وهكذا تصبح الحكومات أطباء الشركات لحقنها بالأموال وخطط الإنقاذ لإبقائها على قيد الحياة.
الكآبة لم تعد مرضا بشريا في شهور كورونا، إنها مرض شامل أصيبت به الطرقات والمتاجر والمطاعم والحانات، لكن بمجرد تأمل المباني الضخمة الخالية من الموظفين نعرف أن تعافي الشركات من الكآبة ليس واضحا بعد.
إصابة الشركات بمرض معد ليس كإصابة الإنسان به، الكئيب لا يعدي جاره بالمرض ولا أفراد أسرته، أما الشركات الكئيبة المغلقة العاجزة عن دفع رواتب موظفيها وتقليص نشاطها والاستغناء عن العاملين فيها، فقد تنقل كآبتها إلى الأفراد لأنها تتركهم وحدهم في محنة البحث عن حل لمصيرهم بلا عمل.
لكن التجارب علمتنا مثلما علمت الشركات أن الحكومات حتى الديمقراطية منها ليست محبا عطوفا للناس وللشركات، بل هي أكثر أنانية حتى وإن أدت تلك الأنانية إلى إصابة قطاعات حيوية بالكآبة، لذلك سيكون من الخطأ التاريخي المبالغة في أهمية خطط تخليص قطاعات الاقتصاد من الكآبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق