لكى تتسع مصر لكل المصريين لابد من حرية إعلام وحرية صحافة وحرية رأى، لابد من وجود مناخ لا يوجد به حجب 430 موقعا صحفيا وإخباريا، لا يوجد فيه صحفيون ومصورون خلف القضبان، وآخرون ينتظرون التحقيق معهم بسبب مانشيت صحفى.كيف ستوجد مساحات مشتركة والأحزاب مكللة بسيطرة الأمن عليها، ومن يخرج عن السيطرة يواجه الحبس أو الاعتقال؟ أكثرهم شباب الأحزاب السياسية الذين يقبعون خلف القضبان بسبب دفاعهم عن تيران وصنافير أو بسبب تصريحاتهم بآراء معارضة للنظام. أتمنى أن يرفع النظام يده عن الأحزاب السياسية ويتركها تعمل بجد دون قمع وتشويه ومحاولة تدمير شبابها قبل أن نتحدث عن دعوات لدمج أو تعدد.
كيف سنبحث عن المساحات المشتركة ولغة الحوار منعدمة ليس لها وجود من الأساس، والمناخ العام مغلق مكبد بشعار «من ليس معنا فهو ضدنا»؟
.العمل الأهلى المدنى مجمد فى مصر؟ فالمنظمات بين التجميد والتهديد والمنع من التحرك والملاحقة القضائية التى لم تظفر عن أى اتهام حتى الآن لأى منظمة حقوقية مصرية، تم تجميد عملها منذ سنوات دون أى حكم قضائى نهائى يدين أى منهم. بجانب وجود قانون للجمعيات الأهلية لابد أن يعدل من جذوره فالقانون يعوق العمل الأهلى لا أن يسهله أو ينظمه ويجعل الجمعيات الأهلية تحت سطوة الأمن لا تحت رقابته،
كيف ستتسع مصر لكل المصريين ومساحة الحبس لكل ما هو مختلف تتسع كل يوم عن الآخر، ونجد أن الحبس الاحتياطى والمنع من السفر والمراقبة يتحول من إجراء احترازى إلى عقوبة ليس لها نهائية ولا تخضع لأحكام القانون والدستور.
مصر ستتسع لكل المصريين إذا طبقنا الدستور بكامل مواده من أكبر رأس فى الدولة لأصغر رأس دون أى استثناءات.
والقواعد المهنية دون توجهات مرضية وإعطاء مسئولية الإعلام لمهنيين محترفين ليسوا هواة سطحيين وليس لديهم خبرة فى الحياة السياسية والاقتصادية، وتتمحور مهنتهم فى السب والقذف والتشويه والتخوين فهذا ليس إعلاما، هذا فجور إعلامى.
عندما يشعر الشعب بالانتماء الحقيقى لهذا البلد بالحب والولاء لهذا الوطن والإدراك الكامل لعظمته لا عندما يغترب عن الوطن بفوبيا تذهب عقله وتقتل وعيه وإدراكه.
اسمعوا المواطنين، قدروا ظروفهم، افتحوا مجالا للحوار، أغلقوا باب العنف الأمنى فقد ثبت فشله فى إدارة الأزمات. ضعوا حقوق الإنسان المصرى نصب عينكم فهى الآن تتعرض لرياح عاتية من الممكن أن تدمر الكل إذا لم يتم حمايتها والحفاظ عليها. إذا كنتم بالفعل تريدون مصر لكل المصريين.
نحن فى نهاية الأمر نريد من أن القبض على أفكار الناس والتجسس على أحلامهم يشعرهم دوما بالظلم والاضطهاد. فكما قال ابن خلدون «إن الظلم مؤذن بالخراب»
بالنسبة إلى معظم الكولومبيين، لا شيء أهم من الأسرة والأصدقاء والتسلية.
إن مواطني «العالم المتقدم» يحبون أن يُدخلوا أنفسهم في «وباء الاكتئاب»، الذي يتمثل في زحف الاضطرابات الاجتماعية، والانسحاب إلى العالم الافتراضي، بينما الكولومبيون، على النقيض من ذلك، يميلون إلى عدم القلق حيال هذه الأمور، ويفضلون بدلًا من ذلك الجلوس في الطرقات، يطبخون في الهواء الطلق، ويشربون، ويضحكون، بصحبة عائلاتهم وجيرانهم.
بالنسبة إلى معظم الكولومبيين، لا شيء أهم من الأسرة والأصدقاء والتسلية، لا شيء في كولومبيا يَمُتُّ إلى المثالية والاستهلاك المفرط، بحسب بارجنت. ومن جهة أخرى، يُعتبر الكولومبيون ماديين ولكن ليس لديهم شعور بالجدارة، فهم ﻻ يعتقدون أنهم «يستحقون أفضل ممَّا هم فيه»، وبدلًا من ذلك يستمتعون بالأشياء البسيطة في حياتهم.
********************
نجمع الأموال لبناء مساجد في بروكسيل ولندن وباريس، لكننا نرفض بناء كنائس جديدة في بلداننا
هل تتخيلون كم هو محزن أن تخيفنا الحرية؟
حتى ذلك الذي يناضل من أجل الحريات السياسية، قد يخاف باقي الحريات العقائدية والفكرية والفلسفية.
بدل حرية المعتقد، نفضل أن يحافظ الجميع على تدينهم، ولو شكليا. هذا يعني أننا، في النهاية، نطالب الأفراد الذين ربما استمالهم وجدانيا معتقد جديد، وأولئك الذين لم يعودوا مقتنعين بالدين الذي ينتمون إليه ثقافيا ومجتمعيا، فقرروا تركه أو تغييره بدين آخر... "نطالبهم" بأن يحافظوا، ظاهريا وعنوة، على انتمائهم لنا ولقبيلتنا! نرفض لهم حقهم في التعبير العلني عن قناعتهم الجديدة. نرفض أن يطارحونا النقاش. نرفض أن يناقشوا الأمر حتى مع أنفسهم. ولدت مسلما؟ عليك أن تبقى كذلك مدى الحياة. ولدت سنيا أو شيعيا؟ كذلك ستموت... وإلا، فسنقتلك بناء على حكم المرتد.
والنتيجة؟ أننا نصنع مجتمعات لا يؤمن فيها الأفراد عن قناعة، بل بالوراثة. وكأننا نخاف من الأسئلة ونخاف من الاختلاف ونخاف من الحرية... وفي النهاية، نخاف من الإيمان الحقيقي، لأننا نركز على الإيمان الشكلي والإيمان المجتمعي، أكثر من تركيزنا على قناعات الأفراد الحقيقية.
لكن، في نفس الوقت، فخوفنا أحادي الجانب. لأننا نقبل أن يتحول المسيحي عن دينه ويختار الإسلام؛ لكننا نرفض العكس رفضا باتا وعنيفا. تهمة "ازدراء الأديان" في مصر وتهمة "زعزعة عقيدة مسلم" في المغرب وما شابههما، لا تنطبق إلا على المسلمين. أما أن نزعزع عقيدة مسيحي لكي يسلم، أو أن نسخر من اليهود والنصارى والبوذيين، ونشبههم بالخنازير والقردة وغيرها من أصناف الحيوانات، فليس في ذلك ازدراء للأديان!
نجمع الأموال لبناء مساجد في بروكسيل ولندن وباريس، لكننا نرفض بناء كنائس جديدة في بلداننا (لا نتحدث هنا عن الكنائس الموجودة منذ زمن، بل عن بناء كنائس جديدة، تماما كما نبني مساجد جديدة).
علينا أن نعي أيضا بهذا الأمر البسيط: القناعات الدينية لا تكتسب قيمتها الفعلية إلا إذا كانت نابعة عن حرية حقيقية وقناعة تامة. متى ما فرضناها بالإكراه، فهي تخلق لدينا طابع الإجماع، بينما هو ليس إلا إجماع شكلي يولد لدينا كل التناقضات الحالية التي يعرفها مجتمعنا... كل أشكال العنف والخلل التي نعيشها ونشتكي منها؛ لكننا نتغنى دائما بأننا نملك الدين الأصح والثقافة الأصح والأخلاق الأسمى!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق