السبت، 15 أغسطس 2020

أهم اختراق دبلوماسي منذ اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل منذ أكثر من 40 عام

 وأوضح كوشنر أن المشاورات للخروج بهذا الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل ظلت في إطار من السرية وأن الإعلان عنها كان مفاجأة لكثيرين.

ويقول خبراء إن الإسرائيليين والفلسطينيين كانوا عالقين في عملية «الأرض مقابل السلام» التي أعقبت توقيع اتفاقية أوسلو بين الجانبين في أوائل التسعينات ومعاهدة وادي عربة بين الأردن وإسرائيل

ويمكن أيضاً للإمارات العربية المتحدة أن تقول إنها منعت حدوث هذا الضم، وإن هذا الاتفاق بمثابة الجزرة للتطبيع الدبلوماسي. وأضاف: «السؤال هو ما هي الدولة العربية الأخرى التي ستبرم اتفاق سلام آخر مع إسرائيل، ومتى؟»

 المحفز الرئيسي لتحقيق هذا الاختراق التاريخي، وساعدت العلاقات الهادئة التي تطورت على مدى سنوات من التعاون البراغماتي بين المسؤولين الإسرائيليين والإماراتيين حول التهديدات التي تشكّلها طهران في التغلب على واحد من أكثر الانقسامات الدبلوماسية تعقيداً.

وكان تعليق الحكومة الإسرائيلية لخطوات الضم ثمناً زهيداً مقابل إضفاء الطابع الرسمي على الشراكة مع الإمارات وتشجيع دول أخرى على اتباع خط الإمارات، حسب وجهة نظرها

وبدأت إدارة ترمب بالفعل في الترويج لهذا الاتفاق بوصفه نصراً تاريخياً في السياسة الخارجية بعد إخفاقات في تحقيق اتفاق نووي مع كوريا الشمالية وإخفاق في إجبار إيران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

بعد ثلاثة أسابيع في البيت الأبيض أن يستحضر روح اتفاق السلام الأصلي بين مصر وإسرائيل واتفاقات كامب ديفيد عام 1978

ويمثل هذا ثالث اتفاق للتطبيع بين إسرائيل والدول العربية منذ إعلان دولة إسرائيل عام 1948. إذ كانت مصر قد وقعت أول اتفاق ثنائي مع إسرائيل عام 1979 ، تلتها الأردن عام 1994.

 مكسب استراتيجي وتكنولوجي.

 انعدام ثقة من جانب الإمارات والبحرين والسعودية، بل ومخاوف، إزاء سياسات إيران.

وعندما ينظر زعماء الخليج إلى الخريطة، يرون كيف تقدم الوجود الاستراتيجي بسرعة في جميع أنحاء الشرق الأوسط رغم المعوقات التي تواجهها هذه الدولة بسبب العقوبات، وذلك منذ الإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وكانت إيران حتى وقت قريب مقيدة بحدودها، لكن الآن أصبح لها ميليشيات موالية في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن. كما تشارك إسرائيل دول الخليج في المخاوف حيال توسع النفوذ الإيراني في المنطقة، خاصة في ما يتعلق بالبرنامج النووي السري لإيران.

وهناك أيضا ما يُعرف "بالإسلام السياسي"، الذي غالبا ما تجسده جماعة الإخوان المسلمين. ويرى حكام الخليج في ذلك تهديدا وجوديا لهم. لذلك لا يوجد من يكره الإخوان المسلمين أكثر من ولي عهد الإمارات، وهو ما يدفعه إلى دعم الفصائل المعادية للجماعة في ليبيا بينما يرى بن زايد أن هناك تعارض مصالح بين بلاده والحكومة الإسلامية في تركيا.

وفي الواقع، أدى ذلك إلى وضع الملامح الرئيسية لشراكة غير رسمية بين الحكومات المحافظة في منطقة الشرق الأوسط، وحجزت إسرائيل مقعدا، بفضل قدراتها المخابراتية الفائقة.

كما أن هناك جانب التكنولوجيا، ومن بين ذلك التكنولوجيا الحيوية، والرعاية الصحية، والدفاع، والمراقبة الإلكترونية. وهنا تُعد الإمارات خير مثال على ذلك، إذ اشترت من إسرائيل منذ عدة سنوات برامج تجسس لمراقبة مواطنيها. ولدى أبو ظبي أموال طائلة، إذ تمتلك احتياطيات نفطية هائلة مع وصول نصيب الفرد من الدخل الوطني هناك حوالي 40 ألف دولار. كما أن لهذه الدولة الخليجية تطلعات دولية، وما هو أبعد من ذلك، إذ أنها أول دولة عربية ترسل بعثة إلى المريخ.

ومن المعروف أن إسرائيل هي الدولة الأكثر تقدما في مجال التكنولوجيا في الشرق الأوسط، وهي المكانة التي وصلت إليها اعتمادا على الاختراعات الرائدة التي تقدمها. وحال إتمام اتفاق التطبيع، قد تنتقل الإمارات إلى مستوى جديد من الازدهار والوجاهة الدولية في نفس الوقت الذي توفر فيه المزيد من الوظائف لمواطنيها.

وتعود مبادرات إسرائيل لإقامة علاقات مع دول منطقة الخليج إلى عقد التسعينيات من القرن العشرين. ففي عام 1995، وقبل مقتل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحق رابين على يد يهودي متطرف، أرسل رابين وزير خارجيته شيمون بيريز في زيارة رسمية إلى سلطنة عمان وقطر.

وقد تسير البحرين، وعمان، وقطر، على خطى الإمارات إذا لم يعترض شيء طريق الاتفاق الذي تم الإعلان عنه هذا الشهر.

أما السعودية، فقد يستغرق منها الأمر وقتا أطول. ففي 2002، كانت الرياض هي التي طرحت خطة للسلام خلال القمة العربية التي انعقدت في بيروت عام 2002، والتي عرضت على إسرائيل الاعتراف الكامل بوجودها مقابل العودة إلى حدود ما قبل عام 1967.

ووضعت هذه الخطة المقترحة رئيس الوزراء الإسرائيلي حينئذ أرييل شارون في مأزق، لكن حماس نفذت تفجيرات بعد أيام من الطرح السعودي، مما أدى إلى توقف المحادثات. واليوم أصبح الشرق الأوسط مكانا مختلفا تماما، وما كان من المستحيل مجرد التفكير فيه، أصبح واقعا في الوقت الراهن.

وقال مسؤول إماراتي: "خمن ما هي الكلمات التي كانت أكثر بحثا عبر الإنترنت في الإمارات بعد الإعلان عن الاتفاق مباشرة. كانت 'الفنادق في إسرائيل' ، الناس لا تطيق صبرا على زيارتها".

أنا في منتهي السعادة من تطبيع الإمارات مع إسرائيل ، لأن ما كان يحدث قديمًا في الخفاء ، أصبح الآن في العلن و أمام الجميع وبوجوه مكشوفة وضمائر ميتة

***************

 إسرائيل والإمارات

صفقة تجارية لا علاقة لها بالسلام

صحيفة الغادريان مقالا كتبه الناشط الفلسطيني وعضو الكنيست الإسرائيلي، سامي أبو شحادة،

يقول سامي إنه سيصوت في الكنيست ضد تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات لأن بيوت الفلسطينيين لا تزال تتعرض للتدمير، ولا تزال المستوطنات المخالفة للقانون تتوسع.

ويذكر الكاتب أنه أطلع على نص الاتفاق وقرأه في ثلاث نسخ بالعربية والعبرية والإنجليزية ووجد فيه عددا من الأشياء، من بينها أن لغة كل نسخة وضعت لتناسب جمهورها. فكلمة تطبيع تكررت مرارا في النسختين العبرية والانجليزية أما النسخة العربية فلم تشر إليها مطلقا.

ويرى أن هذه صفقة تجارية تكاد تلمح إلى العلاقات الدبلوماسية، وليس اتفاقا للسلام، ولم ترد عبارة ضم الأراضي الفلسطينية في النسخة العربية على الإطلاق.

 "التعايش" مع دولة تبعد آلاف الكيلومترات، بينما يوجد 100 ألف عربي في قرى هي أقدم من إسرائيل نفسها، لا تعترف بهم ولا يجدون فيها الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء.

ويقول سامي إن التمييز والعنصرية ضد العرب الفلسطينيين المواطنين في إسرائيل والسكان الأصليين الذين يشكلون نسبة 20 في المئة من سكان البلاد موجودة في كل نواحي الحياة، فهناك 50 قانونا يميز ضد المواطنين غير اليهود.

الاتفاق هو عطاء سخي من الإمارات للرئيس ترامب تحصل مقابله أبو ظبي على الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية. والدليل أن شركات الأمن في إسرائيل هي الأكثر تحمسا لهذا الاتفاق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق