السبت، 30 يونيو 2018

حياة الكتابة

مصدر الإثارة فـــي الرواية
ّ الجيدة ليس الحبكة فحســـب، بـــل هي دعوة
إلـــى اكتشـــاف مـــا وراء ظاهرة الأشـــياء، إذ
تتحـــدى طمأنينة القارئ وتســـائل واقعه. أما
عن أســـباب كونها صارت روائيـــة، فتقول إن
حياتها تتمحور حول الوجـــع والفقد ّ والحب
والذاكـــرة. فالوجـــع والفقـــد جعلاهـــا تكبر،
أمـــا الحب فســـاعدها على ّ التحمـــل وأعطاها
ّ الســـعادة. كمـــا تتحدث الكاتبة عـــن بداياتها
وتأثيـــر المنفى عليها، وهو ما يشـــترك معها
فيـــه الكاتب روبرتـــو بولانيو، حيـــث يرى أن
المنفى الحقيقي هو المقيـــاس الحقيقي لكل كاتب كما أن الحياة لا تصبح حقيقية إلاعند كتابتها


امتنع عن
مقابلة الزوار، أو الرد على الميل بل
حدد ساعات للكتابة، وقد ألزم نفسه
بهـــا، رغم صعوبتهـــا 
ويتحـــدث هاروكـــي موراكامي عن فترة
العشرينات من عمره العصيبة، وكيف أنه كان
يعمل فقط لمجرد ســـداد الديون. ولا ينسى أن
يتحدث عن طقوس الكتابـــة، حيث يكتب على
طاولة المطبخ
 


ُ صنـــع اللـــه إبراهيـــم، ً كاشـــفا عـــن علاقتـــه
بالكتابـــة، وبالكمبيوتـــر، والـــورق وهاجـــس
الحذف، وأغرب ما ّ تحـــدث عنه أكذوبة الإلهام
والوحـــي، فالكتابة لديه عشـــق، مثلها مثل ّ أي
مهنة،  ســـعي الكاتب

ً أولا إلـــى الوصول إلى القارئ،  بمعنى َمـــن يطرق عقلـــه أثناء
عملية الكتابة نفســـها؟ الفكرة الأهم هي ّ تحول
ّ القـــراء إلى ُكتاب، مثل صبري موســـى، وعلي
شـــلش وصلاح عيسى وخيري شلبي، ونجيب
ســـرور، الذين صاروا ً نجوما في عالم الكتابة،
وقد جاءوا ً جميعا من بريد القراء
 


فكرة الحـــوارات الفكرية مع الكتاب ُمهمة؛
لأنها أشبه بمناوشـــات فكرية، ترقش الذاكرة
لدفـــع الكاتـــب إلى الاعتـــراف بمواطـــن قوته
وضعفه، فتكشف لنا الكثير من حياة الكتابة
 
 خير جليس في الزمان  الكتاب
أصحابها أكثر عرضة للافتئات والافتراء، لكنهم أيضاً أكثر شجاعة ذلك أنهم لا يحجبون إنسانيتهم عمن جاء يسأل عنها.

تُرينا الكتابة ما يغيب عن أعيننا المجردة فى مختلف الجهات

 الدافع فى عدم القدرة على الفكاك من أسر الفن حتى لو عاش الكاتب مذمومًا بائسًا وفقيرًا؟
تمحو الكتابة الكاتب، تزيح حضوره لصالح حضورها، إنه الظل الذى يتراءى فى لحظة واقفًا خلف ستارة الكلمات
وعلى الرغم من أن عملية الكتابة تحتاج إلى جهد نفسى وعقلى غير محدودين لكن أيضًا لا كتابة بدون قراءة والتى بدورها تحتاج جهدًا حثيثًا 
 كاثرين هاريسون: أكتب لأن هذا هو الشيء الوحيد الذى أعرفه، والذى يمنحنى الأمل بكونى جديرة بالمحبة.
أتطلع دائمًا إلى الكتاب الذى لم يأت بعد، الكتاب الذى سيكشف عن جدارتى بالمحبة.
لا يكتب الكُتاب دائما للقُراء ولكن لأنفسهم أيضا، مداواة لأرواحهم المتعبة، أو مجاراة لأحلامهم المطمورة فى قلوبهم وأذهانهم، 

 بعيدا عن جلسات العلاج النفسي، والحبوب المهدئة، هى أن تلوذ بالصمت، أن تلاحظ الحروف والإشارات، لأنه- كما وصفه كونفوشيوس- الصديق الوحيد الذى لن يخونك أبدا.
فيتوجب على المرء أن «يستمد سعادته من باطن نفسه دون اكتراث للعوامل الخارجية التى تفرض عليه فرضا»
«يجب أن نكون سعداء، حتى لو كان ذلك من أجل كبريائنا فقط»، هكذا علمنى ألبرتو مانجويل فى «يوميات القراءة» التى قال فيها بعد سنوات من التعاسة: «قررت أن أكون صادقا مع نفسى، وأن أقبل أن يكون عملى فى الحياة هو قارئ- كاتب».

الكتابة يا سادة قد تكون بديلا عن الانتحار فى هذا الواقع، على الأقل قد تكفينا شرور نوبات الضجر والاكتئاب. الكتابة لا بشرط أن يقرأها أحد، فليس مهمًا أن يراك أحد وأنت تتناول الحبوب المهدئة، المهم هو أن تهدأ وتحظى بليلة خالية من الأرق.


للكتابة فعل السحرحين لا أكتب، يجتاحنى شعور بفقد شيء ما، إذا طالت بى الحال، تزداد الأمور سوءا، وأصاب باكتئاب
لا يهم إلى أى مدى وصلت فى مهنتك ككاتب، فربع ساعة يوميا تبقيك فى إطار العادة»، فـ«ليس هناك طائل من تمنى أن تحظى كتبى بتلقى عظيم من قبل القراء، وذلك أنهم سوف يتلقونها كيفما أرادوا أن يتلقونها». هكذا رأى ساراماجو الذى قال أيضا: «الذى يهمنى هو أن أقوم بعملى على أفضل وجه، وعلى حسب مقاييس العمل الجيد الخاصة بي، وذلك أن يُكتب الكتاب بالطريقة التى أريده بها أن يُكتب بها».

«اكتب من القلب، لا تضع فى حسابك أن يتم التعامل معك بعدالة، أو برحمة على الأقل. انغمس فى القراءة، وفى قراءة الكاتب الذى تحبه. اقرأ كتاباته الأولى على وجه التحديد، وقبل أن يصبح له صوت ومكانة مرموقة، لا تخجل من موضوعك ومن رغبتك فى الكتابة عن مسألة محددة، انتبه لرغباتك (المقموعة) قد تكون الزيت الذى يغذى عجلة الكتابة لديك».

الزيت الذى يغذى عجلة الكتابة لديك».
ثم «اكتب بحرية واستمرارية قدر الإمكان، ضع كل شيء على الورق، لا تصحح ولا تعِد الكتابة إلى أن تفرغ من كتابك، تقطيع مراحل الكتابة عذر لعدم الاستمرار، كما أن هذا يتضارب مع التدفق والإيقاع، وهذه تأتى عادة من اللا وعى وحسب طبيعة المادة المكتوبة».
وفى النهاية «انسَ الجمهور العام أثناء الكتابة؛ لأنه يخيفك حتى الموت التفكير بهؤلاء الذين لا أسماء ولا وجوه لهم، لقد وجدت أنه من المفيد أن تختار شخصًا معينًا فى ذهنك، وتكتب وكأنك تتوجه بكتابتك إليه تحديدا

ستيفن كينج: «كتبت من أجل البهجة الخالصة للكتابة، فإن استطعت أنت فعل ذلك من أجل البهجة، فإنك ستفعله للأبد».
**************************

الكتابة ابداع
بدوائـر الكسـاد، سـواء فيـا َّ يتعلـق بضعـف العائـد المادي أو سـوء توزيـع الكتاب أو ضعف
ّ القــراءة، بلاضافــة إلي تــردي الحالــة الاقتصاديــة التــي تجعــل الخيــار بــن رغيــف الخبــز
ً والكتـاب محسـوما، بواقـع الحـال.

 أن عــدد ســكان العالــم
العربــي الــذي بلــغ نحــو 360 مليــون
ً نسـمة، وفقـا لتعـداد عـام 2017 ،يعاني
21%
من الامية
من منظمة السكو
يشـير إلـى أن عدد القراء قليل جدا
ّخاصـة أننـا لـم ننجـح، بعـد، فـي جعـل
ّ القـراءة عـادة يوميـة للمتعلميـن.

طه حسين لم يكسب من كتاباته بل من استاذ بالجامعة
اضر ان يعمل سينارست في الابعينات والخمسينات للمال
في 77 فرح بنوبل 

باختصـار... الاديـب فـي العالـم العربي
مســكين، ولــن يســتطيع العيــش مــن
الكتابة الا عندما تتغير حياتنا الفكرية،
والسياسية والاقتصادية
تغير جذري
ً وهــو أمــر يحتــاج عقــودا ّ طويلــة، بــكل
أســف!.

تــرى الروائيــة ســلوى بكــر أنــه
لا يمكـن للكاتـب، فـي العالـم العربـي،
أن يعيــش مــن إيــراد أعمالــه؛ أســباب
ً منهــا أن مــا يبــاع مــن الكتــب، عمومــا،
ّ هزيـل، وخاصـة الكتـاب االادبـي، كمـا 
ّ يوجـد ناشـر يوافـق علـى أن ينـص العقد
علـى عـدد النسـخ التـي سـوف يطبعهـا،
يمكـن أن يعـرف المؤلـف
العـدد الحقيقـي لمبيعات كتبه، هنــاك
ً تعتيمـا َّ لاسـباب تتعلق بالمنـاخ الثقافي
والعالقـات والمصالـح 

الكتابة، في عالم
اليوم، ال تعني نشر
الكتب الناجحة،
فحسب؛ فثمة
َّ مؤسسات كثيرة
َّ تحتاج إلى »كتاب«، أي
أشخاص محترفين
َّ ومؤهلين للقيام
بهذا العمل، أناس
قادرين على ترجمة
مفاهيم التسويق
إلى كلمات واضحة
ِّ ومفهومة، تعبر عما
يريد الاخرون


الجمعة، 29 يونيو 2018

خالد منتصر

 للدكتور خالد منتصر أن يعترض ويسخر من حارس مرمى المنتخب المصرى محمد الشناوى

لأنه رفض استلام
جائزة أفضل لاعب فى مباراة مصر واورجواى
ببطولة كأس العالم لأنها مقدمة من شركة خمور
وهذا يخالف تعاليم الدين الاسلامى .
ورغم أن الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) كان
ايجابيا فى رده على الحدث وقام بحذف صورة
زجاجة الخمر من الفيديو القصير الذى يخصصه
لأفضل لاعب فى مباريات المونديال .. إلا أن العلمانيين
فى مصر وعلى رأسهم د. منتصر لم يعجبهم
تصرف الشناوى فانهالوا بسهامهم عليه ، رغم
أن هذا الأمر يعد من صميم الحرية الشخصية التى
يدافعون عنها مرارا وتكرارا خاصة فى الدفاع عن
المتبرجات اللاتى لايرتدين الحجاب ويقولون أن هذا
حرية شخصية !! .
الحرية الشخصية التى يدركها الغرب جيدا انعكست
فى الصحيفة الأوسع انتشار فى أميركا (الواشنطن
بوست ) التى أشادت باللاعب ، مطالبة بمراعاة
شعور لاعبى المنتخبات الدول العربية او الاسلامية
المشاركة بالبطولة مثل مصر وتونس والسعودية
والمغرب ونيجيريا والسنغال


هذا هو موقف الغرب المسيحى المكتظ بالتيارات
والأيدلوجيات المتناقضة .. ولكن الأمر مختلف فىمجتمعاتنا العربية والإسلامية .. فالحرية الشخصية
عند العلمانيين واليساريين لدينا فإنها تستخدم
فقط عندما تكون فى خدمة أفكارهم الليبرالية أو
اليسارية .. أما عندما تكون فى خدمة الاسلام
فتكون مرفوضة تماما وغير لائقة !!


وأسباب الدعوى القضائية هي أن خالد منتصر ـ من وجهة نظر المحامي قد تهكم على رفض الشناوي خمر الدنيا رغم انتظاره أنهارا من خمر الآخرة، ووصف تصرفه بأنه يضر بالسياحة، وأضاف اتهاما آخر بأن خالد منتصر سخر من العلاجات النبوية (أو ما يسميه السلفيون بالطب النبوي).

++++++++++++++++++++++
وكان «منتصر» أعلن عن وصوله رسالة عبر الماسنجر تقول: «المفكر خالد منتصر، أيها العلمانى الحقير، الدنيا زائلة، تب إلى ربك، واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله».
وعلق «منتصر» على الرسالة قائلا: «هذه هى لغة كبير أئمة الدقهلية فى وزارة الأوقاف، هذه هى لهجة وقاموس من المفروض أن يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، شكراً فضيلة الإمام الجليل والداعية الذى نعتمد عليه فى تجديد الخطاب الدينى، شكراً وزير الأوقاف، المسؤول عن اختيار وتعيين وترقية الذين سينقذون عقل مصر»، وهو ما أثار استياء وغضب رواد مواقع التواصل الاجتماعى وطالبوا بالتحقيق مع الشيخ الذى يسىء للدين حسب تعبيرهم. وأنكر «أبوالعزم» الرسالة ونشر على صفحته الشخصية تكذيبا، وقال: «تم اختراق حسابى على مواقع التواصل الاجتماعى وأعلن براءتى من هذا». وأضاف لـ«المصرى اليوم»: «تلقيت اتصالا من الشيخ طه زيادة، وكيل وزارة الأوقاف، يخبرنى بإحالتى للتحقيق بسبب رسالة لم أرسلها وأتبرأ منها، ولا أعرف الدكتور خالد منتصر فكيف أهاجمه».
وأضاف: «ما حدث ليس من أخلاقنا ولا من ديننا فنحن أصحاب فكر وسطى، والمؤمن ليس سبابا ولا طعانا وأنا تعجبت من اتهام الدكتور خالد منتصر، وبعد البحث وجدت الرسالة فى رسائل «الماسنجر» لدى فعلا، لكننى والله لم أرسلها، ويبدو أن أحد اخترق حسابى وكتبها أو أخذ تليفونى أثناء وجودى بالمسجد.
وتابع: «أنكر هذه الرسالة تماما لله والرسول وليس خوفا من أحد فطوال ٣٠ سنة على المنابر لم أكن فيها يوما أدعو بهذه الطريقة، وليست هذه أخلاقنا فى العمل الدعوى فكيف أقوم بهذا الفعل الآن».

+++++++++++++++++++++++

الألش السخيف للتنويري الخفيف!


 "خالد منتصر"، الذي يطرح نفسه دائمًا وأبدًا بديلًا أو امتدادًا لـ "طه حسين" أو "فرج فودة" أو "نصر أبو زيد"، ويتمسح فيهم، ويقتات على بعض أفكارهم التي تراجعوا عنها في خواتيم حياتهم، هو واحدٌ من هؤلاء الواهمين الذين بنَوا شهرتهم على انتقاد الإسلام، عقيدةَ وشريعةَ، دون أن يكون لديهم قدرٌ من الثقافة والفهم والوعى، يؤهلهم لخوض مثل هذه المعركة الخاسرة!

ساخرًا فيه من تحريم مسِّ المرأة للمصحف الشريف دونَ وضوءٍ، مع جواز قراءتها للقرآن الكريم عبر وسائط أخرى كـ "اللاب" و"الهاتف المحمول"، أو في سرِّها، بحسب عدد من الاجتهادات والتفسيرات الدينية.

هذا هو المفكر التنويرى المهموم بإصلاح عقائد المسلمين وتصحيح فهمهم للدين، لا يكتفى بالخوض في أمر دينى عليه إجماع


++++++++++++++++++++++++++++
بلوغ الغاية باحتياجات السبايا

صدق الرئيس حين قال فى مؤتمر الشباب الأخير إن هناك أدمغة تخلفت ثمانية قرون عن العالم، وأعتقد أن هناك مجاملة فى هذا الرقم لأن تلك الأدمغة تخلفت أربعة عشر قرناً، يكفى أن يخرج علينا شيخ له أتباع وعائد ليخطب من على منبر مسجد شهير، ليقول لنا مبرراً ومدافعاً عن السبى بأن السبايا لهن احتياجات إنسانية ولا بد من تلبيتها!!، فى زمن اتفاقيات حقوق الإنسان تخرج مثل هذه التصريحات الفاشية المتخلفة المنافية لأى تحضر أو إنسانية، وبعد ذلك تسألوننا عن داعش من أين أتت؟!، والمفروض أن أمثال هذا الشيخ هم رموز الوسطية!، فهل هى وسطية ثمانمائة عام مضت؟



«أقصى مدة للحمل أربع سنوات»، قالها رمز وسطى ومُفتٍ سابق، قالها فى زمن السونار رباعى الأبعاد والقدرة على تحديد جنس الجنين!!
«هناك شركات سويسرية تنتج أدوية بول بعير»، قالها رائد الإعجاز العلمى وبالطبع قال لن أذكر اسم تلك الشركات حتى لا أعمل لها دعاية!!
«توجد غدة فى النساء تجعلها تنسى وتجعل شهادتها نصف شهادة الرجل»، قالها شيخ له أكثر عدد من الفولورز على تويتر والفيس بوك وهم بعشرات الملايين، وبالطبع قال إنه قد نسى اسم تلك الغدة!!
«هل سيدخل مجدى يعقوب الجنة؟»، سؤال احتل مقدمة اهتمامات طالبى الفتوى فى أكشاك فتاوى مترو الأنفاق ومن بينهم من كان يبكى طلباً لتدخل أنامل يعقوب السحرية لإصلاح صمام فى قلب ابنه أو ترميم عيب خلقى فى قلب ابنته!!
«نكاح البهائم والزوجة الميتة أفعال لا يقام عليها الحد»، تصريحات وفتاوى دكتورة ودكتور فى الأزهر ونجوم فضائيات يشار لهما بالبنان!!
«زواج طفلة الكى جى حلال بلال»، يقولها داعية سلفى وأيقونة حزب سياسى والأهم أنه طبيب أطفال!!
«التماثيل أصنام وأبوالهول يجب تحطيمه»، داعية يعلنها فى برنامج جماهيرى ويحتفى به الإعلام والمهم أنه غير متهم ولم يدخل الزنزانة بتهمة التحريض!!
«سرقة الآثار حلال»، قالها داعية على الهواء مباشرة، هذا الداعية كانوا يستعينون به فى وقت الثورة لحل المنازعات وتجميع المعونات، والمهم أيضاً أنه لم يسارع بالاختفاء بعد هذا التصريح بل سارعنا نحن بالاحتفاء به!!
«ضرب الزوجة بشرط عدم تكسير عظامها»، قيلت فى برنامج لمن أوكل إليهم تجديد الخطاب!!
«الشطافة تفطر»، قالها شيخ تابع للجنة الفتوى تحطيماً لكل ما تعلمناه فى علم الأناتومى بأن هذا المكان هو مخرج للجهاز الهضمى وليس مدخلاً!!
«السجود يشفى الصداع وإبليس سيقوم بعد الجمرات التى رُمى بها طيلة تلك الملايين من السنين يوم القيامة»، معلومات أهداها لنا أستاذ طب شهير حاصل على أعلى الدرجات العلمية!!
هل ما زال لديكم شك فى أننا تخلفنا ثمانية قرون؟!
++++++++++++++++++++++++++++
إيجابيات تنويرية وطاقات إيجابية

المفروض أن يصيب الإحباط كاتباً مثلى لا يمر يوم عليه إلا بتقديم بلاغ فيه أو برفع قضية عليه أو إرسال تهديد أو كيل سباب وشتائم وسفالات.. إلخ، لكنى أعتبر أن كل هذه الهموم هى فاتورة بسيطة أدفعها أنا وغيرى من أجل قضية تنوير لخصها الفيلسوف كانط منذ قرون بقوله «كن جريئاً فى استخدام عقلك»، واستخدام العقل بدلاً من الخرافات والأساطير هو ثمن صعب وجهد مرعب ومواجهة منهكة لكل من تعود على الكسل الفكرى والإجابات الجاهزة، لكن ما يطمئن أى كاتب اختار تلك المعركة هو أن هناك نقاط ضوء تظهر فى النفق المعتم، هناك إيجابيات تنويرية، هناك أرض يكسبها العقل، يكسبها ببطء لكنه يكسبها، الحراك قد بدأ، أعترف بأن مساحة الخرافة والتغييب أكثر، لكن عجلة التنوير قد بدأت فى الدوران، والعصا حتى ولو ضعيفة قد وضعت فى عجلة وتروس الفكر الفاشى الدينى، هناك طاقات إيجابية تبث فى هذا الجو الخانق بصراخ الفاشية الدينية، لذلك نرجو عدم اليأس، هناك بنت طالبة جميلة ترأس اتحاد كلية دار العلوم التى فى فترة معينة كنا نحسبها دائماً كلية تصدر للمجتمع فكراً متحفظاً تقليدياً متصادماً غير متسامح مع الآخر، بل اعتبرها البعض قلعة من قلاع الإخوان، ها هى بنت غير محجبة تقود اتحاد الطلبة هناك وتجد عميداً يحييها بعد الفوز ويحتفى بها ويفخر بأنها بنت استطاعت أن تترك بصمة فى مجتمع بات يعتبر تاء التأنيث عورة وخطراً ويتعامل معها بعدوانية وكراهية، وهناك تاء تأنيث أخرى تم اختيارها فى أرقى مناصب الأمم المتحدة وهى د. غادة والى، وهذه نافذة إيجابية أخرى نطل منها، هناك استجابة قناة «المحور» لنداءات تيار الاستنارة المصرى بمنع داعية متطرف من الظهور على شاشتها، هناك فنانات واجهن المزاج السلفى للمجتمع الذى أراد نشب مخالبه فى أرواحهن، خلعن الحجاب الذى يعتبره الإخوان رايتهم السياسية، واجهوا الهجوم البشع المنحط الوضيع، حقاً منهن من بكت وخافت، لكن الحصيلة النهائية هى مواجهة موجة الهجوم البشع واستكمال الطريق الذى اختاروه بإرادة وحرية، هناك معارك فكرية على الأرض مع أصنام كنا قد ظنناها راسخة رسوخ الجبال، ها قد بدأت تلك الأصنام تترنح وتتهاوى ويحدث ضدها نقد وكوميكس، يعريها الشباب الذى كان لا يدرك خطورتها، يعريها ويفضحها بضغطة زر كيبورد فى شبكة عنكبوتية لا ترحم، لم يعد هناك ما يسمى المسكوت عنه، أو ما يطلق عليه الستر الفكرى، لن نكنس تراب التخلف والجهل تحت السجادة، لن نصمت خوفاً من تلويث السمعة أو الاغتيالات المعنوية، فمعركة التنوير الأوروبية دفع فيها المفكرون هناك أرواحهم، ومصر فجر الضمير ومهد العلم تستحق ذلك وأكثر.

+++++++++++++++++

برنامج يتفكرون | الجهاد .. الجزء الاول | حلقة 2018.7.2


قرار الحرب والسلم يعود الي الخليفة بالفقه 
حالة انعدام المعني انسداد المجتمع فشل الدولة 
رفع الحقيقة للمقدس فالعنف يحصل علي اني سعر البطاطه اهم من الله
اما نحن وقود لمشاريع سياسية او اقتصادية بدون وعي لنا 
كل عنف في الاسلام زمن النبي كان لخصوصية معينة فقط
بدل ما ترك النص لا تنقضي عجائبه نحكمه بايدولوجيات وبدل من ترك النص يتكلم نجعله يستجيب لهلوساتنا
كل حلجو في سياقها التاريخي فين الدين اي دين له ناس امنوا به في زمان ومكان معين 
 قصة عقبة قطع الرقبة بمرة وليس 3 والايام والخراف ملأن
الاسلام دين كوني وليس خصوصي ثقافي انما بعثت لاتمم مكارم الاخرق

الفكرة في فقدان المعني هو من جعل جهادي من انجليزي علي انه اقتصادي متميز 
والنقص العاطفي

الغرب يكرمون الحيوان وينفروا من الانسان بسبب الوحدة 

هل اري ان الله ضعيف لدافع عنه 

وعد بالحور العين والخمر بالجنة

برنامج يتفكرون | الجهاد .. الجزء الثاني | حلقة 2018.7.3


كل المال لسلاح وليس لمنظر رائع خلاب ونشاطات 
علاقة الدولة بالمجتمع بعد الاستقلال ليس دولة مواطنة وتداول سلطة وفرص ونشاط
السجن محمد قضب معالم في الطريق 
الازمة الحالية بسبب انفصال عن المجتمع قرار
لفظ الحرية دخل باحمد لطفي السيد دون الخلفية الفلسقية عبد الله العروي

ممكن اكل معين يعمل فيك تصورات مختلفة 

عبادة الله لجنة تجارة عبادة لنار عبيد وعبادة حب لله احرار
علاقة بدون مقابل حسي اقتصادي تجاري حور عين او نعم حتي

علي حتي لو كنت في النار لقلت من في النار اني احبك فحبك داخلي حتي لو في الجحيم 
تأويل حشر الاجساد بايات محكمات ومتشابهات وليس هناك
الجهاد الاكبر النفس وليس الاصغر
رفع الحواجب للجهاد الاكبر


اختلاف حول ضوابط الافتاء وتحذيرات من شبهة عدم الدستورية

إصراره على حذف كلمة
علماء الدين واستبدالها بكلمة الحديث فى شأن الدين، ولا ضير أن
يحصل أى شخص على الترخيص


 بناء الشخصية المصرية لا
يكون بعيدا عن الدين والعقيدة، مشيرا إلى أن قوة الدولة
وفتوتها فى سواعد أبنائها، لذا فنحن نحتاج إلى رجال
يقدمون مصلحة الأوطان عن مصالحهم الشخصية



الثلاثاء، 26 يونيو 2018

القبلية في الولايات المتحدة

عندما تشعر الجماعات بالتهديد تنسحب إلى
القبلية حيث يقتـــرب أفرادها من بعضهم أكثر
فأكثـــر ويصبحون أكثر عزلة ويتخذون مواقف
أكثر دفاعية ويزداد تركيزهم على
نحنمقابلهم.
وفـــي حالـــة الأغلبيـــة البيضاء المنكمشـــة
اجتمعـــت ّ ردات الفعـــل هـــذه ّ لتكـــون ردة فعل
عنيفة، مما أدى إلـــى زيادة التوترات في مناخ
اجتماعـــي يتميز أصلا بالاســـتقطاب وتشـــعر
فيـــه كل مجموعة )من بيض وســـود ولاتينيين
وآســـيويين، مســـيحيين ويهـــود ومســـلمين،
أســـوياء ومثليـــين، ليبراليـــين ومحافظـــين،
رجال ونســـاء( بأنها تتعرض للهجوم والتنمر
والاضطهاد والتمييز


مشكلة مصر الرجل الاول وعدم معرفة علم الادارة

المشـــكلة تكمن فـــي أن العملية
تهم أساســـا شـــباب البرنامج الرئاسي، ممن
يمتلكون رؤيـــة واحدة جـــرى تدريبهم عليها
وتلقينهم فحفظوها، ما جعلهم يتحدثون بلغة
واحـــد، تخلو من السياســـة العميقـــة، وتردد
خطابا ضعيفا يقدس الرؤى الرسمية، بصرف
النظر عن صوابها وينفذون ما يطلبه الرئيس

من حق
الحكومة أن تصنع جيلا ثانيا وثالثا، شريطة
أن يكون لديهم فكر ورؤية مختلفين، أما أن يتم
تدريبهم للعمل بنفس الآلية والطريقة الحالية
العقيمة، فإن الواقع المحبط في الإدارة ســـوف
يستمر، لأنهم سوف يطبقوه بحذافيره
 

ويركزون
علـــى المظهر دون الجوهر، وهناك شـــعور بأن
التقـــرب منهم بوابـــة للترقـــي والصعود. هم
شـــباب يعملون بطريقـــة القدامى في الارتكان
للبيروقراطية، وحتى المبدعون منهم لم تظهر
مواهبهم بعد، لأنهم يتعاملون مع واقع معقد،
لا يكفي أن تنجـــح فيه دون أن تكون المنظومة
نفسها مهيأة لذلك
 
كان مـــن الأولى في هذه
المرحلة الاستعانة بمستقلين وحزبيين لتكون
هنـــاك تعدديـــة فـــي الفكـــر الإداري والرؤى
والخطط، بحيث يتنافس هؤلاء على تحســـين
أسلوب الإدارة، وحسن مخاطبة الناس بحس
سياسي ونيل ثقتهم، ما ينعكس على الشعور
بالرضا الوظيفي لدى الشارع، وهو ما يفتقده
النظام المصري حاليا
 

تكوين جيل من الشباب ليكونوا
قادة المستقبل يصطدم باستمرار ثقافة الرجل
الواحد.. هناك من يسعى لتحجيم دور عناصر
الصف الثانـــي وإبعادهم عـــن دائرة صناعة
القـــرار.. فكرة أن يكـــون لديك قادة من الصف
الأول يساعدون الجيل الثاني على تصعيدهم
مستقبلا غير موجودة على أرض الواقع
 

السبت، 23 يونيو 2018

صلاة الجماعة سنة مؤكده ام فرض كفاية وباقي الحوار المتمدن ودار الافتاء

فإن العلماء رحمهم الله اختلفوا في صلاة الجماعة، فالبعض يراها سنة مؤكدة، والبعض الآخر يراها فرض كفاية، وهناك من قال بوجوبها عينا.
فعند الشافعية أنها فرض كفاية، وهو الصحيح من مذهبهم، ومنهم من قال إنها سنة.
قال الشيرازي في المهذب: اختلف أصحابنا في الجماعة فقال أبو العباس وأبو إسحاق:هي فرض كفاية يجب إظهارها في الناس، فإن امتنعوا من إظهارها قوتلوا عليها، وهو المنصوص في الإمامة، والدليل عليه ما روى أبو الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة، إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، عليك بالجماعة، فإنما يأخذ الذئب من الغنم القاصية. 
وقال النووي في المجموع شرح المهذب: والصحيح أنها فرض كفاية، وهو الذي نص عليهالشافعي في كتابه "الإمامة" كما ذكره المصنف، وهو قول شيخي المذهب: ابن سُريج وأبي إسحاق وجمهور أصحابنا المتقدمين، وصححه أكثر المصنفين، وهو الذي تقتضيه الأحاديث الصحيحة. انتهى
وعند أكثر المالكية أنها سنة مؤكدة، وقال بعضهم: فرض كفاية، قال أبو الوليد الباجي في شرحه على موطأ الإمام مالك عند شرحه لحديث: صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة. 
وهذا الذي ذكره يدل على أن الجماعة ليست بشرط في صحة الصلاة ولا بفرض، واختلف العلماء في ذلك، فذهب بعض أصحابنا وأصحاب الشافعي إلى أن الجماعة فرض على الكفاية، وذهب بعضهم إلى أنها سنة مؤكدة، وقال داود: إن صلاة الجماعة فرض، ولا تجوز صلاة الفذ مع القدرة عليها، والدليل على صحة ذلك الخبر الذي ذكرناه، ووجه الدليل معنيان:
أحدهما، أنه جعل صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ، ولو لم تكن صلاة الفذ مجزئة لما وصفت بأن صلاة الجماعة تفضلها، لأنه لا يصح أن يفاضل بين صلاة الجماعة وبين ما ليس بصلاة.
والثاني، أنه حد ذلك بسبع وعشرين درجة، فلو لم تكن لصلاة الفذ درجة من الفضيلة لما جاز أن يقال إن صلاة الجماعة تزيد عليها سبعا وعشرين درجة ولا أكثر ولا أقل، لأنه إذا لم يكن لصلاة الفذ مقدار من الفضيلة، فلا يصح أن تتقدر الزيادة عليها بدرجات معدودة مضافة إليها. انتهى.
أما وجوب صلاة الجماعة، فهو الراجح عند الحنفية.
ففي البحر الرائق لابن نجيم: الجماعة سنة مؤكدة، أي قوية تشبه الواجب في القوة، والراجح عند أهل المذهب الوجوب،
*****************
لن أدخل لأصلي في أي مسجد صلاة جماعة بلا هدف وبلا معنى, فما معنى أن أدخل المسجد ومشاكلي بحوزتي وأخرجُ من المسجد وما زالت كل مشاكلي الصحية والنفسية ولاقتصادية في حقيبتي لم تخرج منها ولم يشاهدها أحد ولم يطلب مني أي مُصلي بأن ينظر في حقيبة مشاكلي أو أن يعرف أي رجل بما أعانيه وبما أفكر فيه لذلك صلاة الجماعة باطلة وتعتبرُ مفسدة للمجتمع لأنها تضييع للوقت وهدر للطاقات الفكرية والجسدية ولا تسهم في تقدم الحياة بل تعمل على تراجع الحياة من كل الاتجاهات والذي يصلي خمس أقوات في صلاة جماعة أعتبره أنا فاضي أشغال وأعمال, لأنه كما أسلفنا سابقا الصلاة خمس أوقات تدل على البطالة والركود.

ما الذي يفعله المسلمون حين يجتمعون كل يوم خمس مرات في المساجد , ودائما ما أرى رؤوسا وأجساما خاوية لا تفعل شيئا ولا تتكلم بأي كلمة ولا تبدي رأيها لا في السياسة ولا في الاقتصاد ولا في الجماعة, ولو أجد مسجدا فيه إبداء أراء سياسية واجتماعية وثقافية مهمة لدخلته أنا قبل كل المسلمين ولكنني أرفض وأقولها بالفم الملآن بأنني أرفض دخول المسجد لصلاة الجماعة نظرا لأنها لا تقدم في الحياة شبرا ولا تؤخر.

الناس يدخلون المسجد لأداء صلاة الجماعة دون أن يكون لهم أي هدف من دخول المسجد,\

 المسلم الفاسد يدخل المسجد فاسدا ويخرج منه فاسدا, وهذا ليس لمرة واحدة في حياته أو مرتين بل خمس مرات في اليوم على امتداد ستين أو سبعين سنة يقضيها المسلم في حياة الضياع والوهم والخداع لضميره الفردي ولضمير الجماعة الفاسدة أكثر منه, وكذلك الكاذب يدخل المسجد ليصلي وهو كاذب ويخرج منه وهو كاذب على امتداد العمر كله وبكل يوم خمس مرات,

كان أسلوب الحياة القديم أسلوب جماعي في كل شيء, في طريقة إنتاج الغذاء وفي طريقة إنتاج المعرفة وقد كانت الناس تعيش في جماعة بسبب الخوف من الجوع ومن غارات القبائل الأخرى عليهم, أما أليوم فإن الأسلوب الفردي هو الذي طغى على حياة المجتمعات والجماعة والالتزام بنظام الجماعة لا يلتزم به الأفراد حتى أن الأب في داخل الأسرة(النواتية) لا يستطيع السيطرة على أولاده فيخرجون عليه في شتى أنواع الميادين والأساليب بدءً من الاقتصاد وانتهاء بالأفكار وبالعادات وبالتقاليد لذلك حياة الجماعة أصبحت وهما نعيش به ,أسطورة ولا تضيف إلى حياتنا شيئا وليست مصدرا للسعادة وكذلك صلاة الجماعة لا تضيف شيئا ولا تسعد الناس, فأنا مثلا جربت كثيرا الدخول للمسجد لأصلي صلاة الجماعة ولكن صلاة الجماعة لم تضف كائنا جديدا يسعدني في حياتي ولم تعمل صلاة الجماعة على تغيير أسلوب حياتي أو حياة غيري من الناس فكل الناس في حارتنا يصلون من خمسين سنة وهم كما هم ويدخلون المسجد (تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي) , وكان الناس يحيون مع بعضهم ويلتزمون بالحياة الجماعية على ما فيها من حسناتٍ وسيئات حتى وإن خالفت أهواء الفرد وكانوا يلتزمون بعادات وتقاليد الجماعة, ولكن الموضوع اليوم مختلفٌ تمامَ الاختلاف فأي جماعة تلك التي تدخل المسجد وتخرج منه وهي بلهاء كالخراف لا تدري عن شيء, وكما قال سلامه موسى(مجتمع الخراف تسود فيه قطعان الذئاب), والدين الإسلامي نشأ في مجتمع فيه الحياة جماعية سواء أكانت وثنية أو إسلامية أو نصرانية أو مشركة أو فارسية أو مجوسية أو هندية وكان الخروج عن الجماعة يعد ضياعا بالنسبة للفرد وحتى اليوم أشاهد فيها بعض العائلات تعيش على أسلوب الجماعة وهي نادرة جدا وهي لا تسمح للفرد بالعيش لوحده وكان طرد الفرد (التشميس) من حياة الجماعة يعتبرُ عقابا لاذعا ومؤلما للذي يرتكب ذنبا كبيرا أو جرما إذ أن طرده من حياة الجماعة فيها عذاب له بقية حياته وأغلب الذين كانوا يطردون من حياة الجماعة كانوا لا يعيشون لسنة أو سنتين على الأغلب حيث لا يستطيع الإنسان أن يواجه الحياة بمفرده نظرا لضعف أجهزة الخدمات الصحية والاقتصادية ومنها الدفاع الاجتماعي إذ كان الدفاع الاجتماعي مسئولية جماعية, لذلك ليس من المستبعد أن يلتصق الفرد بالجماعة وأن يحافظ على حياة الجماعة وأن يرافق ذلك الحفاظ على صلاة الجماعة في المسجد ولكن ماذا تعني لك أيها المسلم اليوم صلاة الجماعة إلا تقضية للوقت كونك عاطل عن العمل أو تسلية أو خوفا من جارك, وصدقوني كل الناس الذين يصلون صلاة الجماعة في المسجد الذي في حارتنا أغلبهم يصلون مرآة ليروا بعضهم أو خوفا من الانتقاد في الوقت الذي أتحدى فيه كل المسلمين الجهلة إذا خرج أي شخص منهم من المسجد مستفيدا شيئا سواء استفادة معنوية أو استفادة مادية, لذلك أنصح المسلمين بأن لا يدخلوا المساجد للصلاة فيها وعليهم أن يدخلوا الأحزاب السياسية والنوادي الثقافية والليلية لكي يشبع كل شخص نفسه وقلبه وعقله من الأشياء التي يحبها.

ومن هذا المنطلق العكسي ركز الإسلام على حياة الجماعة في الماضي, ولكن الموضوع اليوم مختلفٌ تماما حيث أن أسلوب الحياة فردي جدا, فيستطيع أي إنسان ذكر أو أنثى أن ينفرد ليعيش في شقة لوحده بعيدا عن الجماعة,وبالتالي يستغني عن أنماط المجتمع الفكرية التي يلتزمُ فيها كل أهله وجماعته دون أن يضطر لدخول المسجد للصلاة لعدم الفائدة من صلاة الجماعة,فما الذي تضيفه صلاة الجماعة إلى المسلم؟, ولهذا نشأت الحقوق المدنية للفرد وبدأ احترامها, ومن هنا لا يجوز للإسلام أن يرغم الناس على صلاة, فصلاة الجماعة كلها من أولها لآخرها باطلة وليست ذات أي معنى اجتماعي أو فكري, علما أنها كانت قديما ذات معنى حين كانت الجماعة تحل المشاكل الفردية والجماعية بالاجتماع عليها أما اليوم فإن أنماط الحياة تتبدل وتتغير بسرعة كبيرة.

*******************************

الصلاة خلف الإمام ليست عبادة وانما عبودية



في صلاة الجماعة و صلاة الجمعة بالتحديد, يذهب كل شرائح المجتمع من طبيب ومهندس واستاذ جامعي وباحث اكاديمي وصحفي واعلامي وفنان يصلي خلف الامام, رجلا اقل منهم درجة علمية ومعرفة في علوم الحياة وهو لا يعترف بالعلوم البشريه والانسانية والفنية و يراها مجرد عبث. بل انه 
يصطدم معها من خلال خطبه الدينية وخطب الجمعة التي يلقيها عليهم
هذة الصلاة التي يرتب لها الصفوف والإستقامة والوقوف بالالتزام خلف الأمام ليست اداء عبادة لله ولا طقس ديني بين العبد والهه, وانما درس في ترسيخ مبدأ العبودية لشخص الإمام وجعله اعلى قامة في المجتمع. حيث ترسخ ان هو الأهم و اعلى درجة ويستحق التصديق و الإنصات الي كل ما يقوله وان كان ذلك ضد ما درسوه في الجامعات, وضد علوم تطور حياتهم ومستقبلهم وبناء طنهم.

فكل ما يقوله هذا الإمام هوالصواب والحق معه. فهو من يجب اتباعه والثقة به واعتباره قامة هامة في المجتمع اكثر من المعلم والطبيب والمهندس والفنان. 
فيكون الصلاة خلف الإمام ليست عبادة لله وانما عبودية و استسلام له في ترسيخ مبدأ الراعي هو, والرعية الناس في التحكم بعقولهم ومصيرهم و التي لا تستطيع ان تعارضه او تراجعه او تخطأه او تخالفه , لأنه صاحب الدين وله التقديس كالالهة بصورة غير صريحة 
فتراهم عند الصلاة يتتبعون كل حركاته في مشهد هو المايستروا وهم من خلفه كفرقة موسيقة تتلقى الإرشادات, او مشهد اشبه كالراعي الذي يقود غنمه ..فيقوم الامام مناديا " استقيموا" فيستقموا ورؤسهم مطاطأة , فيقوم ويقومون , ويركع فيركعون بعده , ويسجد ويسجودون بعده , ويسلم يمنيا وشمالا ينتظرونه حتى ينتهي ثم يتبعون الحركة , وكأن صلاة الجماعة كجلسة تنويم مغناطيسي تنتهى بسيطرة علي افراد المجتمع وجدانيا و في اعطاء السمع والطاعة للامام الجليل ذو قليل العلم والمعرفة ولا يملك سواء انه حفظ جيدا من نصوص دينية مركبة ومعقدة .

والشعرواي يسيطرون على مفاصل المجتمع ويعبثون بالعقول من انتاج وابداع وفن وعلم , حيث يدخلون في كل حقل علمي ويتحدثون عنه دون معرفة علمية ويعبثون به ويشككون فيه ويشوهونه انه عبث ان كان ليس من الدين..
فعند الخطبة, يجلس الجميع بانصات وبادبٍ جم كتلاميذ في صفوف المرحلة الابتدائية ..فلا تعرف من هو الطبيب عن المهندس عن الباحث عن الإستاذ الجامعي عن الاعلامي والفنان , فكلهم هنا اشبة بتلاميذ اول ابتدائي يتعلمون على يد امام لم يحضى بالدرجة العلمية التي حظوا بها 
وما يحدث يتعارض مع مبدأ الاية القرانية التي تقول.” "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " “ لكن يصبح الامر مقلوبا وهو ان الذين يعلمون يتعلمون على يد الذين لا يعلمون شيئا. ..فيخرج طبيب لا يثق بعلمه, ومهندس لا يثق بعلمه, واستاذ جماعي لا يثق بالمعرفة , وباحث اكاديمي لا يثق ما بحث عنه واعلامي لا يثق بمباديء حرية الكلمة. فكل شيء يصبح هراء وعبث ومشوش بلا قيمة, ويصدقونه و ان قال لهم ان هذة العلوم التي تعلمونها كاذبة وغير صحيحة ومخالفة للدين.
ولذلك يصبح افراد المجتمع تحت قيادة حضرة الامام الاقل معرفة وعلما, كما يصبح الاقرب الى الحاكم او رئيس الدولة ليساعده في قيادة القطيع من عامة الشعب.
لكن ان مرض هذا الامام فهو يفضل ان يتعالج عند الطبيب الكافر لانه لا يثق بالطبيب المسلم الذي صلى خلفه واتبعه . 
********************

الصلاة ليست إيحاءً إلهياً

الصلاة هي مناجاة الإله وطلب ما يحتاج إليه الإنسان من ربه، مع الشكر لذلك الرب على نعمائه. وهي عبادة مفروضة على من يؤمن بالآلهة، سواء أكان هؤلاء الآلهة في السماء أو على الأرض


 فالصيام مثلاً بدأ بصيام يوم عاشوراء، كما يفعل اليهود، ثم صار صيام يوم كل شهر، ثم صيام عشرة أيام في رمضان، ثم شهر رمضان كله.
. فلماذا تدرج محمد على مدي عدة سنوات في فرض الصلاة وفي استكمال ركعاتها وأوقاتها؟ والجواب الحقيقي هو أن محمد لم يكن يعرف ما هي الصلاة. كل ما كان يعرفه أن اليهود والنصارى كانوا يصلون. يقول ابن رشد القرطبي عن الصلاة (الصلاة عبادة محضة غير معقولة المعنى يقصد منها القربى فقط، لذلك لا يسأل المؤمن لماذا كان عددها خمسا ولماذا تفتقر إلى النية.) وما دامت الصلاة عبادة محضة لا تخضع للعقل، كان من المفروض أن ينزل الله تشريعها مكتملاً دون أن يخشي على رسوله من سؤال المؤمنين عنها، ولكنه لم يفعل. 

اليهود يقال لهم (السامريون) The Samaritans. كانت هذه الفرقة من اليهود يركعون ويسجدون، تماماً كما يفعل المسلمون الآن (الشخصية المحمدية لمعروف الرصافي، ص 451). وقد أصبحت صلاتهم تلك من العبادات القديمة جداً فتخلى عنها أغلبهم ولكن هناك فرقة ما زالت تمارس هذا النوع من الصلاة. 

وبناءً على ما تعلمه محمد من هذه الفئة من اليهود، جاء بآيات في القرآن مثل (يا مريم اقنتي إلى ربكِ واسجدي واركعي مع الراكعين) (آل عمران 43) لأن مريم كانت يهودية وافترض محمد أنها كانت تصلي صلاة السامريين ذات الركوع والسجود. وأصبحت صلاة المسلمين تتكون من قراءة القرآن والركوع والسجود. ولكنها ما زالت ركعتين في الصباح وركعتين في المساء (السيرة النبوية لابن هشام، ج2، ص 86)..


وفي بداية الأمر كانت الخمس صلوات ركعتين في كلٍ إلى أن هاجر محمد إلى المدينة. والسبب في أنه اختار خمس صلوات هو اتصاله بالفرس في أثناء ترحاله في التجارة، وعرف منهم أن صلاتهم خمس مرات في اليوم (صلاة الفجر "كاه أشهن" وصلاة الصبح "كاه هاون" وصلاة الظهر "كاه رقون" وصلاة العصر "كاه أزيرن" وصلاة الليل "كاه عيوه سرتيرد") (ديورانت، قصة الحضارة، المعتقدات، ص 395، نقلاً عن حسن عياش، الحياة الدينية عند العرب قبل الإسلام، رسالة الدكتوراة).
وفي السنة الأولى من قدومه إلى المدينة زاد صلاة الحضر إلى أربع ركعات في الظهر، وأربع في العصر وأربع في العشاء- وكانت صلاة الحضر والسفر ركعتين (المنتظم في التاريخ لابن الجوزي، ج3، ص 14). ولكنه صلى الصبح ركعتين كما كان، وزاد ركعةً في المغرب. ثم زاد صلاة الضحى، وصلاها كما يقول مجاهد ركعتين، وأربعاً، وستاً وثمانياً (زاد المعاد لابن قيم الجوزية، ج1، ص 153). ويظهر من هذا أنه كان يصلي الضحى حسب المزاج من ركعتين إلى ثماني ركعات.
ثم أشكل على الناس موضوع القراءة في الصلاة، إذ كان محمد يقرأ في بعض الصلوات ولا يقرأ في الأخرى، فكان ابن عباس لا يقرأ في صلاة السر وقال ("قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلوات وسكت في أخرى" فنقرأ فيما قرأ ونسكت فيما سكت.



************************************

عدنان ابراهيم

تابعتُ باهتمام بالغ الحلقة الحادية عشرة من برنامج صحوة، والتي كانت عن صلاة الجماعة في مجتمع معاصر ، والذي استوقفني فيها الآتي:
أولًا : أنّ صلاة الجماعة ليست مقيدة بالمسجد فقط، فصلاة الاثنين جماعة، لها ثواب الجماعة في أي مكان، والجمهور ليسوا على وجوب صلاة الجماعة على الأعيان، فهي إما فرض على  كفاية (الإمام الشافعي أو سنة مؤكدة ( الإمام أبو حنيفة)، وانفراد الحنابلة بإيجابها على الأعيان، وقد اكتفى الدكتور عدنان – لضيق الوقت- ذكر استدلال الحنابلة بصلاة الخوف على وجوبها الأعيان (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمْ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً)[ النساء : 102]

ومع أنّ هذه الآية – كما ذكر وأكّد الدكتور عدنان أنّها تتحدّث عن كيفية أداة الصلاة أثناء القتال، وليس عن وجوب صلاة الجماعة حتى في ساحة القتال
 من أدلة الحنابلة على وجوب صلاة الجماعة على الأعيان ، حديث ” لا صلاة لجار المسجد إلّا في المسجد) ، وقد بيّن الدكتور عدنان ضعفه ؛ إذ رواه الدارقطني عن جابر، ولم يصححه أحد، وراواه البيهقي موقوفًا عن الإمام علي رضي الله عنه[1]
ولكن من علماء الحنابلة من يستدلون بهذا الحديث على وجوب صلاة الجماعة في المسجد بهذه الصياغة:” لقوله صلى الله عليه وسلم  لعبد الله بن مكتوم كان أعمى لما قال له: يا رسول الله (ليس لي قائد يلائمني المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم ، قال: فأجب) فأمره أن يجيب النداء حي على الصلاة حي على الفلاح، وفي لفظ قال له: (لا أجد لك رخصة)، فدل ذلك على أنّ الواجب أن تؤدى الصلوات في المساجد مع المسلمين، ولا يجوز أن تؤدى في البيوت، ولا يذكرون حديث الترخيص لعِتُبان بن مالك، وقال ابن قدامة :في المغني، وهو من فقهاء الحنابلة  وإذا لم يرخص للأعمى الذي لم يجد قائدا فغيره أولى . “وهو بهذا تجاهل الترخيص لعتبان بن مالك.
  أدلة أخرى للحنابلة على وجوب صلاة الجماعة على الأعيان، فمن أدلتهم :
1.قوله تعالى : (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )[3]
ولكن فاتهم أنّهم بهذا قد أوجبوا صلاة الجماعة على النساء أيضًا بتفسيرهم ( واركعوا مع الراكعين) على وجوب صلاة الجماعة، فمعروف أنّ الخطاب القرآني يأتي على العموم بصيغة جمع المذكر، يشمل الذكور والإناث ، ويكون الخطاب للنساء على التخصيص، فالآية تأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وهي واجبة على المسلمين ذكورًا وإناثًا على حد سواء، وإن قلنا أنّ هذه الآية خاصة بالذكور، نكون قد أسقطنا الصلاة والزكاة عن النساء، وهذا يُبيّن لنا أيضًا خطأ استدلالهم بهذه الآية على وجوب صلاة الجماعة.
3.وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إن اثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً يصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار “[7]
وبهذا استدلّ الإمام أحمد ومن قال: إن الجماعة فرض عين لأنّها لو كانت سنة لم يهدد تاركها بالتحريق، ولو كانت فرض كفاية لكان قيامه عليه الصلاة والسلام ومن معه بها كافيًا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
” ومن حمل ذلك على ترك شهود الجمعة فسياق الحديث يبين ضعف قوله , حيث ذكر صلاة العشاء والفجر , ثم أتبع ذلك بهمّهِ بتحريق من لم يشهد الصلاة”
وأقول إنّ  هذيْن الحديثيْن
1.يتعارضان مع القرآن الكريم في قوله تعالى :
( إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ)[8]
( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ. ومَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ) [[9] يونس : 99-100]
(لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغي)[ البقرة: 56]
(وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ)[10]
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)[11]
2.يتعارض مع الأحاديث التالية :
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا”[12] فأبو هريرة راو أحاديث حرق من لا يصلون الجماعة في المسجد روى هذا الحديث الذي يجيز صلاة الفرد في بيته.
حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة” [13]
فهذان الحديثان أخرجهما أيضًا البخاري في صحيحه وأخرج مسلم حديث ابن عمر في صحيحه، وهما أخرجا حديثا الحرق لمن لم يحضر صلاة الجماعة في المسجد، فكيف هذا التعارض؟
إنّ السنة الصحيحة لا تناقض القرآن، ولا تناقض نفسها، وهو دليل على عدم صحة حديثي الحرق ، وممّا يؤكد أيضًا على عدم صحتهما:
أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن يُقدم على هذا، وهو الذي وصفه الله جل شأنه ( وبالمؤمنين رؤوف رحيم) وصلاة الجماعة في المسجد مستحبة، فهو لم ينكر على الذيْن صليا في رحلهما ، ولو سلّمنا جدلًا بصحة الحديثيْن  كيف يحرق في بيته من تخلّف عن صلاة الجماعة في المسجد؟ كيف تعيش أسرته من بعده ،وقد مات معيلها حرقًا م ،وحرق بيتهم، فيبقون بالا معيل ولا مأوى، وهذا يتنافى مع قيم ومبادئ وإنسانية الإسلام.
ووكيف يُحرق وقد يكون قد صلى جمعة مع أهل بيته،؟ أو يكون مريضًا لا يقوى على الخروج ، ثمّ أنّه صلى الله عليه وسلم عندما مرض لم يصل بالمسجد، وقال لعائشة رضي الله عنها ” مروا أبا بكر فليصل بالنّاس”، وهو القائل” صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعف” ، وفي رواية سبعًا وعشرين ضعفًا”
لو كانا حديثا الحرق صحيحيْن لأخذ بهما الأئمة الثلاث السابقون للإمام أحمد( أبو حنيفة، مالك، الشافعي) الذين لم يوجبوا صلاة الجماعة، فكيف صلاتها في المسجد؟
تناقض الإمام ابن تيمية الذي يرى بحرق المتخلفين عن صلاة الجماعة في المسجد في حين أجاز  لمن يخشى على ماله الفساد من أصحاب الصنائع وبعض المهن الجمع، والجمع لا يكون إلّا في صلاة الفرد.
لم يقع اتفاق على وجوب صلاة الجماعة.
لو كانت صلاة الفذ باطلة لم يفاضل بينهما؛ إذ لا مفاضلة بين الصحيح والباطل.
إنّ هذيْن الحديثيْن يسيئان إلى الإسلام ،ويصورناه دين عنف وإرهاب، ويُكره الناس على عبادة خالقهم، ولو أخذ بهما  الدواعش وحرقوا الناس في بيوتهم لتخلفهم عن صلاة الجماعة في المسجد، عندئذ ماذا سيقول فقهاء الحنابلة، وماذا سيقول الذين يكفرّون من يقول بعدم صحة بعض أحاديث الصحيحيْن كأحاديث حرق المتخلفين عن صلاة الجماعة في المسجد؟
وهكذا يتضح لنا بطلان جميع أدلة الحنابلة على وجوب صلاة الجماعة في المسجد، فعلى أي أساس تمّ اعتماد حكمهم في وجوب صلاة الجماعة في المسجد فتغلق المحلات التجارية ومحطات البنزين والصيدليات، والبنوك، حتى الأقسام النسائية ، مع عدم وجوب صلاة الجماعة على النساء في كل المذاهب ويتوقف العمل في المستوصفات والمستشفيات حتى أقسام الطوارئ، وقد يموت أشخاص في حاجة إلى دواء ، أو إسعاف بسبب ذلك، إضافة إلى تعرض النساء والأطفال إلى الضرر من شدة البرد، أو شدة الحر بانتظارهم في المحلات المكشوفة إلى أن تُفتح بعد أداء الصلاة ، إضافة إلى قلة ساعات التسوّق، وفي هذا تعطيل لأحوال الناس، ويضر بالتجّار؟
والأسئلة  التي تطرح نفسها :
هل صلاة الجماعة في المساجد لم تكن واجبة على الأعيان إلّا  في القرن الثالث الهجري زمن الإمام  أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الذهلي (164-241هـ / 780-855م، وكان المسلمون منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى زمن الإمام أحمد لم يلتزموا بصلاة الجماعة في المسجد؟
هل كان المسلمون مخالفون لدينهم قبل الأئمة الأربعة، حتى نُلزم باتباع أحدهم، ونأخذ بأحكامه بما فيها من أخطاء ومخالفات واضحة وصريحة للقرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، كما رأينا في حكم الحنابلة علي وجوب صلاة الجماعة في المساجد، فتتعطّل الحياة تمامًا في دولة بكاملها أثناء الصلوات الخمس، ويُساق الذين لم يُغلقوا محلاتهم التجارية في أوقات الصلاة  إلى السجن، ويوضع الشمع الأحمر على محلاتهم التجارية، ممّا يُسيء  إلى الإسلام ، ويُصرف النّاس عن الصلاة، أو يُصلّون بالإكراه ، والإسلام ليس دين  إجبار؛ لذا قال تعالى:( لا إكراه في الدين) فلماذا نُكره الناس على الصلاة، التي لا تقبل ممن صلّاها مُكرهًا؟
لماذا لا نأخذ بالأيسر في الدين طبقًا للكتاب والسنة الصحيحة الفعلية والقولية دون التقيد بالالتزام بمذهب معيّن، فمضى قرن بعد ظهور الإسلام ، ولم يكن لهذه المذاهب وجود، فكيف سيّر المسلمون أمورهم بلا تلك المذاهب؟
لا توجد آية قرآنية تنص على عقوبة دنيوية على المرتد ، لأنّه قد يراجع نفسه، ويعود إلى الإسلام بقناعة ، فمثلًا عاد إلى الإسلام الدكتور مصطفى محمود – رحمه الله – بعد أن ألحد، خاصة وأنّنا الآن في زمن يُخطط فيه لدفع شبابنا الإسلام إلى الإلحاد، ويستغلون الثغرات الموجودة في كتب تراثنا وفي خطابنا الديني السائد من مفاهيم خاطئة لبعض الآيات القرآنية المتعلقة بالمرأة وعلاقاتها الأسرية والزوجية والمواريث والحور العين وملك اليمين والجهاد ودولة الخلافة والقول بالناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم، وغير ذلك  لتشكيك الشباب في الخالق جل شأنه، وفي عدله، وفي شرعه، وقد ازدادت نسبة الملحدين في البلاد العربية، وهي في البلاد الأكثر تشددًا أكبر من الدول التي تعلن أنّها علمانية.
لا عقوبة دنيوية على المرتد في مواضع عديدة، منها:
1.في قوله تعالى : (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتّىَ يَرُدّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدّنْيَا وَالاَخِرَةِ وَأُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [14] فهذه الآية تُبيِّن  أنّ الذي يرتد عن الإسلام عقابه في الآخرة ، وليس عقابه حكم الردة في الدنيا وخصوصًا أنّ الآية اشترطت للعقاب الأخروي أن يمت وهو كافر، والحكمة من ذلك أنّ الله ترك باب التوبة مفتوح مدى الحياة فقد تتغير قناعة الإنسان في أي وقت.
2.(يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ وَيُحِبّونَهُ ) [15]فهذه الآية تذكر موضوع الردة ولا تذكر لها عقاب دنيوي .
3.(يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُوَاْ إِلاّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لّهُمْ وَإِن يَتَوَلّوْا يُعَذّبْهُمُ اللّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدّنْيَا وَالاَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأرْضِ مِن وَلِيّ وَلاَ نَصِيرٍ )[16]وهذه الآية تبين أيضاً أنّ جزاء المرتد يكون من عند الله في الدنيا والآخرة وليس بيد بشر عقاب المرتد ،وعذاب الله في الدنيا للمرتد يبين أنّه لا وجود لحكم رده،  وإلاّ لو تم إعدام كل مرتد بعد ثلاثة أيام كيف سيعذبه الله في الدنيا كما ذكرت الآية .
4.(إِنّ الّذِينَ آمَنُواْ ثُمّ كَفَرُواْ ثُمّ آمَنُواْ ثُمّ كَفَرُواْ ثُمّ ازْدَادُواْ كُفْراً لّمْ يَكُنْ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً)[17]  وهذه الآية تبين أنّه مهما كفر الإنسان لا عقاب دنيوي له، وإلا لكان مناسباً في هذه الآية ذكر حكم الردة أكثر من غيرها، لأنّ هناك ردة  متكررة يفترض أن يزيد فيها العقاب ويكون أشد من الردة لمرة واحدة ، إلّا أنّ النص عاقبهم بعدم مغفرة الله وعدم هدايته لهم ، وقد دلت الآية على أنّ الإنسان قد يؤمن ثم يكفر ثم يؤمن وهكذا،  ولو كان هناك حد ردة  لما حصل الكفر، ثم الإيمان أكثر من مره ، لأنّه سيعدم الكافر في أول ردة له .
5.﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ) و[18]هذه الآية أيضاً تفيد العموم فللإنسان حرية العقيدة في أي وقت سواء دخل الإسلام أم لم يدخل .
6.(لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ )
7.(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) [19]جاء في تفسير ابن كثير بخصوص تفسير هذه الآية : “أفأنت تكره الناس أي : تلزمهم وتلجئهم ( حتى يكونوا مؤمنين ) أي : ليس ذلك عليك ولا إليك ، بل ( إلى ) الله . فإنّ  تطبيق حد الردة  يؤدي إلى إكراه الناس حتى يكونوا مؤمنين خوفاً من الإعدام , ألا يؤدي ذلك الحد إلى إلزام الناس والتجائهم إلى الإيمان بقوه السيف ،أو يتم إعدامهم وهذا ما يناقض هذه الآية ، وآية ( لا إكراه في الدين) .
و لكنهم تركوا هذه الآيات القرآنية، وأخذوا بأحاديث، منها:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلْم  لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأنّى رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة”[20]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من بدل دينه فاقتلوه” [21]
فهذان الحديثان  وغيرهما من الأحاديث التي تأمر بقتل المرتد تتعارض مع القرآن الكريم في الآيات السابق ذكرها، وتتعارض أيضًا  مع ما ثبت من نهيه -صلى الله عليه وسلم- عن قتل المنافقين، مع علمه بكفرهم؛ إذ قال لما طلب منه قتلهم: «معاذ الله أن يتحدث الناس أنّي أقتل أصحابي». وأنّه لما ارتد عبد الله بن جحش لم يرسل إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من يقتله، فلم يؤثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنّه قتل مرتدًا.
وإن كان البعض يستند على حروب الردة في قتل المرتد، فهذا خطأ كبير وقع فيه المؤرخون بتسمية هذه الحروب بحروب الردة، فسيدنا أبو بكر رضي الله عنه  لم يقاتلهم لارتدادهم عن الدين، وإنّما لإعلانهم   العصيان على الدولة بامتناعهم عن دفع الزكاة لبيت المال ، فحافظًا على هيبة الدولة وكيانها كان لابد من ردعهم بقتالهم؛ لذا قال سيدنا أبو بكر رضي الله عنه قولته الشهيرة لعمر بن الخطّاب رضي الله عنه ” والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه”.
***********************

الإفتاء تؤكد بالأدلة: صلاة الجماعة فرض كفاية

فرضٌ على الكفاية، وهذا هو الأصح في مذهب الشافعية.
وأضافت الإفتاء، أنه جاء في المنهاج للنووي: «كتاب صلاة الجماعة: هي في الفرائض غير الجمعة سنة مؤكدة، وقيل: فرض كفاية للرجال، فتجب بحيث يظهر الشعار في القرية، فإن امتنعوا كلهم قوتلوا.

وأكدت أنه لا تعارض بين كونها سنة مؤكدة وكونها فرض كفاية؛ إذ السنية متجهة للفرد، والفرضية على الكفاية متجهة للجماعة.

 «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة»، ووجه الدلالة
: أن
المفاضلة إنما تكون حقيقتها بين فاضلين جائزين.
وأفادت: فإذا ثبت كون الجماعة ليست بفرض في حق الأعيان وإنما هي سنة في حق الفرد حمل هذا الحديث 

صلاة الجماعة فرض على الكفاية لا على الأعيان، ومن صلى منفردًا فلا تبطل صلاته بهذا السبب، ولا إثم عليه ما دام أن غيره قد صلوا في جماعةٍ يتحقق بها حصول الشعار المذكور.

+++++++++++++++
 هل الصلاة فى المنزل منفردًا تكون أقل ثوابًا من صلاة الجماعة ؟"، أنه أراد الإنسان أن يصلى فى منزله منفردًا تكون صلاته صحيحة ولكنها تكون أقل أجرًا من الصلاة فى المسجد فى جماعة لأنه يكون ضيع على نفسه ثواب الصلاة فى المسجد وثواب الجماعة .

 أن من ترك صلاة الجماعة فقد ترك خيرا كثيرا وثوابا كبيرا فعلينا جميعا المحافظة على صلاة الجماعة والصلاة على أوقاتها لإعمار المساجد.

++++++++++++++++++++++++

الغامدي: القول بوجوب صلاة الجماعة فيه إعراض عن النصوص الأخرى الدالة على خلافه - 


 الشيخ الدكتور أحمد القاسم الغامدي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة المكرمة المعنونة بـ (قوافل الطاعة في حكم صلاة الجماعة) إلى ذكر تسعة أوجه لحكم صلاة الجماعة لا تخلو من ضعف وتعسف -كما أبان عن ذلك صاحب الدراسة-، وأن الاحتجاج على وجوب صلاة الجماعة تحتمل وجوهًا كثيرة يسقط بها الاستدلال، وأن حديث الأعمى يعارضه عموم قوله تعالى: (ليس على الأعمى حرج)، كما أن حديث (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد) موقوف وسنده ضعيف. 



 إذ لا بد من التفريق بين إقامة صلاة الجماعة في الناس وبين إقامتهم في صلاة الجماعة، كما أن إقامة الناس في صلاة الجماعة مسألة اجتهاد ولا جواز الإنكار في المسائل الاجتهادية، وأن ما يراه ولي الأمر في هذه المسائل يرفع الخلاف فيها لما له من حق الطاعة؛ لكنه لا يزيل الخلاف، كما أن فتح المحال لمصلحة عامة كالصيدليات ومحطات الوقود والمخابز في أوقات الصلاة جائز.



 يعني بالمسجد هنا كل مكان متخذ لعبادة الله تعالى، وهو أعم من أن يراد به المسجد الذي هو البنيان المعروف الآن



وأما قولـه: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه...) إلى آخر الآيتين - فأشار الغامدي إلى أن فيها الحث على تعمير المساجد برفع الأذان فيها والاشتغال فيها بالذكر والصلاة، وفيها أيضا ذكر المدح والثناء لمن ذكر وصفهم أنهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وليس فيها ما يفيد وجوب إقامة الصلاة جماعةً لا بالمنطوق ولا بالمفهوم، فليتأمل.



فقد ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد لـه كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقًا واحدًا)) - هذا لفظ البخاري في صحيحه في كتاب التفسير (برقم 4919)، ففيه بيان أن المتوعد عليهم في الآية إنما هم المنافقون، فلا يصح حمل الآية على أن الوعيد فيها من أجل ترك شهود الصلوات مع جماعة المسلمين في مساجدهم مطلقًا، أي سواء كان ذلك نفاقًا ورياءً أم ليس كذلك؛ لأن ذلك عندهم يعدّ تركًا لاستجابة الدعوة إلى السجود، وهذا خطأ في حمل معنى الآية، بل الوعيد في الآية كما قدمنا متوجه لقوم منافقين عرف من شأنهم أنهم تعمدوا ترك صلاة الفجر والعشاء كفرًا ونفاقًا ويصلون النهار تظاهرًا ورياءً. كما أن السجود في الآية -الذي هو بمعنى الصلاة- عام يشمل صلاة الجماعة والمنفرد، فلا وجه لتخصيصه هنا على أنها صلاة الجماعة في المساجد، إلا إذا صح في ذلك خبر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يصح ذلك. نعم، قد روي في الباب أحاديث، لكنها لا ينهض شيء منها على المطلوب، إما لضعف فيها، أو لأن ما صحّ منها له محمل أرجح من هذا، أو لكونه موقوفًا لا يتم به الاحتجاج.



وحول القول الرابع قال الشيخ أحمد الغامدي: إن صلاة الجماعة فرض على الكفاية، وأشار الحافظ في الفتح إلى أنه ظاهر نص الشافعي، وعليه جمهور المتقدمين من أصحابه، وقال به كثير من المالكية والحنفية ونصره النووي في المجموع. واحتجوا على ذلك بحديث مالك بن الحويرث الليثي مرفوعًا: ((إذا حضرت الصلاة فأذنا وأقيما ثم ليؤمكما أكبركما))، وهو من الأحاديث التي احتج بها أهل القول الثاني، وقد بينا هناك أن الحديث إنما فيه بيان مشروعية إمامة الأكبر سنًا لمن هو دونه، وليس فيه دلالة على ذلك.



+++++++++++++++++++


حقيقة صلاة الجماعة في الإسلام...لا فرض ولا سنة.


حيث كان مسجد رسول الله هو مقر الدعوة ودار الحكومة ودكة القضاء وملتقى الناس ومدرسة لتعلم الدين وأحكامه، وأيضا كان مقرا لقيادة الجيش الإسلامي الناشئ ومحل تجمع المقاتلين ونفيرهم، فكان المسجد هو المكان الوحيد الذي يجمع الجميع من الذين يلزم تواجدهم بالضرورة وخاصة من أصحاب الصفة أو من كبار السن أو للقاء الرسول ص وملازمته، فكان من الطبيعي أن يجتمع هؤلاء جميعا لأداء الصلاة معه دون إلزامهم أو جبر أو دعوة أو حتى إشارة لذلك لا في نص قرآني ولا في حديث صحيح، ما عدا صلاة الجمعة فهي جامعة بحكم الترغيب والتحبيب نصا وممارسة.

بل هناك أشارات أن رسول الله ص أحيانا يترك الصلاة في المسجد ليصلي في بيته وما أكثر ما صلى هناك كما صلى أصحابه وكبار قادة المسلمين في بيوتهم وأكثرها كانت ملاصقة للجامع، وهكذا فعل خيرة الصحابة في الحل والسفر والصحة والسقم ويذكر المؤرخون أن الخليفة الرابع الإمام علي ع قاطع المسجد لمدة ستة أشهر بعد وفاة النبي والقضية معروفة بالتفصيل ولا خلاف عليها.
حتى رحل رسول الله وأجبر المسلمون على أداء الصلاة جماعة خلف الحاكم أو وكلائه والسبب يعود لمعرفة من يناصر الخليفة ومن يعاديه أو يتحفظ على ذلك، فالسبب من وجود صلاة الجماعة يعود أصلا إلى رغبة سياسية لا صلة لها بأحكام الإسلام ولا منهج الرسول، أما الروايات المروية حول أفضلية صلاة الجماعة وأن الركعة في الجامع أو المسجد خلف الإمام تعادل كذا ركعة أو أفضل من كذا حجة وكذا عمرة، فهي مما لم ينزل الله بها سلطانا وكلها من صنع أدوات السلطة ولغايات في نفس يعقوب يعلمها الله ولا يعلمها المسلمون.

 القضية والتي تحولت من سنة أستحبابية إلى ما يصل إلى درجة الفرض (فرض كفاية على تعبير بعض الفقهاء)، كانت العوامل السياسية بين أطراف الصراع الإسلامي الداخلي حاضرة، فبعد رحيل النبي محمد ص قاطع بني هاشم وأغلب ألأنصار والكثير من السابقين الأولين الصلاة خلف الخليفة الأول رض مع علمهم بما في مخالفة السنة لو كانت حقيقية من تركها وأثرها على الإيمان الشخصي لهم، فالحال يقول أن هؤلاء الذين يعدون من ركائز المؤمنين أولى بغيرهم من أداء السنن والفروض.

 العلماء رحمهم الله اختلفوا في صلاة الجماعة، فالبعض يراها سنة مؤكدة، والبعض الآخر يراها فرض كفاية، وهناك من قال بوجوبها عينا. فعند الشافعية أنها فرض كفاية، وهو الصحيح من مذهبهم، ومنهم من قال إنها سنة. قال الشيرازي في المهذب: اختلف أصحابنا في الجماعة فقال أبو العباس وأبو إسحاق: هي فرض كفاية يجب إظهارها في الناس، فإن امتنعوا من إظهارها قوتلوا عليها، وهو المنصوص في الإمامة، والدليل عليه ما روى أبو الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة، إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، عليك بالجماعة، فإنما يأخذ الذئب من الغنم القاصية. وقال النووي في المجموع شرح المهذب: والصحيح أنها فرض كفاية، وهو الذي نص عليه الشافعي في كتابه "الإمامة" كما ذكره المصنف، وهو قول شيخي المذهب: ابن سُريج وأبي إسحاق وجمهور أصحابنا المتقدمين، وصححه أكثر المصنفين، وهو الذي تقتضيه الأحاديث الصحيحة. وعند أكثر المالكية أنها سنة مؤكدة، وقال بعضهم: فرض كفاية، قال أبو الوليد الباجي في شرحه على موطأ الإمام مالك عند شرحه لحديث: صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة. وهذا الذي ذكره يدل على أن الجماعة ليست بشرط في صحة الصلاة ولا بفرض)).

في القواعد الشرعية الفروض مبنية على نص واردة في كتاب الله تحديدا وتخصيصا، وكل ما عدا ذلك من مستحبات الأعمال لا يمكن فرضها ولا الحساب على تركها بدون حجة أو دليل ظاهر محكم، فحتى رواية أبي الدرداء حول صلاة الجماعة وما عاضدها من روايات تشير لوجوبية صلاة الجماعة فهي تشير إلى صلاة الجمعة جماعة تحديدا، لا الصلوات اليومية، فقد ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه (أن النبي قال لقوم يتخلفون عن الجمعة " لقد هممت أن أمر رجلا يصلي بالناس، ثم أحرق علي رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم)) رواه مسلم.

فالخلط واضح بين دعوة المسلمين لأداء صلاة الجمعة جماعة وهو فرض كفاية وأستجابة لقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) الجمعة (9)، وبين أن تكون الصلوات اليومية جماعة ويقتتل عليها، فحتى النص بصلاة الجمعة جاءت بصيغة (النصيحة وطلب الخير) ولم تكن إلزامية ولا قهرية على الناس، فكيف بصلاة لم ينزل الله بها حكما ولا نصا بينا على حتى كفائية فرضها، وكل ما جاء بها من أحكام رواها المؤرخون وأصحاب الروايات لا تتعاضد ولا تقوى على فرضها لا سنة ولا فرض، بقدر ما تشير إلى أن الحسم في ذلك يبقى لصالح طلب المثوبة والأستفادة مما تتركه من أثر معنوي على المصلين.

يركز المذهب الشيعي على ذلك تأكيدا على عدم وجوبها لا كفرض كفائي ولا كسنة مؤكدة ولا جزاء على تركها بل قصارى ما قالوا فيها الذم على عدم الإتيان بها مع التمكن، فقد ورد في مثلا في كتاب منهاج الصالحين للسيد السيستاني هذا الأمر بهذه الصيغة الأعتدالية (تستحبّ الجماعة في جميع الفرائض، غير صلاة الطواف فإنّه لم ‏تثبت مشروعيّة الجماعة فيها، ويتأكّد الاستحباب في الصلوات اليوميّة خصوصاً في الأدائيّة، ولا سيّما في الصبح والعشاءين، ولها ثواب عظيم، وقد ورد في الحثّ عليها والذمّ على تركها أخبار كثيرة ومضامين عالية لم ‏يرد مثلها في أكثر المستحبّات).
وقد أفتوا بعدم وجوبية النوافل والصلوات المخصوصة كالتراويح وصلاة العيد وصلاة الأستسقاء وغيرها من الصلوات المستحبة (لا تشرع الجماعة لشيء من النوافل الأصليّة وإن وجبت بالعارض لنذر أو نحوه مطلقاً على الأحوط لزوماً، وتستثنى من ذلك صلاة الاستسقاء فإنّ الجماعة مشروعة فيها، وكذا لا بأس بها فيما صار نفلاً بالعارض، فتجوز الجماعة في صلاة العيدين مع عدم توفّر شرائط الوجوب)، فهم بالتالي لا يقولون بالوجوب مطلقا ولهم رأي فقهي ينفردون به عن كل طوائف المسلمين بما فيهم بعض مدراس المذهب الشيعي من غير الاثني عشرية، مفاد هذا الرأي أن صلاة الجمعة لا تنعقد إلا بإمامة معصوم أو نائبه الثابت بالقطع اليقيني.
فصلاة الجمعة تنعقد عندهم جماعة تحديدا بحضور الإمام المعصوم وهنا يكون الحضور وجوبيا لا مفر منه وفي غير هذا الموضع لا وجوب في صلاة الجماعة ولا الجمعة إلا أختيارا وأستحبابا فقط، لأن قاعدة حكم الإمامة تعين على أن الصلاة من أسباب الطاعة والأتباع الولائي للإمام، فقد ورد هذا الحكم الفقهي في غالب كتب فقهاء الشيعة ومنهم المرجع الأعلى السيد السيستاني (إذا اقيمت الجمعة في بلد واجدة للشرائط فإن كان من اقامها الامام عليه السلام أو من يمثله وجب الحضور فيها تعييناً ، وان كان غيره لم يجب الحضور ، بل يجوز الاتيان بصلاة الظهر ولو في اول وقتها).