. تعود بنا هذه
ّ العلاقة إلى المرحلة المفصلية المرتبطة
ّ باندلاع «انتفاضات الربيع العربي،» لتثبت
تكنولوجيات وسائل الاتّصال الجديدة
ٍ بشكل لم يحدث من قبل، قدرة وسائل
الاتّ ُ صال الجديدة، في الضغط على صناع
ُ القرار، وتمكين المهمشين من الخوض
ّ فيما كان تاريخيا ّ في قبضة السلطة،
ُ م َ تحدين هيمنة الصحافيين المهنيين
ّ والصفوة السياسية.
ّ هكذا غيرت صحافة المواطن قواعد
ّ اللعبة كليا، ومن السهل علينا تَخيل ما
كانت عليه سابقا ِ ، وتبدو المقارنة للوهلة
الأولى ضربا من اكتشاف أمرٍ كان من
باب الاستحالة حدوثه، والحال أن الميديا
لم تُغير وسائل تتبعنا للشأن العام أو
حتى وسائل إنتاجه، وإنما أعمق من ذلك،
ذلك أننا شهدنا ما يمكن وصفه بنهاية
ُ الأيديولوجيا الم ّ عدة سلفا
ّ العلاقة إلى المرحلة المفصلية المرتبطة
ّ باندلاع «انتفاضات الربيع العربي،» لتثبت
تكنولوجيات وسائل الاتّصال الجديدة
ٍ بشكل لم يحدث من قبل، قدرة وسائل
الاتّ ُ صال الجديدة، في الضغط على صناع
ُ القرار، وتمكين المهمشين من الخوض
ّ فيما كان تاريخيا ّ في قبضة السلطة،
ُ م َ تحدين هيمنة الصحافيين المهنيين
ّ والصفوة السياسية.
ّ هكذا غيرت صحافة المواطن قواعد
ّ اللعبة كليا، ومن السهل علينا تَخيل ما
كانت عليه سابقا ِ ، وتبدو المقارنة للوهلة
الأولى ضربا من اكتشاف أمرٍ كان من
باب الاستحالة حدوثه، والحال أن الميديا
لم تُغير وسائل تتبعنا للشأن العام أو
حتى وسائل إنتاجه، وإنما أعمق من ذلك،
ذلك أننا شهدنا ما يمكن وصفه بنهاية
ُ الأيديولوجيا الم ّ عدة سلفا
تكنولوجيات وسائل الاتّصال الجديدة، مكنت المهمشين وعامة الناس من الخوض
ّ فيما كان تاريخيا ُ محتكراً بين المؤسسات والسلطة، وجعلت أي مواطن بحوزته هاتفا
خلويّـا بمقـدوره تسـجيل فيديـو وبث ً ه مباشـرة ُ ، وهي عملية متقدمـة مقارنة بالمفهوم
ِ الكلاسيكي للسبق الإعلامي
ّ فيما كان تاريخيا ُ محتكراً بين المؤسسات والسلطة، وجعلت أي مواطن بحوزته هاتفا
خلويّـا بمقـدوره تسـجيل فيديـو وبث ً ه مباشـرة ُ ، وهي عملية متقدمـة مقارنة بالمفهوم
ِ الكلاسيكي للسبق الإعلامي
المتابـع لمحتـوى اليوتيـوب العربـي يلاحظ بأن
علاقة شـديدة التأثير والارتباط تجمع بين الميديا
الجديـدة والرغبـة فـي التغييـر الاجتماعـي
علاقة شـديدة التأثير والارتباط تجمع بين الميديا
الجديـدة والرغبـة فـي التغييـر الاجتماعـي
لقد خرج التليفزيـون، أو كاد، من حياة الأطفال
ِ والشـباب وحلّـت محلّـه مقاطـع الفيديـو
أُنشـئ اليوتيـوب سـنة ، ّ 2005وكان أول فيديو
ُ ر فـع عليه هـو «أنا فـي حديقة الحيـوان- Me
.»at zooوفي سـنة 2006اشترته شركة قوقل
ِ
بأكثـر من ُ 1.6مليار يورو. وهو يعد من أشـهر
، يزوره يوميّاً ويشـاهد مـا يعرض من
ِ
المواقـع
ٌ مـواد وخدمـات مليـارات ّ مـن النـاس مـن كل
الأعمار والجنسـيات واللّغات..
ٍ ويعمـل اليوتيوب وفق شـروط وتوصيات تتعلّق
ِ بحقـوق النشـر والإسـاءة للأشـخاص وللآداب
ّ العام ّ ـة والسـلم الاجتماعـي والعالمـي، ويوفر
لمسـتعمليه بعض إمكانيات الحمايـة والرقابة.
بعـد انطـلاق اليوتيـوب فـي الولايـات المتحدة
الأميركيـة فـي ، ٍ 2005وتوطينـه فـي عـدد من
الـدول الأوروبيـة والآسـيوية، وقـع توطينه في
ٍ عـدد من الـدول العربيّّة فـي ( 2011الجزائر،
مصـر، السـعودية، تونـس).... وبذلـك صارت
ُ واجهـة ُ اليوتيـوب تقتـرح علـى مسـتخدميها
ً نسـخة محلّيّ ً ة بناء علـى عنوان إي بي adresse
،IPتسـاهم فـي تعزيـز الوظيفـة الرقابية.
لاحظنا أن ِ هذه السلبيات َ والمخاطر
تسـتقطبها على الأَ ّ قل ثلاثة مجـالات هي: الدين
ُ والسياسة والجنس، أي الطابوهات أو الم ّ حرمات
الثلاثة المعروفة
تسـتقطبها على الأَ ّ قل ثلاثة مجـالات هي: الدين
ُ والسياسة والجنس، أي الطابوهات أو الم ّ حرمات
الثلاثة المعروفة
إن عـدم قـدرة اليوتيوب على مراجعـة ومراقبة
ّ كل الفيديوهـات قبل نشـرها، يجعـل عدداً منها
ُ يكسـر هـذه المحرمـات ويكـون مثار سـخط
وانتقـاد أو ملاحقـة قضائيـة أو تعزيـز لأنظمة
الحماية.
ّ والحقيقـة فـإن السـلبيات أكثـر من مجـرد أن
ُ تحصـر في هـذه المحرمات التي صـارت اليوم
ُ «تقليديـة،» فهي تطال جوانـب أخرى في حياة
الأفـراد والجماعـات، نفسـيّة ولغويـة وأمنيّـة
وثقافيّة..
ومثَـل ِ اليوتيـوب فـي ذلـك كمثـل كل المواقـع
ّ والتطبيقات ووسائل الاتصال والتواصل الحديثة،
َ التي غزت البيوت ّ والمؤسسـات وصارت تتلاعب
ُ بالعقول وتوجه الممارسـة وتشكل رؤية الأفراد
والجماعـات لذواتها وللآخرين.
ُ ويمثّل «اليوتيوب العربـي ّّ » أو المحتوى العربي
علـى يوتيـوب جـزءاً محـدوداً ّ جـداً مـن هـذاالمحيـط الهائـل غيـر المتناهي
ّ كل الفيديوهـات قبل نشـرها، يجعـل عدداً منها
ُ يكسـر هـذه المحرمـات ويكـون مثار سـخط
وانتقـاد أو ملاحقـة قضائيـة أو تعزيـز لأنظمة
الحماية.
ّ والحقيقـة فـإن السـلبيات أكثـر من مجـرد أن
ُ تحصـر في هـذه المحرمات التي صـارت اليوم
ُ «تقليديـة،» فهي تطال جوانـب أخرى في حياة
الأفـراد والجماعـات، نفسـيّة ولغويـة وأمنيّـة
وثقافيّة..
ومثَـل ِ اليوتيـوب فـي ذلـك كمثـل كل المواقـع
ّ والتطبيقات ووسائل الاتصال والتواصل الحديثة،
َ التي غزت البيوت ّ والمؤسسـات وصارت تتلاعب
ُ بالعقول وتوجه الممارسـة وتشكل رؤية الأفراد
والجماعـات لذواتها وللآخرين.
ُ ويمثّل «اليوتيوب العربـي ّّ » أو المحتوى العربي
علـى يوتيـوب جـزءاً محـدوداً ّ جـداً مـن هـذاالمحيـط الهائـل غيـر المتناهي
ولَعـل مـا يفاجـئ حقـاً ُ ويمثّـل صدمـة أنـه
بالضغـط على رابط «المحتويـات الرائجة،» أي
ّ تلك الأكثر مشـاهدة تجد أن َ المقاطع المنسوخة
من المسلسلات التليفزيونية وفيديوهات الأغاني
ّ تحتـل َ المراتـب الأولـى، فـي حيـن تتراجـع
فيديوهـات التثقيـف والتعليـم والتكوين، الأمر
ّ الـذي يدل علـى نوعيـة المسـتخدمين وطبيعة
الحاجـة التي يبحثـون عنها
بالضغـط على رابط «المحتويـات الرائجة،» أي
ّ تلك الأكثر مشـاهدة تجد أن َ المقاطع المنسوخة
من المسلسلات التليفزيونية وفيديوهات الأغاني
ّ تحتـل َ المراتـب الأولـى، فـي حيـن تتراجـع
فيديوهـات التثقيـف والتعليـم والتكوين، الأمر
ّ الـذي يدل علـى نوعيـة المسـتخدمين وطبيعة
الحاجـة التي يبحثـون عنها
ثـم ُ طلبـت البحـث عـن «مهـن» و«رحـلات»
ّ و«فيديـو تحفيـزي» و«ثقافـة عامـة.». فكانت
ُ النتيجة هي نفسـها تقريبـاً؛ فيديوهات مرفوعة
َ منـذ سـنوات ولا إقبـال عليها يضاهـي الإقبال
علـى مقاطـع الرياضـة والتسـلية والأغانـي
الحديثـة والأجنبيـة.
ّ و«فيديـو تحفيـزي» و«ثقافـة عامـة.». فكانت
ُ النتيجة هي نفسـها تقريبـاً؛ فيديوهات مرفوعة
َ منـذ سـنوات ولا إقبـال عليها يضاهـي الإقبال
علـى مقاطـع الرياضـة والتسـلية والأغانـي
الحديثـة والأجنبيـة.
هـذه عيّنة ّ صغيرة دالة علـى أن الفئة الأكبر من
ّ مسـتخدمي اليوتيوب العربي ِ هي فئة الشـباب
ّ وأن غايـة اهتماماتها هي التسـلية والترفيه.
ّ مسـتخدمي اليوتيوب العربي ِ هي فئة الشـباب
ّ وأن غايـة اهتماماتها هي التسـلية والترفيه.
لا شـك ُ في أن هـذه الفئة تبحث ٍ عـن فيديوهات
ُ أخرى تكسـر بها الطابوهات، لا تظهرها واجهة
ِ الموقـع بسـبب ّ آليـات الرقابة. بيد أن ّ مـا يهمنا
فـي حدود مـا تبيّنـاه مـن العيّنة السـابقة أنه
ً دال دلالة ّ واضحة على ميولات الشـباب العربي،
وطبيعة اسـتثماره لهذه الوسـائل الحديثة. وهو
ّ مـا ينعكس لا شـك سـلباً ّ علـى ثقافتـه العامة
وكفاءته المهنية ووعيه بمشـكلات الواقع وسبل
حلّها..
ّ لذلـك، صـح القول فعـلا ّ بـأن َ اليوتيـوب ٌ غول
ًيلتهـم الأطفـال التهاما
ُ أخرى تكسـر بها الطابوهات، لا تظهرها واجهة
ِ الموقـع بسـبب ّ آليـات الرقابة. بيد أن ّ مـا يهمنا
فـي حدود مـا تبيّنـاه مـن العيّنة السـابقة أنه
ً دال دلالة ّ واضحة على ميولات الشـباب العربي،
وطبيعة اسـتثماره لهذه الوسـائل الحديثة. وهو
ّ مـا ينعكس لا شـك سـلباً ّ علـى ثقافتـه العامة
وكفاءته المهنية ووعيه بمشـكلات الواقع وسبل
حلّها..
ّ لذلـك، صـح القول فعـلا ّ بـأن َ اليوتيـوب ٌ غول
ًيلتهـم الأطفـال التهاما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق