الاثنين، 6 ديسمبر 2021

ثقافة الاختلاف لا الخلاف *******

هل من المفترض أن كل ما تؤمن به من قيم ومعتقدات ومبادئ وأفكار لابد أن تكون صورة طبق الأصل مما يؤمن به الآخرون؟ أم أن الله سبحانه وتعالى قد خلقنا مختلفى السمات والطبائع والأذواق والقدرات؟ لذا فمن الطبيعى والمنطقى أن ما قد يعجبك ليس بالضرورة سيعجب الآخرين، وأن ما قد تراه أنت صحيحا قد يراه غيرك خاطئا، وهو ما تعبر عنه الحكمة البليغة الخالدة التى تقول: «رأيى صواب يحتمل الخطأ، ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب».
وقياساً على ما سبق، أرجو أن يعلم كل منا نفسه ثقافة الاختلاف، وأن نؤمن أن التباين فى الرأى هو حكمة إلهية أوجدها الله جل وعلا فى كونه البديع، فلابد أن نحرص عند الاختلاف فى الرأى على أن يسود سلوكنا حينئذ سعة الصدر والاحترام المتبادل ومناقشة الحجة بالحجة، والفكر بالفكر، دون تعصب أو تجاوز أو سباب أو شجار كما نرى الآن حتى من بعض كبار المثقفين.. لابد أن نؤمن أن المجتمعات تتقدم وتنهض وتتطور وترتقى بتعدد الآراء، وتتحجر وتتجمد وتتخلف إذا سادها الرأى الواحد.

 الاختلاف سمة من سمات التحضر، والتقدم، والنمو، فاللغة العربية - مثلا- يعلو شأنها لأنها لغة القرآن، ولأنها تتفرد بين جميع اللغات بأنها لغة «التضاد»، حيث إن بها كلمات تحمل معنيين متضادين.. فكلمه ظن تأتى بمعنى الشك وتأتى بمعنى اليقين.. ففى الآية الكريمة يقول الله تعالى «إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ» وهى هنا بمعنى الشك.. وفى آية أخرى يقول تعالى: «وَقَالَ لِلَّذِى ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِى عِندَ رَبِّكَ» وهى هنا بمعنى اليقين والتأكد.

داعية احمد المالكي الاختلاف نعمة لامة
التحيز لشخص دون حق التحيز لرأي دون دليل الاعتقاد بان كل من خالف الرأي علي خطأ وصاحب فكر مضلل
لقد سمح الله لنا بالاختلاف فيما بيننا بل وجعله سائد بين البشر ولو شاء ربي لجعل الناس أمة واحدة 
الاختلاف سنة الله في الارض
الاختلاف اذا تجنبنا الخلاف كان خير لاصحاب الاراء المختلفة
فأئيمتنا العظام اختلفوا فيما بينهم ولكن لم يكن خلاف بل احترام
وكانه يقول من اطاعني فقد اطاع الله من يستغل سطحية الناس وخوفهم ادعياء العلم
نحن لا ننكر علي احد علم ولكن ناقش واثبت رأيك بالادلة واعترف بادلة من خالفك الرأي ما دامت صحيحة موثوقة
ما هدف التخويف والتضيق علي الناس 
كل ياخذ من كلامه ويرد الاصاحب هذا القبر النبي محمد الامام احمد
بل هو قلة العلم هي التي تعصب الفرد باعتقاد انه حق والاخر صاحب هوي ومبتدع

فالفروق والاختلافات أكثر وضوحاً، وهي ليست في الآراء وحسب، وإنما قد تكون في مجالات الحياة برمتها، تقريباً؛ في الطعام والزواج والتطور والتراث والدين والعقيدة والصداقات والعمل والعلاقات وحتى النظر نحو المستقبل، وغيرها... مع التطور التقني، خاصة في مجال الاتصالات، ظهرت مثل هذه الخلافات بشكل أوضح، ورغم أننا في بعض الأوقات نعد بعض عادات الشعوب مضحكاً، ويدعو للاستغراب إلا أننا ننسى أن لدينا أيضاً بعض الممارسات، التي قد تكون محل استغراب وذهول لدى الآخرين 

اختلافنا نعمة عظيمة أكثر من كونها نقمة؛ لأننا بواسطة التباين ظهرت لنا مختلف الحلول؛ لقد كان دوماً التعدد في الرأي وفي وجهات النظر المتعددة؛ إثراء ومزيداً من المعلومات والحلول؛ لذا لا تحسب اختلاف أقرب الناس إلى قلبك شراً؛ بل هو خير. تقبل هذا التباين، وانظر له كنعمة، وستدرك ما يختزله من فوائد عظيمة لك أولاً.


القرآن الكريم: «وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ» سورة الروم، الآية 22. وكذلك ما ورد في سورة الحجرات، الآية 13: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».



ن تحويل الاختلاف بالرؤى السياسية إلى خلافاتٍ شخصية بعضها داخل العائلة الواحدة.

لكن للأسف، فإنّ الهوّة سحيقةٌ بين من يقرأون القرآن الكريم وبين من يفقهون ما يقرأون فيه



 (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)

رجائي عطية

 أوفي المفاضلة بين النظام الرئاسي والنظام البرلماني أو في الأخذ بمزيج من النظامين، أو مركزية الحكم أو اللامركزية،
مناطق الرأي لا حدود لاتساعها وتنوعها، فهي ممتدة ومتنوعة امتداد وتنوع الحياة، وتنوع الظروف التاريخية والجغرافية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والنفسية أيضًا . 
الفرض أن الرأي، وتوابعه، ناجم عن اعتناق عقيدة تكونت حصاد تفكير وتأمل وموازنة وترجيح موضوعي، 

آفات التشيع

ولكن يبدو العقم، حين يتحول الرأي إلي تشيع، لا يعنيه فقط الانتصار لاقتناعه، وإنما يعني بانتقاص الغير والإساءة إليه، فيفقد قوام حجته وموضوعيته، ويحول الانتصار للرأي، إلي هجوم في الاتجاه الآخر، مجدول بكل آفات التهجم وأغراضه ! 

  لعل أبرز الأمثلة التي عانت منها الأمة الإسلامية، مذهب الشيعة وتقارعه مع مذهب أهل السنة والجماعة، ولو اقتصر التشيع علي مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب وهي كثيرة، ولا يختلف عليها أحد، لوافقهم أهل السنة والجماعة، فلا أحد ينكر مناقب الإمام وسيرته العطرة ودوره العظيم في الإسلام . 

 بيد أن التشيع امتد لدي بعض فرقه، إلي التهجم علي باقي الصحابة عليهم الرضوان، والإساءة إليهم، وفضلاً عن أن هذه الإساءات لا تقتضيها الإشادة بمحبة الإمام عليّ ومناقبه، فإنها تخوض في رموز إسلامية يحمل لها المسلمون التوقير والإجلال، مما ساق إلي صراع عبر أجيال بين الشيعة وأهل السنة والجماعة، فكان أن نهض عاقلون للدعوة إلي التقريب بين المذاهب، متخذين منهاجًا يداوي ولا يثير، بتذكير الجميع أن ربهم واحد، وبأن نبيهم واحد، وبأن دينهم واحد، وكتابهم واحد، وبأن قبلتهم واحدة، وبأن بيتهم الحرام واحد، ولا محل من ثم لإثارة الضغائن والخصومات التي سحبت بالسلب من رصيد المسلمين علي مدار أربعة عشر قرنًا ! 

الابتعاد الضرير
 ولا شك أن أبناء كل دين علي اقتناع بأن دينهم أجدر بالاقتناع من غيره من الأديان، إلاَّ أن هذا لا يقتضي ولا يبرر مهاجمة أو انتقاد الاديان الأخري والإساءة إليها، وازدراء أحكامها ومحاولة النيل منها .. وقد ضرب القرآن الكريم مثلاً للمؤمنين، بأن عليهم أنفسهم وبأنهم ليسوا أوصياء علي غيرهم، فقال تعالي : » يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ »‬ (المائدة 105)، ويقول سبحانه : »‬ قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ » (الأنعام 91)، ولم يعاد الإسلام الديانات الأخري

الذين ينصرفون إلي تسفيه الأديان الأخري، يخالفون الإسلام ذاته وما أمر القرآن الكريم به .

إن من يحب عباس العقاد، ويقبل علي قراءته، لا يفعل ذلك كراهة في طه حسين، أو اهمالاً لشأن توفيق الحكيم ويحيي حقي وغيرهم من الأعلام، والعكس صحيح .
 وجه الخطر يكمن في اختلال البوصلة وغلبة الرغبة في التهجم والإغاظة علي المعايير الموضوعية،

أخشي أن أقول إن الإغاظة وإخراج اللسان من باب النكاية ـ قد صارت ظاهرة مرضية ضربت في كل باب، ومعني ذلك أننا قد انصرفنا عن الواجب الذي علينا أن نلتفت إليه ونعتنقه بصدق وموضوعية ونؤديه ونرعاه ونقومه ونخدمه وننميه ونكرسه وندعمه ونقويه ــ تركنا ذلك وانصرفنا عنه إلي تنفيسات مرضية كليلة ضريرة عمياء تحمل بـداخلها معاول هدمها الذاتية، مثل نيران الحسد التي تأكل الحاسد قبل أن تمس المحسود . ما معني ذلك ؟! معناه أن العقل غافل، والوعي غائب، والقدوة توارت، وصارت الأمور لأصحاب اللغو والطبل والزمر، وعشاق الهيافة والتفاهة أينما كانت !!


****************************

الطفل

المســـلم يتربى على أن دينه هـــو الدين الحق،

والنصـــارى واليهود أصحـــاب أديان محرفة

ومشوهة، والذي ينتمي إلى أهل السنة يتربى

علـــى أن مذهبه الحـــق وباقـــي المذاهب على

خطأ. ويضيف ســـالم أنه كـــي ُنعلي من قيم
التسامح علينا أن نبرر الاختلاف والتعددية
بأنهما ســـنة كونية، فالله يقر بأهمية التعدد
والاختـــلاف بين البشـــر، وهو مـــا ّ يؤكد حق
الآخر في الاختلاف  




أول طريق

لتفكيك الإرهاب يبـــدأ بتفكيك بنية العنف في

الثقافـــة والفكر الديني الســـائد فـــي حياتنا،

الذي هو في الأساس نتاج فقه بشري خالص 


........................................

افة حارتنا النسيان
«مهمة الفلسفة ليست تفسير العالم ولكن تغييره».. هكذا يرى كارل ماركس.. أحيانا نقترب فى مجتمعنا من التفسير والتشخيص لكثير من مشكلاتنا مع الدين والدنيا ولكننا نتوقف ونموت عند هذه النقطة ليولد جيل جديد، ويسير فى نفس الطريق ويصل لنفس النقطة ثم يموت عند خط الانكفاء على الماضى

التعصب ضد شخص أو مجتمع لمجرد تباين الرؤى والمصالح والعقائد نسميه رفضا للآخر، وهو أمر رغم بشاعته، لكنه يأتى فى الدرجة الثانية من القبح بعد معضلة رفض «الآخر» من الأفكار الجديدة لمجرد أننا اعتدنا على الموت وفاء وولاء وفداء لكل قديم، لأنه فقط يوفر علينا عبء جسارة التفكير وإعمال العقل والتجربة.. مجافاة الآخر «البشرى» إلى حد الكراهية يعكس نوع من الجبن التاريخى الذى تحول بمرور الزمن إلى ثقافة تربص تجعل اصحابها يبنون علاقاتهم مع الآخر على فرضية «الغزو» بمعنى - لو غزوتك يوما فقد ربحت عبوديتك وغنائمك،

أما ما يتعلق بكراهية التغيير فى بنية الأفكار وأساليب الحياة فالمسألة أعقد.. الحضارة كما يرى بعض المفكرين أسلوب حياة، أما الثقافة فأسلوب تفكير، ومن رأى الدكتور طه حسين أن تراجع الحضارة يؤدى بالتبعية لخلخلة الثقافة وانزوائها.. مشكلة المصريين المعاصرين خلال القرنين الأخيرين أنه ثبت عمليا أنهم أعداء طبيعيون للتغيير.. الأفكار الجديدة بالنسبة لهم مجهول قد يأتى بما لا تحتمله طبائعهم الأكثر ميلا للركون إلى جدران الماضى أو الهرب إلى قبوره تضرعا واستجداء.
الماضى عند المصريين المعاصرين يعنى الأمان والاستقرار وتجنب عناء التفكير، لأن فى التفكير مشقة للعقل وغواية للنفس.. رفض ضرورات التغيير والتغير كلفنا كمجتمع منذ الحملة الفرنسية 1798 إلى اليوم أننا لبسنا - كما يرى الرائع نزار قبانى - ثوب الحضارة، لكن بقيت الروح جاهلية. خطورة الجمود والانكفاء على الماضى أنه جعلنا نسير عكس اتجاه التاريخ فى كل شىء.. فلا نحن قابلون لتداول الأفكار، ولا تداول الأشخاص والمناصب.. ولا قابلون لحرية الاعتقاد، ولا قابلون لضرورات الاجتهاد.. ولا متقبلون لفكرة احترام الآخر المختلف، ولا قادرون على منافسته علما بعلم..نخاف من مسئولية الحرية لأنها تعرى طبائع النفوس وجبن الأفكار، ونفضل عليها الاستسلام لسلطة القبور.. نعتبر التسول بالجهل خيرا من السعى بالعلم.. العلم يفرض على أهله الإيمان بحتمية التغير المستمر والأخذ ببراهين العقل، أما الجمود فيغرى أصحابه بأن التكفن بالوفاء للماضى أكثر أمانا من شهوة الحياة في المستقبل.. الظلمة راحة للموتى من الأحياء، وفيها يتساوى كل شيء إلى حد العدم.. لماذا نخاف من التغيير إلى حد الجبن؟

لماذا نرفض الاختلاف إلى حد الكراهية؟ كيف نتكاثر بجنون رغم أننا نحب بجبن؟ أسئلة كثيرة نموت على عتباتها من لوعة الجوع للمعرفة والتكفن بالخوف.. نغرق إلى حد الموت الجماعى لأننا نصر مجتمعين على نزول نفس النهر مرتين.. حتى أمثالنا الشعبية فإنها تشير إلى ثقافتنا الرافضة للتغيير والتجديد.. نرددها غير عابئين بما تختزنه من عدوى تجعلنا نموت فى العمر الواحد الف مرة.. وهكذا تقول وتحكى أمثالنا عما صرنا اليه وصار من سبقونا "اللى تعرفه أحسن من اللى متعرفوش، صباح الخير يا جارى أنت فى حالك وأنا فى حالى، القديم يحلى ولو كان وحلة، يا قاعدين يكفيكوا شر الجايين، الباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح، من فات قديمه تاه، يا بخت من بات مغلوب ولا بات غالب، من خاف سلم".. الأمثال خلاصة أساليب حياة استقرت على أن التغيير مهلكة والتفكير زندقة.. وفى المجمل فإن المجتمعات الراكدة يستغرقها الحديث عن الأموات رغم رهبتهم من الموت وخشيتهم من مصيره المحتوم.. مجتمعات تتجاوز عن أخطاء الأموات ولا تتسامح مع الأحياء.. نهتف لله أن يرحم الأموات وقليلا ما ندعوه أن يلهمنا حب جيراننا فى الكون الفسيح.. أن يمنحهم ويمنحنا السلام.. أن يتقبل صلواتنا وصلواتهم من أجل السلام والمحبة.. فى كتابه "الحرب والموت والحب" يقول «سيجموند فرويد»: نحن نراعى ذكرى الميت ونحترمها مع أنه لن يفيد من ذلك إلى الحد الذى يصبح فيه احترامنا للميت أعز علينا من الحقيقة التى نعرفها عنه، والأخطر من ذلك «برأى فرويد» أن هذا الاحترام بالنسبة لمعظمنا أعز علينا من اعتبارنا أحياء. 

كامل عبد الفتاح



**********************************

الاختلاف من سنن الكون ونواميسه الطبيعية فلم يكن أبدا الخلائق

أيًا كانت أجناسهم المنتمية لأصناف البشر أو الحيوانات أو الطيور

أو النبات

*******************************

لا باس أن تختلف معي في الرأي أو أن اختلف معك في الفكرة وحيث إن  خير الناس من يلتمس العذر للناس قبل الاتهام 

( فولتير) حين قال ( قد اختلف معك في الرأي ولكني على استعداد أن ادفع حياتي ثمنا لا احتفاظك برأيك )


ثقافة الكراهية 


فصار كل مخالف فى الرأى السياسى مشروع خائن تلاحقه اللعنات، وكل مخالف فى العقيدة من أهل النار، وكل مخالف فى تشجيع فريق كرة «حمار حصاوى».


ثقافة الاختلاف وحلت محلها «ثقافة الكراهية»، وصار من يختلف مع الآخر مستعداً لمحوه من الوجود، فالعالم من وجهة نظره لا يتسع إلا له، رغم أن الاختلاف فى الشكل واللون والعقيدة والأفكار يمنح للحياة معنى، فليس هناك معنى أن ينتمى كل الناس لحزب أو تيار سياسى واحد، أو يقرأوا لكاتب معين، أو يشجعوا نفس فريق كرة، لأن ناموس الكون يرفض فكرة الكومبارس ولا يعترف بنظرية البطولة المطلقة، فالحياة تتسع للجميع على اختلاف توجهاتهم السياسية وديانتهم وميولهم الكروية


«ثقافة الكراهية» لا تعترف إلا بالصوت الواحد والحزب الواحد والكاتب الواحد والفريق الكروى الواحد، وللأسف الدين الواحد،


 فضحكت الفتاة وقالت «غارت فى ستين داهية وبعدين إنت زعلان عشانها ليه دى مسيحية يعنى مش من دينك»، هكذا تسود «ثقافة الكراهية» التى لا ترى فى إيذاء المختلف فى الدين أو إقصائه أى جريمة، ثقافة تكرس للطائفية وتزرع حقول الفتنة بطول البلاد



للأسف تغلغلت «ثقافة الكراهية» فى المجتمع المصرى وأصبحت أسلوب حياة، فمن يعارض مثلاً سياسات النظام الحاكم يعتبره مؤيدو الرئيس عميلاً، ومن يرى فى الرئيس رمزاً وطنياً ومخلصاً من كابوس الحكم الدينى يعتبره المعارضون مغيباً عبيطاً، ولم يفكر أى من المعسكرين أن المنطق نفسه يعجز عن تفسير هذا التطرف المقيت، فليس هناك مثلاً ما يمنع أن نرى رئيس الدولة رمزا وطنيا وفى نفس الوقت نعارض بعض سياساته، أليس بشراً يخطئ ويصيب، لكنه من وجهة نظر المعسكر المعارض يخطئ فقط، ومن وجهة نظر المعسكر المؤيد يصيب فقط.


إنها «ثقافة الكراهية» التى غزت المجتمع المصرى وأغرقت جسور التواصل بين أبنائه، لتفوح رائحة الطائفية العفنة، وتكرس للإقصاء ورفض الآخر، وتفتح باب الجحيم الذى قد يأتى على الأخضر واليابس، لذلك على الدولة، ممثلة فى مؤسساتها الرسمية، خاصة وزارات الثقافة والتعليم والشباب والرياضة، مواجهة هذا الخطر الذى بات يهدد نسيج الوطن، ليس فقط مسلمين ومسيحيين، ولكن مسلمين ومسلمين، فالتعدد هو أصل كل الأشياء.

من الأمور التي يجب أن نضعها بعين الاعتبار أننا نتحدث عن سنة كونية لا أمر مُستحدث نحاول فرضه على الجميع، فلا يوجد مجتمع على البسيطة يتطابق أفراده في عقلياتهم، عدا عالم الحيوان طبعا، لذا ينبغي الإدراك أن احترام وجهات نظر الآخرين وتقبل الآراء والأفكار من أسمى درجات التعقل والتفكر، فهناك الكثير ممن يعتقد أن قبول رأي الآخر أو مبادئه يعني التخلي عن آرائه ومبادئه ويجعله في صراع مع نفسه كيف لم يستطع الدفاع عن ما يؤمن به ويعتقده، ومن المؤسف أن البعض يعتقد أن السبيل إلى ذلك هو رفض الرأي الآخر والتشكيك فيه مما يشعره بنشوة الانتصار وقوة الحجة التي لم تكن إلا بقمع اختلاف الآخر.


فولتير محرّر أوروبا من التعصّب والإكراه

نحن الذين يؤمنون بحرية التعبير والمعتقد، والحق في الاختلاف

كبقية فلاسفة التنوير كان فولتير يرى أنه ينبغي تنوير العامة شيئاً فشيئاً حتى تخرج من ظلمات الجهل والتعصّب الديني، وتدخل في مرحلة التحضر والعقلانية والتقدم.

أن القرن التاسع عشر أنجز مشروعه عندما تمّ فصل الكنيسة عن الدولة، وحرّر السياسة من هيمنة رجال الدين الأصوليين، ودعا الكهنة إلى أن يعودوا إلى كنائسهم، لكي يشغلوا أنفسهم بأمور الدين والعبادة والآخرة. وهنا تكمن مهمّتهم الأساسية وليس في أي مكان آخر، ذلك لأنهم إذا انحرفوا عن مهمّتهم الأساسية، وشغلوا أنفسهم بأمور الدنيا، لوّثوا الدين بالسياسة ومناوراتها ومساوماتها، ففسد كل شيء وخسر الناس الدنيا والآخرة

وكان يعتبر أنه يؤمن بالدين المسيحي، ولكن لا يقبل من هذا الدين، إلا ما يقرّه العقل والتجربة المحسوسة. وهذا المفهوم للدين يوضحه فولتير بقوله أنه لا يحارب الدين، وإنما الخرافات والتعصّب، ويضيف أن العلة ليست في الدين ككل، وليست في الدين كتنزيه روحي يتعالى على صغائر الحياة الأرضية، وينفتح على المطلق. وليست في الدين كحاجة داخلية للإنسان يتحصّن بها أمام الموت وما بعد الموت، وإنما في الفهم المتعصّب، والمشوّه مبادئَ الدين السمحاء. لذلك، دعا فولتير إلى الخروج من فهم ماضوي ضيّق للدين، من أجل التوصّل إلى فهم حديث واسع وحرّ. وهنا تكمن روح 
عصر التنوير التي أطلق عنانها فولتير.
-----------------------

رجال النقل دون عقل، الذين هم سبب
الاختلاف والفرقة بين المسلمين قالوا
بـــأن اختلاف الأمـــة رحمة، واختلاف
العلمـــاء والفقهاء رحمـــة لأمة محمد
-عليه الصلاة والســـلام-، والسؤال
هـــو: كيـــف يســـتقيم ذلـــك إن كان
الإسلام يدعو دائما إلى الوحدة ونبذ
الاختلاف؟
 
يقول ابن كثير رحمه الله في )البداية
والنهايـــة(
الجهـــاد فريضـــة يجب
القيـــام به، ســـواء حصل مـــن الكفار
اعتـــداء، أم لم يحصل
. هـــذا الكلام
يظـــل اجتهـــادا بشـــريا لـــه مبرراته
الظرفيـــة، لكنـــه في النهايـــة مخالف
للقرآن الذي حصر المحاربة بالمعتدي:
وقاتلـــوا فـــي ســـبيل اللـــه الذيـــن
يقاتلونكم ولا تعتدوا.


+++++++++++++++++++++++++++++

المثقف المُسيس وخلاف الرأي الذي يفسد للود ألف قضية


"قد أختلف معك في الرأي ولكنى مستعد أن أدفع حياتي ثمناً لحقك في التعبير عن رأيك"، تلك المقولة التي دشنها "فولتير"، أبرز أقطاب تيار التنوير في فرنسا، كان من المفترض أن تكون ميثاق شرف يحكم سلوك الجماعة الثقافية بمعناها الكوني؛ لأنها تتسم دون غيرها من الجماعات المهنية باختلاف واضح في الرؤى والأفكار التي تعكس طبيعة تكوين وانتماء كل مثقف داخلها، إلا أن ظاهرة المثقف المُسيس سواء المنخرط في حزب أو المعبر برأيه فقط عن قناعاته السياسية كانت ولا تزال سبباً رئيسياً في إفساد علاقة الود والصداقة، وصولاً إلي القطيعة الكاملة بين المثقفين، بل واستخدام العنف المادي من قبل بعض المثقفين (الكبار) كوسيلة للتعبير عن خلافهم السياسي.

+++++++++++++++++++++++++++

اختلاف الرأى يفسد للود ألف قضية السبت 09/نوفمبر/2019 - 


قالوا قديما إن اختلاف الرأى لا يُفسد للود قضية.. واليوم باتت تلك المقولة مجرد وهم كبير لا علاقة له بالواقع..بعد أن تحول الأمر إلى أن اختلاف الرأى أفسد أُسرا وأضاع أوطانا وحول المجتمع إلى ساحة قتال دائمة..

لقد تعلمنا منذ الصغر، أن نستمع أولا ونستمع جيدا ثم نختلف بأدب، دون إساءة ولا تقليل من شأن المتكلم، ثم مات هذا الدرس على أعتاب الأجيال الجديدة..أجيال الفيسبوك والتويتر..وللأسف مات أيضا على أعتاب التغيرات التى طرأت على المجتمع المصرى بل والمجتمعات العربية بأسرها

أنت مُهاجم إذن أنت الأقوى..أنت صاحب الصوت الأعلى إذن أنت الفائز فى المعركة..

هذا الدرس أصبحنا نلقنه لأبنائنا بكل أسف
نعيشها كل يوم على مواقع التواصل الاجتماعى هى معركة التراشق بالكلمات والألفاظ الخارجة بل والخارجة جدا كلما اختلفنا فى أمر ما!.

فلم الممر
رسالة إلى أجيال فقدت الانتماء، وشباب لا يعرفون الفرق بين حرب أكتوبر وحرب الاستنزاف، لأنهم لا يقرأون التاريخ ولا حيلة إلا أن يرونه متحركا على الشاشة..السيناريو ليس الأفضل بالقطع وربما كان اختيار أحمد عز ليس هو الأنسب لأشياء تتعلق بدرجة قبوله عن المشاهد، إلا أنه فى المقابل قام أحمد فراج وإياد نصار وأسماء أبو اليزيد بأدوار تقطر إبداعا وتمكنا، وبرع شريف عرفة فى الإخراج كعادته، فاستحقوا تصفيق الجمهور..لم تكن أيضا فكرة إظهار المراسل الصحفى بهذا الشكل الهزلى والضعف فكرة صائبة لأنها خلقت حالة من التذمر لدى قطاع عريض من الصحفيين، بالأخص لأن تاريخ المراسلين الصحفيين يضم كوكبة من الأسماء الكبيرة مثل أستاذنا جمال الغيطانى رحمه الله، والأساتذة صلاح قبضايا وفاروق الشاذلى وغيرهم.. أنا هنا لست بصدد نقد الفيلم، لكنى بصدد نقد أخلاقيات ما بعد الفيلم..لماذا تحول الاختلاف فى الرأى إلى هذه الحرب الغوغائية؟

إن مأساة المجتمع المصرى باتت مأساة انعدام الأخلاق والاحترام وعدم القدرة على الوصول إلى فكرة اختلاف الرأى الذى لا يفسد للود قضية، فالذين كتبوا على صفحاتهم الخاصة يشيدون بالفيلم دون أن يروا فيه عيبا واحدا تصوروا أنهم أشد وطنية من غيرهم، ووصفوا الذين انتقدوه بأنهم أعداء الوطن وكارهين للجيش! وهذا بالقطع ليس صحيحا..

تقبل الآخر مشكلة كبيرة فى مجتمعنا المصرى، وهى صورة بكل أسف تم تصديرها مؤخرا من الإعلام المصرى الذى بات يحجر على آراء الآخرين ولا يسمع سوى صدى صوته..حتى الاختلاف بات صوته عاليا مزعجا من خلال مُقدمى البرامج.

أصبحت القضية هى رأيا واحدا ولا وجود لرأى آخر وسياسة التخوين التى تملأ مواقع التواصل الاجتماعى أخذتنا إلى هاوية وحالة مؤسفة.. كيف لوطن أن ينهض ومواطنوه فى حالة تخوين وعراك دائم، حتى لو كان الاختلاف مجرد فيلم!

الاختلاف يجب ألا يفسد للود قضية، والاستماع بهدوء قد يمنحنا الفرصة لمراجعة آرائنا..

آن أوان أن تكون تلك المادة هى مشروع قومى لاحتواء التراشق ورأب الصدع.. فدعونا نحاول من جديد.

+++++++++++++++++++++
من يفكر بالقضاء على الاختلافات
لإنهاء الخلافات فهو إما مجنون
وإما حالم. ما نحتاجه هو فن إدارة
الخلافات واحترام الآخر وحقه في
الحياة

+++++++++++++++++++++++++

محمد صفى الدين يكتب.. لماذا لا نختلف


 انا وانت لا يتوقف علينا الكون.لا تستغرب عندما تعلم أن الاختلاف من قوانين الكون والوجود .ان الاختلاف في كل شيء السماء والأرض  شمسا ونجوما وحيوانات والارض ونباتات بل نحن البشر من اهم قوانينا هو قانون الاختلاف انه من قوانين الله فينا حيث يقول الله في قرآنه الكريم (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين).

ويقول الله تعالى في موضع آخر (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)


إن المشكلة تكمن ليس في الاختلاف ذاته إنما تكمن في كيفية الاختلاف بيننا وكما قال شكسبير ( إن أسلوب الحديث أفضل من الحديث ذاته ) فالأسلوب هو الذي يغير الحديث من الاختلاف إلى الخلاف أن معظم الاختلافات تاتي من يريد أن ينتصر لنفسه وليس للحق . ولا يريد أرضية مشتركة بينه وبين من يحادثه لذلك أحب أن أوضح أن لاختلاف فوائد غالية وهامة من أهمها ؛
 التعرف علي جميع الأفكار والاحتمالات والبدائل المختلفة لحل المشكلات 
 معرفة حقيقة وفكر من تختلف معه
 حصول حالة من التواضع عندك نتيجة لظهور أفكار أخرى وقد تكون افضل من افكارك فعندها تدرك انك لست الوحيد ذو العقل أو الفكر وانما يوجد اخرين افضل منك
واليكم قصيدة تتجلي فيها معاني رقيقة لاختلاف بين البشر للشاعر التونسي الرقيق انيس شوشان . بعنوان هذه الأرض للجميع
يا أيها السيدات والسادة
كلنا أبناء مجتمعات تعشق التكرار والاعادة
فقد قالوا لنا ان في الاعادة افادة 
مجتمعات تقدس التقليد والعادة 
مجتمعات جعلت من العادة عبادة
احلام شعوبها تبقي تحت الوسادة 
مجتمعات ثقافتها تلقي الإبادة
فقد أصبحنا مجتمعات تمجد السذاجة والبلادة
شعارنا لا للاختلاف . لا للتفرد 
فهذا نوع من أنواع التمرد
ان لا نشبه بعضنا . انبتات عن الجذور
إننا لا نكرر بعضنا من الانتماء والتجرد
غريبة أصبحت اطوارنا. نفتخر باجتراء افكارنا
تعلمنا ان نجهض الحلم قبل الولادة
تعلمنا ان نحيا مسلوبين الارادة
جيل يكرر جيل. فربكم اين الافادة
كيف نريد بلوغ الريادة
وكلامنا لا يملك علي أدائه حق السيادة
يا أيها السيدات والسادة 
لان بضرورة الاختلاف مايوما اعترفنا
كان الاختلاف صار عارا او ذنبا اقرفنا
ها نحن غرقنا في الخلاف ومن قبحة قد غرفنا
ها في تشويه بعضنا احترفنا
لا ما يوما عرفنا
ان الاختلاف ثرا. الاختلاف عطاء
ان الاختلاف وجود. ان الاختلاف بقاء
يابن ادم 
خالفني واختلف عني
يهوديا .مسيحيا .او مسلما شيعيا او سنيا
او حتي دون معتقد. ابيض كنت او اسودا
فكن كن انت ولا تكن هم
دع ذاتك تسمو وعانق عمق الحلم
يابن ادم 
خلقك الله مختلف 
فبربك باختلافك ؟ اعترف
وفب تفردك اختلف
كن خليفة الله علي الأرض باختلاف
ولا تتبع ذاك القطيع 
عش حرا يابن ادم 

فهذه الأرض للجميع

Apr 19, 2018*
اختراع النت 

اعظم اختراع النت كان هدفه التعاطف والتفاهم بين الثقافات المختلفة ولكن الناس هذا ليس هدفهم 
الناس لا تتحذ القرار بناء علي حقائق وبيانات بل تحركها الاهواء والمصالح
ويبحثون عن المعلومة التي تؤيد وجهة نظرهم
ان كنت مؤمن ساجد احداث تؤيد ذلك وان كنت ملحد ستجد ما يؤكد من قصص 
فلا احد يبحث عن معلومة تناقض معتقداته او حقائق ضد آرائه
فلم يعد الانترنت يعطينا ما نحتاجه من معرفة بل يعطينا ما نرغب وما نريد 

Aug 2, 2021

*
 غير الطبيعي أن يولد اختلافنا في الرأي الكراهية، والحقد الذي لا داعي منه.
أنماط الشخصية
فرض آرائهم على الآخرين ويستميتون ليجعلوا منهم صورًا مكررة لهم
ليس كل ما يعجبنا بالضرورة يعجب الآخرين، 
المعتقدات، والأذواق ، فليس كل ما يناسب شخصًا يناسب الآخر، «الناس فيما يعشقون مذاهب».
التعدد في وجهات النظر يساهم في تصحيح الآراء الخاطئة إذا كان الطرح واقعيًا وشاملً
 العصبية الجاهلية حتى وإن لبس ثوبه الحضاري.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق