السبت، 4 ديسمبر 2021

الشطرنج السياسي ********

Apr 20, 2021

  أنظمة أخفقت في كل شيء سوى في تكريس النظام الأمني، هذا النظام الذي مكّنها من الاحتفاظ بالسلطة طويلاً على الرغم من انعدام الإنجازات.

من الملاحظ أن وتيرة العمليات المشار إليها قد تسارعت مع مجيء الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن؛ وهي الإدارة التي تؤكّد أن أولوياتها، واهتماماتها، متمحورةٌ بصورة أساسية بشأن الوضع الأميركي الداخلي الذي يعاني من ارتفاع وتيرة الاستقطاب والعنصرية، فضلاً عن تبعات أزمة جائحة كوفيد - 19. وعلى المستوى الخارجي، هناك ثلاث أو أربع قضايا رئيسة، من الواضح أنها ستحظى بالاهتمام الأكثر، والتركيز الأكبر، من الإدارة الديمقراطية: التحدّي الصيني، الملف النووي الإيراني، أمن إسرائيل. مع وجود احتمالية بروز قضية رابعة، تتمثل في حرب باردة جديدة مع روسيا، نتيجة تراكمات الخلافات المستمرة بين أوكرانيا وروسيا، ومحاولة الروس الضغط على دول البلطيق، الأمر الذي يثير هواجس دول أوروبا الغربية، خصوصا دول الشمال. ويضاف إلى ذلك الوجود الروسي القوي في سورية، والرغبة الروسية في تعزيز العلاقات مع دول الخليج، خصوصا السعودية التي تترقب، هي الأخرى، الأوضاع عن كثب، وذلك لتأثرها المباشر بما جرى ويجري في الإقليم من تحرّكات واصطفافات في ضوء المباحثات الخاصة بالملف النووي الإيراني. هذا فضلاً عن الدور التركي في عدة دول عربية. كما أن الأوضاع في أفغانستان ما زالت مفتوحة على جميع الاحتمالات؛ إذ لم تصل المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان بعد إلى الاتفاق الذي رُوج، وهناك رغبة روسية في ملء الفراغ هناك بعد انسحاب أميركي مرتقب.

في هذه الأجواء، ظهرت على السطح الأزمة ضمن الأسرة المالكة الأردنية لتلقي الأضواء على الصعوبات الداخلية التي يواجهها الأردن، وتؤكّد أن للأنظمة الملكية، هي الأخرى، مشكلاتها وهواجسها، خصوصا التي لا تمتلك من الموارد المالية ما يمكّنها من تأمين الحد المقبول من الخدمات لمواطنيها، ولم تتمكّن، نتيجة الظروف الداخلية والإقليمية، من جذب رؤوس الأموال العربية والأجنبية، لتساهم في الاستثمار ضمن مشاريع اقتصادية من شأنها امتصاص البطالة المرتفعة بين أوساط الشباب من خرّيجي المعاهد والجامعات، وفتح الآفاق أمام تنمية شاملة، تمتلك مقومات الاستمرارية في ظل قوانين واضحة، تفتح الأبواب أمام المساءلة والمحاسبة، وتعزّز النزاهة والشفافية، وتطمئن المستثمرين.

*

May 12, 2021

كبار فقهاء السنة والشيعة يجمعون على تحريم رياضة الشطرنج. فتاوى التحريم 

 أنا لا أخسر أبدا، إما أن أفوز أو أتعلم

تعارض هذه الرياضة الذهنية مع مبادئ الشريعة الإسلامية

 المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني على سؤال يستفسر فيه أحدهم عن حكم لعب الشطرنج دون رهان أو مع الكمبيوتر حرام أم حلال بقوله “يحرم اللعب بالشطرنج سواء أكان اللعب بها بمال أم من دون مال”.

ويجمع كبار فقهاء السنة والشيعة على تحريم لعبة الشطرنج، بينما يؤكد خبراء في الصحة النفسية على قيمة هذه اللعبة الذهنية في مكافحة التوتر والقلق أثناء الحجر المنزلي، وعلى فوائدها الذهنية والنفسية التي تحققها للصغار والكبار.

لم يكن رأي السيستاني الأول من نوعه فقد سبق وحرم المفتي العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الشطرنج.

قال آل الشيخ أعلى سلطة دينية في المملكة إن “لعبة الشطرنج محرمة وهي داخلة في الميسر”، مضيفا أنها “مشغلة للوقت ومنفقة للمال وسبب للعداوة بين اللاعبين”.

 خالف الدكتور شوقي علام مفتي مصر رأي السيستاني وآل الشيخ بقوله “إنّ اللعب بالشطرنج مُباحٌ عند جماهير العلماء سلفًا وخلفًا، ولا شيء فيه ما لم يكن قمارًا، أو سببًا في إسقاط المروءة، أو مفوِّتًا للواجبات والمهمات، أو منقطعًا به عن العبادات، وقد أقره جمعٌ من الصحابة والتابعين، وتبعهم جماعة من الفقهاء والمحدِّثين؛ حتَّى شبّه بعض الفقهاء هذا القول بالإجماع، وذلك لِما وضعت له هذه اللعبة من التدبير والتخطيط وإعمال العقل وتنشيط الذهن، بخلاف النرد على المال؛ لِما فيه من المقامرة المحرمة”.

فليست على إطلاقها في الحرمة، بل هي محمولة على الانشغال عن الصلاة عند سماع الأذان، أو ذكر الفحش من الكلام عند اللعب بها، أو تشابه صورتها بالتماثيل المعبودة عند بعض الطوائف”.

*

ثقافة رقعة الشطرنج

لم يكن الشطرنج قطعة أثاث مجردة، إنه يعبر بامتياز عن القدرة على التفكير بالنسبة إلى اللاعبين، لكنه أيضا يقدم دروسا في طبيعته لا تقل إلهاما للسياسيين. وبينما تحول رجال الدين في العالم العربي إلى سياسيين، تغير السؤال من البراعة في التفكير أمام الرقعة إلى جدل أحمق عن تحريم الشطرنج بوصفه ملهاة تبعد العبد عن الله.

ترسيخ ثقافة الشطرنج تحرض على أفكار سياسية تكاد تكون مفقودة اليوم في التقاليد السائدة، فرقعة الشطرنج تقود إلى الطرق المؤدية إلى الأعداء المحتملين، مثلما تعلم على اليقظة واتخاذ القرار الصائب في التوقيت المناسب. بينما يمكن الاستفادة من القرار الخطأ للبحث عن البدائل المتاحة للتفكير بالحلول وتجنب الخطأ لاحقا.

لم يفرط نابليون بونابرت بشغفه بالشطرنج، وكان يأخذ أنفاسه ويستعيد تفكيره أثناء القتال بجلسة شطرنج. لينين كان يلعب الشطرنج كثيرا ويحرض عليه، لأنه مقتنع بأهميته في رفع ثقافة الشعوب. الدروس التي استلهمها لينين من الرقعة لم تكن تكتفي بذلك. ففي الشطرنج السياسي كل شيء مسموح به وفق براغماتية نيكولو ميكافيلي في كتابه الشهير “الأمير”. يقال إن هتلر كان لا ينام قبل قراءة ما يتسنى له من فصوله.

فكرني بمسلسل السيف والرقعة 

فإذا كانت الرقعة بمثابة اختبار عال إلى درجة يسمح فيه بتخريج مدرس فيزياء لألبرت أينشتاين، فإنها يمكن أن تكون عاملا حيويا لصناعة سياسيين معاصرين قادرين على أكثر من محاكاة استراتيجيات زبغنيو بريجينسكي وهنري كيسنجر.

فكرني مسلسل مناورة الملكة  The Queen's Gambit

اليوم تبدو جيوش العالم أكثر قلقا على الأمن السيبراني من الحروب التقليدية، لذلك استعانت شركة “أفاست” المتخصصة في الأمن السيبراني بأسطورة الشطرنج غاري كاسباروف ليكون سفيرا لها.

 أسفه عن كون العالم غير الحر أكبر حجما، فهو يمثل 60 في المئة من إجمالي بلدان العالم، إذا ما اعتبرنا الهند بلدا ديمقراطيا. أما إذا بدأنا في التشكيك بوضع الهند، فستكون الأرقام أسوأ بعد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق