الأحد، 28 أبريل 2019

اقتصاد السمسرة وتطفيش العقول

 فالمال المجلوب من الخارج من إنتاج علم ومعرفة وعمل وعرق الأجانب، أما تداوله بعد ذلك في مصر فمتصل في مجمله بالمحسوبية والسمسرة؛ المال المجلوب يتطلب وجود كفاءات بشرية عالية القدرات العلمية والتقنية وانتشار أخلاقيات العمل المثابر المنضبط، أما طريقة تداوله في مصر فتحتاج نوعا آخر من المهارات والأخلاقيات.. فالواقع الذي يبسطه اقتصاد السمسرة لا يعطى قيمة كبيرة للإبداع أو الإنتاج التقنى أو المعرفى، الناتج عن تأمل وتحليل ومجهود ذهنى شاق، لأن نمط الحياة خلاله يفرض نظرة نفعية بحتة، قصيرة الأمد والنظر، وأحيانا حتى «فهلوية» في تركيزها على جلب العائد السريع المباشر.

هذه النظرة التي تفرضها أوضاع اقتصادية واجتماعية لا يمكن تغييرها بسهولة، تماما مثل صعوبة انتشال المدمن ليتخيل العالم خارج دائرته المفرغة- لأنه منغمس في عملية جلب المال لشراء المخدر، ومنهمك اجتماعيا مع أصدقاء يشاركونه نفس الواقع. الحل في حالات إدمان كثيرة يكمن في مساعدة المدمن على بناء حياة بديلة.
وفى حالة اقتصادنا المدمن لعرق الآخر «الخواجة»، ذلك يترجم لضرورة بناء اقتصاد مستند فعلا على إنتاج المعرفة وواقع اجتماعى يسمو بمقام من يحملها يعطيها.. الطريق طويل بالطبع، والتطرق لبعض الخطوات المطلوبة يتطلب مقالات أخرى، لكن البداية لا شك يجب أن تتضمن الكف الرسمى عن الشعارات والزيف، وأخذ مسائل مثل بناء «اقتصاد المعرفة» بقدر كاف من الاحترام (للموضوع وللذات) والجدية.
أما في ظل الأوضاع الحالية، فحتى الشباب الذي لديه قدر من المعرفة والنبوغ وأخلاقيات العمل المنضبط- الصفات التي قد تمكنه من الاندماج في اقتصاد صناعى منتج- هذا الشباب «يطفش» بالجملة، ليهاجر في أول فرصة.. لأن في ظل اقتصاد السمسرة وشعارات الفهلوة، تظل الكفاءات مخنوقة ومهمشة وباحثة عن مخرج.
لنأخذ خريجى مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا كمثال («مشروع مصر القومى»).. حسب خريطة أعدها أحد الطلاب هناك فعدد كبير من خريجى الدفعة الأولى منهم يقوم حاليا بإجراء دراسات عليا (ماجيستير/ دكتوراه) في جامعات عالمية: 23 في الولايات المتحدةْ، 12 في كندا، 9 في ألمانيا، 7 في إيطاليا، 2 في اليابان، واحد في جنوب إفريقيا.. إلخ، ترى كم من هؤلاء سيعود؟ لا أعتقد الكثير منهم سيعود، وليس فقط لأنه يدرس مجالات علمية يعتبرها الكثيرون هنا- من بينهم مسؤولون عن البحث العلمى- من «الكماليات» التي لا تعنينا، إنما لأنه ليس لهم أي مكان ملائم في سياق اقتصاد المقاولات والسمسرة أصلا.
في الغرب أيضا لن يعمل معظمهم في مجال العلوم الأساسية، أو في المجال الأكاديمى عامة، حتى إذا كان ذلك حلمه، لأن فقط واحد من كل عشرة من حاملى الدكتوراه هناك يجد مكانا كأستاذ جامعى. مع ذلك، في النهاية، سيستوعبهم اقتصاد المعرفة الحق، في قطاعاته الصناعية التي تحتاج للمهارات الإبداعية والتحليلية.. بعيدا عن عقلية السمسرة وأخلاقيات الشعارات والفهلوة.
+++++++++++++++++++++++++++

اقتصادنا.. أعرج

(التمويل، التشغيل، الإنتاج، الاستهلاك)، مدعومين بقانون قوى، ولو نقص ركن من هذه الأركان فقد الاقتصاد حلقة مهمة ضرورية لبقائه كاقتصاد سليم قابل للحياة بمفرده وبدون تدخل حتى من حكومته.


سيكولوجية الجماهير

 إن لم يكن هناك جمهور يُشجّع لن يكون هُناك مُنافسة أو ابتكار. 
الجمهور هو عينة مُمثلة للمجتمع، وتُعتبر كقطاع مُختلف يشعر بما يشعر به كل المُجتمع، ويتمنّى ما يتمناه المجتمع، ويُريد أن يرى ويسمع ما يُريِحه ويُطمئنه. 

وتختلف سيكولوجية الجماهير تِبعًا لاختلاف البيئة أو الثقافة، كما قال أحد أشهر الأغنياء في العالم، إنك إذا أعطيت لمجموعة من القرود سيارة ممتلئة بالمال، وأخرى ممتلئة بالموز ستختار القرود الموز بدلًا من المال، رغم أن سيارة النقود قد تبتاع آلاف الأطنان من الموز في وقت لاحق. 
وخلاصة هذه النظرية في حتمية قبول الجماهير بمتطلباتها الأساسية العاجلة عِوضًا عن مُتطلبات تضمن لهم الأمان من نفس الاحتياجات لشهور أو لسنوات. 

الجمهور المصري لديه صفات أخرى فريدة، فإن أَحَب شخصًا أو شيئًا أسرَف في حُبّه إلى حد الجنون، وإن كَرِه شخصًا أو شيئًا أهدر الأدب في وصفه وتحليله.
وهذه النظرية قد أُسمّيها بنظرية "الحُب الأعمى؛ والكُره الأُمّي" فلا توازن بين حُبه لشخص أو كُرهه لسلوك، كلاهما سواء،

الجمعة، 19 أبريل 2019

المقعد 43 قصة إدمان

حين توقف المطر كنت مقيدة بالسلاسل فى إحدى مواسير المطبخ وقد تلطخ كل جسمى بالدماء والكدمات

نسيت أن أحمل معى كتاب لأقرأه

فتركت لعينى أن تتجول بين المسافرين

بدت لى ملامحها مرهقة

شعرها مبعثر قليلاً

قمحاوية البشرة

طرحت ذراعها على مسند الكرسي

ظهرت علامات خياطة على المعصم وجروح فى ذراعها أخفت الملابس ما أخفته منها

هى جارتى فى المقعد 43 فى القطار المتجه من القاهرة إلى الأسكندرية

كانت غارقة فى نوم عميق

نقر على صندوق التذاكر

هكذا يعلن الكمسرى عن قدومه

أظهرت تذكرتى وصاح الكمسرى بصوت جهورى «تذااااكر» ليوقظ الجميلة النائمة

استيقظت فى انزعاج وقلبت فى أشيائها بحثا عن التذكرة

أختفت التذكرة

بعد جدال طويل بينها وبين الكمسرى عرضت خدماتي

رفضت فى البداية لكنها قبلت اخيراً وشكرتنى حتى استغثت

أكمل الكمسرى نقره وعبر.

...

قالت فى انكسار «اسمى حنان مغربى

اود أن اعرف اسمك وكيف الوصول اليك حتى أرد الدين»

فقلت لها..

«على سبيل التعارف أسمى دكتور نجلاء

على سبيل رد الدين فماعاذ الله فما من شىء يذكر ويحتاج أن يرد»

قالت..

«حضرتك دكتوره»

أجبتها بالإيماء وانا استعدل فى جلستى...

«اذاً هى فرصة لأسالك عن سبب ما أعانى من حموضة مفرطة»

قلت لها..

«حبيبتى أنا لست بطبيبة ولكنى دكتوره فى علم الاجتماع. أزور الإسكندرية من وقت لأخر لأحاضر فى بعض الجمعيات الأهلية ومراكز علاج الأدمان والمدارس الخاصة» لاحظت بريق عينيها حين نطقت بكلمة أدمان فقالت...

«وبماذا تحاضرين عن الادمان»

قلت لها..

«العلاقات الانسانية وأثر الأدمان فيها، تأثير الأدمان على أداء المدمن فى العمل، دور الأسره فى رعاية المدمن وهكذا.. يعنى».

- «هراء»

- «استميحك عذراً.. ماذا تقصدين»

- «اقصد أن كل العناوين هراء. أنا اقول لك ما هو المعنى الحقيقى للإدمان»

مزيد من الاستعدال فى جلستى ونظرت اليها وكلى آذان صاغية فربما تقول لى شيئا اضيفه الى رصيد معلوماتى.

شمرت عن ساعدها الأيمن فأظهرت كيا بالنار بدا لى أنه قديم جداً

قالت..

«هكذا كان يتعامل أبى مع ما أرتكبته من هفوات فى صغرى»

ثم كى آخر فى بطن قدميها، وآخر فى ساقها، وآخر عند اذنها اليسرا، وأخيرا أثر أنياب حادة أعلى كتفها

كان يرى أن ذنبه الوحيد فى الحياة هو خلفتى، خلفة البنات فى ثقافته عار.

أخوتى جميعهم ذكور وأنا الغلطة الوحيدة التى ارتكبها

تداركت امى إفراطة فى عقابى وكسره لضلعى فشعاره الدائم أكسر للبنت ضلع يطلعلها أربعة وعشرين.

تداركت أمى هذا واغدقت على بالحنان والمال والتساهل فى حسابى.

بل أكثر من ذلك كانت تغطى على أكاذيبى وخروجى وإستهتارى الذى كان نوعا من العقاب الموجة لأبى على إذلالى وتعنيفى الدائم وغير المبرر.

هكذا نشأت بين الماء والنار

أخوتى الصبيان كنت لهم كائناً شفافاً لا يرونه طوال الوقت، وفى هذه الظروف التقيت به..

«طارق كراك»

هذا اسمه ولقبه..

تورطت فى علاقة حب غير بريئة معه، وحين بدأ ضميرى يشتكى علىًّ، خدره بالكراك.

...

اتعرفين ما الكراك؟

اجبتها بالإيجاب فطبيعة عملى كمهتمة بالعلاقات الانسانية فى حياة المدمن تجعلنى أعلم أن «الكراك» هو الكوكايين المقطر بالتكسير، يطلق عليه المدمنون أسم «كراك» لان رواسب بيكربونات الصوديم الموجودة فى الصخريات تحدث فرقعة عند التدخين قائلة «كراك.. كراك»

استرسلت حنان..

دامت علاقتى به شهورا قليلة قبل أن يفتضح أمرى فى منزلنا

خلال هذه الشهور القليلة كنا نستبدل بضاعتنا سويا...الجنس مقابل «الكراك» إلا أن هذا الاستبدال كان بأسم الحب.

فى مساء ممطر دخل أبى المنزل فى تجهم، قدماه موحلة بالطين وفى يده «جنزيرعجله» قديم وسلاسل كنا قد اعتدنا ربط الكلاب بها فى بير السلم.

قال..

«فين البت»؟

اجابت امى..

«خير.. ياحنان ياحنان... ابوكى عايزك»

لم اكن قد استجمعت المشهد حتى فاجئنى «الجنزير» بلسعة كما من جهنم، وقبل أن أدرك ما حدث جائتنى الضربة الثانية ثم الثالثة

تخلت أمى عن اندهاشها وصاحت..

«الحقونى ياناس.. هايموت البنت»

نابها من «الجنزير« جانب

حين توقف المطر كنت مقيده بالسلاسل فى أحدى مواسير المطبخ وقد تلطخ كل جسمى بالدماء والكدمات

أدركت أن أبى عرف كل شئ..

ودارت المداولات أمى تصرخ..

«نعالجها»

وأخوتى لا يتورعون فى إقتراح الذبح ولا مين شاف ولا مين درى.

أبى صامت..

حاولت أمى أن تستجدى حياتى أن تغلب دموعها وتُذكر أبى بأبن المعلم أمين..

«فاكر لما ودوا الواد بيت علاج.. وهو.. وهو دلوقت بقى زى الفل»

صرخ فى وجهها..

«دا كان واد... انما دى «مَرَه»

قالت امى..

«ابوس على ايدك.. نلمها ونسترها.. حرام عليك.. ربنا هايحاسبك.. دى برضو روح..»

أستسلم أبى لتوسلات أمى ودموعها وصم أذنيه عما كان أخوتى الصبيان يقترحونه.

تبرزت وتبولت فى مكانى.. عشرة أيام ممنوع فكى من ماسورة المطبخ.

من وقت لآخر تسترحمنى أمى وتستعطفنى أن أكل شيئاً.

تعتصر عضلاتى فى نوبات تشنج طالبة «الكراك».. يفصلنى احتياجى للمخدر عما يدور فى منزلنا.

تناولت السكين الذى طالتة يدى فى أحدى النوبات ولم أتردد فى قطع شريانى بأصرار وجراءة المتأكد من صواب قراره»

«شاى.. قهوة..نسكافية.. حاجة ساقعة.. ببسى»

استوقفت عامل البوفية وطلبت لى ولها أثنين قهوة على الريحة.

مع رائحة القهوة الزكيه سألتها..

«حنان.. لماذا تقصين على حكايتك وأنا غريبة»

قالت..

«بالظبط كدا.. لأنك غريبة أنا أحكى دون حرج.. أحتاج أن يسمعنى أحدهم دون أن يلومنى.. دون أن يعظنى أو يوبخنى.. أحتاج وجه جديد.. ربما لو لم أقص عليكى.. ربما لصاحبت عامل البوفية وأستعرت أذنه»

اكملت..

«توقفنا عند محاولة الانتحار.. وماذا بعد»؟ قالت..

الغريب أنهم أنقذونى وربما فعلوا ما هو أكثر حتى يخففوا وطئة غياب مادة «الكراك» من دمى، كنت مشوشة وقتها ولا أذكر تفاصيل الأيام اللاحقة لإنتحارى ولكن..

عاد البيت هادئا وكأن شئ لم يكن، وتظاهر الجميع بأن شيئا لم يحدث حتى فاجئت أمى بخبر فقدانى عذريتى..

تجرعت أمى مرارتها ودبرت مبلغاً لإصلاح ما أفسدته رعونتى ورغبتى فى الإنتقام من أبى.. كنت أدفعها دفعاً لتقول له.. بل وأهددها بأننى سأفضح أمرى عنده، كنت أعشم فى إشباع رغبتى فى التشفى به وأنا أحطم رجولته وأضع رأسه فى الوحل فهذا ما كان يتنبأ به عنى، كنت أرغب فى أن اعلن له بالفم المليان عن أننى قد حققت له نبوءته عنى، لكن توسلات أمى أستوقفتنى وحرمتنى من رؤيته مكسوراً حتى وإن كان ذلك على حساب حرق جديد فى جسدى.

سأل أحد ركاب القطار عامل البوفية العابر..

«كم تبقى من الوقت على وصولنا الإسكندرية»

- «خمستاشر دقيقه يامحترم»

ساد الصمت بيننا بينما عجلات القطار تأكل المسافة المتبقية أكلاً

والفضول يأكل قلبى فسألتها..

- «وكيف انتهت قصتك»؟

- «هى لم تنتهى.. أسافر الى البحر لاخذ وقتاً مستقطعاً من مرارة أيامى ثم اعود لالقى بنفسى فى زحام العاصمة»

- «اذا كيف سارت الامور فيما بعد»؟

- «اتدرين.. تزوجت.. وطلقت، فما تم من أحداث يوم الزفاف جعل زوجى يشك فى طهارتى..

بعد طلاقى خفت ضغطة أبى عليا، ربما أصابه اليأس منى، أوتدرين ماذا ايضاً...

عاودت الألتقاء «بطارق كراك».. عدنا كما كنا. لكن هذه المره بلا حب.. هى المصالح.. أعرف الأن كيف أجمع المال، لا تسألينى عن باقى القصة، تعبت من السرد»

...

ساد الصمت ولم تنبث بعدها ببنت شفة.

أكلت عجلات القطار الطريق بأكملة

قبل فراقنا سألتها..

«هل معك نقود»؟

قالت..

«اعرف كيف اجمع نقود»

...

غادرت محطة سيدى جابر

استوقفت تاكسى

«هيلتون سيدى بشر لو سمحت»

شعرت بأرهاق شديد وإنقباضة شديدة فى صدرى..

ماذا بى.. كنت أنتظر مشوار الإسكندرية بفارغ الصبر.

كنت أرسم خططا لقضاء ليلة رائعة فى رحاب عروس البحر المتوسط.

كنت أعشم فى أكلة سمك اسكندرانى طازجة.

ماذا جرى..

ربما دش ماء ساخن سيزيل شعورى بالإرهاق والإنقباض.

تحت الماء الساخن...

حاولت إستجماع تفاصيل محاضرتى التى سألقيها غداً، لكن ذهنى بغير إرادتى يراجع تفاصيل قصة صاحبة المقعد 43.

ما كان عليها أن تعود «لطارق كراك»

ما كان عليها أن تتزوج.

ما كان عليها أن تتورط حتى فقدان الشرف.

ما كان عليها أن تنتقم من أبيها فى نفسها.

ما كان على ابيها أن يعتبر خلفة البنات عار.

انتابتنى هستيريا بكاء..

اختلطت دموعى بماء الدش الساخن

كل ما سأقوله غداً..بلا بلا..وهراء.

«البدانة».. بين الجمال والقبح

ففى ثلاثينيات القرن الماضي، خلال فترة «الكساد العظيم» كانت الولايات المتحدة وأوروبا تعانى مجاعات بسبب الفقر والكساد الاقتصادي، وبالتالى كان الذوق العام يميل إلى الأجساد الممتلئة، الأمر الذى كان يعكس الدفء والثراء، وبالتالى القاعدة الأساسية كانت ملء البطون بالطعام مادام متوافرا، ليساعد فى تحمل أيام البرد القارس والجوع. 
وفى حقبة السبعينيات كان الذوق العام فى أوروبا وروسيا يميل نحو النساء البدينات فكلما كانت المرأة ملفوفة القوام كانت تعد سيدة جميلة ويعكس ذلك نوعا من الثراء والصحة ايضا، فى حقبة اتسمت بالتقشف والفقر، وذلك على عكس المعتقد السائد حاليا عن السيدات الأوروبيات والروسيات عن كونهن رمز النحافة والقوام المشدود.
أفلام هوليوود بالإضافة إلى بيوت الأزياء الباريسية بالتعاون مع شركات الدعاية والإعلان جميعها تروج حاليا لثقافة النحافة والأجسام الرياضية المشدودة والعضلات المستديرة، الأمر الذى حظى بقبول الكثير ولاقى رواجا فى الآونة الأخيرة. وانتشرت مواقع كثيرة لعمل الحميات الغذائية لتقليل الوزن، بالإضافة إلى مواقع وصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعى لعمل التدريبات الرياضية وشد الخصر والأرداف، ناهيك عن كم عمليات التجميل التى يروج لها الأطباء ويبسطون عواقبها والتى أيضا تجد إقبالا شديدا من قبل المهتمين بالموضة والنحافة. 
وعلى الرغم من ذلك، نجد أنه مازالت هناك مجتمعات تفضل السيدات الممتلئات بالرغم من موضة النحافة، ففى الهند المرأة ذات القوام الممتلئ تعد سيدة جميلة وثرية، وعلى الرغم من أن أفلام بوليوود لا تعكس هذه الرؤية فإن الواقع فى الهند يؤكد أن الذوق العام هناك يميل للسيدات الممتلئات.

الأحد، 14 أبريل 2019

الحق في القلق!

لو أن لي فرصة لأضيف حقا لحقوق المواطن المصري خصوصا، والعربي عموما، لأضفت الحق في القلق
ولم لا ؟! وعشرات المظاهر حولنا تدعونا إلى القلق، فلماذا لا نقلق ونحن محاصرون بالمخاطر من كل جانب؟!
تركيا تعبث شماليّ أراضي الوطن العربي بمقدراته، وتتدخل في شؤونه، وتتحالف معه تارة، وضده تارة أخرى، وتضرب وحدته باستقطاب الحليف القطري، الذي يشق وحدة الصف العربي بمنطق خالف تُعرف
وإيران هناك في أقصى الشرق تهدد الخليج، وتؤرق منام شعوبنا في العراق ولبنان واليمن وسوريا، والعجيب أن مصر، قلب الوطن العربي وحكيمته، انخرطت في هذا الاستقطاب الطائفي الخطير، بدلا من أن تسعى، بمخزونها الحضاري الهائل المنفتح على كل طوائف المسلمين إلى التهدئة، ونزع فتيل الصراع، وإنهاء الملفات العالقة، في تجربة أشبه بما تفعله الكوريتان الآن، خلوصا من المساعي الأمريكية للهيمنة على شبه الجزيرة.
لماذا لا نقلق وعلى قمة البيت الأبيض طائش يميني متطرف، يُهدي من أراضينا العربية في القدس والجولان، وهو لا يملك، للصهاينة، وهم لا يستحقون؟!
لماذا لا نقلق وأعداؤنا القدامى، الذين لم نرَ منهم يوما خيرا، ولا حتى التزاما بعهد، أو وفاء بوعد، يعيثون في الأرض فسادا، ويتمادون في سياسات الاستيطان والتهويد والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء، ولا يجدون في العرب ولا المسلمين من يملك الجرأة، ناهيك عن القدرة على وضع حد لسفالاتهم؟!
ولماذا لا نقلق والتكهنات تترامى هنا وهناك عن ما يُسمى «صفقة القرن»، ولسنا على يقين بما دُبر فيها بليل، وما «سايكس – بيكو» منا ببعيد، وما خلصنا إلى اليوم، بعد ما يربو على قرن من الزمان من نتائجها الملعونة؟!
ولماذا لا نقلق ونحن مشرفون على عصر الفقر المائي، وملف سد النهضة الإثيوبي غير واضح المعالم، وليست لدينا معلومات وافية حول ما وصلت إليه المفاوضات بشأنه، والأخطر ما يُمكن أن تنتهي إليه، وانعكاس ذلك على مياهنا وزراعتنا وحياتنا كلها؟!
ولماذا لا نقلق والتغير المناخي يعصف ببيئة الأرض، ويذيب جليدها، ويغرق أراضيها، ويتلاعب بتركيبة محاصيلها، ويكلفنا المزيد من الطاقة، وبالتالي الكثير من الأموال؟!
ولماذا لا نقلق وحال مجتمعنا لا يسر إلا عدو، تتهاوى قيمه وتتخلخل ثوابته أمام موجات من التغريب السطحي الزائف، الذي لا يقتبس إلا السلبيات في معظم الأحيان، فطفت على سطحه ظواهر كالإلحاد والمثلية الجنسية والانتحار؟!
ولماذا لا نقلق ومعدل الطلاق في ازدياد، وثمة جرائم شاذة أمست تظهر في مجتمعنا، وسلم الصعود صار مفتوحا أمام الوصوليين وأنصاف الموهوبين رعاة الابتذال والتعري والسقوط؟!
تبتلع سياسات الإصلاح الاقتصادي امتيازات الطبقة الوسطى، لصالح إنقاذ الطبقة المعدومة، فلا هي ستملأ أفواه المعدومين، ولا هي ستترك المتوسطين على حالهم، ناهيك عن أن الطبقات الدُنيا لا تعبأ كثيرا بتنظيم النسل، ولا بإلحاق أبنائها بتعليم جيد وحقيقي، ما يعني أنها تقدم الملايين من القنابل الموقوتة إلى المجتمع، تشارك الطبقة الوسطى في قطف ثمار عملها بدرجة أقل من الاجتهاد، وبنمط حياة يقوم على الاستجداء والتحايل والتطفل.. فلماذا لا نقلق؟!
قُبيل هزيمة 1967 كتب الأستاذ توفيق الحكيم رواية ممسرحة أطلق عليها «بنك القلق»، كان يقصد بها تنبيه النظام إلى أن الحالة النفسية للأمة لا تسمح بخوض غمار مواجهة حربية كبيرة، واستعرض من خلال حوار الشخصيات هواجس المصريين في تلك الفترة، وآمالهم وآلامهم، كان الطريف أن المشير عامر اعترض على نشر العمل، ثم نُشر بموافقة الرئيس عبدالناصر، ولو أن «المشير» التفت إلى عمله أكثر مما انشغل بمنع رواية الحكيم، ربما لكان الأمر قد تغير، وربما لما دفعنا ثمن النكسة المؤلم إلى اليوم.
لكل هذه الأسباب.. يحق لي أن أقلق، يحق لي ألا آمن على مستقبلي الشخصي، ولا مستقبل أولادي، الذين أخشى أن يولدوا عربا تتنافس الأمم على ضرب أقفيتهم..!
يحق لي أن أشكو وأبكي وأصرخ، وأن أجد من يسمعني، ولا يلومني، ولا يلوم أجيالا ستأتي بعدي؛ لأنه لن يكون معنا عندما ندفع الثمن، وما أفدح ما سندفع..!.

++++++++++++++++
القلق على المستقبل يمنع الناس من تقدير اللحظات الحاضرة 

فسحة الاسترخاء والتقاط الأنفاس استراتيجية ضرورية للاستمرار
 لا توجـــد في حياة بعض الأشـــخاص
أوقات للراحة، للاســـترخاء أو لاســـترداد
الأنفـــاس، لأنهم ببســـاطة لا يعبـــأون بها
وإذا ما حاول أحدهم ســـحبهم إلى منطقة
من الهدوء لغرض إبطاء أو تعطيل دوران
العجلـــة قليـــلا، فإنهـــم يبتعـــدون بفـــزع
فيعودون إلى سيرتهم الأولى ّ يخيم عليهم
شبح القلق على المستقبل الذي قد تعرقل
تقدمـــه أي محاولة للإبطـــاء أو التأجيل،
القلق الذي يدفعهم إلى الأمام باســـتمرار
ويمنعهم من تقدير اللحظات الحاضرة أو
حتى إلقاء نظرة متأنية عليها


تقديم العون للأخرين
سلوك جيد ومتحضر إلا أنه
ليس خيارا مناسبا في بعض
الأوقات التي نحتاج فيها أن
نكون أنفسنا طوع رغباتنا
واحتياجاتنا الشخصية


أن أفضل
الســـبل للانفلات من حدود هـــذه الحلقة
المفرغة من المهام هو أن تكون لدينا رؤيا
واضحة عن ماهية أهدافنا الحقيقية التي
نحـــاول الوصول إليهـــا بالعمل الدؤوب،
فإذا ما توصلنا لتصور معين عنها فربما
نخفف من الجهد والوقت اللازمين لإنجاز
كل ما نســـجله في قائمة المهام، لتخفيف
حدة القلق المسيطر علينا بكل ما يتعلق

ويصـــف تايبي هذا العمـــل الروتيني
المتواصـــل بأنه ســـلوك غيـــر واع، لذلك
يستوجب علينا القيام بما يناقضه تماما؛
أي أن نكون أكثـــر إدراكا ووعيا لما نقوم
به يوميا وأن نبطئ قليلا من وتيرة العمل
ونقف ولـــو للحظات في كل مرة لنســـأل
أنفســـنا: كيـــف نشـــعر؟ هل نحتـــاج إلى
استراحة قصيرة؟ هل نحتاج إلى كل هذا
الجهد المتواصل وما هو هدفنا الحقيقي
من المواصلة؟
يؤكـــد روبـــرت تايبـــي فـــي مقالتـــه
الأخيـــرة في مجلة
علـــم النفسعلى أن
هناك على الـــدوام مجموعة من الأصوات
التـــي تلاحقنـــا وتطالبنـــا ببـــذل المزيد
والاســـتمرار لإنجـــاز الأهـــداف



الأشعرى بين مذهبين

ما يشبه الإجماع على أن التفكير الأشعرى خرج من رحم الاعتزال
 رغم كونه علمًا من أعلام الأمة وقد ترك الاعتزال، واتبع عقيدة السلف بالنقل والعقل. وكان الأشعرى، لخبرته بالفرق الضالة التي عاش بين جنبات علمائها لمدة طويلة، قد اكتسب القدرة على إظهار تناقض المعتزلة والرافضة والفلاسفة، فألف الكتب الداحضة لآرائهم.
وقد ترك الأشعرى عددا من الكتب، أغلبها تصبّ في الفِرَق والرد على «خصوم العقيدة»، ولكن لم يبق منها إلا كتب خمسة، وقيل سبعة، جميعها تأتى في الجدل العقدى ومذاهبه، وهى مقالات الإسلاميين، والإبانة عن أصول الديانة واستحسان الخوض في الكلام واللُّمَع في الرد على أهل الزيغ والبدع ورسالة في الإيمان.
وقد عاش الأشعرى في عصر صراع فكرى وكانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم، وكادوا يطيحون بأهل السنة، لولا أن الأشعرى انبرى للدفاع عن «عقيدة السلف» صلب الإيمان السنى،

وطن أم كازينو؟

من المؤسف أن بعض الدول تدير عجلة الحياة بين الناس بنفس فلسفة كازينو القمار، فلا تسبغ رعايتها وحمايتها على جميع المواطنين، ولا تمنح جميع الناس فرصًا متساوية، وإنما تكون وسائل كسب العيش بها مؤلمة للغاية، ويكون لتحول شخص واحد إلى مليونير مقابل فادح دفع ثمنه ألف إنسان تم حرمانهم من الغذاء والكساء والسكن والتعليم!.
للأسف لا توجد طريقة لكى يغتنى البعض بصورة فاحشة سوى أن يدفع عدد كبير من البشر ثمن هذا. في البلاد ذات الموارد الواسعة والثروات الكبيرة يمكن لمن يقومون بإدارة شؤون الحكم أن يجعلوا معظم الناس مستورين وبعضهم فاحش الثراء، أما في البلاد الفقيرة ذات الموارد المحدودة فإن إثراء قلة من الناس هي عملية لا يمكن أن تتم إلا بالتضحية بحقوق أغلب الناس الأساسية، وعملية صناعة مليونير واحد لابد أن يكون ضاع في سبيلها فلوس العلاج والماء النظيف والصرف الصحى. أما القائلون بأن صناعة الأثرياء يمكن أن تكون من أسباب الخير لأن هؤلاء سيقيمون مشروعات ويقومون بتشغيل العمالة وفتح البيوت فهو كلام فارغ، وقد يكون صحيحًا فقط بالنسبة لمن يأتون بثرواتهم من خارج البلاد للاستثمار في الداخل، أما الذين أصابوا الثروة من خلال قرارات إدارية تم تفصيلها على مقاساتهم بواسطة أصدقائهم في السلطة، فهؤلاء قد استفادوا من إدارة الدولة بنفس عقلية إدارة كازينو للقمار، أي أن قلة قليلة فقط لها الحق في السعادة على حساب شقاء ملايين البشر.

الجمعة، 12 أبريل 2019

ملحدون في الجنة

كتابه «ملحدون في الجنة»، فهو عبارة عن مجموعة مقالات منها: وهم الخلافة، التحريض على إبراهيم عيسى، الأزهر بين الراديكالية والتنوير، نظرة الإخوان للدستور، تفكيك التنظيم حلم ولا علم، مأزق الحبيب الجفري وأسامة الأزهري، الاستبداد والعلم، لقد انتهيت، وغيرها من المقالات الهامة والمثيرة للجدل.