اغتصاب التاريخ الذاكره
لكنّه أيضاً ارتكب منذ العام 1948 وحتى اليوم، سرقات من نوع آخر، نوع مسكوت عنه
وقبل عدّة شهور وتحديداً في بدايات العام 2017 اعترفت المكتبة الوطنية الإسرائيلية، بحصولها على مئات المخطوطات العربية والإسلامية النادرة، من دون أن تذكر الطريقة التي حصلت فيها عليها، وهو ما اعتبره الخبراء أنه نوع من القرصنة الفكرية التي تُمارسها دولة الاحتلال.
وبلغ عدد مسروقاتها اليوم (2018) حوالى 2400 مخطوطة ومنها حوالى 100 مخطوطة مختلفة من القرآن الكريم، من بينها مصاحف نادرة للغاية، أقدمها تعود إلى القرن التاسع الميلادى أي الثالث هجرياً.
والمعلوم للكافة أن دولة الاحتلال قد ظهرت للنور رسمياً مع العام 1948.. وتلك النُسَخ النادرة للقرآن الكريم يسبق وجودها، وجود الكيان الصهيوني بأكثر من 1300 عام، وهو ما يؤكّد جريمة الاغتصاب والسرقة.
وكذلك الحال مع آثار مصر في سيناء والتي نُهِبَت منها مئات القطع الأثرية التي تعود إلى عصور الفراعنة والعصر القُبطي والإسلامي، والتي قيل أن منزل وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشي دايان وقت احتلال سيناء (1967- 1982) يمتلىء عن آخره بآثارٍ مصرية منهوبة، وهو عينه ما قام به المركز الأكاديمي الإسرائيلي في القاهرة بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، حين سرق آثاراً مصرية مهمة منها وثائق الجينزا الخاصة باليهود المصريين، والأمر نفسه يُقال عن الآثار اللبنانية والسورية وغيرها من الآثار والمخطوطات العربية الأخرى!
ماذا يعني كل هذا؟! إنه يعني أننا أمام كيان عدواني غاصب ليس للأرض (فلسطين والجولان ومزارع شبعا وغيرها) فحسب، بل للتاريخ والمخطوطات والآثار الفلسطينية والعربية، أي لأحد أهم المكوّنات للذاكرة العربية؛ وتلك جريمة تحتاج إلى ردٍ لا يقف فقط عند حدود القانون، ومنظمة اليونسكو، بل يحتاج إلى دورٍ للقوّة بأشكالها المختلفة، من القوّة المُسلّحة إلى أعمال المخابرات التي كنا نقرأ عنها زمن رأفت الهجّان (البطل المصري المعروف) .. والآن لم نعد نسمع بها .. الأمر إهانة قومية تحتاج إلى رد .. فهل نمتلكه؟! ذلك هو التحدّي حين تُسرَق الذاكرة .. بعد أن سُرِقَت الأرض!
تشن قوات الاحتلال حملات دهم واعتقال كل يوم ل عشرات الفلسطنين بحجج مختلفه
تشن قوات الاحتلال حملات دهم واعتقال كل يوم ل عشرات الفلسطنين بحجج مختلفه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق