الأربعاء، 26 ديسمبر 2018

طبيب طوارىء

انتهت نوتبجيته فغادر المستشفى واستقل سيارته إلى عيادته التى تبعد حوالى عشرة كيلومترات يقطعها فى ساعة ونصف نظرا لزحام هذه المدينة الملعونة. دخل العيادة وهو يشعر بقهر هائل وعدم رغبة فى العمل، متعبا من الأدرينالين الذى تدفق فى دمه جرّاء هذه الأحداث العصيبة. وأخذ يوقع الكشف الطبى على مرضاه بملل ورغبة هائلة فى الخلاص، مكتشفا فى ذعر أن حياته تسير من المستشفى للعيادة للمنزل، والمقابل يكفيه بالكاد. ضاع شبابه يتلقى طاقة سلبية من أنّات المرضى وشتائم أهل الموتى. كم من حفل عرس لم يحضره! وكم من قريب توفى لم يشهد عزاءه! ومرت طفولة أبنائه دون أن يستمتع بها بسبب انهماكه فى العمل.
اصطبغت روحه بكآبة سرمدية وسأل نفسه لماذا أحيا؟ فلم يجد إجابة.
■ ■ ■
القصة من مجموعة (الهول الأخرس) للدكتور محمد شوقى. دار ميريت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق