الثلاثاء، 30 أكتوبر 2018

السنة النبوية والحديث


الشيخ محمد الغزالى وكذلك محمد رشيد رضا وكذلك الشيخ محمد عبده وعبد المتعال الصعيدى ومحمد أبو زهر وابن باز، كل هؤلاء ردّوا أحاديث فى البخارى، بعضهم بسبب علّة فى السند وبعضهم بسبب علّة فى المتن، بمعنى أن عقولهم لم تستسيغها، وقد قُلت فى معرض كلامك إن الهجوم على السنة هو هجوم على القرآن، لأن السنة مفسّرة القرآن، فماذا إذا كانت السنة ناسخة للقرآن، فعندما يتحدَّث القرآن عن التسامح وحرية الاعتقاد فى آية «مَن شاء فليؤمن ومَن شاء فليكفر»، و«لكم دينكم ولى دين»، و«إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر»، وتأتى السنة لتنسخ القرآن وتقول «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله»، وأحاديث كثيرة عن  حدّ الردة، فبدلاً من محاولة الرد على الحديث، ذهب إلى التعميم والهجوم العام ، بل الوصول إلى حد التكفير والتشهير والتحريض ليكن معلومًا لهم أن رد الأحاديث الصحيحة وادعاء أنها ضعيفة من أخطر ما يكون، لأنه كذب على رسول الله، لأن الكذب كما يكون بإدخال ما ليس من الحديث فى الحديث.


 يقول «من كذب علىّ عامدًا متعمدًا فليبتوّأ مقعده من النار»، مَن يدَّعى أن رسول الله سيقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ومَن يغيّر اعتقاده سيقتل، وأن رسول الله قتل كعب بن الأشرف غيلة، وكذلك أبا الحقيق، وكذلك عصماء بنت مروان، وأنه ذبح كل مَن أنبت من بنى قريظة، بمعنى من بلغ السنوات العشر أو ربما أقل، وكانوا تسعمئة رجل وغلام فى صبيحة يوم واحد، أو أنه طلب من الجونية أن تهب نفسها له، وعندما رفضت ضربها، أو أن تفسير «فأتوا حرثكم أنّى شئتم» تعنى إتيان المرأة فى دبرها. مَن يدَّعى كل هذا فهو صادق مع رسول الله، ومن ينفى عنه كل هذه التهم فهو كاذب على رسول الله عليه أن يتبوأ مقعده من النار! قولاً واحدًا أريده من الدكتور عمر هاشم، يقول بصراحة للقراء ما تصنيف علماء الحديث لكتاب البخارى، هل قطعى الثبوت أو ظنّى الثبوت أو غلبة الظن؟ كل المعلومات التى لدىّ من كتب العلماء السابقين تقول إنه ظنّى الثبوت فى أغلبه بل فى معظمه، ثانيًا ما قول العلماء فيمن ينكر شيئًا ظنى الثبوت، أما التلاعب بكلمة صحيح التى لا تنفى عن الحديث الظنية ولا تعنى اليقين أو غلبة الظن بأى حال من الأحوال، ولكنه التضليل على الجمهور المتعمد الذى لا يدرك الفروق بين 
الكلمتَين.

*************************************
هل تعمد البخاري اهانة الرسول 


كتابه "صحيح البخاري" كان مصادفة، فالرجل ابتدع شيئا نهى عنه الرسول نفسه حينما قال "لا تكتبوا عني غير القرآن، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه" (صحيح مسلم).

وقد انصاع صحابة الرسول عليه السلام لهذا الأمر، فلم يجمعوا لنا ما يسمى بالأحاديث حتى جاء البخاري بعد أكثر من مئتي عام ليعصي أمر الرسول ويخالف عمل الصحابة ويجمع هو "الأحاديث" بالرغم من النهي عن جمعها!
يا لها من مفارقة أن يجمع الأحاديث من يعرف جيدا أن الرسول نفسه نهى عن روايتها!
من الواضح أن الرسول الكريم لم يذهب لرواة الأحاديث ليكلمهم عن قدراته الجنسية الخارقة، فهل كان هؤلاء الرواة يتلصصون عليه ليعرفوا هذه الأشياء؟

 أن عمر بن الخطاب ضرب أبا هريرة لما سمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لماذا لم يجمع لنا البخاري إلا خطبة جمعة واحدة من كلمات الرسول وهي "خطبة الوداع" رغم أن خطب الرسول في صلاة الجمعة تزيد عن ألف خطبة في حياته؟

 النبي كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار، وهن إحدى عشرة، قال الراوي عن أنس قلت لأنس: أو كان يطيقه؟ قال: "كنا نتحدث أنه أُعطي قوة ثلاثين" وفي رواية الإسماعيلي: قوة أربعين في الجماع (أخرجه البخاري في صحيحه).

عن عائشة "كانت إحدانا إذا كانت حائضا فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشرها، أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها".

ولم يقف البخاري عند هذا الحد، بل وصل إلى درجة التفاصيل فعن جابر رضي الله عنه أنه قال: تزوجت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تزوجت؟ فقلت تزوجت ثيبا، فقال: مالك وللعذارى ولعابها!" (أخرجه البخاري في صحيحه).
وقد ذكر في فتح الباري على شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني أنه روي: "ولعابها بضم اللام والمراد به الريق، وفيه إشارة إلى مص لسانها ورشف شفتيها، وذلك يقع عند الملاعبة والتقبيل!".
وكذلك ما رواه ابن خزيمة في صحيحه، والإمام أحمد في المسند، وأبو داود والبيهقي تأكيدا للحديث السابق عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها!
فهل يعقل أن يغض البخاري وغيره من رواة الأحاديث عن ألف خطبة جمعة كانت ستوضح الكثير والكثير في فهم الإسلام ويتم جمع الأحاديث المذكورة أعلاه بدلا منها؟
هل هذا شيء منطقي أو يتوافق حتى مع البديهيات؟ مجرد سؤال!
++++++++++++++++++++++++++
الحكمة بين السُّنة النبوية والفهم القرآني
إن الله ذكر السُّنة النبوية الشريفة في آيات القرآن الكريم؛ ولكنهم لم يجدوا ذلك بصورة صريحة، فاعتبروا أن مصطلح "الحكمة" الوارد في القرآن يعني أنه "السُّنة النبوية"، وذلك من أجل إضفاء قداسة على أقوال المفسرين والمؤرخين وأئمة المذاهب الفقهية. ولأن بعض الأحاديث المنسوبة تخالف القرآن وتنقضه نقضًا، فقد اعتبروا أنه يوجد وحي إلهي ذو شقَّين؛ قرآني ونبوي، واعتبروا ما جاء في سورة الحشر|7 "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" دليلًا على أن قول النبي وحي حتى لو خالف النص القرآني، وهو قول غير منطقي وغير نبوي أو قرآني؛ فالرسول الكريم ملتزم بالوحي الإلهي، كما جاء في سورة يونس|15 "وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ"، فالنبي لا يبدّل الآيات، ولا يتّبع إلا الوحي. ومن هنا لا يمكن تصديق أن النبي قال حديثًا أو قال قولًا مخالًفا للوحي، ونراه أمرًا مفروغًا منه.

وفي المقابل نجد أن الرسول المعصوم محمد عليه السلام، عاش عشر سنوات في المدينة المنورة، كانت الآيات القرآنية تتنزل عليه بين حين وآخر؛ قد يأتي الوحي كل يوم أو مرتَين، أو كل عدة أيام أو أسابيع، وخلال تلك الفترات عاش المسلمون دون نزول الوحي، كان النبي يتعامل مع أصحابه وزوجاته؛ مع المسلمين وغير المسلمين من اليهود ونصارى نجران على سبيل المثال،
والأدهى أن المسلمين التزموا بحفظ القرآن كما هو، ولكنهم اختلفوا في تأويله. وعلي بن أبي طالب قال يوم موقعة "صفين": "اليوم أقتلهم على تأويله كما قتلتهم من قبل على تنزيله"، ولقد تم تدوين ما حدث من حوارات وتعاملات من النبي مع أصحابه بعد وفاة النبي بمئتي عام، 
"أنتم أعلم بشؤون دنياكم"، نسبوه إلى النبي عندما طلب منهم عدم تلقيح النخيل، فلم يلقحوها، فلم يثمر النخيل بالتمر، وهو أمر يخالف القرآن وسيرة النبي؛ لأن النبي كان رجلًا عربيًّا في المقام الأول، ويعرف أنه لابد من تلقيح النخل ليُثمر، كما نزلت عليه الآية 22 من سورة الحجر: "وأرسلنا الرياح لواقح"، ومعنى ذلك أن النبي قط لم يطلب عدم تأبير (تلقيح) النخل، وأيضًا وصية النبي للصحابي معاذ بن جبل، الذي يقصد أنه سيجتهد برأيه إذا لم يجد حكمًا في القرآن أو قول للنبي، من خلال فهمه للقرآن وليس مجرد رأي شخصي، ولكن لأن المؤرخين والمفسرين لم يجدوا دليلًا للسنة يسندهم في القرآن الكريم، قالوا إن الحكمة تعني السُّنة، وهو أمر مردود عليه.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق