إن الثقافة الشفاهية والسماعية هى المرحلة الأولـى من
مراحل التطور البشرى، لأنها تعتمد على الذاكرة، وقد تنبهت
لذلك كل الدول التى سعت للتطور، فعملت على تجاوزها عندما
تأكدت أن الذاكرة الإنسانية قصيرة المدى (ويمكن اختبار ذلك
بأنفسنا فيما مر عليه عام واحد من أحداث حياتنا)، وأنها لا
يمكن الاعتماد عليها فى البناء والتطور لأنها من جهة تخون
وتخدع صاحبها كثيرا، ومن جهة ثانية تتحكم فيها الفردية
والخرافة ووجهة النظر التى قد تضيق وتتسع تبعا لعوامل كثيرة
قد يكون منها الهوى الشخصى والعاطفية، وهى حقائق لا تحتاج
لتدليل، تناولها فرانسيس بيكون فى الحديث عن الأوهام الأربعة
للإنسان، وتناولتها الفلسفة من بعده فى كثير من المواضع، ثم
انتقلت دراسة العقل والذاكرة إلى علم النفس، ومؤخرا تختص
علوم المخ بدراستها، حيث استطاعت تحديد مراكزها فى
خريطة المخ البشرى، وتسعى الآن إلى التحكم فيها بيولوجيا
وسيكولوجيا عبر أبحاث جادة ومستمرة (لم يكن للثقافة العربية
نصيب للإسهام فى تطويرها أو إبداء الرأى فيها) .
البعد عن القضايا الجادة لصالح
الموضوعات الساخنة الوقتية (الفرقعات الإعلامية)، وشيئا
فشيئا يقع المثقفون أنفسهم فى الفخ، فيرددون الشائعات على
أنها حقيقة، ولا يكلفون أنفسهم عناء التفكير العقلى أو الاستيثاق
العلمى، وبالتالى تغيب المصداقية، ويقل شأن المثقفين والعلماء
أنفسهم .
مراحل التطور البشرى، لأنها تعتمد على الذاكرة، وقد تنبهت
لذلك كل الدول التى سعت للتطور، فعملت على تجاوزها عندما
تأكدت أن الذاكرة الإنسانية قصيرة المدى (ويمكن اختبار ذلك
بأنفسنا فيما مر عليه عام واحد من أحداث حياتنا)، وأنها لا
يمكن الاعتماد عليها فى البناء والتطور لأنها من جهة تخون
وتخدع صاحبها كثيرا، ومن جهة ثانية تتحكم فيها الفردية
والخرافة ووجهة النظر التى قد تضيق وتتسع تبعا لعوامل كثيرة
قد يكون منها الهوى الشخصى والعاطفية، وهى حقائق لا تحتاج
لتدليل، تناولها فرانسيس بيكون فى الحديث عن الأوهام الأربعة
للإنسان، وتناولتها الفلسفة من بعده فى كثير من المواضع، ثم
انتقلت دراسة العقل والذاكرة إلى علم النفس، ومؤخرا تختص
علوم المخ بدراستها، حيث استطاعت تحديد مراكزها فى
خريطة المخ البشرى، وتسعى الآن إلى التحكم فيها بيولوجيا
وسيكولوجيا عبر أبحاث جادة ومستمرة (لم يكن للثقافة العربية
نصيب للإسهام فى تطويرها أو إبداء الرأى فيها) .
البعد عن القضايا الجادة لصالح
الموضوعات الساخنة الوقتية (الفرقعات الإعلامية)، وشيئا
فشيئا يقع المثقفون أنفسهم فى الفخ، فيرددون الشائعات على
أنها حقيقة، ولا يكلفون أنفسهم عناء التفكير العقلى أو الاستيثاق
العلمى، وبالتالى تغيب المصداقية، ويقل شأن المثقفين والعلماء
أنفسهم .
ومن هنا فإن أى مثقف يستخدم مفردات مثل قيل، وسمعنا،
وقالوا، ويقولون، وسمعت، وتناهى لسمعى... إلخ، عليه أن يراجع
نفسه، قبل أن يراجعه التاريخ، وبخاصة أن واقعنا المعاصر
يشهد حضور أصوات معاصرة لأجيال متعددة بدأت بمراجعة
واقـع الفكر العربى، وهى تمضى فى مسيرتها مستفيدة من
الاستخدام الإيجابى لشبكة الإنترنت وإمكانات التواصل، وحرية
المساحة التى لا تقدر عليها الرقابة مهما كانت محاولاتها، إذ
بمنعها لتطبيق تكنولوجى فإن هناك عشرات التطبيقات التى
تقوم بدور شبيه، أو تقوم باختراق التطبيق الذى منعته الرقابة،
ومع وجـود المثقفين من العرب الواعين للدور والواقع، فإن
المستقبل لابد أن تكون ملامحه متغيرة، وليس هناك أمل آخر
سوى فى هذا التوجه عربي .
وقالوا، ويقولون، وسمعت، وتناهى لسمعى... إلخ، عليه أن يراجع
نفسه، قبل أن يراجعه التاريخ، وبخاصة أن واقعنا المعاصر
يشهد حضور أصوات معاصرة لأجيال متعددة بدأت بمراجعة
واقـع الفكر العربى، وهى تمضى فى مسيرتها مستفيدة من
الاستخدام الإيجابى لشبكة الإنترنت وإمكانات التواصل، وحرية
المساحة التى لا تقدر عليها الرقابة مهما كانت محاولاتها، إذ
بمنعها لتطبيق تكنولوجى فإن هناك عشرات التطبيقات التى
تقوم بدور شبيه، أو تقوم باختراق التطبيق الذى منعته الرقابة،
ومع وجـود المثقفين من العرب الواعين للدور والواقع، فإن
المستقبل لابد أن تكون ملامحه متغيرة، وليس هناك أمل آخر
سوى فى هذا التوجه عربي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق