الأربعاء، 10 أكتوبر 2018

الربيع العربي الثورة قادمة

ففى مصر هاجم البعض ثورة الشعب الكبرى فى يناير 2011، واعتبرها مؤامرة خارجية، وهو رأى يهدف إلى أن يسلب الشعب إحدى فضائله منذ ثورة 1919 وكأنه شعب لا يثور، وكيف تكون مؤامرة خارجية وقد كان نظام الرئيس المخلوع يؤدى أفضل الخدمات لأمريكا وإسرائيل.
واعتبرها البعض الآخر مؤامرة داخلية، والسؤال: ممن؟ إن النظام يقوم على رجال الأعمال والفساد وتهريب الأموال إلى الخارج.

لم يتبق إلا أن الشعب قد ظل ساكنا أمام أكثر من ثلاثين عاما ويزيد ويستبعد التوريث، واتحد رجال الأعمال ورجال السلطة فى مجموعة واحدة تجمع بين الاقتصاد والسياسة، ومن قدر على إحداث ثورة 1919 من الفلاحين فى الريف يقدر على ثورة مماثلة فى يناير 2011 تجمع بين كل طوائف الشعب، فلاحين وعمالاً وطلبة وموظفين، شبابا وشيوخا، رجالا ونساء. بدأت تدريجيا فى الاحتفال بعيد الشرطة فى 25 يناير، الذى قاومت فيه شرطة قسم الإسماعيلية العدوان البريطانى ثم انتقلت من مقاومة العدو فى الخارج إلى مقاومة العدو فى الداخل، ومن المطالب الاقتصادية مثل خفض الأسعار وزيادة الأجور إلى المطالب السياسية، خلع الرئيس. واستمر الشعب فى ميدان التحرير من 25 يناير إلى 11 فبراير حتى استقال الرئيس، ورفض الجيش التدخل لحمايته.

والثورة المصرية فى يناير 2011 جزء من الربيع العربى، ابتداء من تونس ثم مصر ثم سوريا ثم العراق ثم ليبيا ثم اليمن. ولولا تعثرها لتابعتها ثورات الجزائر والأردن والخليج. وقد بدأت تباشيرها فى الحجاز. فرح العرب والعالم كله باندلاعها. ثم أصيبوا بالإحباط لعدم تحقيق نتائجها، وتحقيق مبادئها الأربعة: الخبز، والحرية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، وانقلاب بعضها إلى الضد فى ثورات مضادة. وعادت الثقة إلى الشعب بأنه يستطيع أن يقوم بالثورات بنفسه منذ 1919 دون الاعتماد على الجيش منذ ثورة عرابى 1882 حتى ثورة 1952.

وخُلع بعض الرؤساء أو هربوا أو قُتلوا بإرادة الشعب، وكأن الثورة الفرنسية تعود من جديد دون مقصلة، ودون تنظيم يحمى مسارها. وكان الخلاف طبيعيا فى وجهات النظر. يوضع الدستور أولا قبل انتخاب مجلس الشعب أم يتم انتخاب مجلس الشعب قبل وضع الدستور؟ ولأول مرة يُنتخب رئيس مدنى للبلاد ومن التيار الإسلامى. ولأول مرة يُنتخب مجلس للشعب، الأغلبية فيه ورئيسه أيضا للتيار الإسلامى.

«أخونة» الدولة. وتخلت عن شعار «مشاركة لا مغالبة». وأصبحت الممارسة «مغالبة لا مشاركة». ولم يستطع تجميع التيارات والقوى السياسية وراءه. فثار غضب الشعب.

وتجمهر من جديد دفاعا عن ثورته لمدة ثلاثة أيام 30/ 6 حتى 3 /7 حتى تم التخلص منه بعد رفض كل الحلول الوسطية مثل الانتخابات المبكرة.

وفضّل استعمال القوة فى اعتصام رابعة وهو لا قوة له. وبدأ التحول فى الوعى الوطنى من إسرائيل كعدو إلى الإرهاب والإخوان، تعلق عليهما جميع أخطاء النظام الجديد مثل غلاء الأسعار، والفساد، وتعويم الجنيه المصرى، وانخفاض سعره أمام الدولار، وإلغاء تنظيمات المجتمع المدنى بدعوى إعادة تنظيمها والرقابة على تلقيها المعونات من الخارج، وإبعاد الدين والجامعات عن السياسة فى حين أنها تعمل بالسياسة إذا كانت مؤيدة للنظام.

وتعادى مصر دول الجوار، تركيا وإيران، وهما قوتان عسكريتان واقتصاديتان وسياسيتان يجد فيهما العرب الجدار الثانى حول إسرائيل إذا ما انهار الجدار العربى الأول.

إن من لم يشارك فى حروب التحرير أو فى مقاومة المحتل لا يستطيع أن يدرك أهمية الثورات فى حياة الشعوب. لقد قام الشعب الفرنسى بالثورة الفرنسية الأولى عام 1798.

ولما عادت الملكية قام بثورة ثانية للحفاظ على مكاسب الثورة الأولى ومبادئها الثلاثة: الحرية والإخاء والمساواة. ففى حياة الشعوب قامت عدة ثورات وليس ثورة شعبية واحدة. بل إن قانون التاريخ يبين أن لكل ثورة ثورتين، الأولى تنجب ابنا، والثانية تنجب بنتا. فلا فرق بين الذكر والأنثى فى الثورات.

فالثورة مرتبطة بالروح وليس بالجنس. الثورة هى التى تعطى الأمل فى المستقبل. هو حاضر يتحرك فى الزمان. وإيقاف الثورة يعنى القضاء على هذا الأمل فى المستقبل.

تندلع الثورات بإشارات يطلقها الأفراد. بوعزيزى أشعل النار فى نفسه دفاعا عن كرامته.

فقام الشعب التونسى ثم الشعب المصرى ثم باقى ثورات الربيع العربى. وخُلع الحاكم أو هرب أو قُتل.

واندلعت الثورة الفرنسية عندما قامت امرأة لتقود الجماهير لفتح سجن الباستيل وإطلاق سراح المعتقلين. فالثوار ليسوا أشرارا والثورة ليست من فعل الشياطين.

وقد وصفهم الرئيس المخدوع بأنهم أراذل أو «حرامية» بعد مظاهرات يناير 1977 ضد غلاء الأسعار، وفتح الجمعيات التعاونية، وتوزيع ما بها على الفقراء.

الثورة باقية فى القلوب. قد تتكرر لأن نتائج الثورة الأولى لم تتحقق. تنفجر حين يحين وقتها. «وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا».
 الثورة «فكرة»، والأفكار لا تموت. والثورة «حلم»، ورائحة الأحلام، لا تهجر دفء الوسادة. والثورة مثل «قلب»، الانسان، اذا توقف، رحلت الحياة.

++++++++++++++++++++
“كيف يمكن أن تشرح للغير أنك ما عدت تصلح للأحاديث اليومية السطحية، وأنك مستنزف إلى درجة أنك تحتاج فسحة من الوحدة كي ترمم ما دمرته الحرب في داخلك! كيف يمكن للجميع أن يحترموا أنك ما عدت قادرا على الإجابة عن سؤال عادي، أو روتيني أو تجاذب أطراف حديث طبيعي وتافه؟”.

الناس تعبت من الدين ... بعد مابقت البلد خرابة!
العراقيون يصرخون : علمانية علمانية لا سنية ولا شيعية ...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق