الخميس، 1 نوفمبر 2018

الوعي بالمسؤلية

لإشارة هنا دائمة للغرب والدول الاستعمارية السابقة، وفى حالتنا الإمبريالية الأمريكية ومعها الصهيونية العالمية وإسرائيل. هنا يختفى تماما العالم الذى نشاهده، فلا تعرف لماذا تقدمت الصين، ولا كيف نجحت اليابان بعد ضربها بالقنابل الذرية، ولا كيف ذهبت ماليزيا الإسلامية إلى صفوف الدول المتقدمة، وسنغافورة بأجناسها المالية والهندية والصينية إلى المقدمة فى تقارير التنافسية العالمية، أكثر من ١٠٠ دولة فى العالم انتقلت من الفقر إلى الغنى، ومن المرض إلى العافية، ولأول مرة فى تاريخ الجنس البشرى، وخلال عقدين فقط من السنوات خرج مليار إنسان من التخلف إلى التقدم فى الصحة والعلم والغنى.

كلا الأمرين يخلى مصر والمصريين تماما من تحمل المسؤولية، فمصر دولة مؤسسة للصندوق، كما أنها تدفع أموالًا له تتيح لها عندما تأتى الحاجة الاقتصادية إلى استخدامها الحصول على قروض من المؤسسة الدولية، مضافا لها قبول التوصيات التى تقدم لها حتى لا تقترض مرة أخرى. ومن حق مصر أولًا ألا تذهب إلى الصندوق فى أى أمر، ومن حقها أيضا ألا تستمع إلى ما يقوله الصندوق أصلا، بل إنها أكثر من ذلك يمكنها أن تنسحب من الصندوق كله.

الحقيقة أن مصر على سبيل المثال، يأتى لها بمتوسط سنوى خلال السنوات الأخيرة، ما يزيد على ٢٠ مليار دولار من تحويلات العاملين فى الخارج، وهذه تأتى، دون شروط أو توصيات، ومع ذلك تبقى القضية هى ماذا تفعل بهذا المال؟ وكيف نستثمره؟ وكيف نجعله يصب فى الاقتصاد القومى ويدور فيه حتى يكون سببًا من أسباب التقدم؟ الصندوق مثل الطبيب أو المستشفى الذى تذهب إليه عندما تكون مريضا، وفى العادة فإما أن يحصل المريض حسب الحالة على دواء مر أو تجرى له عملية جراحية؛ وكلاهما ليس أمرًا سعيدًا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق