ذكرى ثورة 23 يوليو، التي قادها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، مناسبة جيدة للرئيس عبدالفتاح السيسي، ليرسل من نافذتها إشارات للداخل والخارج بأن نظامه يواجه تحديات إقليمية مركبة، وقادر على مواجهتها، في محاولة لاستدعاء المرحلة التي عانت فيها البلاد كثيرا بعد يوليو 1952، ورغم إخفاقاتها لا يزال عبدالناصر يحتل حيزا في وجدان عموم المصريين.
نجم هذا الشعور عن انحيازه للفقراء، والسعي إلى النهوض بمصر، والتصدي للكثير من المؤامرات ومحاولات كسر إرادته السياسية والعسكرية.
واتخذ إجراءات اقتصادية تعزز الميول الرأسمالية، وتبتعد كثيرا عمّا تبقى من النموذج الاشتراكي في العالم، الأمر الذي أقنع الكثيرين أنهم ليسوا بصدد ناصر جديد في مصر.
تعزز هذا الاستنتاج مع تبني إصلاحات اقتصادية في قلب التوجهات الرأسمالية، مثل الاتفاق على روشتة قاسية لصندوق النقد الدولي، وما تجرّه من جور على الطبقة الفقيرة، ورفع الدعم عن غالبية السلع والخدمات كركيزة كان يعتمد عليها عبدالناصر في حصد شعبية طاغية، وهي الزاوية التي استند عليها خصومه في استبعاد أن يتحوّل إلى ناصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق