الجمعة، 28 ديسمبر 2018

فقه الواقع ما نحتاجه

الحكم علي الشىء فرع من تصوره 

رأي في الحديث ا كل عنده ادلته ولك كيف قيس قوة البرهان وموثوقيته

بل هناك قول في النبوة والقرآن

هناك كتاب في مصر والازهر كلامهم مسك واعتدال يكفي لتاثير

اما الدليل ففه كلام 

لماذا اللغة العربية للقرآن لان الله فضلنا الله اناني يحبنا العرب  نرجسيتا بل الانسا طبيعته الاعجاب بنفسه مصلحته 
لذلك صعب ان تقول له انت نملة لا شىء قرد

وما بالك بالتهامي والغناء 

الذكاء في حفظ كللمات الذوق في المجتمع والذكاء في الرد والتعرف الجميل علي الاشخاص في البيئة المحاطة بك

هناك قدوة في كيفية عمل صداقة والكلمات


الأربعاء، 26 ديسمبر 2018

طبيب طوارىء

انتهت نوتبجيته فغادر المستشفى واستقل سيارته إلى عيادته التى تبعد حوالى عشرة كيلومترات يقطعها فى ساعة ونصف نظرا لزحام هذه المدينة الملعونة. دخل العيادة وهو يشعر بقهر هائل وعدم رغبة فى العمل، متعبا من الأدرينالين الذى تدفق فى دمه جرّاء هذه الأحداث العصيبة. وأخذ يوقع الكشف الطبى على مرضاه بملل ورغبة هائلة فى الخلاص، مكتشفا فى ذعر أن حياته تسير من المستشفى للعيادة للمنزل، والمقابل يكفيه بالكاد. ضاع شبابه يتلقى طاقة سلبية من أنّات المرضى وشتائم أهل الموتى. كم من حفل عرس لم يحضره! وكم من قريب توفى لم يشهد عزاءه! ومرت طفولة أبنائه دون أن يستمتع بها بسبب انهماكه فى العمل.
اصطبغت روحه بكآبة سرمدية وسأل نفسه لماذا أحيا؟ فلم يجد إجابة.
■ ■ ■
القصة من مجموعة (الهول الأخرس) للدكتور محمد شوقى. دار ميريت.

فلم بقايا يوم

الحقيقة الصعبة بالتأكيد هي أنه بالنسبة لأمثالك وأمثالي ليس أمامنا سوى خيار بسيط، هو أن نترك مصيرنا بالكلية في أيدي هؤلاء السادة الكبار عند صرة هذا العالم، الكبار الذين يوظفون خدماتنا، ما جدوى أن نزعج أنفسنا بما كان ينبغي أن نفعل أو لا نفعل لكي نتحكم في مسيرة حياتنا؟

 فنى شبابه وكهولته في خدمة اللورد، وكان يرى أن هذا هو دوره الحقيقي.
هناك مقولة في علم الفلسفة تقر أنه «كل إنسان فيلسوف بشكل ما»، وقد طبق بطل الرواية تلك المقولة بشكل حرفي، كان «مستر ستيفنس» يفلسف كل شيء حسب وجهة نظره الخاصة ويخترع مذهباً يرضي به حاجته الإنسانية للتقدير، ولما كانت الرواية تتبع أسلوب «المونولوج الذاتي» فقد استطاع الكاتب أن يلقي على القاريء وجهات نظر البطل في مواضيع شتى، كالكرامة مثلاً.
كان البطل يفلسف معنى الكرامة باختصار على أنها القدرة على خدمة السادة بمنتهى الإتقان وعدم الوقوع في الأخطاء مطلقاً، عدم اهتزاز صورته أبداً، بمعنى آخر يمكننا أن نقول أن البطل كان يخشى أن يخطئ حتى لا يوبخه أحدهم ويكتشف فجأة أنه «خادم»، فقام بفلسفة فكرة الكرامة في قالب يناسب حاجته إلى الشعور بأهميته وقيمته الإنسانية.
هنا بالضبط يمكننا كقراء أن نغلق الكتاب ونأخذ نفساً عميقاً ونعترف للكاتب أنه «جه عالوجيعة»، هذا ما يحدث بالضبط كل يوم، بل كل ساعة، في كل شيء في حيواتنا، نحن نقوم بلي عنق الحقيقة كثيراً حتى نقبل أنفسنا، حتى نستطيع أن نشعر أننا مهمين، أننا ذوي قيمة، وأننا أعزاء.

أنت في الرواية.. وفي المرآة

 كل تلك الأمور تجعلك تفكر هل قراراتك كلها سليمة؟ هل أنت جبان خانع أم أنك مجرد ترس في عجلة الدنيا؟ استخدم الكاتب الفلسفة في أرقى صورها، دون الكثير من التنظير، وبتماس شديد مع واقعك اليومي، تماس يجعلك تخاف أحياناً من أن تكون مخطئاً، أو أن تكون غير ذو قيمة، أو – على الأقل – أن تكون مخدوعاً.
، عندما يكتشف فجأة أنه لم يكن مهماً بتلك الدرجة التي جعلته منهمكاً في دوره كرئيس خدم، قصة الحب الرقيقة جداً التي لم تتبلور سوى في ثلاثة مشاهد على الأكثر والتي لم يعرها البطل الاهتمام الذي يليق بها وقتها، والذي جعله يجلس على الجسر باكياً في آخر مشاهد الرواية، كم فرصة ضيعت أنت في سبيل أفكاراً اكتشفت بعد زمن أنها لم تكن بتلك الأهمية؟ كم تشبه حياتك حياة «مستر ستيفنس» رئيس الخدم؟ تلك هي المسألة.
كان الفيلم من الأفلام القليلة التي خدمت الروايات التي أخذت عنها، هذا الصراع الأبدي بين الرواية المكتوبة والمرئية، وتفوق إحداهما على الأخرى، لم يكن الانتصار تلك المرة من نصيب أحداهما على حساب الأخرى، فقد كان الفيلم متقناً كالرواية تماماً، بل خدمها وأخرجها للنور دون أن ينتقص منها شيئاً.

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018

Death Note

ربما أفضل ما في الأعمال الفنية والأدبية هي قدرتها على طرح أسئلة "ماذا لو؟" ومحاولة بناء إجابة منطقية لها في فضاء الخيال،
فكرة الهة الموت والتحكم والقوانين وبعض المواقف العميقة فلسفيي وجودة التمثيل وقةته 
. فهل العدالة هي الانصياع التام للقانون حتى وإن أدت ثغراته إلى إفلات المُذنب كما حدث مع قاتل أبوي "ميسا"- الفتاة التي وقعت في حب كيرا كونه قد أنزل عقابه على الشخص الذي قتل أبويها وبرأَّهُ القانون؟ أم هل العدالة هي تخطي ذلك القانون بإنزال العقاب النهائي بالموت على أي مُذنب بغض النظر عن جريمته كما يفعل لايت\كيرا؟ هل العالم المثالي هو ذاك الذي يُترَك فيه الأفراد أحرارًا يفعلون ما تُمليه عليه ضمائرهم، وإن انحرفوا عن جادة الصواب يقعون تحت طائلة القانون، عبر عمليات بيروقراطية عقيمة قد تؤدي أو لا تؤدي لعقابهم؟ أم هل العالم المثالي هو ذاك الذي يحكم أفراده خوف من عقاب يُكبِّلُ إرادتهم ويجعل من القانون شيئًا ثانويًّا عديم الفائدة؟

لا يتردد لايت عن إجابة تلك الأسئلة، فعالمه المثالي هو عالم خالي من الجريمة بغض النظر عن أي سبيل سيشقه إليه. فبعد أن وهبه إله الموت أداة القتل الأكثر فتكًا، وجد لايت نفسه أسيرًا لغواية السُلطة المُطلقة على حيوات الناس، وتمامًا كإله، أخذ يحدد من يحق له البقاء ومن سيُنزل عليه عقاب الموت. الأهم من إحساسه النرجسي بالسُلطة كان اتساقه مع ذاته وقيمها، فبما أنه كان يرى أن العالم الحالي هو عالم عفن يفيض بالجرائم التي يُفلت مذنبوها من العقاب، وبما أنه صار الآن يملك أداة ستمكنه من تصويب هذا، لا يتردد لايت كثيرًا قبل أن يقرر استخدام "مفكرة الموت" لتحقيق عالمه المنشود.

لكن المُفارقة التي فاتت لايت وتمكن "إل" من التقاطها هي أن وسيلة لايت إلى عالم خالٍ من الجريمة-القتل عن طريق "مُفكرة الموت"-هي في حد ذاتها جريمة، وأن في عالمه المثالي الذي طهره من المُجرمين سيكون هو فيه المُجرم الوحيد.

شق لايت إذن طريقه لعالمه لا عبر فلسفة كانط في الأخلاق التي تقول "عِش حياتك كما لو أن كل تصرف من تصرفاتك سيصبح قانونًا عالميًا"(2)، بل عبر فلسفة جيرمي بينثم النفعية التي ترى أن الخير هو ببساطة "أكبر قدر من المنفعة لأكبر عدد من الناس"(3). ولهذا، لا يبالي لايت لوقوعه في فخ التناقض، فتناقضه حينها الناتج عن استخدامه الجريمة التي ستجعل منه المُذنب الوحيد المُتبقي، تبرره غايته في الوصول لعالم يعيش كل سُكانه بسلام وأمان، وبهذا يحقق أكبر قدر من المنفعة (عالم بلا جريمة)، لأكبر عدد من الناس (كل من هو ليس مجرم).(4)(5)









فلا إل يمثل الخير المُطلق حتى يحملنا على التعاطف معه، ولا لايت يُمثل الشر المطلق حتى يجبرنا على أن ننفر منه. هذا لأنه بالنظر لدوافع "إل" و"لايت" الشخصية، لن نصادف سوى اللون الرمادي الباعث على الحيرة.

فـ "إل"، المُحقق العبقري الذي لم تستعصِ عليه قضية من قبل، يحاول الإمساك بـ "كيرا" لا بسبب وازع أخلاقي ما أو رغبة في انقاذ الناس من قدرات كيرا المُدمَرة، بل فقط ليُثبت ذاته بعد أن صار كيرا يمثل تَحديًا لها. ولايت لا ينبري في قتل الناس رغبة في الوصول لأي منافع شخصية قد تتيحها له المفكرة بكل سهولة -كما فعل عضو مجلس إدارة شركة "يوتسبا" مثلًا الذي ما أن حصل على المفكرة حتى أخذ يقتل منافسيه لتزداد أرباح ونفوذ شركته، وكذلك ميسا التي استغلت المُفكرة لتتقرب من كيرا- بل يفعل هذا كانعكاس لقناعاته الشخصية بكون هذا هو الصواب وإن كان يعرف في قرارة نفسه أن ما يفعله يعد جريمة. ولهذا، فما يُحرِّك الحبكة ويدفع الأحداث للأمام ليس صراع الخير والشر المُعتاد، بل صراع اثنين من العباقرة كل منهم يريد تدمير الآخر فقط إثباتًا لذاته.


عندما قال: "حل القضايا الصعبة هوايتي، ولو قمتم بقياس أفعالي على مقياس الصواب والخطأ كما ينص عليه القانون، ستجدونني مسؤولًا عن جرائم كثيرة. فكما تجدون أنتم مُتعتكم في حلّ الأحاجي أو إنهاء لعب الفيديو أسرع، أجد أنا متعتي المُطوّلة في حلّ القضايا. ولهذا، فأنا لا أقبل سوى القضية التي تُحرِّك اهتمامي، بغض النظر تمامًا عن العدالة. ولهذا أيضًا، لن ألعب بنزاهة في سبيل إغلاق قضية ما، فأنا شخصٌ غَشَّاش ومخادع يكره الخسارة."


بل وتكاد العدمية أن تكون المُحرك الرئيسي للأحداث. فقد بدأ الصراع من الأساس عندما أحس ريوك إله الموت الذي مُنَح الخلود بالسأم من عالم آلهة الموت الرمادي، ولم يوقع بمفكرة الموت خاصته لعالم البشر سوى كي يحصل على بعض المتعة. تُصبح حيوات كل من ستقتلهم المُفكرة إذن ثمن يدفعه البشر لتتسلى الآلهة على غرار ميثولوجيا اليونان القديمة.








الجمعة، 21 ديسمبر 2018

الحقائق للناس فاروق جويدة

مقال فاروق جويدة قضايا غائبة عن الحكومة

طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي من المسئولين في الدولة أن يكونوا علي تواصل دائم مع المواطنين وأن 
تكون لديهم القدرة والبيانات والحقائق والمعلومات للرد علي تساؤلات كل مواطن.. واعتبر الرئيس أن ذلك من صميم المسئوليات في إدارة شئون الدولة وأن من حق المواطن أن يعلم كل ما يدور حوله،

أقول ذلك وأنا اشعر بأن هناك قضايا كثيرة غائبة ينتابها الغموض ولا أدري السبب في ذلك هل هو تقصير من مؤسسات الدولة المسئولة أم إنه الإعلام الذي لم يعد يبحث عن الحقائق بقدر ما يهتم بالصخب والضجيج .. إن أكبر القضايا تأخذ كلمات قليلة علي لسان مسئول أو سطور في صحيفة أو صورة علي الشاشات ويبقي خلف ذلك كله كثير من الحقائق التي لا أحد يعرف عنها شيئا .. إن الأخطر من ذلك أن هناك قضايا جماهيرية تخص الملايين من المواطنين ولا احد يهتم بها وبعد ذلك كله تبقي سلسلة من التساؤلات أمام الرأي العام لا أحد يجيب عنها..

منذ شهور قليلة بدأ الحديث عن الصندوق السيادي الذي قررت له الدولة 200 مليار جنيه ليكون حارسا أمينا علي الأجيال المقبلة من خلال موارد ثابتة ومصادر مالية تغطي نشاطه ودوره في الاقتصاد المصري، وفي أكثر من مناسبة طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بسرعة اتخاذ الإجراءات من جانب الحكومة لحماية أصول الدولة والبحث عن افضل الوسائل لتدويرها واستثمارها.. وهذا الصندوق بهذه الميزانية الضخمة سيكون مسئولا عن تدوير الاستثمار وتشغيل أصول الدولة المصرية بما في ذلك مشروعات سوف يتم عرضها في البورصة وفيها شركات البترول والبنوك وأصول أخري سوف تدخل في اختصاص الصندوق الجديد ..
لا شك أن فكرة تأمين الأجيال المقبلة وحماية أصول الدولة أمور تفعلها الدول لحماية مصادر الثروة ولكن هذا الصندوق يحتاج إلي توضيح أهدافه وأصوله وتبعيته ودوره وإدارته، وهذه مسئولية مجلس الشعب أولاً والإعلام ثانياً لأنه لا داعي للغموض في مثل هذه القضايا، إن الحديث عن أصول الدولة يتطلب توضيحا عن نوعية هذه الأصول ومصيرها وهل هي عقارات أم منشآت أم شركات أم وسائل إنتاجية أم أراض، وما هي علاقة ذلك بدور القطاع الخاص الذي سيدخل شريكا مع الدولة وهل الشراكة بالبيع أو الاستثمار أو المساهمة.. لقد عانينا فى تجاربنا السابقة مع برنامج الخصخصة وكان وبالا علي الاقتصاد المصري وبيعت فيه أصول بتراب الفلوس ولا ينبغي أن تتكرر الأخطاء وهذا يتطلب قدرا كبيرا من الشفافية والوضوح أمام الرأي العام.. ينبغي أن يخرج علينا كبار المسئولين ويناقشون أهمية ودور الصندوق السيادي حتي تطمئن الضمائر وتهدأ النفوس..
علي الجانب الآخر فإن أملاك هيئة الأوقاف تتحدث الآن عن أصول تبلغ ترليون جنيه والرقم ضخم جدا ويتطلب دراسة عن جوانب استثماره وهل هناك علاقة بين أموال وممتلكات الأوقاف والصندوق السيادي الجديد أم انها جهات منفصلة عن بعضها..ولماذا لا يتم التنسيق بين هذه الأوعية الاستثمارية بصورة أو أخري.
انتفضت الحكومة أخيرا لاتخاذ خطوات جادة في قضية تنظيم الأسرة وكلنا يعلم انها تعثرت كثيرا حتي وصل بنا الحال إلي رقم المائة مليون مواطن، والواضح أن الإجراءات بدأت تتسم بالجدية، ولكن في تقديري أن هناك قضيتين لا يمكن الفصل بينهما وهما تنظيم الأسرة ومشكلة الأمية لأن مجتمعا فيه 40 مليون مواطن لا يقرأون ولا يكتبون لا يمكن إقناعه بقضية مثل تنظيم الأسرة.. ابحث عن الأمية فهي وراء كل الكوارث..
الخلاصة عندي .. أن هناك قضايا ينقصها الوضوح والشفافية أمام الرأي العام هناك جهد كبير تبذله الحكومة في كل القطاعات وهناك أداء متميز في أكثر من وزارة ولكن هناك مسافة كبيرة بين ما يحدث من انجازات وما يصل للناس من الحقائق .. إن الاكتفاء بأخبار سريعة علي مواقع التواصل الاجتماعي شىء لا يكفي، هناك ما يشبه التعتيم علي انجازات لا يعرف الناس عنها شيئا .. إن تركيز الإعلام علي المهاترات والشتائم والبذاءات، وهي أشياء لا تليق بنا كشعب ولا يليق بإعلام مصر العظيمة من شتائم للدول والحكام والأشخاص، يثير الكثير من الألم لأن قضايا الناس أهم وهم الذين يدفعون الضرائب لهذه الشاشات وقد أقيمت من أموالهم ويجب أن تكون صوتا لهم..
لا خلاف بيننا أن هناك أداء جيدا وهناك مواجهة حقيقية للكثير من المشكلات والأزمات ولكن الصخب الإعلامي يغطي علي كل شىء وعلي الدولة أن تعيد النظر في إعلامها الذي يتهاوي دوره وتأثيره يوما بعد يوم..
إن أفضل أساليب المواجهة أن نكشف الحقائق وأن تكون المصداقية هي هدف كل مسئول يسعي لخدمة هذا الوطن لأن نصف الحقيقة لا يفيد ولأن غياب المصداقية يفقد الكلمة تأثيرها ودورها في الحياة..
> إن أمام الحكومة مسئولية كبيرة في توصيل الحقائق للناس وهذا دور المسئولين لأنه من الظلم لهم ولنا أن تغيب انجازات تستحق التقدير وتغيب قضايا تهم الملايين من المصريين ولا أحد يهتم بها، وهذا هو دور الإعلام الحقيقي أن يكون صوتا للحقيقة وضميرا للمواطن وأن يواجه قضايا المجتمع بالعقل والحكمة وليس بالصخب والضجيج..

+++++++++++++++++++++++++++

الصندوق السيادي المصري.. تساؤلات تبحث عن إجابة

 
تشير التعريفات المتباينة إلى أن الصندوق السيادي أو صندوق الثروة السيادية عبارة عن كيان قانوني يتم إنشاؤه لإدارة أصول الدولة الكبيرة بغرض استثمارها للمستقبل، وعليه فإن الدافع الرئيسي لإقامته يتمثل في وجود فوائض مالية للدولة تسعى للحفاظ عليها ومضاعفتها للأجيال القادمة.

ومن ثم يُلاحظ أن أغلب الصناديق السيادية في العالم توجد في دول غنية، إذ تشكل إيرادات النفط والغاز نحو 65% من إجمالي أموال الصناديق السيادية في العالم، وغالبًا ما تكون استثماراتها في أمور منخفضة المخاطرة على شاكلة الاستثمار في أدوات الدين والسندات الحكومية أو أسهم شركات ناجحة في البورصة أو عقارات وغيرها.

كما تشير الإحصاءات إلى أن حجم الصناديق السيادية في العالم يتجاوز 7 تريليونات دولار في بعض التقديرات، فيما يعد صندوق معاشات التقاعد النرويجي أكبرها على الإطلاق، إذ يبلغ حجمة نحو تريليون دولار، أما عربيًا فيعد صندوق أبو ظبي الأكبر والثالث عالميًا بإجمالي أصول 683 مليار دولار، يليه صندوق النقد السعودي في المركز الخامس عالميًا بأصول 494 مليار دولار.

السؤال هنا: هل لدى الاقتصاد المصري فائض يسمح له بتدشين صندوق سيادي لإدارة الثروات؟، بالطبع لا تحتاج الإجابة إلى عناء شديد، إذا علمنا أن الحكومة المصرية مدينة بعشرات المليارات من الدولارات للخارج والداخل على حد سواء، وتعاني من نسب عجز مرتفعة حتى إن انخفضت نسبيًا في السنوات الأخيرة، وفق الإحصاءات الرسمية.

تؤكد الهرولة نحو القروض الخارجية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه داخليًا على مشروعات التعليم والصحة والبنية الأساسية أن الدولة لم تكن في وضعية اقتصادية تسمح لها بتدشين مثل هذا الصندوق، ويبدو أن القائمين عليه تناسوا أن تلك الصناديق تُخلق عندما يتاح للحكومات ثروات تتجاوز قدرة الاقتصاد المحلي على استيعابها، فيتم توجيهها للخارج بغرض تعظيم العائد عليها.

الموارد.. ما مصادرها؟

رغم الإعلان ابتداءً أن الصندوق سيتم تدشينه برأسمال قدره 200 مليار جنيه (11.2 مليار دولار تقريبًا)، فإن الحديث عن مصادر التمويل والموارد الخاصة بهذا الكيان كان تساؤلًا حاضرًا على ألسنة الكثيرين، تعزز القلق بشأن هذا السؤال مع إشارة وزارة التخطيط إلى أن موارد الصندوق تشمل، بخلاف رأس المال المصدر، الأصول التي تنتقل ملكيتها للصندوق (دون تحديد ماهيتها)، كما تشمل عائدات وإيرادات استثمار أموال الصندوق واستغلال أصوله (دون تحديد كذلك)، إضافة إلى العائدات المرتقبة من إسهامه في أي من الصناديق الاستثمارية أو الشركات الأخرى.

الغريب أن الحكومة حددت رأس المال المصرح به بالجنيه المصري، فيما أعلن مدير الصندوق نيته رفع رأسماله إلى أضعاف القيم الحاليّة، وحدد هدفه بالجنيه المصري، ما يعني أن استثمار ما يتاح للصندوق سيكون داخل البلاد لا خارجها، وهو ما يتعارض مع تصريحات المسؤولين ومع طبيعة الصناديق السيادية في مختلف دول العالم التي تتعامل بالعملات الدولية في محاولة لفتح آفاق الاستثمارات الخارجية.

المدير التنفيذي لصندوق مصر السيادي أيمن سليمان قال في تعليقه على سؤال الموارد أنه يتوقع زيادة رأسمال الصندوق المرخص به إلى تريليون جنيه (62.15 مليار دولار)، من 200 مليار جنيه حاليًّا خلال ثلاث سنوات أو أقل حسب الشهية الاستثمارية واستجابة المستثمرين، مضيفًا "القطاعات التي سنعمل بها هي الصناعة والطاقة التقليدية والمتجددة والسياحة والمناطق الأثرية".

وأضاف في رده على سؤال لـ"رويترز" "رأسمالنا المدفوع خمسة مليارات جنيه منها مليار جنيه دفعته الحكومة والأربعة مليارات الأخرى سيتم سحبها وفقًا لاحتياجاتنا والمشروعات المتاحة. نتوقع رفع رأسمالنا المرخص به إلى تريليون جنيه خلال ثلاث سنوات أو أقل.. كل ذلك يتوقف على استجابة المستثمرين والشهية الاستثمارية".

ما معايير نقل أصول الدولة للصندوق؟

في المادة الخامسة من قانون تدشين الصندوق، فإن من حق رئيس الجمهورية نقل ملكية أي من أصول الدولة غير المستغلة للصندوق، وهو ما دفع البعض للتساؤل بشأن مستقبل المباني والأراضي الحكومة التي تمتكلها الحكومة في القاهرة بعد نقل مقار الوزارات والهيئات الحكومة للعاصمة الإدارية الجديدة.

تخيم على الشارع المصري حالة من القلق بشأن مستقبل أصول وممتلكات بلاده التي تقدر بنحو ما يقرب من 90% من أراضي الدولة، وسط حالة من الغموض المخيم على الأجواء المحيطة بإنشاء هذا الصندوق الذي لم تتضح بعد طبيعة تلك الأصول ولا قيم أو حتى توقيت نقلها، كما أنه لم يحدد دور السلطة التشريعية في عملية النقل تلك، وهو ما يجعل السيناريوهات كافة مباحة.


الجمعة، 14 ديسمبر 2018

فلم “ the invention of lying”

لكن العلاقات التي تنشأ بين الناس تطغى عليها العاطفة التي تجبرنا على اختلاق ما يبعث على البهجة أو يخفف من الألم لدى الآخرين.
إن حاجة الإنسان للشعور باللذة في لحظات الألم أوجدت للكذب مبرراً أخلاقياً، فرحنا نرسم لوحة سعيدة لأشد الصور حزناً في حياتنا.
لكن كيف ستبدو الحياة لو كنا لا نعرف سوى أن نكون صادقين؟ كيف ستصمد علاقاتنا لو أننا لا نتقن الكذب؟


وكيف سيكون العالم أجمل لو أنها جربت الكذب!

 فهو يجد نفسه يخبر والدته المريضة بأنها ستموت قريباً وتفنى للعدم، فليس هناك وجود لحياة أخرى حيث لا يؤمن أحد بهذا المجتمع بحياة أخرى للروح، ولا جنة يرتاح فيها الناس. فحقيقة الموت مؤلمة ومخيفة حيث لا وجود لفكرة تخفف من ألمها.

لا خجل

وبعد عدة مشاهد تصف الحياة في هذا العالم المثالي الصادق، حيث ينعدم فيه وجود أي فكرة للشر، فتخلو المدينة من وجود اللصوص وينتشر الأمن بين الجميع فالشعور بالأمن نابع من وجود الثقة السائدة بين الناس. فحتى أن المصارف تثق بالناس ثقة عمياء، مطبقة حرفياً مبدأ العملاء دوماً على حق. ويتضح هذا المشهد حين دخل البطل إلى المصرف وطلب أن يسحب رصيده البنكي، لكن النظام كان معطلاً، إلا أن الموظفة طلبت منه بعد أن اعتذار: أن يقول لها المبلغ الذي يريده كي تقوم بسحبه من رصيده الذي تجهله ! هكذا ببساطة ودون أن يكون عليها التأكد من صحة كلامه، فالأصل أن الناس في هذا العالم لا يكذبون أبداً.  وحين أراد أن يقول لها المبلغ اكتشف في هذه اللحظة ” مقدرته على الكذب” حين نطق برقم يفوق ما هو موجود بالحساب. فأدرك عندها البطل أنه قادر على ” مخالفة ما يمليه عليه عقله” .  إلا أنه رغم ذلك ما زال يجهل ما أصابه، ولا يعرف كيف يشعر بعد خروجه من البنك، فلم يكن يعرف كيف يصف الحالة التي انتابته وأن يعثر على الكلمة المناسبة لها، مما دفعه إلى الذهاب إلى مجموعة من أصدقائه ويحاول جاهداً أن يصف لهم الموقف، لكنه يعجز عن شرح ذلك، فيلجأ بطريقة كوميدية بالكذب عليهم  ويكرر ذلك باختلاق قصص قائمة على الكذب لينتهي به الأمر بعد كل قصة لأن يعجز عن إيصال ما يريده فلا أحد فهم ما يقول، حيث كانوا في كل مره يصدقون ما يقوله، حتى لو كان خارجاً عن المألوف، وغير متصور حدوثه أو استيعابه كأن يقول البطل” بأنه شخص زنجي “ رغم بياض بشرته، فالجميع ظن بأنه يعني أن أصله زنجي!

رغم أن فلم “اختراع الكذب” يعد فلم كوميدي، مليء بالمشاهد المضحكة الساخرة، إلا أنه يطرح فكرة فلسفية عميقة تحرك بداخلنا أسئلة عديدة تجعلنا نعيد النظر مرة أخرى لمحاولة فهم مواقف كثيرة في حياتنا، نجد فيها صعوبة كبيرة في استعادة الثقة بالشخص الذي يكذب بغض النظر عن الأسباب، لأننا نفقد القدرة على تصديقه مره أخرى. ولطالما احترنا أمام موقف لم نجد له المسوغات أو المبررات التي تبيح ممارسة الكذب الذي نٌجمع كلنا على الانكار عليه.
إن مشاهدة “اختراع الكذب” يصور لنا كم ستبدو الحياة قاسية لو لم نخترع الكذب، وأن العيش مع هذه المعضلة الأخلاقية سهل، شرط أن لا نسيء استخدام الكذب لمصلحة قد تلحق الضرر بالآخر، بدل أن ندخل البهجة والسرور في قلبه.