الأحد، 22 يوليو 2018

العلم ذاك السلاح

والتطور العلمي كما هو معلوم لا يأتي من العدم، بل هو نتاج بحوث تراكمية على امتداد مسيرة البشرية، وتكامل تجارب وعقول وخبرات أسهمت في وصول العالم إلى ما هو عليه من تطور يدفعنا للخوف منه رغم سعادتنا به، فكما يبتكر الإنسان مافيه نفع للبشرية، نجده يبرع في ابتكار واختراع ما يستقوي به على أخيه الإنسان، ويضره به، في جوانب لا يمكن إغفال جزء منها مقابل الآخر، ورغم كل ما يحف عوالم التطور العلمي من مخاوف، يظل الإنسان في حالة بحث مستمر في ملكوت الله من حوله إلى أن 
يرث الله الأرض ومن عليها.

ما كان بالأمس خيالاً أصبح اليوم حقيقة تفوق أحياناً الهوس، وما كان يعد مبالغة وضرباً من ضروب التهيؤات أصبح واقعاً ملموساً، ودلائل ذلك كثيرة ومتعددة.
من استنساخ النعجة (دولي)، مروراً بعملية زرع الوجه، وصولاً إلى زراعة رأس بشري بأكمله، وصنع (الروبو) المشابه للإنسان الذي يتجول في الشوارع ويقدم الخدمات ويتحكم بملامحه فيبتسم لك أو يغضب منك أو يثير انتباهك بعيون حزينة تستجدي شفقتك، عيون حزينة ولكنها بلا مشاعر وإن أقنعتك بذلك.

اليوم وبفضل التقدم العلمي والطبي تم العثور على الأمصال لأكثر الأمراض عدوى وفتكاً في تاريخ البشرية، وتم بفضلها إنقاذ حياة الملايين والوقوف أمام إبادة أجيال وشعوب بأكملها من داء الكوليرا والجذام والسيفيليس ومرض فقدان المناعة أو (الإيدز) الذي كان إلى حد سنين خلت اسماً لداء يثير الرعب في قلب البشرية النابض، ولكنه أصبح اليوم وبفضل جهود الباحثين والعلماء يكنى بالمرض المزمن الذي يمكن للإنسان أن يتعايش معه بالعلاج.

أما إشكالية وضع المجتمعات العربية المهددة بفقد خصوصياتها مقابل انصهارها في السيرورة الكونية واستهلاكها لما تنتجه المجتمعات الغربية بإيجابياته وسلبياته؛ فتمثل إشكالية قائمة، ويتولد عنها بالضرورة نسخ مجتمعات تكاد تكون طبق الأصل لما يراد لها أن تكون عليه، ومن هنا يأتي الاستعمار الجديد الذي لا يمكن مقاومته إلا من خلال الاكتفاء الذاتي على المستوى العلمي الأمر الذي يبدو صعباً في ظل هجرة الأدمغة واستقطابها من قبل الشركات الأجنبية التي تظل لها جوانبها المظلمة.

وفي نفس الأسبوع على الجانب الآخر نشرت بعض الصحف المصرية خبراً طالعته، فصدمني. يشيد الخبر بإنجاز علمي فذ لطبيب مصري حقن رحم امرأة بـ(ماء زمزم) لأنها تعاني من إجهاض متكرر. لم أهتم بنتيجة الحقن على المريضة لأن الأمر برمته بدا دجلاً لا يرقى لمستوى التحقق من نتيجته، لكن التبجح الذي آلمني شخصياً، هو الزعم بإشادة الدوائر العلمية بهذا الإنجاز الرائع، بل ونشر بحث الطبيب بإحدى المجلات الطبية. بالطبع سارعت وفتشت عن صحة الخبر، فوجدت البحث منشوراً في مجلة تدعى (المجلة الدولية للأبحاث العلمية والهندسية)، في شهر أغسطس لعام 2017. وفريق العمل بجملته يبدون كأفراد عائلة واحدة من خلال أسمائهم المتشابهة.
تجرأت فقرأت البحث المزعوم عن امرأة في التاسعة والثلاثين عانت من الإجهاض المتكرر 36 مرة بدون سبب واضح. قام فريق العمل بإقناعها وزوجها بحقن ماء زمزم بداخل رحمها، فوافقا، فتحقق لها حملاً مكتملاً وأنجبت طفلاً طبيعياً. فزعني أولاً كم الأخطاء الإملائية في متن الورقة المنشورة في مجلة مجهولة، من المفترض أن تكون علمية. ثم هالني غياب أي نموذج علمي كالذي عرضته من قبل، بل وتجرأ فريق العمل على حقن المريضة بمادة لم يسبق أن فحصوا تأثير حقنها على رحم حيوان قبل أن تخضع هذه المرأة للتجربة، التي كانت تحتمل الخطأ بالطبع.
أدعوكم لتأمل سلوك الباحثين السالفين، لنتوقع معاً ماذا يكون عليه حال العرب إن لم يواكبوا التطور العلمي الهائل الذي نحيا مستمتعين بإنجازاته. وما الذي سيقدمه العرب بدورهم للإنسانية؟، اللهم إلا مواد للضحك والتسلية.

*************
كاتب فيصل الاحمر

على أرض الحقيقة، يسيطر على هضبة الفهم العلماء. يكفى أن تقول إن هذا الأمر علمى لكى يصبح أى أمر تصفه بهذا الشكل حقيقة. ولكن الرعب كل الرعب هو أن تسأل عالما فى مختبر: ما الحقيقة؟.. سوف يصاب بالرعب ويهرب سريعا إلى وهم تعوّد مريح تعود عليه في أجهزته وكواشفه وعيناته وملاحظاته. والحقيقة أن العالم يتكئ على كثير من الوهم: فرضيات ونظريات درسها، لا يعلم أصلها بشكل دقيق يعلو إلى مرتبة الحقيقة. هو يعلم جيدا أن عادته السيئة هى الثقة فى مسلمات، لا غير. وهو يعار من الفيلسوف لأن الفلسفة تبرهن دائما 
على كل شيء تقوله، فتكون منسجمة فى كل لحظة من وجودها، لهذا ينسى التاريخ العلماء دائما ويتذكر الفلاسفة.

، فيثير انتباهنا إلى ضرورة العيش مع التفلسف؛ فهو يقول فى إحدى رسائله على لوسيليوس: «لا تؤجل فرصة الحياة، وفكر فى أن كل يوم نحياه هو بمثابة الحياة برمتها». 

ن الفلسفة مهمومة بطرح أسئلة حول مختلف الحياة والتصورات وكل ما يملأ الحياة من الوقائع، جوهرها، تقاطعاتها، أثرها علينا، وطريقة عملها، وتصوراتنا حولها، سيرورتها وصيرورتنا فى كنفها. 

 يقول ككيركجارد «ليست الحياة مسألة ينبغى حلها، بل هى واقع لا نملك إلا أن نعيشه»، 
 «كل فلسفة هى فى نهاية الأمر سيرة ذاتية لعقل ما».



العشق العلم والفهم

بالقراءة المتعمقة الرصينة والهادئة، التي تحتاج إلى طالب علم مجتهد، يتعب عينه وجسده، ويضحي بوقته وعمره من أجل استمداد مزيد من النور ليحارب به ظلمة الجهل، ويرتقي إلى مقام العلماء في صمت وإخبات.

(في البدء كانت الكلمة)
في البدء كان الوعي ولا يتحقق هذا الأخير إلا بالسعي في الطلب بمنتهى الأدب، حتى نقبس من أنوار المعرفة، وننال الرضا ببركة القراءة.
فكانت هذه الإشارات تذكيراً بالأصل الذي وجدنا من أجله، قال الله تبارك وتعالى في سورة الذاريات: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). قال الإمام عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: ليعبدون، أي ليعرفون، فالعبادة هي المعرفة.
الطريق إلى رحاب العلم طويل، وترسيخ القدم فيه يحتاج إلى زاد ودليل، ومن رام العلا شمر للوصول إلى نيل أنواره الكبرى بالصبر الجميل. فالقابض على جمر العلم في زمن الجهل حقيق بالتوفيق والاستئناس، ودفعه من قبل الله إلى مواطن الالتماس، ليغترف من فيوض الحكمة والاقتباس، ويكون من أهل المعرفة الدال على الخير، والمنتشل من الانحراف والضير، دليلاً مؤلفاً للقلوب، ومؤمناً بالغيوب، ومصححاً للعيوب، وشافياً لكل الكروب.
وطريق العلم محفوف بالأشواك، أشواك النفس العصية التي لا تحب المعاناة والتعب، وأشواك الملاهي التي تفسد كل من رفع همته وسعى في الطلب. ولذلك كان على طالب العلم المقتحم لهذا السبيل أن يستعد لكل المتاعب، وأن يصبر على ما سيلاقيه من مصائب ومصاعب.
يجب على المتعلم الصادق الذي وهب حياته للطلب، أن يبادر شبابه وأوقات عمره إلى التحصيل، ولا يغتر بخدع التسويف والتأميل، فإن كل ساعة تمضي من عمره لا بدل لها ولا عوض عنها، ويقطع ما يقدر عليه من العلائق الشاغلة والعوائق المانعة عن تمام الطلب، وبذل الاجتهاد وقوة الجد في التحصيل، فإنها كقواطع الطريق. ولذلك استحب السلف التغرب عن الأهل والبعد عن الوطن، لأن الفكرة إذا تورعت قصرت عن درك الحقائق وغموض الدقائق، ولذلك يقال: (العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك).
ولا يمكن أن يتحقق هذا إلا ببرنامج قاس وشديد، يتناسب وقدرة النفس على الاستجابة إلى ما فيه فلاحها، فالنفوس تختلف، واختلافها بحسب استجابتها إلى ما تراه صالحاً لها، والنفس دائماً تميل إلى كل هوى خفيف، فاختر يا صاح ما تقدر أنه مناسب لتربيتها وتزكيتها لتنال شرف الطلب وتكون أريبة صالحة!
قيل لبعضهم: بم أدركت العلم؟ فقال: بالمصباح والجلوس إلى الصباح. وفي بعض الحكم: لا يدرك العلم من لا يطيل درسه، ولا يكد نفسه. ومن لزم الرقاد حرم المراد، قد فاز بالدر غائصه، وبالصيد قانصه. فكيف ستنال يا طالب العلم هذه المطامح ونفسك مائلة إلى الدعة والكسل؟، فالنفس إن أغريت بالكسل فإنها ترى النعاس أحلى من العسل، فهل ستجد أيها المريد في النوم أمنيتك التي كنت تحلم بها؟
يقول الناظم في أرجوزة وجيزة مفيدة ينبهك فيها إلى ترك الكسل والعجلة بالصبر إلى حيث تنال بركة العسل:
يا طالب العلم لا تركن إلى كسل 
          واعجل، لقد خلق الإنسان من عجل
واستشعر الصبر في نيل العلوم، وقل
                أعوذ بالله من قول بلا عمل
العلم أوله مر مذاقته
                 لكن آخره أحلى من عسل

وقد ترغب النفس في الترويح والتخفيف من تعب الطلب، وقد كان العلماء يروحون عن أنفسهم بسماع الأشعار، لكنهم لا يغفلون عن شغلهم الأكبر. فما أكثر الفسح التي بسطناها لأنفسنا فتهنا ولم نستطع الرجوع لمواصلة الطريق، فضاع منا الفضل. وإن المرء ليتأسف اليوم، أن أغلب الأوقات تضيع بهذه الراحة التي لا تتقيد بوقت القيلولة، وتتمادى في غيها فتكون غيبوبة، فلا نحسن الاستغلال ونيل الكمال، ونتناسى أن فضيلة العلم لا تنال إلا بالتعب، وأعز العلم ما كان عن ذل الطلب، ولا تنال الغرر إلا بارتكاب الغرر، وطلب الراحة في قلة الاستراحة.
وطالبنا المجد الذي نتحدث عنه، تلزمه شروط وواجبات، اختلف العلماء في تحديدها، ولكنها تتزين بأحرف اسمه طالباً في معانيها، فالطاء أن يكون طاهر القلب صفياً نقياً، واللام أن يكون لبيباً ليناً، والباء أن يكون باكياً على ذنوبه، يتخشع ويتقي مولاه. ومن حاز كل هذا فقد جمع الخير كله، وكان متجهاً إلى نيل شرف الربانية تربية، وتزكية، وتعليماً.
وعلماؤنا الأجلاء حين نقرأ في سيرهم عما لاقوا وعانوا في سبيل طلب العلم، وكم قطعوا من المسافات وتعرضوا للمصائب والأهوال ليبلغوا مراتب الكمالات، نجدهم قد صبروا على أمور حين نذكرها بيننا قد لا نصدقها، وإني لألح عليكم مطالعة كتاب (صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل) للمحقق عبد الفتاح أبو غدة، فقد جمع فيه ما تفرق في غيره، للاقتراب أكثر ولو بالحكاية لمشاهدة أحوالهم الشديدة والغريبة.
لقد جعل العلماء المساجد بيوتهم، وأساطينها تكاياهم، وبواريها فرشهم، نبذوا الدنيا بأسرها وراءهم، وجعلوا غذاءهم الكتابة، وسمرهم المعارضة، واسترواحهم المذاكرة، وخلوقهم المداد، واصطلاءهم الضياء، وتوسدهم الحصى. فكانوا إذا أرادوا تخليد علومهم في الكتب لم يتيسر لهم تدوينها على ضفاف الأنهار، وتحت ظلال الأشجار والأثمار، بل تجدهم يدونونها باللحم والدم وظمأ الهواجر، وسهر الليالي على السراج الذي لا يكاد يضيء نفسه، وفي ظل العري والجوع وبيع الثياب، وانقطاع النفقة في بلاد الاغتراب، والرحل المتواصلة المتلاحقة، والمشاق الناصبة المتعانقة، والصبر على أهوال الأسفار، وملاقاة الخطوب والأخطار، والتيه في البيد والغرق في البحار، وفقد الكتب العزيزة الغالية والأسفار، وحلول الأمراض والأسقام، مع البعد عن الأهل والزوجة والأولاد والدار، ومفارقة الأقارب والأحباب والأصحاب ونقد الاستقرار، فلسان حال كثير منهم يقول: 
بالشام أهلي وبغداد الهوى أنا
          بالرقمتين وبالفسطاط خلاني
وقد يرتفع مقام الطالب إلى منزلة لا يصل إليها إلا الكبار فيتخلص من المتع المباحة الحلال، والملذات المشروعة المحببة، وينهمك في العلم تحصيلاً وتعليماً وتدويناً وتلقيناً، فلا يؤثر على العلم لذة، ولا أنساً، ولا طعاماً، ولا شراباً، ولا زوجة، ولا تسرياً، ولا قريباً، ولا حبيباً، ولا راحة بدن، ولا ضجعة فراش إلا لماماً.
يوقظ ليله، ويدأب نهاره، ونفسه لا تشبع من العلم، ولا تروى من المطالعة،
ولا تمل من الاشتغال، ولا تكل من البحث والتعمق، ينام على العلم إذا نام، ويستيقظ على العلم إذا قام، فكان العلم سمير قلبه، ولزيم لبه على الدوام، وأول شيء عنده في اليقظة، وآخر شيء عنده في المنام.
وذلك كما قال الشاعر الحماسي في محبوبته التي اغترقته جناناً وزماناً وشعوراً ووجداناً، فلم يكن في قلبه سواها، ولا يمر بخاطره سواها، وإنما هي منه في الظاهر والباطن، واليقظة والمنام.
أآخر شيء أنت في كل هجعة
           وأول شيء أنت عند هبوبي!
ومن كان العلم عنده بهذه المنزلة، جاء بالعجائب، وحظي بالرغائب، وغدا في الناس إماماً، وخلد له الذكر الحسن في الآخرين، والمآثر الباقيات الصالحات في الغابرين. 
فالتمس العلم يا صاح وأجمل في الطلب، ولا تفرغ علمك من الأدب، فهو ملحه الذي يلذ به مطعمه، وفي هذا يقول الناظم: 
فالتمس العلم وأجمل في الطلب
         والعلم لا يحصل إلا في الأدب
والأدب النافع حسن الصمت 
            وفي كثير القول بعد المقت
فكن بحسن الصمت ما حييت
                مقارباً تحمد ما بقيت

المستقبل يبدأ الآن لمن يريد

 أفضل الطرق لاستشراف المستقبل هو أن تخترعه بنفسك، هكذا تفكر الدول المتقدمة ومراكز الأبحاث الدولية وشعارها (أي شيء غير مستحيل هو ممكن! إن لم يكن اليوم، فبمزيد من البحث العلمي سيغدو كذلك). 
وستمكن العلوم الإنسان من بناء عالم يكون قادراً فيه على فهم المعادلات الكونية وتسخيرها لخدمته، في مقاومة المرض ومحاربة الشيخوخة، والسيطرة على المناخ، وتوليد طاقة نظيفة، والحصول على نقل سريع وتطويع المواد لمهام متقدمة وجديدة، وها هو ستيفن هوكنج (أشهر عالم فيزيائي وأستاذ كرسي للرياضيات في جامعة كامبردج) يصرح باقترابنا من التوصل لنظرية كل شيء، وهي مجموعة من المعادلات الرياضية تشرح البنية الكاملة وراء كل ظواهر الكون مما سيتيح في المستقبل القريب فهماً أكبر لمعادلات الطاقة والفضاء الخارجي والنقل الفوري البعيد ومحركات مضاد المادة والتحكم في التغييرات المناخية.
تطور العلم ومستقبل الطب
في المستقبل القريب ستتطور المعدات الطبية أكثر وبتسارع تقدم البيولوجيا الجزيئية والكيمياء الحيوية وأبحاث الخلايا الجذعية والجينات البشرية، سيصبح من الممكن اكتشاف خلايا السرطان وعلاجها بسهولة متناهية، كذلك التوصل إلى تشخيص ومتابعة الأمراض المزمنة من خلال كاميرات متناهية الصغر تسبح في جسم الإنسان وتقوم بتغذية راجعة عن وضع أجهزة الجسم دون الحاجة للمختبر التقليدي، ومع تقدم العلوم أكثر سيصبح الضرير قادراً على الرؤية بتقنيات حديثة، والأصم قادراً على السمع، والمصاب بالشلل قادراً على الحركة من جديد، ومن خلال أبحاث الجينوم البشري يمكننا حل شيفرة الكثير من الأمراض الخطيرة وسنتمكن من إنتاج أدوية معدلة تناسب كل فرد بذاته، وهكذا ليس من المستبعد أن يرتفع متوسط العمر وتزداد نسبة الأشخاص الذين يبلغون المئة سنة بصحة جيدة.
المباني ستكون ذكية وموفرة للطاقة. وبتنامي ثورة المجسات ستكون هذه الشرائح متناهية الصغر في كل أرجاء المنزل تقيس كل شيء من الحرارة والرطوبة والهواء وكذلك أي تسرب في الملوثات أو الغازات، ستكون قادرة على إدامة جو آمن ومريح ومراقبة الأعمال المنزلية وتدبيرها، وكذلك مراقبة المنزل وزيادة معدلات الأمان، ولمواجهة نقص الغذاء ستخصص الطوابق العليا لتكون بمثابة مزارع للمحاصيل الغذائية الكثيفة.
السيارات المستقبلية
ومن المؤكد أن سيارات المستقبل ستكون ذكية أيضاً وموفرة للطاقة، آمنة وذاتية القيادة، وغالباً ما ستكون قادرة على التحول للطيران، وقد لا يعرف الكثيرون أن هناك شركات أمريكية بدأت بالفعل بصناعة نماذج أولية للسيارات المستقبلية القادرة على الطيران (تيرافيجن)، وقريباً سنعيش ثورة في النقل وحركة الأفراد علاوة على تسارع القدرة على نقل الأشخاص بسرعة فائقة بحيث لن يستغرق السفر بين أبعد نقطتين على هذا الكوكب ساعات محدودة.
 سوف يستمر الإنترنت بالتطور وستتوافر مواد جديدة ذكية تعتمد في بنائها على الغرافين وتكنولوجيا النانو والطباعة ثلاثية الأبعاد مما سيخلق ثورة في مجال التعليم تجعل الطلاب يعيشون التجارب العلمية بصورة مجسدة ومن خلال التقدم الهائل في مجال الاتصالات سنزور أبعد الأماكن ونتجول في المتاحف ونتعرف على الحضارات عبر العصور بشكل غير مسبوق. سيتيح الذكاء الاصطناعي القدرة على تحليل بيانات هائلة وبسرعة ودقة متناهية مما سيسارع معدلات البحث العلمي والابتكار الصناعي.
 تحمل الثورة العلمية وتطبيقاتها أخطاراً أيضاً، فبالرغم من أن تطبيقات التكنولوجيا الحيوية ستقدم الكثير للبشرية إلا أنه إذا أسيء استخدامها فقد تتسبب في وقوع أخطاء حيوية، أو إرهاب حيوي، حيث إن البكتيريا المعدلة وراثياً أو الفيروسات الفتاكة قد تقع في أيدي إرهابيين ما يتسبب في دمار شامل من الصعب تقدير مداه، كما أن الذكاء الاصطناعي الهائل وتقنية الربوت قد تحمل الرفاهية للبشرية، ولكنها في الأيدي الخاطئة قد تؤدي إلى إعادة عصور العبودية والظلام من جديد، وكما قال جيم ماكلير: (في يوم ما في الثلاثين سنة المقبلة، سنتوقف عن كوننا الأذكى على سطح الأرض)، ويجب أن نستعد لذلك بمنظومة جديدة من القوانين.
 التقدم الصحي الهائل قد يؤدي إلى انفجار سكاني عالمي بهرم عمري مقلوب ما يشكل استنزافاً وضغوطاً هائلة على الموارد المادية والطبيعية ويخلق تحديات جديدة تحتاج إلى تعاون عالمي ربما لا يتوفر.
تطور عالمي متسارع
هناك تطور عالمي متسارع نحو توحيد الجهود العلمية دولياً فمن عمل الفريق الدولي المعني برسم خرائط التغير المناخي إلى المشروع الدولي للجينوم البشري وتطبيقاته ومحطة الفضاء الدولي وأبحاثها المشتركة وكذلك اكتشاف بوزون هيجز في مصادم الهيدرونات الكبير، وكما يبدو أن المؤسسات البحثية المتقدمة في الدول الكبرى تتجه نحو التكامل والتنافس الإيجابي للدخول في مشروعات كبرى ومكلفة لا تستطيع أمة واحدة أو جامعة بعينها أن تقوم بها مما يخلق إمكانات هائلة لمنفعة البشرية جمعاء وهذا يخلق تحدياً جديداً لكل الدول من خلال المشاركة في صناعة المستقبل أو على الأقل من خلال بحث سبل التأقلم مع المتغيرات والاستفادة منها وتجنب أخطارها. 
مع تقدم العلم سيتراجع نصيب المواد الأولية الخام في التجارة العالمية وفي نفس الوقت ستزداد قيمة المنتجات الحديثة الناتجة عن ثورة الإلكترونيات والمعلومات والهندسة الوراثية في التجارة العالمية، كما ستزداد أهمية التطور التقني والعلمي في مجالات الاقتصاد والسياسة والثروة علاوة على الهيبة والمكانة الدولية والقدرة على التأثير والنفوذ.

أين موقع العرب؟
ما هو موقع العرب من هذا التطور العلمي العالمي؟ وما هو دورهم في صنع المستقبل؟ 
 نعم، هناك نقاط مضيئة فبعض الجامعات تتقدم في طريق البحث العلمي إلا أنه على العموم ليست لدينا حتى الآن منظومة علمية متكاملة وقاعدة صناعية علمية، وما ينفق على البحوث العلمية والتطوير أدنى بكثير من معدلات الإنفاق العالمية والدولية في هذا المجال منسوباً إلى الناتج القومي الإجمالي، وعلى الرغم من أن هناك الكثير من العلماء العرب في المؤسسات البحثية الغربية فإن البيئة العربية مازالت طاردة للعلماء وعاجزة عن استيعابهم ولا توجد جامعات بحثية متخصصة تقوم بتوظيف أساليب البحث العلمي في حل المشكلات بشكل مكثف ومؤسسي، رغم أن هناك محاولات لتوطين التكنولوجيا عربياً إلا أن سوء التخطيط وفشل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والفشل الذريع في التربية والعلوم جعلنا نعتمد على المؤسسات البحثية الغربية في حل مشكلاتنا ودراستها ولا يزال شعار (اصنع مستقبلك بنفسك قبل أن يصنعه الآخرون) حبراً على ورق في كثير من الحالات.

الفناء في التصوف مؤسسة مؤمنون بلا حدود

الفناءالتنوع والثراء
فـــي دلالاتـــه ومكوناته لكونهـ انطلق من
تجربـــة ّ ذوقية معيشـــة، انصـــرف المجهود
فـــي القرنين الرابـــع والخامـــس أكثر نحو
التخفيـــف من ّ حـــدة الاختلاف بـــل نفيه من
أجـــل توحيد دلالته وأبعـــاده ونحت صورة
متناغمـــة لاصطلاحات ّ الصوفيـــة ترقى بها
إلـــى مصـــاف ّ العلميـــة والثبـــات ّ وتتصدى
للخصـــوم والمعترضين، باســـتدعاء القرآن
والحديث النبوي وإيجاد تأويلات تتناسب
مع فكرة
الفناءوتشرعها وتسندها  

فضلا عـــن ّ أنه انفصال عـــن الخلق
بما فيها الذات البشـــرية نفسها حيث يفقد
الفانيشعوره بنفسه وبمن حوله
اســـتبدال صفات العبد بالصفات الإلهية
مـــن إدراك
مرحلة السكون المطلق
فـــلا يعي نفســـه،
ويرى
ما حوله واحـــدا فترتد
الكثـــرة وحـــدة
ويغلب
عليـــه الوجـــود الإلهي
ّ فيغيب وجوده الذاتي
أو الفردي بوصله بعد
أن كان مســـتقلا أو
منفصلا، ويعيده إلى
معيـــن الوجود الأزلي
الإلهـــي، وفيـــه أقصى مـــا يمكن
للعابد أن يبلغه، ّ لأن وصوله إلى هذه الدرجة
عنوان اكتمال فعـــل التوحيد المقدور للعبد
إنجازه وإدراكه

ســـياق التوحيد، وقـــد لاحظنا ّ أنه
خلافا لســـائر المســـلمين الذين يبنونه، أي
التوحيـــد، على الاعتقـــاد والاعتراف القلبي

واللســـاني فإن أتباع الصوفيـــة ّ أكدوا على
عنصـــر ّ المحبة، وعملوا علـــى تقوية معناه
وتعزيزه، فهو عندهم سبيل التوحيد الأمثل
والأصدق؛ لذلك نجد الديلمي مثلا ّ يقدمه في
شـــكل أنوار: نور من الله ونور للعبد يبلغان
في
الفناءدرجة الاتحاد حيث يذوب النور
الثانـــي في ّ الأول ويتحد بـــه، فيكون بمثابة
عـــودة الفرع إلى الأصل.
وهذا الذوبان ّ يعده
الصوفية كمال التوحيد ّ لأنه ّ يحقق تلاشـــي
العبـــد فـــي الوجـــود الإلهي وامحـــاء ّ إنيته
وذاتيته، فلا يشهد إلا للواحد الأحد، إضافة
إلى ّ أن هذا العنصر المحبة ينســـجم تمام
الانسجام مع طبيعة التجربة الصوفية، فهي
وجدانيـــة روحية فـــي المقـــام ّ الأول قبل أن
تكون معرفية

ســـياقات مغايرة تجعل من
التصـــوف مجرد تقليد ومحـــاكاة ويقتدي بـــه اقتداء أجوف
شكليا، فينأى بذلك عن معانيه التي وضعت
له في عرف الصوفية الأوائل، وينخرط أكثر
في باب اختراع الكرامات وصناعة أخبارها.
وقـــد رأينا لذلـــك ّ ممهدات من قبيل تشـــييء
عمليـــة الفنـــاء وانبثـــاق اصطـــلاح
الفناءفـــي الرســـول والفنـــاءفي الشـــيخ.. وهي
اصطلاحات ســـتجد لها ّ مبرراتها وغاياتها
بعد القرن الخامس للهجرة


******************************
الرحلة والتمرد 

النصوص التي تكشف عن
الجانب الروحـــي الباطنـــي العميق في
الإســـلام؛ وهـــو ما يمثل الوجه الســـمح
الـــذي غفلنا عنه كثيرا، وآن أن يكون لكل
منا إسهام فيه ولو بالتلقي ّ المحب


علاقة وثيقة بين
التصوف والإبداع والاتصال
بمنابع الجمال والجلال
والترقي في المعارج الروحية
والجمالية والتخييلية

الرحلة في
النـــص القرآني داخل نصـــوص الرحلة
العربيـــة التي تهدف إلـــى الوصول إلى
العالم اللامرئي، ســـواء أكان ذلك العالم
أخرويا أم روحيا كامنا داخل الإنسان

التمرد قـــد يحمل في داخله بذور
الإخـــلاص والإيثار، كما ظهر عند إبليس
والحـــلاج. وقـــال
إننا فـــي حقيقة الأمر
لســـنا بحاجة إلى تبرئة الشيطان، وإنما
نحن بحاجة إلى تبرئة التمرد الذي يحمل
قيمـــا إيجابية.

: هل
التمـــرد على النظام العالمـــي الجديد، في
محاولة للخروج عن الهيمنة العاتية، يعد
خرقا للنظام وخروجا على الشـــرعية، أم
إخلاصا لمفهوم الإنســـانية وخلاصا لها،
بعيدا عن صخـــب القمع الإعلامي؟ وهل
خروج مظاهرات مؤيدة للشـــعب المصري
أو لأي شعب محاصر مظلوم ُي ّ عد خروجا
على النظام أم إخلاصـــا للوطن، وإيمانا
بحق الإنســـان في أن يحيا كريما ويموت
كريمـــا غير مكره؟ هل التمرد يكون دائما
خروجـــا وخرقا، أم أنه قـــد يكون صرخة
صادقة ضد موت الإنسان؟

التجربـــة الصوفية تجربة
غنية المبنى عميقة المعنى كثيفة الترميز
جريئـــة الطرح، لا تنتهـــي عجائبها، ولا
تنقضي غرائبها. ولقد كانت العلاقة بين
الجمال والتصـــوف والإبـــداع والفنون
بصفة عامـــة علاقة أصيلة؛ لأن التصوف
ُّ
يرتبـــط بأصـــل الجمال كله وهـــو الحق
مبدع الوجـــود والموجودات؛ فثمة علاقة
وثيقة بـــين التصوف والإبداع والاتصال
بمنابـــع الجمـــال والجـــلال والترقي في
المعارج الروحية والجمالية والتخييلية،
حيث هـــذا التجـــاذب الفنـــي والتداخل
الصوفـــي بين الإبـــداع ومنبـــع الجمال
وأصل الجلال ومصـــدر الكمال.

كانـــت التجربة الصوفيـــة رحلة روحية
معراجية تغوص في عالم الأحوال عابرة
لعالم الأقوال،
لا تنـــي ولا تقر باحثة عن
الحق والحقيقة

مخاطبات النفري، وفتوحات ابن عربي،
وحكم ابن عطاء الله الســـكندري، والمنقذ
مـــن الضلال للغزالـــي، وكتابات الحارث
المحاســـبي، وأبـــي يزيـــد البســـطامي،
والجنيد، والحكيم الترمذي، والشـــبلي،
والســـراج الطوســـي، وأبـــي طالـــب
المكـــي، وشـــعر ابن الفـــارض، والحلاج،
والســـهروردي،
وغيرهم الكثير ممن يند
عنهـــم الحصـــر، حيث الـــروح الصوفية
إدراك ذوقـــي أصيـــل ينبـــع مـــن معاناة
الروح، وجهاد القلب، وكدح اللغة للترقي
في معـــارج التخييل والتشـــكيل إلى ما
وراء الحروف والكلمات والدلالات

النـــص
الصوفي لـــم يكن نصا عاديا تقليديا، بل
كان نصا إبداعيا جســـورا خلاقا عماده
التأويـــل لا التفســـير والتعليـــل، ظاهره
الجمال وباطنه الجلال. إنه نص مشغول
بتحطيم التابوهات، ويتميز بالجســـارة
علـــى الخـــوض فـــي تأمـــل المقدســـات،
والتحـــرر مـــن القمعيـــات، والبحث في
مســـائل الألوهيـــة والكـــون والوجـــود
والاتحـــاد والحلول والفيض والعشـــق
والمـــرأة والخصوبة وترميـــزات الغزل؛
حيـــث التنقـــل الروحي والوجـــودي من
الحســـي الدنيوي إلى الرباني الروحي،
وما يستتبع ذلك من إبداع النص رموزه
الخاصة ومصطلحاته الســـرية الهائمة
فـــي عوالـــم الظاهر والباطـــن والأحوال
والمقامـــات والمشـــاهدات والمكاشـــفات
والشـــريعة والطريقة والحقيقة والذوق
والوجد
.  



الخميس، 19 يوليو 2018

فلســـــفة الدين

القراءة المتأنية لفلســـــفة الدين وربطها بالموروث البشري، ّ تمكن صاحبها من الوقوف عند
مجموعة من البديهيات لا يريد الغلاة أن يتفطنوا إليها وأولها أننا سواســـــية في المعتقد،
ما دمنا ننهل جميعا من تراث بشري موغل في القدم، وآخرها أن شهوة السلطة هي التي
طوعت واســـــتخدمت كل ما هو ديني، واســـــتثمرت تلك الأوهام.
. هذه القضايا يتضمنها
بحث المفكر محمد مزوز في كتابه حول فلسفة الدين

ويلفت مزوز في كتابه الصادر عن مؤسسةمؤمنون بلا حدودأن ليس المقصود بفلســـفة
الدين دراســـة موضـــوع دين بعينـــه أو عقيدة
محددة، وإنمـــا هي نظر في تجليـــات التعالي
وتمظهـــرات القداســـة بصـــرف النظـــر عـــن
الملابســـات التي تشكلت فيها. فتجربة التعالي
ليســـت حكرا على أمة أو شـــعب، والعلاقة مع
المقـــدس ليســـت مشـــروطة بحقبـــة خاصة ولا
بمجال محدد

عيوب الذات من الأســـرة )تربية
وتنشـــئة(، من البرامج والمناهج الدراسية، من
الوعظ والإرشـــاد.. المصـــادر متنوعة والهدف
واحد: خلق مواطن متمركز حول ذاته )معتقدا،
ولغـــة، وعرقا.( فكيف لمواطن مـــن هذا الطراز،
أن يتعايـــش مع كل من لا يـــرى رأيه، ولا يدين
بمعتقـــده، ولا ينتمي إلى ســـلالته؟ ّ وأنى له أن
يكون متســـامحا مع الغير، وأن يعترف بفضل
الآخر؟
 

أوهامنا المتجذرة،
وعلـــى رأســـها وهـــم الهوية، ووهـــم الأصالة،
ووهم أفضلية المعتقد. ُ تظهر لنا فلســـفة الدين
أن ما نحســـبه خصوصية تجعلنا بلا نظير ولا
مثيل، هو في الواقع كونية ومشـــترك إنساني.
الحكمة الدينية الموجودة في كتابنا، يوجد لها
مثيـــل لدى أنبياء العهد القديم، وما قاله هؤلاء
يوجد له نظير عند حكماء بابل ومصر.
 
ليس لدينـــا ما نباهي بـــه غيرنا في مجال
المعتقـــد، كمـــا ليس لـــدى الغير ما قـــد يجعله
متفوقا علينا. نحن سواســـية فـــي المعتقد، ما
دمنـــا ننهل جميعا من تراث بشـــري موغل في
القدم. لذا، فإن الحروب التي خيضت ُ وتخاض
باسم الدين لا ّ مبرر لها، مادام الإله الواحد إرثا
مشتركا لا يحق لأي طرف أن ّ يدعي الانتصار له
أو الدفاع عنه أو إعلاء كلمته. فهو ٍ مستغن عن
الجميع، وفي غير ما حاجة لمن يحميه أو يكون
وصيا عليه
 
 
لأن الديانات هي أنساق منغلقة على ذاتها،
وليس بوســـعها أن تقف علـــى أرضية محايدة
للنظـــر إلى بعضها البعض. أما فلســـفة الدين
-بما هـــي فلســـفة أولا وبالـــذات- فبمقدورها
توفيـــر تلـــك الأرضيـــة المحايدة، بحيـــث تبدو
المعتقدات متساوية وغير متفاضلة.
ويقول
لـــكل أمة كتـــاب، لكل شـــعب ِذكر،
لـــكل حقبة رســـول أو تابع أو ولـــي أو مصلح
أو داعية. الزيغ عـــن الطريق وارد في كل حين،
إغواء التشبيه والتجســـيد وعبادة الشخصية
لا ُ ي ّ رد بيسر



الشعراوى يعالج طبيبة المنصورة بدواء محبة الرسول

التفكير العلمي الوقعي النقدي وتنمية الابداع والابتكار

الاخذ بقوانين الكون ورفض الفكر الاسطوري الخرافي

واعلان عنه
 الشعب المصري العلاج بالقرآن جائز  


فاضطرت للذهاب إلى الشيخ نشأت عبدالسميع
عبدالغنى معلم القرآن بقرية المالحة، مركز المنصورة،
علها تجد حلا لديه بعد قراءة آيات من القرآن الكريم،
وبالفعل قرأ الشيخ نشأت بعضا من آيات الذكر الحكيم
وبعدها قر ر أن يوجه الطبيبة الوجهة الصحيحة،
فقال لها: إن ما بك ليس مرضا عضويا يحتاج إلى
دواء كدواء الأطباء، وهنا أنصحك بأن تتوجهين إلى
وعسى تجدين الحل
فضيلة الشيخ الشعراوى عل
عنده بإذن الله!
وبالفعل يذهب الشيخ معلم القرآن مع الطبيبة إلى
الشيخ الشعراوى الذى استقبلهما فى استراحته
بالسيدة نفيسة- رضى الله عنها- بالقاهرة، وحين
علم الشيخ الشعراوى بالمراحل التى مرت بها الطبيبة

ِ َ َ ِ َ
َ
ِ َ َ سم كلماته
ْ
َ جراء رحيل ابنتها طيب خاطرها ببل
ونصحها بزيارة الحبيب سيدنا رسول الله- صلى
الله عليه وسلم- فى المدينة المنورة، مؤكدا لها أن
العلاج هناك بإذن الله تعالي.
وبالفعل تستجيب الطبيبة لنصيحة إمام الدعاة
ُ وتذهب إلى المملكة العربية السعودية لأداء الع ْمرة، ثم
َ توج ّ هت بعدها إلى المدينة المنورة لزيارة سيد الوجود
وأعظم مولود عرفته البشرية سيدنا رسول الله، وما
أن وطأت قدماها أرض المدينة المنورة حتى شعرت
َ بالفيوضات الإلهية تتنزل على قلبها، وتزداد سعادتها
الغامرة حين واجهت الحبيب فى روضته الشريفة.
َ وهنا أحست بالحزن ينجلى وينزاح الاكتئاب عنها،
وتشعر الطبيبة وكأنها تسبح فى السماء ترفرف
بجناحيها لتستقر حالتها كما كانت عليه فى السابق،
ُ فتشعر براحة نفسية 

الأربعاء، 18 يوليو 2018

تعلم الانجليزية

الدروس لا تغني عن تعلم وممارسة اللغة الانجليزية

الترديد مرة بعد مرة للكلمة والجملة أمر فعال جداً ومفيد لتحسين النطق، عندما تتعلم كلمة جديدة وتستمع إلى نطقها، كررها عدة مرات وفي كل مرة ردد مع الصوت وحاول محاكاة النبرة ومخارج الحروف قدر المستطاع، التقليد هو السر الأول الذي سمح لنا ونحن أطفال أن نتعلم كل شيء في الحياة، وهو كذلك طريقتك الفعالة كي تصبح متحدثاً لبقاً باللغة الانجليزية.
عندما تتعلم الانجليزية عبر الأفلام فاستخدم برنامج KMPlayer لأنه يحتوي على خصائص مفيدة في هذا المجال، ثم قم بالتوقف بعد كل جملة واسمعها أكثر من مرة، ثم حاول ترديد ماقاله الممثل بنفس طريقته في الكلام مرة بعد مرة، وسوف تجد بعد أشهر من الاستمرار أن نطقك يتحسن تدريجياً.

 سجل صوتك واستمع إليه

هذه هي الخطوة المتقدمة بعد الخطوة السابقة، أن تحاول في بعض الأحيان تسجيل صوتك وأنت تردد الجمل والعبارات، وأحياناً فقرات كاملة، ثم تستمع إلى التسجيل وتقارن الصوت الأصلي بصوتك، حينها سوف تتعرف على الفروقات بينك وبين المتحدث الأصلي، وستعرف أين المشاكل بالضبط في نطقك ومخارج حروفك.

8) تابع المدرسين الأجانب

اليوتيوب يوفر لك خدمة رائعة جداً، عشرات من المدرسين الأجانب الذين يجتهدون لتعليمك اللغة الانجليزية، يقدمون العديد من الدروس بشكل دوري، ما يهمنا هنا ليس محتوى الدروس ذاتها، إنما متابعتك لأولائك المدرسين سوف يعطيك نطق صحيح وأكسنت سليم، فأنت تضرب عصفورين بحجر واحدة، تتعلم اللغة الانجليزية وتكتسب لكنة أجنبية، لذلك اجعل من ضمن برنامجك اليومي مشاهدة أحد المدرسين عبر اليوتيوب.
هذه قائمة ببعض أفضل المدرسين الأجانب في اليوتيوب:

9)  تحدث مع الأجانب

 أنشطة الإستماع كلها هي عبارة عن عملية إدخال (Input) ولكي تكتمل الفائدة يجب أن يكون هنالك أنشطة كي تطبق خلالها ما تم إدخاله، المقصود هنا هو التحدث، التحدث مع الأجانب تحديداً باللغة الانجليزية، التحدث بدون تكلف عبر الاسكايب مثلاً أو وجهاً لوجه إن كنت تعيش في بلاد أجنبية.
يمكنك التحدث بشكل عشوائي مع أشخاص آخرين عبر هذه التطبيقات:
  • تطبيق (wakie) للتحدث مع الآخرين حول مواضيع عامة (للأندرويد والآيفون)
  • تطبيق PartyLine للتحدث بشكل عشوائي مع الآخرين (للأندرويد والآيفون)
وهذه بعض المواقع التي تسمح لك بالتحدث مع المتعلمين الآخرين بالصوت:
أما هذه المواقع فهي تساعدك في العثور على أصدقاء أجانب للتحدث معهم بشكل دوري:

10) طريقة الإعادة الثلاثية

هذه الطريقة من أفضل الطرق لتعلم اللغة الانجليزية بشكل عام، وهي كذلك مفيدة جداً لإتقان النطق الأجنبي، الفكرة هي أن تقوم بالاستماع إلى الحلقة الصوتية أو مشاهدة الفيلم أو حلقة المسلسل الدرامي 3 مرات، المرة الأولى بدون عرض الترجمة الانجليزية، فقط التركيز على الاستماع والنطق ومحاولة الفهم عبر الاستماع، المرة الثانية مع تشغيل الترجمة الانجليزية (Subtitle) كي تتمكن من السماع والقراءة في نفس الوقت، في هذه المرة قم بالتوقف كثيراً واعادة بعض الجمل عدة مرات كي تتعلم 
كيف يتم نطقها، ثم قم بمشاهدة الحلقة للمرة الثالثة لكن بدون الترجمة.




١- اطلبى من طفلك أن يسمي الأشياء فى المنزل باستخدام اللغة الأجنبية.
 عن طريق أصدقاء المراسلة.
٣-  الكتب أو "السي دي"، أو أفلام الفيديو التثقيفية، .
٥- ا المناسبات الثقافية التي تقام وتعبر عن هذه اللغة في الأوبرا، السينما، الأفلام التي 
تعرض في القنوات التليفزيونية، المعارض الخاصة في المتاحف، وحفلات الأغاني.
**************************
وصل فريق من العلماء إلى أدلة تشير لإمكانية تحسين المفردات اللغوية، بل تعلم لغة أجنبية جديدة أثناء النوم. وفقاً لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
والجديد الذي توصل إليه فريق العلماء بجامعة برن السويسرية هو أن مخ الإنسان يمكنه معالجة المعلومات أثناء النوم، وهو اكتشاف مغاير لما سبق التوصل إليه من أن هناك أدلة على أن النوم يقوي الذكريات التي يكونها الناس أثناء اليقظة.
ووجد العلماء أن النوم يسهم في تحسين ودمج تخزين الكلمات والمعلومات في المخ، مما يسهل تذكرها أثناء اليقظة.
ومن اللافت للنظر أن العلماء وجدوا أن الكلمات الأجنبية وترجماتها يمكن أن تُدرّس أثناء النوم، ويمكن للمشاركين الوصول إلى معاني الكلمة بسهولة بالمقارنة مع من لم يقم بتجربة البرمجة للمخ أثناء النوم.
**************************************

اللغة الأجنبية

اللغة هي قلب الهوية الوطنية لأي مجتمع، وروحه القومية، وهي أداة الفكر والتفكير التي يعبر بها الإنسان عن واقعه وهمومه وطموحاته وإبداعاته، وهي المؤشر على قوة أو ضعف أمة من الأمم.. لذا تحرص سائر دول العالم على تجنيد كل الوسائل للحفاظ على لغتها الوطنية، من أي تأثيرات ضارة، والدفاع عنها في مواجهة اللغات الأخرى (خاصةً منها المهيمنة).
لكن ما يحدث اليوم للغة العربية في كثير من بلدانها، ورغم الجهود المبذولة لتطويرها، يحمل في طياته تحدياً غير يسير.
إن الأجيال العربية الحالية قلّ منها من عاد يتحدث أو يكتب أو يفكر أو يقرأ باللغة العربية، وهناك كثير من الآباء والأمهات يشتكون مرّ الشكوى من هذا الموضوع، وكثير من المثقفين ينبهون إلى بعض المحاولات الرامية لتدمير النسيج اللغوي في المجتمعات العربية ولتمزيق هوياتها الوطنية.
وهنا لا أعترض على مسألة أن يتعلم الطالب لغةً أجنبيةً غير لغته الوطنية (أو لغته الأم)، كمادة دراسية مستقلة، خاصةً إذا كانت هذه اللغة تمثل حاجة ضرورية لمستقبله العلمي والمهني.. فهذا أمر كان يحدث منذ بداية التعليم النظامي الحديث في العالم العربي، حيث كان الطلاب يذهبون إلى مختلف الجامعات الأجنبية لدراسة التخصصات العلمية في مجالات الطب والعلوم والهندسة، دون أن تصادفهم أي مشكلات، وكانوا يتفوقون على زملائهم الذين درسوا باللغة الإنجليزية منذ مرحلة الروضة، خاصةً في مادتي العلوم والرياضيات.. ولكن ملاحظاتي هنا تنصب على كون بعض القرارات والسياسات اللغوية في العالم العربي تفتقر للأسس التربوية الصحيحة، حيث بينت غالبية التجارب والدراسات خطأ تدريس الطفل الموادَّ العلمية بلغة غير لغته الأم. فاللغة الأجنبية ليست مجرد أداة تعبير محايدة، بل هي أيضاً وعاء فكري وحضاري يحمل مضامين وقيماً، وينقل آراء وتصورات قد تنسجم مع فكر الطفل وربما تصطدم بإرثه الحضاري ولغته القومية وتوجهاته الوطنية. 
وإذا كان هناك في الدول العربية من يتصور أن اللغة الأجنبية سوف تحقق لهذه الدول تطوراً تعليمياً ونهوضاً اقتصادياً، فكل الدراسات أوضحت أنه ما من أمة على وجه الأرض تحقق لها النهوض والتقدم والرقي والتطور بلغة غير لغتها الوطنية. وتجارب التقدم والتطور التي أحرزتها بعض الدول كانت كلها اعتماداً على اللغة القومية. وهناك دول خضعت للاستعمار أكثر من مائة سنة وأصبحت الإنجليزية لغة تدريس فيها، لكنها ظلت تعاني من التخلف والضعف.

الجمعة، 13 يوليو 2018

النساء في العالم الثالث

نسبة الرجال لنساء بالعالم

 تقرير صادر عن الأمم المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول 
الماضي إلى أنَّ عدد الرجال يفوق النساء بنسبة 62 %، وتمثِّل النساء 54% من نسبة السكان فوق سن الـ 60.
وإذا خصصنا الحديث عن الوطن العربي فنجد أن نسبة الرجال إلى النساء تتغير من دولة إلى أخرى طبقًا لظروف اجتماعية معينة، وبدراسة سكان الدول العربية طبقًا للجنس ظهرت الكثير من الأمور الغريبة في 2014.

فالمجتمعات الخليجية ذكورية بطبعها يزداد فيها عدد الرجال عن عدد النساء بشكل واضح، وفي قائمة أكثر دول العالم التي يزداد فيها عدد الرجال عن النساء نجد أن هناك 6 دول خليجية تتصدر المراكز الستة الأولى.

وبحسب إحصاءات أُجريت في 2014 وتداولتها الصحف، جاءت الإمارات في المركز الأول عالمياً من حيث زيادة نسبة الذكور عن الإناث تتعدى الضعف، تلتها دولة قطر حيث تبلغ هذه النسبة رجلين لكل امرأة، ثم الكويت، تلتها البحرين، ثم عمان، وأخيراً المملكة العربية السعودية 1.18 رجل لكل امرأة.

في المقابل نجد النساء أكثر من الرجال في 4 دول عربية فقط، وتأتي جيبوتي في المركز الثالث عالمياً من حيث زيادة عدد الإناث عن عدد الذكور، ثم موريتانيا تأتي في المركز الـ18 عالمياً، ثم لبنان في المركز الـ76، وأخيراً جزر القمر في المركز 91 عالمياً.

وتتعادل باقي الدول العربية تقريباً بين أعداد النساء والرجال حيث تتراوح ما بين 0,99 إلى 1,1 رجلاً مقابل كل امرأة، وذلك وفقاً لإحصائيات 2014.


+++++++++++++++++

دراسات التنمية تفتح نافذة جديدة على النساء في العالم الثالثالعولمة السياسية والتعصب الديني غذيا شعور عدم المساواة بين الجنسين

رؤية مركزية المـــــرأة، وهو ما يدعو
إلى فتح نافذة جديدة تنظر إلى النســـــاء في العالم الثالث لإعطائهن المكانة
الاجتماعية المناسبة لمشاركتهن في النهوض ببلدانهن


يبقى التهميش ثقافة سائدة في التعامل
مـــع المـــرأة، ونادرا مـــا يؤخـــذ عملها
وتعليمها وأدوارها في الاعتبار في إطار
الدراسات الإنمائية



عصر الصور

 البلاغة و النقد الادبي و التفكير العلمي

عصر الصورة تنبع قوتها من مصدقياتها فهي اليقين الذي لا يقبل الشك وهي خزانة الذكريات المحرضة لدهشة واقوي اسلحة الحرب النفسية بدل الرموز والشعارات هزت عرش الكلمة واجبرتها علي الاختصار والتبسيط 
قال ارسطو التفكير مستحيل بدون صور وبدون خيال 
ولكن الان العالم اصبح يعيش متاهة من الصور الثابته والفيديو
واليوتيوب 30 مليون زائر يوميا 

 عالم الصور المتحركة يشهد سرعة غير مسبوقة تؤدى إلى عدم التركيز فى التفاصيل .. وتشتت المشاهد لكى ينتقل بين البدائل والقنوات. أصبح أى شيء لا يعتد به ما لم يسجل فى صورة..

غزارة الصور المعروضة والمتداولة هزت ملكوت الخيال
فهذا الاغراق ليس بريئا فهو يتلاعب بالعقول  يسجل وقائع ويخفي اخري فالصورة تملك الاغواء والمحاكاة
فكلما نظرنا اشتعل الخيال وذهب لافاق بعيدة
 فالمجد لكل الأشياء اللامرئية.. حين يستقر وميض الصورة فى الوجدان تكاد تكون الشكوى عالمية من 
فقر الخيال، مقارنة بوهجه فى الأجيال السابقة إضافة إلى أن جوهر الصورة.
هى انبعاث لواقع مضى على حد تعبير مارتين جولى، من هنا تتجلى سلطة الصورة ،فهى الغائب الحاضر.. «لكى نطرد بعض الأشياء من أذهاننا فمن الأفضل تصويرها».
 هكذا كان يرى كافكا كيف تحتفظ المخيلة بالصورة وتستدعيها دون أن تراها مرة ثانية.. الغياب يشحذ 
الرؤى.

 فالصورة لم تكن يوماً حية ،ولكنها تحيى الكثير من المعانى والمشاعر.. فهى توخزنا وتترك أثراً لا ينمحى من النفس وهنا تتجلى القيمة الكبرى للصور الأيقونية للمشاهير والنجوم.

 فالصورة تمنح ذاتها مرة واحدة وتفصح عن مكنونها وهى يقين فى زمن اللايقين.

 منذ الحرب العالمية الثانية وما تلاها من أحداث وصور الحروب تتلاعب بالعقول والشعوب.. فتارة تنجح الصورة فى إنهاء حالة الحرب كما حدث فى الصورة الشهيرة للطفلة كيم فوك التى احترقت بالنابالم فى حرب فيتنام وأشعلت الرأى العام العالمى وكانت سبباً قوياً لحسم الموقف الأمريكى من الحرب وإنهائها.. 

. الصورة تم توظيفها من قبل الجماعات الإرهابية لنشر ثقافة الاستشهاد والموت والتخفى لاستقطاب ضحايا جدد إلى صفوفهم.. حروب الصور تم استغلالها من قبل كل أجهزة الاستخبارات لإلحاق الضرر بمنطقتنا العربية على وجه الخصوص.. وللترويج لثقافة الاستهلاك ونشر تطبيقات الذكاء الاصطناعى متمثلاً فى الروبوتات حتى ألفتها العين.. أسهمت وسائل التواصل الاجتماعى فى انتشار سيل من الصور التى يعاد استهلاكها وتدويرها إذ أن 80% من معارفنا يأتى عن طريق حاسة البصر ..

هذا الفيض الهادر قد يشوش على الأفكار.. يشتت الانتباه.. لكن بعد كل ما شاهدناه من صور وفيديوهات للأسف الشديد .. لم تعد هناك صورة معينة يمكنها إشعال أى حرب أو إنهاؤها.. نحن فى (متاهة) الكل يتطلع للخروج منها سالماً.. غير معنى بالآخرين.. فالتائه منشغل بذاته يلتفت وراءه من آن لآخر صوب مآسى الآخرين.. لكنها لا تستوقفه إلا دقائق.. يتعاطف ثم يمضى فى طريقه.. وهذا أسوأ ما جنيناه من اعتياد الصورة واستهلاكها إلى حد الابتذال.

زمن اليوتيوب

. تعود بنا هذه
ّ العلاقة إلى المرحلة المفصلية المرتبطة
ّ باندلاع «انتفاضات الربيع العربي،» لتثبت
تكنولوجيات وسائل الاتّصال الجديدة
ٍ بشكل لم يحدث من قبل، قدرة وسائل
الاتّ ُ صال الجديدة، في الضغط على صناع
ُ القرار، وتمكين المهمشين من الخوض
ّ فيما كان تاريخيا ّ في قبضة السلطة،
ُ م َ تحدين هيمنة الصحافيين المهنيين
ّ والصفوة السياسية.
ّ هكذا غيرت صحافة المواطن قواعد
ّ اللعبة كليا، ومن السهل علينا تَخيل ما
كانت عليه سابقا ِ ، وتبدو المقارنة للوهلة
الأولى ضربا من اكتشاف أمرٍ كان من
باب الاستحالة حدوثه، والحال أن الميديا
لم تُغير  وسائل تتبعنا للشأن العام أو
حتى وسائل إنتاجه، وإنما أعمق من ذلك،
ذلك أننا شهدنا ما يمكن وصفه بنهاية
ُ الأيديولوجيا الم ّ عدة سلفا

تكنولوجيات وسائل الاتّصال الجديدة، مكنت المهمشين وعامة الناس من الخوض
ّ فيما كان تاريخيا ُ محتكراً بين المؤسسات والسلطة، وجعلت أي مواطن بحوزته هاتفا
خلويّـا بمقـدوره تسـجيل فيديـو وبث ً ه مباشـرة ُ ، وهي عملية متقدمـة مقارنة بالمفهوم
ِ الكلاسيكي للسبق الإعلامي

المتابـع لمحتـوى اليوتيـوب العربـي يلاحظ بأن
علاقة شـديدة التأثير والارتباط تجمع بين الميديا
الجديـدة والرغبـة فـي التغييـر الاجتماعـي
 


لقد خرج التليفزيـون، أو كاد، من حياة الأطفال
ِ والشـباب وحلّـت محلّـه مقاطـع الفيديـو
 أُنشـئ اليوتيـوب سـنة ، ّ 2005وكان أول فيديو
ُ ر فـع عليه هـو «أنا فـي حديقة الحيـوان- Me
.»at zooوفي سـنة 2006اشترته شركة قوقل
ِ
بأكثـر من ُ 1.6مليار يورو. وهو يعد من أشـهر
، يزوره يوميّاً ويشـاهد مـا يعرض من
ِ
المواقـع
ٌ مـواد وخدمـات مليـارات ّ مـن النـاس مـن كل
الأعمار والجنسـيات واللّغات..
ٍ ويعمـل اليوتيوب وفق شـروط وتوصيات تتعلّق
ِ بحقـوق النشـر والإسـاءة للأشـخاص وللآداب
ّ العام ّ ـة والسـلم الاجتماعـي والعالمـي، ويوفر
لمسـتعمليه بعض إمكانيات الحمايـة والرقابة.
بعـد انطـلاق اليوتيـوب فـي الولايـات المتحدة
الأميركيـة فـي ، ٍ 2005وتوطينـه فـي عـدد من
الـدول الأوروبيـة والآسـيوية، وقـع توطينه في
ٍ عـدد من الـدول العربيّّة فـي ( 2011الجزائر،
مصـر، السـعودية، تونـس).... وبذلـك صارت
ُ واجهـة ُ اليوتيـوب تقتـرح علـى مسـتخدميها
ً نسـخة محلّيّ ً ة بناء علـى عنوان إي بي adresse
،IPتسـاهم فـي تعزيـز الوظيفـة الرقابية.

لاحظنا أن ِ هذه السلبيات َ والمخاطر
تسـتقطبها على الأَ ّ قل ثلاثة مجـالات هي: الدين
ُ والسياسة والجنس، أي الطابوهات أو الم ّ حرمات
الثلاثة المعروفة

إن عـدم قـدرة اليوتيوب على مراجعـة ومراقبة
ّ كل الفيديوهـات قبل نشـرها، يجعـل عدداً منها
ُ يكسـر هـذه المحرمـات ويكـون مثار سـخط
وانتقـاد أو ملاحقـة قضائيـة أو تعزيـز لأنظمة
الحماية.
ّ والحقيقـة فـإن السـلبيات أكثـر من مجـرد أن
ُ تحصـر في هـذه المحرمات التي صـارت اليوم
ُ «تقليديـة،» فهي تطال جوانـب أخرى في حياة
الأفـراد والجماعـات، نفسـيّة ولغويـة وأمنيّـة
وثقافيّة..
ومثَـل ِ اليوتيـوب فـي ذلـك كمثـل كل المواقـع
ّ والتطبيقات ووسائل الاتصال والتواصل الحديثة،
َ التي غزت البيوت ّ والمؤسسـات وصارت تتلاعب
ُ بالعقول وتوجه الممارسـة وتشكل رؤية الأفراد
والجماعـات لذواتها وللآخرين.
ُ ويمثّل «اليوتيوب العربـي ّّ » أو المحتوى العربي
علـى يوتيـوب جـزءاً محـدوداً ّ جـداً مـن هـذاالمحيـط الهائـل غيـر المتناهي

ولَعـل مـا يفاجـئ حقـاً ُ ويمثّـل صدمـة أنـه
بالضغـط على رابط «المحتويـات الرائجة،» أي
ّ تلك الأكثر مشـاهدة تجد أن َ المقاطع المنسوخة
من المسلسلات التليفزيونية وفيديوهات الأغاني
ّ تحتـل َ المراتـب الأولـى، فـي حيـن تتراجـع
فيديوهـات التثقيـف والتعليـم والتكوين، الأمر
ّ الـذي يدل علـى نوعيـة المسـتخدمين وطبيعة
الحاجـة التي يبحثـون عنها

ثـم ُ طلبـت البحـث عـن «مهـن» و«رحـلات»
ّ و«فيديـو تحفيـزي» و«ثقافـة عامـة.». فكانت
ُ النتيجة هي نفسـها تقريبـاً؛ فيديوهات مرفوعة
َ منـذ سـنوات ولا إقبـال عليها يضاهـي الإقبال
علـى مقاطـع الرياضـة والتسـلية والأغانـي
الحديثـة والأجنبيـة.

هـذه عيّنة ّ صغيرة دالة علـى أن الفئة الأكبر من
ّ مسـتخدمي اليوتيوب العربي ِ هي فئة الشـباب
ّ وأن غايـة اهتماماتها  هي التسـلية والترفيه.

لا شـك ُ في أن هـذه الفئة تبحث ٍ عـن فيديوهات
ُ أخرى تكسـر بها الطابوهات، لا تظهرها واجهة
ِ الموقـع بسـبب ّ آليـات الرقابة. بيد أن ّ مـا يهمنا
فـي حدود مـا تبيّنـاه مـن العيّنة السـابقة أنه
ً دال دلالة ّ واضحة على ميولات الشـباب العربي،
وطبيعة اسـتثماره لهذه الوسـائل الحديثة. وهو
ّ مـا ينعكس لا شـك سـلباً ّ علـى ثقافتـه العامة
وكفاءته المهنية ووعيه بمشـكلات الواقع وسبل
حلّها..
ّ لذلـك، صـح القول فعـلا ّ بـأن َ اليوتيـوب ٌ غول
ًيلتهـم الأطفـال التهاما