ينقضي الربع الأول من هذه الحياة قبل أن نعرف كيف نستفيد منها، وينقضي الربع الأخير وقد انقطع الرجاء في الاستمتاع بها، ولعل ذلك يرجع إلى أننا لا نعرف كيف نستمتع بها، فنقضي ثلاثة أرباع حياتنا في النوم والعمل والترقب والألم.
ومن أسباب المعاناة التي تستحيل معها الحياة خوفاً وقلقاً، بحثنا الذي لا ينقطع وراء واقعنا الذي نحياه.. إنه السعي الذي يستجلب البؤس الحقيقي، حيث الهوس بالبعيد الذي يندر بلوغه، وأذكر أن العقاد عندما سُئل عن أخطر مرض نفسي تعاني منه البشرية قال: المخاوف المجهولة.
إن البحث في مجهول الغيب يورث شؤماً يتنامى مع تقادم العمر،
عالم الغيب لا يزال مجهولاً لدينا، فلا ندرك منه أبعد ما تراه عيوننا،
والسؤال الآن: هل الحياة قصيرة؟ أظنها ليست قصيرة بالوقت القليل الذي تدوم فيه، بل بالوقت الذي نستمتع فيه بطيباتها.
والمستمتع بالحياة تراه وقد انسابت نفسه مع الكون لتتآلف مع قوانينه، وتتوافق مع سننه، وتتكيف بسهولة مع المتغيرات من حوله في سلاسة طبيعية وبساطة تلقائية.
والمستمتع بالحياة تراه وقد انسابت نفسه مع الكون لتتآلف مع قوانينه، وتتوافق مع سننه، وتتكيف بسهولة مع المتغيرات من حوله في سلاسة طبيعية وبساطة تلقائية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق