الأربعاء، 15 يوليو 2020

هل العلماني كافر

هل أنتم لا تتمتعون بمبادئ العلمانية بحياتكم اليومية؟ المبادئ التي تجعل الدولة تعامل الأديان بصورة حيادية تحول منهم أول من ينادون بحقوق المسلمين في دول الغرب تبعاً لهذه المبادئ التي تساوي في الحقوق بينهم وبين أصحاب الأديان الأخرى.

أول من يدعم العلمانية إن كانت في صالح المسلمين، وأول من يلعنها ويكفر بها إن كانت في صالح من يخالفهم في الفكر أو أنها ستساويهم بالأقليات التي تعيش معهم في دولهم الإسلامية. ولنتصور أن دولة ما ليست إسلامية منعت المسلمين من إقامة شعائرهم الدينية، أتعرفون ماذا سيحدث؟، سينزل مئات الآلاف من المسلمين ينتفضون ليطالبوا بتطبيق العلمانية في هذه الدولة لكي يحصلوا على حقوق متساوية مع غيرهم من أتباع الأديان الأخرى.. «علمانية علمانية» بدلاً من «إسلامية إسلامية»..

هل هو نفاق أو تناقض، وهل هي مبادئ أم مصالح؟ لا تطبقوها في ديارنا وسنطالب بها في دياركم! فعلاً لا يمكن أن يتعايش الإسلام مع العلمانية؟ وهل فصل الدين عن الدولة يعني محاربته؟

فصل الدين عن الدولة لا يعني إلغاء الدين أو محاربته، فالأديان موجودة وتمارس في الدول العلمانية، فمن حق الإنسان في ظل العلمانية أن يعبد ربه كيفما يشاء، ولكن ليس من حقه إجبار باقي المجتمع على مفاهيمه الدينية.

 (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) و(وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ) و(فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ).

هل أخذ من الله تفويضاً بأن مفهومه للدين هو المفهوم الصحيح، وأن من حقه إجبار الآخرين عليه؟ وهل كفر عمر بن الخطاب في عام الرمادة عندما أوقف العمل بـ«حد السرقة» أم أنه اجتهد في فهم روح الإسلام واعتبر القرآن المرجع الذي يؤخذ منه ما يناسب العصر والظروف ليحافظ على الأمة؟ (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم) فهناك تبعاً لهذه الآية «الأحسن» - وبالتبعية سيكون هناك «الأقل حسناً» - داخل القرآن نفسه ألا وهو ما يتلاءم مع العصر والزمان.

 (فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ).. فدعوهم يؤمنوا ودعوهم يكفروا ودعوا الخلق للخالق واجتهدوا بالنصوص

عقول الشباب الذين تمردوا واعتزلوا مجالسنا لأننا لم نعد نشبههم... لم نعد نتكلم لغتهم ولا نفهم أحلامهم المتمردة على سيناريوهاتنا المستقبلية فاعتزلونا... قد ينكر البعض عليّ ما أقول، ليقول نحن بخير وشبابنا بخير ولا حقيقة لهذه السطور! ولكن أنا أخاطب البعض الآخر الذي لا يخاف أن يسمي الأشياء بأسمائها، ويعي تماماً ما يحدث حولنا من تفكك وبرود بسبب تعنت البعض عن الاجتهاد والقياس والتغيير «لنصوص لا تنطق بل نحن من ننطقها».


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق