الدكتور صلاح فضل، أستاذ النقد بجامعة عين شمس وعضو مجمع اللغة العربية واحد من رموز التنوير فى الوطن العربى، قدم صياغة لخمس وثائق تبدأ بالدولة المدنية، والحريات، والمرأة وتجديد الخطاب الدينى، وبعد مناقشات واجتماعات وصياغة بديعة لنصوص وثيقة الأزهر، سكت الكلام، واختفت الوثائق، وراح جهد وفكر المثقفين وكبار العلماء هباء منثوراً، وأصبحت وثائق الأزهر «المسكوت عنها» فقرر إخراج هذه الوثائق «المهمة» للنور فى كتاب يشهد على المرحلة، ويشهد به التاريخ.. فى هذا الحوار يوثق الدكتور فضل للوثائق ويجيب على سؤال عريض عن علاقة الأزهر بالتنوير.. وإلى نص الحوار:
صحيح ما بطن منها كان أكثر بكثير مما ظهر، فقد كان أول اجتماع للمثقفين المصريين فى مكتب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر يوم الأحد 15 مايو ٢٠١١، أى بعد اندلاع ثورة يناير بحوالى ثلاثة شهور، وأعددنا خمس وثائق، أولاها تضع معالم الدولة المدنية ووقعت عليها كل الهيئات والأحزاب، واعتبرتها الدولة وثيقة رسمية، أما الثانية فكانت متصلة بالحريات الأساسية الأربع «العقيدة، والرأى والتعبير، والبحث العلمى، والإبداع الأدبى والفنى»
الثورة لا بد أن تؤدى إلى نوع من الديمقراطية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، والتى كانت لا تسمح به النظم السابقة، وكنا نعلم أن الجماعات الإسلامية قد تغلغلت بين الأوساط الشعبية والفقراء والسذج، واستطاعت أن تخدعهم بأن الدين هو العلاج الشافى لكل شيء بمفهومهم حتى يمكن أن تقفز على السلطة.
هل كنتم واثقين بأن الإخوان والسلفيين سيفوزون بالانتخابات وقتها؟
- كنا نعرف أن الانتخابات الحرة لا بد أن ترتفع فيها أسهم الإخوان والسلفيين وغيرهما، لكن كنا نتصور أنها مهما ارتفعت كانت لن تزيد عن ٢٥٪، وكانت الكارثة أنها زادت بأكثر من ٧٠٪، وهى ما مثلت ضربة حقيقية أجهضت ثورة يناير، وتفاديًا واستعدادًا لذلك، اقترحت مع مجموعة المثقفين الذين التقوا شيخ الأزهر، إصدار عدة وثائق.
وعملت الوثيقة الأولى فيها على «مدنية الدولة»، وهى المحور الأساسى الذى ركزنا عليه الجهد، وكانت فورة الثورة وحماس الشيوخ أنفسهم ورؤية المثقفين، كفيلة بإنجاز وإنجاح تلك الوثيقة، التى اتفق عليها كل الأحزاب السياسية فى الدولة بمن فيهم جماعة الإخوان الإرهابية والسلفيون المنافقون، ليظهروا حسن نواياهم.
ماذا كانت ردة فعلكم بعد فوزهم بالانتخابات؟
- عندما حدثت الانتخابات الأولى وظهرت الفاجعة بحصول تلك الجماعات على نسبة ٧٠٪، أدركت أن أول ما سيهدفون إليه هو تقييد الحريات، لأن هذا هو هدفهم الأساسى حتى يتمكنوا من نشر أفكارهم الظلامية، وفرض دولتهم الفاشية، وبذلك جعلنا الوثيقة الثانية خاصة بالحريات، وكانت وثيقة باهرة ضمنت حرية العقيدة وحرية البحث العلمى، وحرية الرأى والتعبير، وحرية التعبير الأدبى والفنى، والتى قد أعلنت بالفعل على منبر الأزهر، وأصبحت من وثائقه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق