الأربعاء، 31 مايو 2023

الحراك الاجتماعىة جمال أبو الحسن ******* التراتبيات الاجتماعية ****

Jun 21, 2021 Jul 26, 2021 Dec 2, 2021 Aug 1, 2022 Aug 10, 2022

مجتمعًا إنسانيًَا من دون تراتبية اجتماعية. المجتمع هو، بالتعريف، بُنيان معقد ومركب، ومن سماته الأساسية التخصص وتقسيم العمل، ومن ثَمَّ التمايز بين البشر فى المكانة. التراتبية جاءت كنتيجة طبيعية للاجتماع البشرى منذ عصر الزراعة، ومنذ اضطر الناس للعيش معًا فى جماعات كبيرة العدد. يُمكن القول بأن الفارق الرئيسى بين المجتمعات القديمة والحديثة يكمن فى مدى جمود هذه التراتبية أو مرونتها. هذا ما ينصب عليه مفهوم «الحراك الاجتماعى». المجتمعات ذات التراتبية الجامدة يكون فيها الحراك الاجتماعى صعبًا أو مستحيلًا. المجتمعات ذات التراتبية المرنة والمتغيرة توفر إمكانيات أكبر للانتقال من مرتبة إلى أخرى على السلم الاجتماعى.

ثمة مجتمعاتٌ عُرفت بجمود التراتبية فيها على نحو حديدى، بحيث يستحيل على المرء الانتقال من مرتبة إلى أخرى. المثال الأشهر هنا هو نظام الطبقات الهندى

لا مجال فى هذا النظام للصعود من طبقة إلى أخرى. أبناء الكهنة يصبحون كهنة. أبناء المنبوذين- الطبقة الأدنى التى تُعرف بـ«الداليت»- محكومٌ عليهم بهذه المكانة، جيلًا بعد جيل. هذا النظام تشكل قبل الميلاد بنحو 1500 عام. ورغم تعاقب الإمبراطوريات على الهند، مازالت بقايا هذا النظام الطبقى الجامد تُلقى بظلالها على العلاقات الاجتماعية إلى اليوم فى شبه القارة الهندية.

وقد عرفت الحضارات الإنسانية مؤسسات كثيرة مُصمَّمة للحفاظ على التراتبية الاجتماعية السائدة. المؤسسة الأشهر على الإطلاق هى العبودية.

 لم تكن العبودية، فى أى مجتمع، شأنًا مستهجنًا أو ممجوجًا، بل طالما اعتُبرت واحدةً من حقائق الحياة وطبائع الأمور. آيةُ ذلك أن عقلًا خارقًا، مثل أرسطو، لم يرَ غضاضة فى تبرير العبودية، بل اعتبرها أمرًا نافعًا للعبيد أنفسهم!.فكرني بلقط في مسلسل صراع العروش 

من المؤسسات التى ابتدعتها المجتمعات كذلك لتجميد الحراك الاجتماعى النظام المعروف فى العصور الوسطى بـ«طوائف الحرف» أو النقابات. وكان هذا النظامُ سائدًا فى البلدان الأوروبية، وكذا فى الدولة العثمانية. الغرض من النظام كان بناء أسوار عالية تحُول دون دخول الوافدين الجُدد إلى المهن والصناعات المختلفة. لم يكن سهلًا أن يُصبح المرء حلاقًا أو نساجًا أو صائغًا فى مجتمعات العصور الوسطى. أغلب الظن أن ابن الحلاق هو مَن يرث والده فى المهنة. لا يُمكن أن يحترف المرء صنعة جديدة من دون أن يُقره شيخ الطائفة. يتطلب الأمر أن يعمل المرءُ صبيًا لسنوات لدى صاحب محل (المعلم)، ثم يُسعده الحظ بوراثته عبر الزواج من ابنته مثلًا، أو أن يدخر مالًا يشترى به مكانه فى الطائفة. لم يكن الانتماء إلى حرفة بالأمر الهين. نظام الحرف لم يكن سوى مؤسسة أخرى مُصمَّمة لكبت الحراك الاجتماعى.

النخب المستقرة على القمة صممت «قواعد اللعبة» بحيث تضمن بقاءها وبقاء ذريتها فى هذه المكانة العالية. المجتمعات ذات التراتبية الجامدة غالبًا ما تكون أكثر استقرارًا، خاصة إن كانت التراتبية مقبولة من أبناء المجتمع أنفسهم باعتبارها أمرًا طبيعيًا وانعكاسًا للنظام الكونى. لذلك نجد أن الكثير من هذه التراتبيات اكتسب شرعيته على أساس دينى. من ذلك مثلًا ارتباط نظام الطبقات فى الهند بالديانة الهندوسية، والتصاق النظام الصينى بفلسفة كونفوشيوس، وجوهرها شعار «اعرف مكانك» كأساس لانسجام النظام الاجتماعى. وكذلك ارتباط النظام الإقطاعى السائد فى العصور الوسطى بهيمنة الكنيسة.

ومن الملاحظ أن التجار كانوا دائمًا مصدر قلق للهيكل الاجتماعى السائد. أغلب الحضارات لم تُعطِ التجار مكانة عالية فى التراتبية الاجتماعية. غالبًا ما سبقهم رجالُ الدين والعسكريون، إذ نُظر إلى نشاط التجار باعتباره غير منتج، ومحل ريبة. وربما تُمثل الحضارة الإسلامية استثناء مهمًا من حيث المكانة الكبيرة التى منحتها للتاجر فى المجتمع، كون الرسول (ص) نفسه مارس التجارة وحضّ عليها. وقد ارتبط عصر النهضة ببزوغ مجتمعات لعب التجار فيها دورًا أساسيًا، واحتلوا قمة الهرم الاجتماعى، بل صاروا أساس النخبة الحاكمة. البندقية وفلورنسا وهولندا كانت تحكمها نخبٌ تجارية. وربما مثّل ذلك بداية اختراق التراتبيات الاجتماعية الجامدة وشق طريق- ضيق وصعب فى البداية- أمام الناس لصعود السلم الاجتماعى على أساس الشطارة والجدارة فى الكسب وتكوين الثروة عبر التجارة.

كما احتاج كبت الحراك الاجتماعى عبر التاريخ إلى تكوين مؤسسات مانعة تحافظ على التراتبية وتضمن استمرارها، فإن توفير هذا الحراك اقتضى بدوره نوعًا مختلفًا من المؤسسات يضمن انفتاح مسارات الصعود الاجتماعى وعدم انسدادها. كلما توفرت هذه المسارات أمام البشر فى مجتمع من المجتمعات، كان هذا المجتمع أقرب إلى الحداثة.

جمال ابو الحسن كاتب مصري اليوم والوفد 

* 2016

 مفهوم «التراتب الاجتماعي»، ووصفوه بأنه يعبر عن اوضاع اللامساواة القائمة بين الافراد والجماعات في المجتمعات البشرية، فهو كمفهوم يشير الى تراتب وترتيب وتدرج الناس داخل المجتمع على اساس المكانة والحظوة والتملك والسلطة وغيرها من «المكتسبات» المرتبطة بطبيعة كل مجتمع.

نتمتع بمكتسبات بالولادة أو بالهوية المجتمعية، بمعنى آخر ان مساهمتنا الذاتية في ما نتمتع به من مكانة اجتماعية، هي مساهمة غالباً ما تكون هامشية! وقد تكون هنالك بعض الحالات الشاذة التي استطاعت ان تخترق قانون التراتب الاجتماعي، وتشق طريقاً مفتوحاً بالجهد الذاتي.. لكن القاعدة هي ان اغلبنا قد ورث مكانته الاجتماعية ولم يجتهد فيها!

المجتمعات الغربية استطاعت ان تقنن الى حد كبير من تأثير مثل هذا التراتب الاجتماعي، لكن ذلك لا ينطبق مثلاً على الولايات المتحدة.. وهو ما اكده احد الباحثين في هذا المجال، حيث اكدت دراساته ان أفراد الطبقة العليا في الولايات المتحدة، وهي ارستقراطية الاعمال، يحصلون على النصيب الاعظم والاوفر من الثروات والجانب الاكبر من المؤسسات الحاكمة، ومنها تشكل جماعات اتخاذ القرارات الرئيسية في الدولة!
المشكلة الاهم في «التراتب الاجتماعي» انه يتداخل وبشكل كبير مع قضايا اخرى، كالعدالة مثلا التي يشترط تطبيقها ان يكون الناس سواسية، وهو ما يتم تجاوزه يوميا.. ولا داعي للاستشهاد بالامثلة هنا لانها اكبر من حجم المقال!

 مفهوم التراتب الاجتماعي في التنمية، التي هدفها في النهاية الانسان، ايا كانت مرتبته، وليس «الانسان الخاص» الذي يملك، و«الانسان العام» المعدم الذي لا يملك!

اساس الصراع البشري هو هذا «التراتب الاجتماعي» الخالي من العدالة، والمشكلة ان لكل تبريراته الخاصة، فالدين يبرر بطريقته، والسلطة كذلك، بل وحتى الاعلام الذي يبرره من خلال صياغة الخبر وبثه، فغالبا ما يحظى «الانسان الخاص» بتعاطف وتغطية اعلامية اكثر بكثير من «الانسان العام»!

*

السوق كمدخل سوسيولوجي لفهم البنية والتراتبيات الاجتماعية


السوق فقط مجرد فضاء وتجمع تجاري كبير للأنشطة والعلاقات التجارية، فإن المقاربات السوسيولوجية والأنثروبولوجية، تتخذ من هذه الأنشطة والعلاقات التجارية موضوعا للدراسة والبحث، باعتبارها صادرة ومعبرة عن السلوكيات العفوية للأفراد في كل تجلياتها، مما يحقق شرط الموضوعية التي تشكل غاية وهدفا لكل دراسة علمية.

هل السوق واحد لكل الناس، أم أن لكل سوقه؟

هناك أسواق الأسهم والأموال: وهي أسواق تبقى خاصة بنخبنا السياسية، ممن يدافعون عن فكرة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحداثة والاشتراكية، مع أنهم أكبر إقطاعيين وملاكيين!

هناك الأسواق الكبرى (مرجان، أسواق السلام، كايرفور، أسيما، لابيل في…)، وهذه الأنواع من الأسواق، وإن كانت أبوابها مفتوحة للجميع، وإن كانت تُنتَجُ بخصوصها وصلات إشهارية بلهجة يفهما الجميع أيضا، فهي تبقى مع ذلك، في واقع الأمر لأصحاب الجيوب المنتفخة، الذين يقبلون عليها لاقتناء كل الحوائج والمستلزمات… وليست أبدا للمنتمين إلى الطبقة الصفر أو المنتمين إلى الطبقة الوسطى قيد الانقراض، من الذين يلجونها فقط للاكتشاف أو يقومون في أحسن الأحوال بشراء بعض الأشياء البسيطة الضعيفة الجودة كالكشير المسرطن.

(سوق الأحد، سوق الإثنين، سوق الأربعاء، سوق الجمعة، سوق السبت…) وتكون عامرة عن آخرها، وهي أسواق للدراويش والمساكين والبسطاء والبؤساء الذين يعملون كثيرا ويتقاضون أجرا هزيلا… غير أنه يمكن أن ننبه، -وفق مقتضيات الملاحظة السوسيولوجية-، إلى أن هذه الأسواق التي تبدو عامرة عن آخرها، فإن من يتاح لهم الاقتناء والتبضع منها هم الذين ينتمون إلى الطبقة الوسطى، أما الذين ينتمون إلى الطبقة الصفر، فإنه لا يتاح لهم التسوق حتى ينخفض السعر بعد الساعة الثانية بعد الزوال، أما بعضهم الآخر، فرغم أنهم يقترضوا من عند أكثر من جار فلا يجعلون في قفاتهم إلا بعض الكيلوغرامات من البطاطس واللفت…

هناك أسواق سميت بأسماء أماكن، بها الخردة وما يسمى بملابس «الريكلام» و«حوايج البال» و«الجوطية»، وكذا بعض الأنشطة التجارية، (كسوق الكلب وسوق القريعة بالدار البيضاء، وسوق كاساباراطا بطنجة، والسوق الخانز بأسفي، وسوق الحفرة بالقنيطرة… وغالبا ما تكون مصادر هذه السلع التي يتم الإقبال عليها، من أوربا حقا، حيث يكون قد سبق وأن لبسها مواطنون في بلدان الكرامة والحق والعدالة الاجتماعية: الإيطاليون، الفرنسيون والأمريكيون… أو تم جلبها فقط من الأضرحة، إذ أن ما نجهله بهذا الخصوص، هو أن آلاف من الناس يتوافدون على زيارة أضرحة الأولياء، حاملين معهم الشموع والحناء وماء الزهر وبعض من ملابسهم التي يتركونها هناك، اعتقادا منهم أن التوجه إلى أضرحة الأولياء الصالحين بهذا النوع من الأفعال (الطقوس والممارسات)، سيدرأ عنهم العين وسيخلصهم من «التّابعة» (بتشديد التاء وفتحها)، إلا أن السماسرة القيمون على الأضرحة يبيعونها لتجار آخرين، هم بدورهم يعيدون بيعها للناس في هذا النوع من الأسواق، ويخبرونهم أنها من إيطاليا أو فرنسا، أما والحقيقة، فهي ملابس «التابعة» ليس إلا!

متى سنغلق الأسواق «الخاوية»؟ ومتى سنكسر حجم التراتبيات الاجتماعية الصارخة لكي نؤسس لسوق واحد، هو سوق الكرامة والمساواة والإنصاف والعدالة الاجتماعية؟

لسوق الخاوي: ولهذا النوع من الأسواق، معنى رمزي عميق جدا، وهو لفئة ليست بقليلة من الناس، فئة المحرومين والمهمشين الذين لا صيت يسمع لهم، لكونهم لا يملكون، فهؤلاء، مهما بلغت رجاحة أفكارهم يقال لأفضلهم: «سوقك خاوي»


العقلانية المعاصرة عن العقلانية التقليدية، أن الأولى تعلي من شأن الخطأ

 افترض شيطانا ماكرا يخدع العقل ويغشّه. بل إن ديكارت جعل في العقل نفسه فعاليات تعوقه عن المعرفة اليقينية مثل الذاكرة والخيال. وعلى الرغم من ذلك فإنّ العقلانية التقليدية لم تكن لتجعل الخطأ يتمتّع بقوّة تمكّنه من أن يصمد ويستمر في الوجود. فقد كانت هناك دوما لحظة يرتفع فيها الخطأ ويزول ليدع المكان للمعارف الصائبة اليقينية. وما "قواعد المنهج" عند صاحب "القواعد لتوجيه العقل" إلا أداة، للقضاء على الخطأ وبلوغ اليقين.

 كانط الذي سيجعل الأوهام من صميم العقل، إلى أن نصل إلى ماركس الذي سيجعل الأيديولوجية من صميم البنية الاجتماعية. هنا لن تعود الأوهام من قبيل الكائنات العرضية الزائلة التي قد يعفينا منها قليل من الحذر وحسن النية وعدم التعجّل والسبق إلى الحكم ومراعاة قواعد بعينها، وإنما ستغدو من مكوّنات الذّهن البشري بما هو كذلك، بل من دعائم البنية الاجتماعية ذاتها التي قد تكون في حاجة إلى أوهام. "إذا كنا نريد أن نتخلى عن الأوهام المتعلقة بوضعنا، فذلك يعني أن علينا أن نتخلى على وضع يكون في حاجة إلى أوهام".

غاستون باشلار في إعادة الاعتبار لمفهوم الخطأ. فهو الذي أوضح أن الفكر هو أولا وقبل كل شيء، قدرة على الغلط، وأن للخطأ دورا إيجابيا في نشأة المعرفة العلمية.

فالحقيقة تستمد معناها عند باشلار، من حيث إنها تقويم لأخطاء. فكأن "وجودها" مدين للخطأ. بل إن "صورة الفكر العلمي ذاته ليست إلا حقيقة منسوجة على أرضية من الخطأ". فلا وجود لحقائق أولى ومعارف بدهية. إن الأخطاء هي الأولى. وفي البدء كان الخطأ. وكل حقيقة جديدة تولد بالرغم من البداهة و"كل تجربة موضوعية صحيحة يجب أن تحدِّد دوما كيفية تصحيح خطأ ذاتي". فالخطأ والجهل ليسا نقصا وعيبا ولا وجودا. ليس الجهل فراغا معرفيا. الجهل كثافة وامتلاء. والمعرفة "لا تصدر عن الجهالة مثلما ينبثق النور من الظلمة". الجهل بنية متماسكة: "إنه نسيج من الأخطاء الإيجابية الملحة والمتماسكة".

لا يمثُل البحث العلمي عند الفيلسوف الفرنسي في تعميق ما نعرفه، وإنما في التخلّص مما نعرف، أو ما نعتقد أننا نعرفه. ما يعني أن العلم ينمو عن طريق الانفصالات والقطائع. فالفكر، أمام المعرفة العلمية،

كل بلوغ لحقيقة لا بد وأن يصاحبه نوع من "الندم الفكري".

لن تعود مسألة المعرفة، والحالة هذه مسألة نمو وبناء، وإنما ستغدو تراجعا و"ندما على ما فات"

"ثقافة الفشل"، هو الكفيل وحده بأن يجعلها تنتصر وتتقدّم وتنمو.

يقترن الفكر اليوم، ليس بالتراكم والبناء والتشييد، وإنما بالنقد والتراجع والحفر و"فكّ البناء".

نفكّر هو أن نتعلم كبح جماح الفكر، أن نتعلم أن نفكر "أقل". هذا "الأقل


الثلاثاء، 30 مايو 2023

الأبوخية . تعليق الحكم

 التوقف عن الحكم ووضع العالم المكاني الزماني بين أقواس، بحيث سقط الاعتقاد الطبيعي بهذا العالم، وثبت التوقف عن اتخاذ أي موقف إثبات أو نفي إزاء وجود الموضوعات.

غير الشك الديكارتي لاثبات الذات و الشكاك في تعليق الحكم 

يعتقد البيرونيون أن الوثوقيين وشكّاك الأكاديمية قد أكدوا أكثر من اللازم، إذ قال الوثوقي: "يمكن معرفة شيء ما"، في حين قالت مدرسة الشك "لا يمكن معرفة أي شيء". بدلا من ذلك، اختار البيرونيون تعليق الحكم على جميع القضايا التي يبدو أن الأدلة متضاربة بشأنها، بما في ذلك السؤال عما إذا كان يمكن معرفة شيء ما أم لا.

بيرون شبه سقراط 

الشك علاجا لمرض يسمى الوثوقية. وعلى عكس الشكوكية الأكاديمية التي انتهت إلى نتائج وثوقية سلبية نافية بسبب شكوكها، لم تتقدم الشكوك البيرونية بمثل هذا النفي، واكتفت بالقول إن الشك هو تطهير يقضي على كل شيء، بما في ذلك نفسه. وهكذا يعيش البيروني، لا يثبت شيئا ويتبع ميوله الطبيعية، ويحترم قوانين مجتمعه وعاداته، دون أن يلزم نفسه أبدا بإصدار أي حكم عليها.

في المجتمع الطبي حول الإسكندرية كترياق للنظريات العقائدية، الإيجابية والسلبية معا، مستهدفة الآراء الطبية. 

لا أحد يستطيع التصرف من دون اعتقاد.

 لا يعترضون على الاسترشاد بالمعقول أو بالمقنع من الأقوال أو المظاهر، على الرغم من أنهم لا يتخلون عن مقولتهم بأن الشك يحجب إمكانية العيش بناء على الحقائق، فالوصول إليها غير ممكن، ومع ذلك يمكن للمرء أن يعيش وفقا لممكن الحدوث، وما يملك حدا معينا من القبول غير اليقيني، والسماح بمقدار كافٍ لتوليد العمل وتوجيهه، وهكذا تحولوا عبر القرون إلى أن يكونوا أكثر عملية.


الجمعة، 19 مايو 2023

الفكر الحقيقي يجلب المال . أزمتنا هي ليست أزمة أفكار بل هي أزمة أفعال وتنفيذ ريتشارد رورتي

Dec 17, 2021

 الانترنت فكرة معرفية بسيطة، والشبكات الاجتماعية بدأت كأفكار متواضعة وغير ذلك كثير، ولكن ماذا ربح هذا الفكر؟

انشغلنا وشغلنا ذواتنا بأفكارنا المختلفة المتناقضة أو حتى المتقاطعة دون حرص على الفعل والإنتاج،

مزيدا من الجدل يعني قليلا من العمل

يعني يريد برغماتية وليم جيمس الامريكية 

*

لا تُوجد إذًا رغبات شريرة في ذاتها بقدر ما تُوجد بعض الرغبات التي قد ينبغي ضبطها ذاتيًا، وفقًا لما يقتضيه تحقيق أكبر قدر من السعادة لأكبر عدد من الناس. والنسبوية الحقة ليست تلك التي تعتقد بتكافؤ الأخلاق، أي بأن كل قناعة أخلاقية جيدة بقدر أي قناعة أخرى[3]، فهي على العكس تعتقد التمايز الأخلاقي، أي أفضلية قناعة على أخرى ضمن سياقات معينة، إلا أنها لا تعتنق قناعة بدعوى أن مصدرها أكبر من أن تتم مُساءلته بشأن القواعد التي يُمليها دون مناقشة،كما يملي تصوره الخاص للطبيعة البشرية بصفته تصورًا مُوحدًا.

مشكلة الأصولية أنها تمنع الحوار الجدلي بشأن أشكال الحياة والسلوك. يشترك رورتي مع هابرماس كما يشير إليجا دان في التأكيد على «لا عصمة» الفلسفة التي تتبنى الموقف النسبوي[4]،حيث إن تلك الفلسفة تضمن عبر ذلك فرصة النقاش الحر داخل المجال العام، في مقابل جمود خطاب ومعايير المؤسسات الدينية المستندة إلى وحي أو نص أزلي ومحسوم المعايير، وكذلك الفلسفات الثيولوجية الآخذة بنمط البحث عن الأسس الأخلاقية والمعرفية المُطلقة والنهائية لتقييم السلوك البشري، بداية من أفلاطون الباحث عن “المُثل” العليا المُبرِرة لظلال السلوك الإنساني.

ففي المُحصلة يتفق رورتي مع مِل وجيمس وهابرماس على أن ذلك هو جوهر الديمقراطية المتمثل في نفي ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة التي يكون لها الحق بالتالي في قمع رغبات وتصورات الآخرين، وإنما يكون لكل تصور أو رغبة أو مصلحة الحق بالتعبير عن نفسها، وللناس حق النقاش والجدال بشأنها، واختبارها عبر التطبيق، بحيث يتواصلون ويصلون إما إلى استبدالها تمامًا، أو مقاربة حل وسط بشأنها.

يُعيد رورتي تعريف الروحانية بحيث لا تعبر عن تطلع إلى الإلهي/المطلق/غير المُدرك، ولكن لتُعبر عن التفكير والتطلع إلى الإمكانات المتجددة لحياة البشر التي يمكن السعي إليها ومقاربتها عمليًا، تلك الإمكانات التي تُحرك آمالهم بحياة أكثر سعادة من الحياة في الوقت الحاضر. هكذا يصير الإله من وجهة نظر علمانية غاية أكثر منه موضوعًا وموجودًا واقعيًا، ففي الثانية، تتقيد الحياة البشرية بالقيود التي فرضتها المؤسسة الدينية التي تستمد شرعيتها في المقام الأول من ذلك الوجود، بينما في الأولى يصير الإله دالًا على كل ما يمثل خيرًا متحققًا للحياة والحرية البشرية، وتنتفي قيوده المُحتملة على تبني قناعات أخلاقية جديدة، حيث يمكن الاعتقاد بأنه سيقبلها ما دامت في صالح تحسين الحياة، وتعزيز التسامح والرفاهية البشرية.

 إذا ما نفينا الحياة الأخرى كائنات وحيوانات مُعرضة كغيرها للفناء الأبدي؛ إلا أنه يمكن تخطي ذلك في رأي رورتي باستلهام تذكير نيتشه حول كم كان البشر «حيوانات ذكية، ذكية لأنهم، على عكس الحيوانات الأخرى، تعلموا كيفية التعاون مع بعضهم البعض من أجل تلبية رغبات بعضهم البعض بشكل أفضل».



نقل نيتشه الفلسفة من مجال االهتمام بالماهية َ والحقيقة والجوهر والكليات إلى مجال الاهتمام بالجسد والحياة والوهم واللغة والعرض

  وحتى إن ً قطع تفكيره مع ميتافيزيقا التعالي )الفكر(، فإنه بقي محكوما بميتافيزيقا المحايثة )الحياة(. إن التغيير الجذري لموضوعات التفكير الفلسفي لم يمنع نيتشه من اقتراح "تصور جديد لماهية اإلنسان ينضاف . ((3( إلى باقي التصورات التي أبدعتها النزعة اإلنسانية

الخميس، 18 مايو 2023

التعايش بين العقائد ***** التعايش يستوجب صمت فتاوى الإباحة قبل التحريم، فكلاهما تطرف.

مؤتمر القاهرة لـ«حوار الأديان» يشدد على التعايش ومجابهة الكراهية

العلمانيين والإسلامويين من جهة، والليبراليين والليبرتاريين والجماعاتيين

Jan 7, 2021

Dec 24, 2021

 تستثمر العديد من المؤسسات الدينية المناسبات لممارسة دور الوصي الاجتماعي والشرعي الذي يبيح ويحرم ما يشاء، ويرسم إطارا محددا لتعاملات البشر مع بعضهم بعضا، لجعلهم أسرى لتوجهاته وأفكاره بغض النظر عن سلامتها.

ترك الأمر للمجتمع ليتعايش أفراده مع بعضهم البعض وفق طبيعتهم ومعتقداتهم، ودون انتظار رأي ديني يشرعن كل تصرف أو تحرك ويضفي عليه مباركة.

وتمر المناسبات الدينية في هذه الدول بشكل هادئ وسلس ومبهج ولا تنغصها الفتاوى المؤيدة أو المعارضة لتهنئة أصحاب العقائد المختلفة، ويتعامل الناس بالفطرة، باعتبار أن حياة الأفراد لا يجب أن تكون أسيرة لرأي هذه المؤسسة أو تلك، حتى ينتظروا منها أن تحدد لهم كيف يتعايشون معا.

يبدو الأمر مختلفا إلى حد بعيد في المجتمعات التي ينشط فيها دعاة وأئمة وشيوخ اعتادوا توظيف المناسبات الدينية لبث سمومهم، ونشر القطيعة بين الناس، والطعن في تديّن شخص يصر على تهنئة أصحاب العقائد الأخرى، وتحريم أيّ تقارب إنساني واجتماعي بينهم، على أساس أن ذلك يخالف تعاليم الإسلام.

إذا خفتت أصوات المتطرفين المعروفين بكراهيتهم للتعايش بين أصحاب الديانات، ولم تصدر أيّ فتوى تحرم التهنئة، تبادر مؤسسات من تلقاء نفسها بإصدار فتاوى تبيح المعايدة بين المسلمين والمسيحيين مثلا، وتصف المعترضين على ذلك بأنهم دعاة فرقة وعنصرية وتمييز، ولا يجب الاستماع لهم.

استقبلت مؤسستا الأزهر ودار الإفتاء المصرية أعياد الميلاد بإصدار سلسلة من الفتاوى في توقيتات مختلفة، للتأكيد على أنّ تهنئة الأقباط جائزة شرعا، ولم تخرج هذا العام فتاوى تحرم هذا التصرف من قبل السلفيين، كما اعتادوا، ما جعل البعض يتساءل، لماذا صدرت فتاوى الإباحة طالما خفتت أصوات التحريم؟

سامح عيد: قناعة المؤسسات الدينية بأن الفتاوى تكرس التسامح خاطئة

 نابعا من مسؤولية سياسية واجتماعية بأن من واجبها ضرب معتقدات المتطرفين، لكن استمرار حضورها في المشهد مع اختفاء سبب الظهور سنويا، أثار علامات استفهام كثيرة.

 تحدث مع أصدقائه المسلمين في هذه النقطة، وأبدى امتعاضه من تكرار إقحام رأي الدين في العلاقة بين أصحاب العقائد المختلفة، وكان ردهم أن هذه النوعية من الفتاوى لها مآرب سياسية كمحاولة البقاء في المشهد المجتمعي، وممارسة دور الوصي على الناس، وأنهم لا يتأثرون بمضمون الرأي المؤيد أو المعارض للتقارب مع بولا وباقي الأقباط.

أغلب المسيحيين لا ترضيهم الفتاوى الموسمية التي تبيح تهنئتهم بأعيادهم، لأن ذلك يكرس لديهم الشعور بأنهم أقلية مجتمعية، ويجوز المنّ عليهم وترضيتهم بالمعايدة، والمفترض أننا تجاوزنا هذه المرحلة لينخرط الجميع في تعايش بعيدا عن نوع الهوية الدينية. فالأديان السماوية كلها مقدرة، ومن المنطقي ألا يغضب الله من التلاحم بين عباده”.

 كشف أن ما تقوم مؤسسات دينية من تلقاء نفسها بإباحة تهنئة غير المسلمين، لا يخدم التعايش في المجتمع، بل يغذي الفرقة ويثير مفاهيم مغلوطة عن الطائفية، لأن من يقرأ مضامين الفتاوى الرسمية نفسها، يشعر وكأن الأفراد قد وصلت علاقاتهم مع بعضهم حد القطيعة، وهناك من يسعى لجمع شتاتهم مرة أخرى.

إذا كانت هذه الجهات تعتقد أنها بذلك تواجه التطرف والتشدد وتكرس التعايش بين الناس، فهي مخطئة، حيث تسمح لضعاف النفوس بأن يعيدوا التنقيب في خلفيات فتوى التهنئة، والاطلاع على آراء أخرى للوقوف على الحقيقة، وهنا تكون المفاجأة، حيث إن المنصات الإلكترونية التي أباحت الفعل تعج بفتاوى تحرم تهنئة المسيحيين.

وتكمن خطورة ذلك، في أن هناك شريحة في المجتمع، أي مجتمع، تتعامل مع الفتاوى الرسمية، ولو كانت تستهدف التعايش والتقارب بين الديانات، باعتبارها سياسية ومشكوك في صحتها، لأنها تخدم صانع القرار أو صدرت جراء ضغوط حكومية، ما يجعل هذه الفئة ترفض الاعتراف أو العمل بها، كنوع من التمرد على الحاكم نفسه.

بغض النظر عن مدى تأثير الفتاوى الموسمية في قناعات الناس من عدمها، فظهورها بداعٍ أو دونه يعطي صورة مغلوطة عن العلاقة الإنسانية بين أصحاب الديانات ويظهرهم كأنهم يعيشون أزمة عميقة مع بعضهم، وأنهم بحاجة إلى من يلملم شتاتهم، مع أن أغلب الأجيال الجديدة لا تعترف بالهوية الدينية كشرط للتعايش، ويرتفع عندها منسوب التمرد على كل تدخل للدين في كل ما يخص حياة الناس.

إذا كان التلاحم بين الديانات مسألة بديهية وإنسانية؟، لماذا يثار الجدل الديني حولها، وتضطر شريحة بعينها إلى مراجعة مواقفها عن التعايش بين العقائد؟

يرتبط نشر ثقافة المشاركة بين أفراد المجتمع في كل شيء بعيدا عن الانتماء الديني، بإسكات صوت الفتاوى المؤيدة والمعارضة، فلا يمكن أن تكون عبارة “كل عام وأنت طيب”، بحاجة إلى نص قرآني يبيحها أو يحذر من التلفظ بها، لأن التعايش يشترط التحرر المطلق من هيمنة الدين على حياة الأفراد، حتى لو كان الهدف إنسانيا.

ووجود شريحة في المجتمع ما زالت تؤمن بربط حياتها وعلاقاتها برأي الدين لتجنب الدخول في دوامة التحريم، لا يلغي وجوب تثقيف الناس على أن تكون علاقاتهم مع الآخرين أكثر تحضرا، ويبدأ ذلك من تركهم وشؤونهم ليكتسبوا المعاني الإنسانية من البيئة المحيطة والتعاملات اليومية، لا من الشيخ والإمام والخطيب والمفتي.

عبدالغني هندي عضو مجلس البحوث الإسلامية بالقاهرة، إن أزمة المؤسسة الدينية أنها تعيش مرحلة رد الفعل دائما، ولا تضع أسسا علمية لأي قضية شائكة لتكون بمثابة دستور يمشي عليه الناس مستقبلا، دون أن تظهر في كل مناسبة لتعيد تكرار نفس الكلام بذات المعنى، وكأنها في معركة كلامية مع الخطاب المتطرف.

المتشددين فرضوا على المجتمع أن يعيش حالة من الاستيضاح المتكرر حول موقف الدين من التعايش مع أصحاب الديانات المختلفة، وهو ما يجعل الفتاوى الموسمية حاضرة، حتى أصبحنا أمة لا تتعلم جيدا من الأخطاء، وتعيش الماضي بكل سوءاته، دون أن تتقدم في مستوى الوعي والتحضر لخطوات حتى تكرس التلاحم بين الناس على أسس إنسانية.

ويصعب أن يتجاوز المجتمع هذه المرحلة، قبل أن تضع المؤسسات الدينية لنفسها مساحة معينة بشأن تغلغلها في حياة الأفراد، فلا يمكن أن يكون هناك تعايش مع استمرار الظهور على الناس في كل مناسبة دينية، تارة لإباحة التهنئة، وأخرى حول مدى شرعية توزيع لحوم الأضاحي على الأقباط، وثالثة للسؤال عن إخراج الزكاة  لغير معتنقي الدين الإسلامي، في حين أن كل هذه الأمور بديهية.

صار الناس يتطلعون لمرحلة يكون فيها الدين مجرد مفردة في حياتهم الاجتماعية، لا يتم إقحامه في الحلال والحرام في مختلف الموضوعات وشتى المجالات، لأنه مع كل قضية تمس العلاقات الشخصية، يكون هناك مؤيدون ومعارضون باسم الدين، وإزاء ذلك يقف كثيرون في حيرة من أمرهم: مع أيّ طرف نسير، ونؤمن بأفكاره ومعتقداته ووجهة نظره، خاصة وأن الخطاب المتطرف يتربص بهم وهو صاحب مبادرة وأكثر تأثيرا غالبا، ما قد يتيح له كسب المعركة لصالحه.

هناك آراء تدعو المسلمين لسؤال غيرهم عن هويتهم الدينية قبل مصافحتهم، في مؤشر يعكس إصرار هذه المؤسسات على أن تمارس دور الوصي الاجتماعي والولي الشرعي الذي يبيح ويحرم ويرسم الإطار الذي تدور حوله تعاملات البشر مع بعضهم، وجعلهم أسرى لتوجهاته وأفكاره بغض النظر عن سلامتها.

 جهات كبيرة، بحجم وثقل الأزهر ودار الإفتاء في مصر، لا يفترض جرها لمعترك اجتماعي يمس جوهر علاقات الناس، ما قد يثير الفرقة ويضرب التعايش.

سامح عيد الباحث في شؤون الإسلام السياسي، أن قناعة المؤسسات الدينية بأن الفتاوى الموسمية حول علاقات المسلمين بالديانات الأخرى تكرس التعايش، اعتقاد خاطئ، لأنها أحد مظاهر الكراهية، ولا يمكن التعويل على رأي الدين في تثقيف الناس على التعامل بإنسانية، طالما أن هناك مظاهر للفرقة، مثل الاحتقان الطائفي.

 الإرادة السياسية وحدها من تكرس التلاحم بين أفراد المجتمع الواحد، وهناك أمثلة لبلدان عربية نجحت في تجاوز العقبة الدينية وفرضت التعايش كأمر واقع، ويصعب إبعاد الدين عن حياة الناس، طالما استمرت المعارك الكلامية بين الحلال والحرام في المناسبات الدينية كل سنة، فيما المطلوب صمت الطرفين.

“للأسف هناك من يعتقد أن إباحة المؤسسة الدينية لأي تقارب مع المسيحيين يحمل رسائل طمأنة لهم بأنهم جزء من النسيج الوطني، ولا خوف عليهم من الإسلاميين، مع أن بث الطمأنينة في نفوسهم يكون بعدم الزج بهم في مضمون فتوى تجعل المجتمع يتخوف من تبعات التلاحم الذي لا يعترف بهيمنة الدين”.

ربما لا يؤثر كثيرا إسكات أصحاب الفتاوى الموسمية في قناعات الأسر التي وقعت فريسة للتيارات المتشددة، وتوارثت أفكارا مغلوطة عن العلاقات الإنسانية، لذلك فإن أكثر من نصف المجتمع من الشباب والمراهقين، سيتم حمايتهم من الأفكار الملوثة وتحصين عقولهم من أن تكون أسيرة لفتوى تحدد مسار حياتهم.

مجتمعا عصريا يتعايش أفراده معا، ينبذون العنصرية والفرقة ويكرسون الانسجام، ولدى كل واحد منه فرصة الاقتراب من قيم وتعاليم الأديان المختلفة، 

ل الصداقات والعلاقات الاجتماعية البعيدة عن الانتماء العقائدي، ليصل الناس إلى مرحلة يؤمنون فيها بأن الأديان بريئة من الكراهية والإقصاء. *** الخلاصة 000

*

صمت السلفيين عن تحريم تهنئة الأقباط يمنح دار الإفتاء إباحة تطوعية

التعايش يستوجب صمت فتاوى الإباحة قبل التحريم، فكلاهما تطرف.

 تحريم تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد 

الناس في الشارع ليسوا بحاجة إلى مثل هذه الوصاية ولا يتأثرون بالتحريم أو الإباحة الدينية للتقارب مع الأقباط

الفتاوى التطوعية بإجازة تهنئة الأقباط تقدمهم للمجتمع كأنهم بحاجة إلى ترضية، وهذا ضد التعايش وبعيد عن الانتماء العقائدي، ويعرقل تكرار هذه النغمة نجاح الحكومة في تكريس مفهوم المواطنة والتسامح، وبات على رجال الدين الكف عن الاضطلاع بدور الوصاية والشروع في تديين الشارع

المؤسسة الدينية تقوم بدور جمع شتات المفترقين، وهذا يغذي الطائفية ولا يقضي عليها؛ فعندما تبادر بالنبش في هذا الملف تثير حفيظة المتشددين الذين قد يضطرون إلى الرد بالعكس والتحريم.

الانجرار وراء معارك تتعمد عناصر متشددة إثارتها في المجتمع.



العلمانيين والإسلامويين من جهة، والليبراليين والليبرتاريين والجماعاتيين

  العلمانيين والإسلامويين من جهة، والليبراليين والليبرتاريين والجماعاتيين من جهة أخرى، فإنّ السؤال الذي يجب أن يتحوّل الجهد نحوه هو: كيف نتعايش؟ وليس: من منّا صاحب الحق؟

*

المغرب نموذجا للتعايش بين مختلف الأديان خاصة الإسلام واليهودية

Aug 9, 2021

  حيث لم تقتصر أوجه التعاون بين اليهود والمسلمين المغاربة على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، بل شملت كذلك القضاء.

*

كيف يتعايش الإسلام مع غير المسلمين؟

Jun 19, 2020

"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه"، و يقول" لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"، و يقول " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم"؟

 الخلط المُتعمد بين مساحات الآيات الثلاث (آيات العقائد وآيات الحقائق وآيات الحقوق)

*



المجتمعات المعاصرة تصارع لنيل الاعتراف . أكسل هونيث

May 17, 2022 " May 3, 2023

المجتمع الجيد هو المجتمع الذي يسمح لأفراده من خلال توفير الظروف الثقافية والاقتصادية والاجتماعية بتحقيق ذواتهم واستقلاليتهم. كما أنه المجتمع الذي يسمح لأفراده بتحقيق أحلامهم دون المرور من تجربة الاحتقار أو الإقصاء. أو بعبارة أخرى جامعة، فالمجتمع الجيد هو الذي يضمن لأفراده شروط حياة جيدة" (أكسل هونيث*)

الحب والحق (القانون) والتضامن.

مفهوم الاعتراف (recognition) 

من المفاهيم المركزية في الدراسات الإنسانية

شارل تايلور  في كتابه سياسة الاعتراف، وبول ريكور في كتابه مسار الاعتراف. أما مع أكسل هونيث (1949- ) ممثل الجيل الثالث لمدرسة فرانكفورت فقد ظهر بعنوان “الصراع من أجل الاعتراف – القواعد الأخلاقية للصراع الاجتماعي” (The struggle for recognition -Ethical rules of social conflict)  عام 1992 (2).

 الفرد لا يمكنه أن يدرك ذاته دون أن يمر أولاً بـالغير، يمر بالآخر باعتباره فرداً له خصوصيته وتميزه. كما أنه يعني الموافقة والقبول بالشيء بوصفه حقيقياً، “حيث يضمن تكامل عملية بناء الأمة ضمن تعددية ثقافية في إطار الدولة الوطنية والمواطنية ” (3). وفي النهاية يعرف هونيث الاعتراف بأنه “الاحترام المتبادل للمكانة المتساوية والفريدة للآخرين” (4).

مقولة الصراع من أجل الاعتراف منزلة أساسية في الحراك الاجتماعي والسياسي، فمفهوم الاعتراف ليس مفهوماً نظرياً فحسب، بل مفهوماً عضوياً ** يتطلب سياسة عملية متعددة قائمة على تفعيل مفاهيم المواطنة والعدل والمساواة والديمقراطية، والتقدير، والاحترام، والهوية. كما أن تشكّل الهوية الذاتية يتعلق تعلقاً جوهرياً بهذا المفهوم، وكذلك النضال في وجه الهيمنة والقهر والفقر والاستبعاد والبطالة واحتقار المرأة وإذلالها (5).

تطوير النظرية النقدية المعاصرة لمدرسة فرانكفورت في جيلها الثالث من خلال تقديم براديغم الاعتراف بالآخر محاولاً تجاوز نظرية التواصل التي طورها هابرماس، رغم أن الأخير لم يسع بما فيه الكفاية إلى إبراز الطابع الصراعي لما هو اجتماعي، على اعتبار أن الواقعة الأساسية للمجتمع هي الصراع والمنافسة بين الذوات الاجتماعية، بذلك أكد هونيث على أن الصراع من أجل الاعتراف يعني بالدرجة الأولى إرادة الوجود التي تكشف وتشجب الأمراض الاجتماعية والمفارقات الناشئة في المجتمعات الرأسمالية الغربية 

 توسيع النموذج التواصلي ليشمل الاجتماعي بمضمونه النزاعي، فأطلق على نموذجه الجديد مصطلح “نموذج الاعتراف”.

 ابتعاده عن أسلافه، وبخاصة فيما كتبه أدورنو وهوركهايمر في كتابهما “جدل التنوير” ولم يكتفي هابرماس بالنقد فقط كما فعل أسلافه، وإنما قدم نظرية الفعل التواصلي التي تعتبر في نظر هونيث، بمثابة منعطف حاسم في تاريخ النظرية النقدية أو مدرسة فرانكفورت

بقى متحفظاً على اختزال هابرماس للحياة الاجتماعية إلى البعد اللغوي والتمركز حول اللغة قد يحجب عنها حقيقة التفاعلات المجتمعية ويؤدي إلى عدم القدرة على إدراك التجارب الاجتماعية والأخلاقية المرتبطة بأشكال الظلم والاحتقار وعدم الاعتراف بالأفراد والجماعات.

سعى هونيث من خلال براديغم *** الاعتراف (الصراع من أجل الاعتراف) إلى تأسيس نظرية معيارية للمجتمع تسمح بإعادة بناء التجربة الاجتماعية انطلاقاً من أشكال الاعتراف التذاوتي التي يعتبرها هونيث مؤسسة للهوية حتى تحقق الذات وجودها داخل نسيج العلاقات الاجتماعية وهو بذلك يتفق فيما يخص ضرورة الانتقال من فكرة الذات في العلاقات الاجتماعية والمؤسسات إلى التذاوت الحديثة وبمختلف تمظهراتها كالعمل والتفاعل والتنشئة الاجتماعية،

الصراع من مفهومه البدائي من أجل الوجود إلى الصراع من أجل الاعتراف، ويعتقد أن المجتمعات المعاصرة تصارع من أجل نيل الاعتراف والاحترام والتقدير 

فتصبح العلاقات الاجتماعية بهذا المعنى علاقات بين ذوات تبحث عن الاعتراف المتبادل 

1- الحب: إن الحب هو الصورة الأولية للاعتراف، إذ إنه يربط الفرد بالجماعة محددة وخاصة الأسرة التي تمكنه من تحقيق مقصد أساسي يتمثل بالثقة في النفس.

2- الحق (القانون): أما الحق فهو ذو طابع قانوني وسياسي، بحيث يتم الاعتراف بالإنسان كذات حاملة لحقوق ما، ولهذا الاعتراف أهمية كبيرة لاكتساب ما يسمى احترام الذات.

3- التضامن: فهو يحيلنا إلى الصورة الأكثر اكتمالاً من العلاقة العملية بين الذوات وهذا لتحقيق مقصد أساسي يتمثل في إقامة علاقة دائمة بين أفراد المجتمع، بحيث يتمكن الفرد أن يتأكد أنه يتمتع بمجموعة من المؤهلات والقدرات التي تسمح له من الانسجام الإيجابي مع وضعه الاجتماعي، فيحقق ما يسمى بتقدير الذات.

ال الثلاثة للاعتراف أي الحب الذي يحقق الثقة بالنفس، والحق الذي يحقق احترام الذات، وأخيراً التضامن وهو أساس تقدير الذات. إن أشكال الاعتراف هذه تحدد من الناحية الأخلاقية التطلعات الأساسية المشروعة داخل النسيج العلاقات الاجتماعية، وتقاس أخلاقية المجتمع حسب هونيث بمدى إمكانية ضمان شروط الاعتراف المتبادل بين الأفراد

تحقيق هذا الاعتراف لا يمكن أن يتحقق إلا ضمن النزاعات الاجتماعية ولهذا يلعب مفهوم النزاع أو الصراع دوراً أساسياً في حركة التطور الاجتماعي، لأن مسببات وعوامل النزاعات والصراعات الاجتماعية ما زالت قائمة ولم يتم تجاوزها، وهذا يظهر بجلاء من خلال شعور الأفراد والجماعات ووعيهم بالظلم أو بما يسمّى الاحتقار أو الازدراء الاجتماعي المسلط عليهم.

 هونيث أنه عندما يقرر الأفراد الانخراط في الصراعات الاجتماعية والسياسية لتغيير الأوضاع المعيشة القائمة التي تكرس تجارب الاحتقار الاجتماعي، وهي تقوم على ثلاثة أشكال: يتمثل الأول في الازدراء أو الاحتقار على المستوى الجسدي عبر التعذيب أو الاغتصاب مما يشعر الفرد الضحية بالذل والخضوع لإرادة الغير وتبعيته لهم، حيث تؤدي هذه التجربة إلى فقدان الثقة بالنفس وفي الآخرين. أما الثاني فإنه ينحصر عندما يحرم فرد مّا من حقوقه المشروعة لأن ذلك سيؤدي ضمنياً إلى أن المجتمع لا يعترف بنفس درجة المسؤولية التي يعترف بها لأعضاء المجتمع الآخرين. وينحصر الشكل الثالث والأخير على المستوى القيمي، حيث يرى هونيث أن الحكم على القيمة الاجتماعية لبعض الأفراد بصورة سلبية والتي لا تليق بمقامهم الاجتماعي والأخلاقي، فهذا الشكل من الازدراء يتم على المستوى التقييمي والمعياري وله علاقة مباشرة بكرامة الغير وتقديرهم الاجتماعي داخل الأفق الثقافي للمجتمع 

الصراع من أجل الاعتراف يشكل قوة أخلاقية تعزي وتنمي تطور وتقدم المجتمع. لماذا؟ لأن تجربة الإذلال تشكل منبعاً للوعي، ومصدراً لمختلف حركات المقاومة الاجتماعية والانتقاضات الجماعية لتحقيق العدل والمساواة والاعتراف بالآخر 

نظرية اجتماعية جديدة، بغرض تجديد النظرية النقدية حتى تتلاءم مع التطورات التاريخية الجديدة، وتستجيب للتطلعات الإنسانية الحالية.

 الفلسفة الاجتماعية،

 التشيؤ في المجتمعات المعاصرة، فيحاول في كتابه “التشيؤ” إعادة صياغة هذا المصطلح في ضوء نظرية الاعتراف، فيُرجِع كل أشكال التشيؤ إلى باثولوجيا الذاتية المشتركة وليس لخصائص بنيوية في الأنظمة الاجتماعية كما نظّر كارل ماركس أو جورج لوكاتش. والموضوع الأساسي لديه، كما لدى هابرماس، هو إعادة بناء الأخلاق في العلاقات بين البشر، فهو يسعى مثلاً، في كتابه “باثولوجيا العقل” إلى تحديث “النظرية النقدية” المجتمعية، التي وضعتها فيما مضى “مدرسة فرانكفورت” وتطويرها باتجاه أخلاقي الطابع. كما أنه ينادي في بحثه “الحق في الحرية” بـ “الأخلاق الديمقراطية”.

*


الأربعاء، 17 مايو 2023

الفن *****************

Nov 20, 2021 Apr 16, 2022








تطلع الإغريق الحزين إلى الموت ولّد الفن، في حين ولّد خوف الآخرين من الموت الأديان.









Jan 5, 2019 Dec 22, 2021

من معرفتي بعدد كبير من الفنانين وبما أعانيه بشكل خاص أصل إلى استنتاج جلي: يجب أن نهدأ قليلا..نحتاج أن نفتح قلوبنا على تجارب حياتية وآفاق جديدة هي في قرارتها محور كل إبداع فني. نعم، ليس العيش بالنسبة للفنان هو ما يتشاركه مع الجميع، بل ما يميزه عنهم. وإن كانثمن هذا التميز قلقا أكبر ورؤيا أعمق لدرامية الحياة، ولكن حلاوتها أيضا تبعث في الذات عميق الفرح ومتعة الانتشاء بتفاصيل تعبر أمام غيره عبورالكرام.
ولعل أجمل ما يعيشه الفنان وقد لايعرفه الكثيرون غيره هو القدرة على استنباط الفرح من اللاشيء، ومضاعفة الحيوات من ضمن حياة واحدة هي فقط تلك التي يراها فيه الآخرون.
لأجل ذلك يجب ألا يتجاهل الفنان،
أنه فنان حتى عندما لا ينتج عملا فنيا،
هو كذلك في كل ما يعيشه، ريثما تنضج
على هواها وإيقاعها الزمني الخاص
وفي خفاء نفسه التجارب المعيشية
التي خاضها مع ذاته ومع العالم.
لم نهبط إلى هذه الحياة لنصارع الزمن، إنما لنحب.
ميموزا العراوي
ُ
ناقدة لبنانية

اقفز في الفراغ

 العمل الفني صادم أو موحي أو مُحبط أو يدعو إلى التفائل وهنا يأتي دور الجمهور في أن يحدد اختياراته، فنحن نفترض أن الجمهور واعي، ولكن في المجتمعات الأبوية والديكتاتورية فالرقابة والساسة ورجال الدين يعرفوا أكثر من الشعب وهم يحافظوا على الشعب من الانحدار الاخلاقي وهذا وهم كبير. الشعوب قادرة أن تحدد مساراتها ومن الممكن أن تخطئ أو تصيب وتلك هي الحياة، الفن والحرية متلازمان ولذا فازدهار الفنون هو انعكاس للحرية والديمقراطية.

*Feb 11, 2020

لماذا أحببنا "الجوكر"؟!.. قراءة في الرسائل واللمسات الفنية

ومصدر إلهام، وشكّل نوعاً من الإنصاف للشعوب المقهورة.
 الشخصية بمحتوى ذي بعد إنساني؛ أي أنه لم يكن شراًّ مطلقاً كما في النسخ السابقة. ذلك التفسير الإنساني حمل بعداً اجتماعياً أيضا نتيجة لمعاناة الجوكر مع محيط لا يرحم، ويدفعه إلى الجنون والتحول إلى فعل الشر.

*


القيم الكونية بين الدين والفن


فالفن منحط وسوقيّ أما الدين فهو أسمى، ذلك توصيف لاهوتي عابر للقارات
للوهلة الأولى لايكون الدين تاما بلا فن، فالفن يسعى لتحقيق مطالب الروح من مُتع، ولا تدور المتعة إلاّ حول موضوع الإشباع، وهنا يتميّز الفن الذي يداعب الأحاسيس البشرية عن الدين الذي يسعى لامتلاك ليس فقط المشاعر والأحاسيس وأنما البشر أنفسهم لمصلحة الشخوص المذكورة في القصص المقدسة، إن المرء لا يمكنه إلاّ أن يعتقد بأنه أينما وجد الفن فحتما سترى الدين يتسوّق في متجره، فبدون الفن لن ترى معجزة من معجزات الغيب، بل لن ترى المؤمنين أنفسهم، لأنه بلا الفن يستحيل تصوّر ألم ومعاناة وخوف وقلق وفرحة المؤمن، وبلا الفن لن يتمكن مشعوذٌ من مداعبة جسد إمرأة بحجة إخراج جنّيا من فرجها، وسيغدو الدين كائنا لا مباليا لن يهتم الأتباع في استثمار أموالهم وأرواحهم فيه. إن الأمر ليس فيه أي تناقض، فكما أن الفن متعة الروح، فإن خلاص تلك الروح مرتبطة بالدين، لذا فالدين في المآل نتيجة يتم التعامل معه باعتباره وقاية وعلاج، وهو اختصارا وسيلة للبقاء، فهل يُمكن للبشر الإستغناء يوما عن الدين لصالح الفن؟

إنه قرار يُمكن أن يظلّ قائما ومرتبطا بأصحابه، شريطة أن يعلن الفن براءته من الدين وليس العكس، فالدين قد أعلن حربا قاسية على كل ماله علاقة بالفن، وحرّمه في التوراة والإنجيل والقرآن باعتبار الفن مدخلا لتجسيم الصور والوثنية، لكن الدين بالمقابل يستخدم الفن في وصفه لكل شيء في الحياة والممات والكون والنعيم والجحيم، لذا فإن نزع الوظيفة الفنية من الدين حتما سيجعله بلا وظيفة، فالمسلم الذي يبني مسجدا ليتعبّد فيه والنصراني واليهودي وحتى البوذي بكهفه الجبلي، كل أولاءك يعبّرون عن إهتمام (إيمان) بأن نجاة أرواحهم مرتهنة بذلك الإيمان، رغم أن المتع الروحية والثوابية للمؤمن لا يمكن تجسيدها أو حتى وصفها إلا عن طريق الفن.

إن الأمر يبدو كما لو أننا نعود بالزمن لشعب المايا أثناء احتفالاتهم الدموية ونتناول أحد أصنام آلهتهم من قمة هرم المذبح أثناء تدحرج مئات الرؤوس البشرية المقدمة كقرابين لآلهتهم ثم نعود لزمننا الحالي مودعين ذلك الصنم في الواجهة الزجاجية لمتحف اللوفر، لاريب بإن كافة القيم التي كانت لها غايات دينية مقدّسة، أضحت اليوم تعرض في متاحفنا كأعمال فنية، نمر من أمامها ونأسف على كل تلك الأرواح التي أُزهقت باسم تلك الغايات الدينية، وقد يمر الزائر في المتحف أمام تلك الأيقونات والأصنام ولا يأبه بها، بل يلفت انتباهه مجسّما لطائر منقرض زاهي الألوان كان يعيش في تلك الحقبة، ولو قُدّر لهذا الطائر أن ينطق لقال لزوّاره: اغربوا عني فلستم بأفضل حال من أسلافكم.

الفن الجديد الذي حفر قبر سلفه سيُبديه خلَفه بنفس القوة التي مُورست قبلا، والأمر ذاته يحدث في الأديان، والراسخون في الدين يقولون بأن قيمة الدين لا تقدر بثمن أو تقاس بحد، رغم أنهم هم أنفسهم من يقومون بالتقييم والتثمين والتقدير والقياس والحد بلهجة لاتقبل الرّد، ليس لأن الدين دائما على حق بل لأنه هو نفسه أزاء البشر لا يتمكن أبدا من إظهار نبيا دون أن يحطّ من قيمة إنسان آخر يفترض أن يكون مساو له في الندية، ويبدو بأن الخصومة التاريخية بين الأنبياء والصالحين

*
فن الدنيا والعيش

مسلسلات افلام اغاني 

كل‭ ‬مناسبة‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬بنلاقي‭ ‬في‭ ‬الدرما‭ ‬او‭ ‬الاغاني‭ ‬اللي‭ ‬يوافقها‭ ‬ويعبّر‭ ‬عنها‭ ‬وعن‭ ‬مشاعرنا‭ ‬في‭ ‬المناسبة‭ ‬دي‭ ‬أصدق‭ ‬تعبير‭ . 

من‭ ‬أول‭ ‬الميلاد‭ ‬وسبوعه‭ ‬وأعيادة‭ ‬مروراً‭ ‬بالطفولة‭ ‬وبرآءتها‭ ‬وصولاً‭ ‬للموت‭ ‬والفقد‭ ‬واحزانه‭!‬

‭ ‬فيلم‭ ‬الحفيد‭ ‬واغنيته‭ ‬الشهيرة‭ ‬‮«‬حلقاتك‭ ‬برجالاتك‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬منها‭ ‬إحتفال‭ ‬بسبوع‭ ‬مولود‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬وحتي‭ ‬ف‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،

ماينفعش‭ ‬رمضان‭ ‬يجي‭ ‬من‭ ‬غيرما‭ ‬نغني‭ ‬أهلاً‭ ‬رمضان‭ ‬،ولا‭ ‬ينفع‭ ‬نعيّد‭ ‬من‭ ‬غيرما‭ ‬تأنسنا‭ ‬ليلة‭ ‬العيد،طيب‭ ‬عمرك‭ ‬سمعت‭ ‬عن‭ ‬عيد‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬ست‭ ‬الحبايب‭ ‬يا‭ ‬حبيبة؟‭!‬

*

الفن نظريات علمية، ورؤى فلسفية متعارف عليها يدرسها طلاب الفلسفة، وطلاب علم الجمال حول العالم 

فن السينما شقان، الأول فنى يخضع لنظريات النقد، وتنظيرات علم الجمال، والثانى تجاري يخضع لمتطلبات السوق، وللعرض والطلب شأن باقى الصناعات. 

تسعى الفلسفة للبحث عن القيم الثلاثة: الحق والخير والجمال. 

Nov 3, 2021

اغاني حكيم و رامي صبري الموسيقي