الجمعة، 24 أبريل 2020

استقبال رمضان بشكل مُغاير والشكليات *****

من جهة أخرى، أبدى حسن المحمدي في صحيفة الراية القطرية تفاؤلاً إذ كتب يقول: "في المقابل، تشكّل هذه الظروف المؤقتة، فرصة عظيمة لاستقبال رمضان بشكل مُغاير، والفوز به، وجعله أفضل رمضان في حياتنا. كثيرا ما تمنينا في الأعوام الماضية تعطيل العمل والدراسة خلال شهر الصيام بحجة التفرّغ للعبادة، وكثيرا ما دعونا أن يلزم أولادنا البيت بدلاً من البقاء خارجه. ولقد شاءت الظروف أن تتحقق تلك الأماني في رمضاننا هذا، مما يوفّر لنا وقت فراغ طويل أتمنى أن نستغله في العبادة".

++++++++++++++++

السعودية تقطع الطريق على فتاوى "الدين عن بعد"

 قطعت السعودية الطريق، السبت، أمام موجة الفتاوى والاجتهادات التي تطالب بأداء صلاة التراويح والعيد “عن بعد” وراء أئمة الحرمين عبر التلفزيون، في وقت بدا أن هذه المطالب تهدف بالأساس إلى تسليط ضغوط على المملكة للانشغال بقضايا شكلية محسومة دينيا، وإرباك معالجتها الميدانية للمخلفات الصحية والاجتماعية والاقتصادية لوباء كورونا.

واستنكر الشيخ المطلق اهتمام الناس بالتراويح أكثر من اهتمامهم بالفرائض قائلًا “إننا نصلّي الآن الفرائض في بيتنا والحمد لله، نأخذ أجر الجماعة وأجر الذهاب للمسجد، لماذا؟ لأننا ممنوعون من المسجد لمصلحتنا ومصلحة المسلمين “.

وتكشف الدعوة لاستنباط “الدين عن بعد” وتحوّلها إلى هاجس رئيسي لدى الناس، في السعودية ومختلف دول العالم الإسلامي، وذلك في نقاشتهم المباشرة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي حجم الفراغ الروحي الذي يعيشونه وأنهم يربطون الدين بالشكليات بدل الاهتمام ببعده الهادف إلى دعم قيم التضامن والتعاون والتسامح.

كما يكشف هذا الجدل بتفاصيله المختلفة أن المجتمعات في العالم الإسلامي سلبية ومنشغلة بهذه الأمور الشكلية، في الوقت الذي يبحث فيه العالم عن خلاصه الصحي والاقتصادي والاجتماعي، خصوصا أن الدين لا يمكن أن يتأثر بإجراءات وقتية لحفظ الأنفس، فضلا عن كونه بات متاحا أمام الجميع في ظل التطورات العلمية.

وزادت التقنيات الحديثة في عالمنا من مركزية الدين والوعظ الديني من خلال الفضائيات والإنترنت والتطبيقات وقد تمت الاستفادة منها إلى أبعد درجة خلال العشرين سنة وأكثر الأخيرة.

وقال متابعون للشأن السعودي إن هناك جهات متشددة، كانت خسرت نفوذها مع بداية الإصلاحات في السعودية، باتت منزعجة من انفتاح الجهات الدينية الرسمية، خاصة ما تعلق بإغلاق الحرمين أمام المصلين والمعتمرين لمحاصرة الوباء، وهو انفتاح يسحب منها المبادرة في الشأن الديني، كما يجرّدها من صورة الجهة الحريصة على الدين والمتحدثة باسمه.

وأضاف هؤلاء المتابعون أن الدعوات للصلاة عن بعد الهدف منها إحراج السلطات وإظهارها في صورة المتهاون عن “حماية الدين” أو تهديد نقاوته، لافتين إلى أن الأمر مرتبط بالتوظيف السياسي لجماعات متشددة تريد أن تعود إلى الواجهة بأيّ شكل بعد أن همّشتها الإصلاحات.

وأشاروا إلى أن المتشددين لا يستطيعون التحرك والتأثير خارج مربع التمسك بالشكليات، ما يجعلهم يهاجمون أيّ خطوة رسمية تعتمد في أسلوبها على الاعتدال والتسامح، مثل إلغاء الجَلْدِ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق