الثلاثاء، 3 نوفمبر 2020

التنوير والعلمانية بمرجعية اخوانية ******

ملخص لمسلسل الجماعة

العلمانيون الجدد.. الظهير المدني الجديد للإخوان والإسلام السياسي

لعبة قطر بعد 30 يونيو 2013

منذ تأسيس تنظيم الاخوان على يد العميل البريطاني حسن البنا في 22 مارس 1928، سعى التنظيم ذو العباءة الدينية ان يخترق التيارات المدنية من اجل ان يجد موطئ قدم داخلها، وان يؤسس للإسلام السياسي ظهير مدني يدافع عنه وقت الحاجة،

ولكن مع قوة الأحزاب المصرية التي خرجت من رحم حراك التنوير في زمن الخديو عباس حلمي الثاني ثم ثورة 1919، كانت فكرة اختراق تلك القوى المدنية امر صعب.

ضعف النخبة الليبرالية والأحزاب المدنية صعد تنظيم الاخوان بقوة مشكلاً التنظيم الثاني عام 1951 برؤية أمريكية بعد ان انتهي التنظيم الأول عقب اغتيال حسن البنا عام 1949.
ومع الدور الأمريكي الضخم الذى اوكلته واشنطن الى الإسلام السياسي في الحرب الباردة من اجل تشكيل حائط صد امام المد السوفيتي في الشرق الأوسط والأدنى ودول الجوار السوفيتي، ولاحقاً العمل ضد موسكو في أفغانستان والجمهوريات السوفيتية المسلمة في غرب وجنوب الاتحاد السوفيتي إضافة الى القوقاز السوفيتي، ومحاولة استخدام تنظيم الاخوان في مصر وسوريا والعراق للانقلاب على المد القومي وصعود التيار الناصري في مصر وسوريا والشيوعين العرب في العراق، بكل ما تضمنه ذلك تمن مويل دولي وميزانيات مفتوحة تضمنت في بعض الحالات تسليح على اعلى
مستوي ممكن لتنظيم يعمل تحت الأرض.

على إثر ذلك امتلك تنظيم الاخوان موارد مادية وشبكة اتصالات دولية جعلته رغم انه تنظيم غير شرعي وغير قانوني وغير دستوري الا انه أصبح الأكثر قدرة على اختراق التيارات المدنية الشرعية، ودعمت الولايات المتحدة الامريكية هذا التنظيم بتأسيس التنظيم الدولي للإخوان أوائل الخمسينات على يد إدارة دوايت ايزنهاور، فأصبح هذا التنظيم الدولي هو المدير الفعلي والأب الروحي لكل ما يسمى بالجماعات الإسلامية من شرق الصين الى الساحل الغربي للولايات المتحدة مروراً بآسيا وأوروبا وافريقيا وحتى استراليا.

اخونة اليسار والتيارات المدنية
ومع عودة الحياة الحزبية في مصر عام 1977، تفاجأ المراقبون بحجم الاختراق الاخواني للأحزاب المدنية من اقصى اليمين لأقصى اليسار، فقد شهدت الانتخابات البرلمانية المصرية في عقد الثمانينات تحالفات بين تنظيم الاخوان وحزب الوفد الجديد الذي يصنف نفسه باعتباره "قلعة الليبرالية والقيم المدنية في مصر"، وتحالف مع الاخوان كلاً من حزب العمل الاشتراكي قبل ان يتحول الى حزب العمل الإسلامي، وكذا حزب الاحرار الاشتراكيين الذي تأسيس على يد مصطفي كامل مراد إحدى ضباط ثورة 23 يوليو.

اعلامياً "ربيع القاهرة" عام 2005 وهي سلسلة من التفاعلات السياسية المصنعة في المؤسسات الامريكية الحقوقية والداعمة للديموقراطية لعمل حراك على الأرض في مصر يتقدمه حركة كفاية وحزب الغد لمؤسسه ايمن نور.

الملاحظ في "ربيع القاهرة" وما تلاه من تحركات مماثلة عامي 2007 و2008 وتأسيس حركة 6 ابريل ثم حركة الاشتراكيين الثوريين وخروج عشرات الحركات الفئوية من حركة كفاية، ان الوجود الاخواني كان مكثفاً ومنظماً أكثر من أي حقبة سابقة، وقد تحول الامر الى محاصصة سياسية واضحة للعيان، فالواجهة مدنية بينما المحرك الحقيقي دائماً اخواني يملك الأوامر والمال في كل تلك الحركات وصولاً الى تشكيل ما يسمى بالجمعية الوطنية للتغيير.

تم اخونة اليسار المصري العريق باستثناءات بسيطة، وكذلك تم اخونة التيار الليبرالي، والتيار الحقوقي، والتيار الداعم والمروج للديموقراطية، والوسط الثقافي والصحفي والإعلامي والفكري والأكاديمية بأغلبية ساحقة، وأصبح لدينا كوادر حقوقية ويسارية وليبرالية ومدنية تصدح بخطاب اخواني صريح ربما لا يصدح به كوادر تنظيم الاخوان أنفسهم الا في الغرف المغلقة.

هذا ما يسمى بالظهير المدني للإرهاب او الإسلام السياسي او الاخوان او الجماعات الإسلامية، حيث أصبح ما يسمى بالمعارضة المصرية مجرد ظهير وجناح مدني للجماعة.

واتت السيولة السياسية عقب 25 يناير 2011 لكي تكشف بجلاء أوراق ومواقع ورجالات هذا الظهير الضخم المنتشر في الوسط السياسي والنخب، حيث تحرك هذا الظهير على الأرض اولاً في كافة الفعاليات بدعم من الاخوان حتى لا يتم تسجيل الفعاليات باعتبارها اخوانية او ان الاخوان يسعون للحصول على كعكة تلك الفعاليات.

تمتلك قطر خبرة واسعة في التعامل مع الواقع المصري، على ضوء انها كانت الوكيل الإقليمي للمؤامرة على مصر منذ عام 1995 حينما انقلب حمد بن خليفة على والده، عكس تركيا التي صعد تنظيم العثمانيين الجدد عام 2002 ولم يملك الاذرعة الإعلامية او النخب والتواصل مع الاخوان وما يسمى بالمعارضة كما فعلت قطر طيلة ربع قرن من الزمن.

الامر ليس اكتشافاً، اذ يعقب كل ثورة شعبية في التاريخ ضد الحكم الديني كما الحال مع ثورة 30 يونيو 2013 المصرية ضد الاخوان، حقبة من العلمانية ومشاريع التنوير، بل عادة تكون مثل الثورات هي "اللحظة العلمانية الراهنة" التي تشكل دول مدنية وطنية قومية حقيقية قابلة للبقاء.
ان صعود تيار علماني او تنويري او ليبرالي حقيقي في الشرق الأوسط او مصر يعني عملياً نهاية شعبية وايدولوجية للإسلام السياسي،

من اهم أسباب عدم ظهور معارضة حقيقة في مصر اليوم هو عدم قدرة ما يسمى بالمعارضة على فك الارتباط مع الإرهاب وتنظيمه الاخواني.

المجتمع بحاجة الى بعض صور "الجاهلية" – من وجهة نظرهم – حتى يدرك قيمة الجماعات الإسلامية ويستنجد بها من اجل نصرة الدين امام هجمة "الكفار"، وان المجتمع بحاجة الى رؤية الباطل حتى يعرف من الذي ينتصر للحق، وانه إذا لم يكن لديك عدواً فأنه يجب ان تخلق واحداً بنفسك يبرر وجودك واستمرارك و"بطولاتك" و"تضحياتك" امام الشعوب.

اهداف اختراق تنظيم الاخوان للتيارات المدنية الجديدة، الى جانب تفويت الفرصة لقيام تيار علماني وحركة تنوير حقيقية تقضى على ارث الإسلام السياسي، ان تتحول تلك التيارات الى ظهير مدني جديد للإخوان، عبر دس نصوص وديباجات الشك والعويل بحق الدولة المصرية والإدارة الحاكمة، ولكن بشكل بطيء ومدروس اذ يجب ان تكون المرحلة الأولى هي وجود تلك التيارات في الصفوف المؤيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وجذب اكبر عدد ممكن من الكتلة المؤيدة قبل الإبحار بها ببطء شديد الى المعسكر المتشكك من الدولة وسياساتها لتصبح تلك الكتلة المنفصلة هي نواة الظهير المدني الجديد للإخوان.

ولا عجب في ذلك، اذ زعم اليسار يوماً انه الد أعداء الاخوان ثم تأخون، وزعم الليبراليين انهم ضد الدولة الدينية قبل ان يتسابقوا على انتخاب وشرعنة تنظيم الاخوان في انتخابات مجلس الشعب والشورى والانتخابات الرئاسية والاستفتاء الدستوري، فلا عجب ان نتخيل او نتصور ان التيارات العلمانية والليبرالية الجديدة والتنوير سوف تذهب الى هذا المضمار كما سبقها اليسار والليبرالية الكلاسيكية.

انتشار الالحاد في صفوف شباب الاخوان

فشل تنظيم الاخوان في "التمكين" قد أدى لتفشي الالحاد في صفوف شبابه وعناصره، وكأن فشل الاخوان هو فشل لدين الإسلام.

الحاصل ان هذا الشباب قد انتقلوا من معسكر التدين الى معسكر التمدين بكافة التشوهات الفكرية التي نشأوا عليها في مجتمع الاسر الاخوانية ومناهجهم التعليمية الداخلية، انتقلوا بنفس التعصب والتطرف ومتطرفي الدين بالأمس أصبحوا متطرفي العلمانية والالحاد اليوم، وفى كلا الحالتين مارسوا فوقية على المجتمع، حينما كانوا في تنظيم الاخوان اشاعوا بين الناس ان المجتمع لا يعرف الدين وانه الدين لديهم حصرياً، وحينما انتقلوا الى معسكر التمدين اشاعوا بين الناس ان الشعب لا يعرف الحرية او التحضر وان التمدين لديهم حصرياً.
هكذا من كان يكفرنا بالأمس، اليوم ينصب نفسه لكي يعرفنا التحضر والتمدين، وفى كلا الحالتين كان التدين الزائف هو الاب الشرعي لما يجري اليوم من تمدين زائف.

تعريفهم او ممارستهم للأفكار العلمانية او الالحاد ومحاولات التنوير والليبرالية فهي بعيدة كل البعد عن تلك الايدولوجيات، التي تفترض في الأساس فهم فلسفي لها قبل ان يقوم كل مجتمع بإنتاج نسخته الخاصة وليس مجرد القص واللصق من النسخ الغربية كما يفعل مدعي العلمانية اليوم، فالتنوير الفرنسي مختلف عن التنوير الأمريكي والعلمانية الروسية مختلفة عن العلمانية الألمانية والقيم الجمهورية الفرنسية مختلفة عن القيم الجمهورية في أمريكا اللاتينية وهكذا، ولكن في مصر الى اليوم لم ينتج المثقفين سواء أصحاب المحاولات الجادة او المزيفين أي نسخ مصرية خاصة بمجتمعنا بخصوص هذه الايدولوجيات لذا لا عجب ان تفشل حتى اليوم في إيجاد مقاربة مع المجتمع المصري.

ان الأطر التعريفية التي يتداولها مدعي العلمانية في المجتمع المصري ما هي الا "التعريف الإسلامي عموماً والاخواني على وجه التحديد للعلمانية بوجه عام والتنوير والالحاد على وجه التحديد"، وهو الفخ الذى وقع فيه المثقف والمفكر المصري منذ خمسينات القرن العشرين وحتى اليوم، اذ ان الإسلاميين ينظرون الى تلك الايدولوجيات باعتبارها أفكار كافرة تنبذ الدين وتبعد أصحابها عن العقائد والأخلاق والقيم وتروج لنموذج انساني موحد يقيم علاقات خارج اطار الزواج ويعاقر الخمر على مدار الساعة ومتصادم مع الدين طيلة الوقت بينما تلك الايدولوجيات بعيدة عن هذا التعريف الاخواني الإسلامي الذى سيطر على الوعي الجمعي المسلم لعقود من الزمان.
عبد الله رشدي اليوم

مثل عادة الحركة الثقافية والفكرية المصرية عبر مئة عام، استوردوا أسوأ نسخ العلمانية والليبرالية والتنوير والالحاد ثم ظنوا أنفسهم قد وصلوا الى اعلى درجة في سلم التمدين!

الشباب الإسلامي السابق" من فتيات وفتيان من اهم المروجين لـ "الحل العلماني" و"قيم الدولة المدنية" و"الالحاد" و"التنوير" و"العلمانية" بالمفهوم الاخواني وليس المتمدين لكل ما سبق.
وأصبحت اهم صفحات فيس بوك المروجة لتلك الأفكار واهم "الجروبات" تدار عبر الإسلاميين سابقاً، بعد ان أصبحوا اليوم من اهم رموز التيار العلماني في مصر!، ويصنعون الظهير الشعبي لرموز التنوير والمدنية! ظهر شريف جابر

ان التوصيات التي خرجت من قطر تنص على عدم التصادم مع التيار العلماني الجديد عقب ثورة 30 يونيو 2013 بل استغلاله وتجنيده، وعلى اثر ذلك بدأت التمويل القطري يذهب الى تلك الصفحات والجروبات، بل واطلقت قطر منصة "الجزيرة بلس" وتعاقدت مع ناشط مصري يدعى احمد الغندور وفريق عمل قناته الخاصة عبر يويتوب، وهو شاب يقدم ملخصات غير دقيقة ومسروقة للكتب والعلوم، وبعد ان فاحت رائحة الاقتباسات والسرقات الأدبية لهذا البرنامج أوقفت الجزيرة بلس التعاقد معه.

وكذلك عبر شاشة تلفزيون العربي الجديد، تم الاتفاق مع الهارب بلال فضل على تقديم برنامج في نفس الاتجاه، اذ لا يجب على التيار الجديد ان يخرج من بيت الطاعة القطري والاخواني،

خسارة هيلاري كلنتون وصعود دونالد ترامب الى البيت الأبيض في يناير 2017 وفك الرئيس الأمريكي للارتباط بين الاجندة الامريكية والإسلام السياسي وما حدث من متغيرات ليبرالية في السعودية وصعود مشروع الأمير محمد بن سلمان التنويري، جعل قطر توقن انه يجب ان يكون لها اجنحة تنويرية وعلمانية تتخذها كدروع امام عواصف التغيير الامريكية على امل ان يمكث ترامب في البيت الأبيض ولاية واحدة قبل ان يكون احدى رجالات إدارة أوباما لإعادة الارتباط بين الاجندة الامريكية والإسلام السياسي.

اجندة الأوامر القطرية لقادة التنوير والعلمانية بمرجعية اخوانية
1 – اتخاذ لهجة تصادمية وهجومية مع الشعب خاصة فيما يتعلق بالدين الإسلامي، وذلك من اجل تعميق الشعور الشعبي بأن ثورة 30 يونيو 2013 قد أدت لابتعاد الشعب عن الدين وان هنالك مشروع سري علماني لإبعاد المصريين عن دين الإسلام وان هنالك رعاية حكومية لهذه الأفكار بل وحركت قطر بعض اذرعتها غير العلمانية من اجل نشر فكرة ان التطرف العلماني الجاري عبر وسائل التواصل الاجتماعي سببه غياب تنظيم الاخوان عن مصر.

محاربة وافشال أي فكر علماني حقيقي يمكن ان يظهر وسط هذا التيار الجديد لتفويت الفرصة امام فكرة إقامة الدولة المدنية وبالتالي يستدعي الشعب لاحقاً الجماعات الإسلامية حينما يضجر من التطرف العلماني والملاحدة.


احمد غندور  يعتبروه سارق للعلوم

بلال فضل 

العربي الجديد والجزيرة واستغلال تعطشنا للعلم 

ظهير مدني او علماني او تنويري للمؤسسات المصرية من فرز شعبي ليس اسلام سياسي 

تيار نسوي جديد انحلال لاخلاق غياب الاخوان

التنوير والعلمانية والنسوية والالحاد وضعها في اطر معرفية مزيفة لتغيب قيام قيم مدنية حقيقية في المجتمع 

تطرف وراديكالية في المبادىء المدنية يجعل الشعب المصري يستدعي الاخوان والاسلام السياسي من اجل نجدة من التطرف العلماني 

الدستور وقيم الشعب المصري واحترام حق التدين من عدمه واختيار العقيدة بل وعدم اختيار عقيدة وايمان حتي 

المشكلة نسخ ايدولوجية او اطر معرفية اخوانية بعيدة عن حقيقة التنوير او العلمانة او المدنية 

دعوة حريات عامة ضد الاخوان 

التطرف العلماني والديني وجهان لعملة واحدة محتاجين لبعض ويودوا لبعض 

التطرف العلماني صناعة اسلام سياسي قطر وتركيا وايران // اخوان وقاعدة وداعش لاستدعائهم للمشهد الاجتماعي 

مؤامرة علمانية وتنوير بمرجعية اخوانية نريد مشروع ثقافي مضاد لفضولي وعطشى ونهمي للمعرفة 

اللغة واضحة خلق معارضة لشعب ويفصل ويقول ومؤسسات الدولة 

نريد تيار مدني وطني 

كاتب ايهاب عامر 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق