يقفون ضد مصالح الفئات الأخرى من الطبقة الوسطى والعاملة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق