الثلاثاء، 29 أبريل 2025

الدخل الأساسي الشامل لا يدفع الناس إلى الانسحاب من سوق العمل

 بل على العكس، يُمكّنهم ذلك من إطلاق مشاريعهم الخاصة وتنشيط الاقتصاد المحلي".

برامج الدعم المالي المشروطة، أي تلك التي تُمنح بناءً على اختبار للدخل بدلاً من أن تشمل الجميع، تؤدي دائماً إلى نوع من الإقصاء. فهناك دائماً من "يتسرب من بين الشقوق" ولا يحصل على حقه.

يسار، تنطلق الحجة من قناعة بأن الحصول على دخل هو حق أساسي من حقوق الإنسان. أما اليمين الليبرالي – رغم اختلاف المنطلقات – فيرى في الدخل الأساسي أداة فعالة أيضاً.

 عدداً متزايداً من المشاركين توقفوا عن العمل أو قلّصوا عدد ساعات عملهم".

ما يفضّل صناع القرار في الدول منخفضة الدخل استهداف نتائج محددة في قطاعات مثل الصحة أو التعليم. وإذا كانت هذه هي الأهداف المرجوة، فمن الأجدى تطبيق برامج مصممة خصيصاً لتلك المجالات. أما المنح النقدية، فميزةُ مرونتها قد تكون أيضاً مصدر ضعف، إذ يمكن للأفراد إنفاقها بطرق مختلفة ولأغراض متنوعة".


كريستيان غودان نهاية التاريخ

 التاريخ أوكلت إليه مهمة إثبات الحقيقة الدنيوية بعدما تلاشت الحقيقة الماورائية، ففي مقابل الطبيعة الصامتة و"موت الله" الذي أعلنه نيتشه، بات إنسان القرن الـ19 يواجه الزمن الذي أمل أن يستنتج منه حقيقة كيانه ومعيار أفعاله.

لكن فكرة سير التاريخ في اتجاه وغاية نهائية بدأت بالانحسار إثر مواجهتها الدمار والحروب التي طبعت القرن الـ20، بعدما وضعت القنابل الذرية التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي، والإبادة النازية لليهود، ومعسكرات الاعتقال السوفياتية، وظهور النزعة الاستهلاكية والإرهاب، هذا التوجه الفلسفي في مأزق

 ذلك أن الفلسفات الكبرى التي ظهرت في القرن الـ20، عنيت الفلسفة التحليلية والفينومينولوجيا والبنيوية، لم تنشئ فلسفة للتاريخ، بل كانت عدائية تجاهها. وباستثناءات قليلة جداً نقرأها في نصوص جون ديوي وجورج لوكاتش وجان بول سارتر، كانت هذه الفلسفات المحكوم عليها بتكرار أفكار القرن الـ19، تعاني وجهة نظر غودان فقراً نظرياً شديداً، فالماركسية التي انتظرت من التاريخ، باعتباره تجلياً للحقيقة، أن يثبت صدقها، جرفت على يد التاريخ نفسه. ولم تعد الرأسمالية التي تتمثل عبقريتها الوحيدة في قدرتها على تحويل كل ما هو سلبي في الوجود إلى سلع ومصادر للربح، في حاجة إلى خصوم لكي "تصنع التاريخ"، لأنها أصبحت تملك من القوة ما يكفي لتمتص أي معارضة لصالحها.

  • الفلسفة التحليلية (مثل فتغنشتاين، كارناب، كواين) ركزت على تحليل اللغة والمنطق، ورفضت "السرديات الكبرى" (بما فيها التاريخية) باعتبارها غير قابلة للتحقق التجريبي أو المنطقي.

  • الفينومينولوجيا (هوسرل، هايدغر) اهتمت بالوعي والكينونة، لكنها تجاهلت التاريخ كعملية جمعية (إلا في حالات استثنائية مثل سارتر الذي حاول دمج الوجودية مع الماركسية).

  • البنيوية (ليفي-ستروس، فوكو المبكر) حلَّلت البنى الثابتة للثقافة واللغة، ونظرت إلى التاريخ كـ"انقطاعات" لا كتطور ديالكتيكي.

  • الاستثناءات:

    • جون ديوي رأى في التاريخ أداةً للتحرر عبر التجربة الديمقراطية.

    • جورج لوكاتش حاول إنقاذ الماركسية بإعادة تفسير التاريخ كصراع طبقي ووعي زائف.

    • سارتر في "نقد العقل الجدلي" حاول أن يوفق بين الحرية الفردية والضرورة التاريخية.

غياب رؤية شاملة للتاريخ كإطار للمعنى أو التحرر، لصالح تفكيك السرديات أو اختزالها إلى بنى لاشعورية

الرأسمالية: صناعة التاريخ دون حاجة إلى خصوم:

العبقرية الشيطانية للرأسمالية 
  • استيعاب المعارضة: تحويل كل نقد (مثل الحركات النسوية، البيئية، حتى الاشتراكية) إلى سلع (مثال: "الرأسمالية الخضراء"، "التمكين النسوي كماركة").

  • التاريخ كسوق: الرأسمالية لا تحتاج إلى سرديات كبرى، فهي تنتج "تاريخًا فوريًا" عبر الإعلام والاستهلاك (كما قال بودرييار في "سيمولاكرا والواقع")

  • وسائل الإعلام كفاعل رئيس: تصنع الأحداث بدلًا من نقلها (مثل حرب الخليج التي "لم تقع" حسب بودريار). تحول السلع إلى رموز دالة على المكانة الاجتماعية (مثل الشعارات والماركات). الواقع الفائق يجعل أي محاولة نقدية عديمة الجدوى 

  • غياب الخصم الجذري: حتى اليسار اليوم (كما يرى سلافوي جيجيك) أصبح جزءًا من النظام، يُدار كـ"معارضة مسموح بها"..


ما بعد الحداثة (مثل ليوتار) أعلنت موت السرديات الكبرى، لكنها لم تقدّم بديلاً عن أزمة المعنى.

  • مقاربات نقدية جديدة:

    • إسبينوزا الجديد (مثل نغري وهاردت في "الإمبراطورية") يحاولون قراءة التاريخ كشبكة قوى لا مركزية.

    • الايكولوجيا السياسية (نعوم تشومسكي، أندرياس مالم) تربط بين التاريخ والكارثة البيئية.

تحذير والتر بنيامين في "أطروحات حول مفهوم التاريخ":

"إن الإيمان بالتقدم الأعمى هو إيمان طائشة. التاريخ ليس قطارًا يسير حتمًا نحو التحرر، بل هو ساحة كوارث متتالية".

الرأسمالية اليوم لا "تصنع التاريخ" بل تُلغيه، بتحويله إلى دورة لا نهائية من الإنتاج والاستهلاك. ربما المهمة الفلسفية الآن هي إنقاذ التاريخ من براثن النسيان، ليس كسردية حتمية، بل كإمكانية للمقاومة — حتى لو بدت هذه المقاومة مستحيلة.

كارل لوفيت فلسفة التاريخ الحداثية، حيث يراها في جوهرها مجرد تحويل علماني (أو عقلاني ظاهري) لمفاهيم لاهوتية مسيحية . سرديات "التقدم" و"اليوتوبيا" في الفلسفة الحديثة ما تزال تسكنها نفس التطلعات الغيبية ولكن بلغة دنيوية

فلسفة التاريخ، بما تحمله من إيمان أعمى بالتقدم وسردية خلاصية جديدة، قد أدت إلى كوارث حقيقية، من أبرزها الحروب الشاملة والخراب البيئي والسياسي، أي أنها – بدلًا من أن تحقق الجنة على الأرض – ساهمت في خرابها.

 الأيديولوجيات الكبرى (كالهيغلية أو الماركسية أو حتى الليبرالية) هي لاهوتات علمانية، لأنها تَعِد بالخلاص في الزمن، وتنتهي غالبًا بخلق بنى قمعية أو كارثية جديدة.

الخطاب السياسي (سواء كان ليبراليًا، اشتراكيًا، أو فاشيًا) يعتمد على تصورٍ للتاريخ كمسارٍ غائي:

  • الإتمام: كما في ادعاء فوكوياما (نهاية التاريخ كانتصار نهائي للديمقراطية الليبرالية).

  • الإلغاء: كما في الخطابات الشمولية التي تدعي "قطع الصلة بالماضي" لبناء عالم جديد (الثورة الفرنسية، البلشفية، النازية).

    • التاريخ كأداة إقصاء: تحوّل فكرة "صناعة التاريخ" إلى ذريعة لاستبعاد مَن يُعتبرون "خارج التاريخ" (الشعوب "البدائية"، "الرجعيون"، "الطوائف الدخيلة").

فلسفة التاريخ، التي كان يُفترض أنها تُعلي من قيمة الإنسان، أصبحت تُستخدم لنزع الإنسانية عن "الآخر".
الستالينية والنازية 
الإقصاء الرمزي
تبدأ عملية التطهير بوصف فئة ما بأنها "غير تاريخية" أو "معيقة للتقدم" (مثال: الخطاب الاستعماري عن "همجية" الشعوب الأصلية).
الخطوة الثانية: التدمير المادي
  • الستالينيون: اعتبروا المعارضين "أعداء التقدم" الذين يجب إزالتهم.

الحل 

بول ريكور، الذي رأى أن وظيفة التاريخ هي الحفاظ على الذكرى بدلاً من تبرير العنف.
 رفض الغائية (فكرة أن للتاريخ غاية محددة) لصالح رؤية تعددية (كما في فلسفة جيل دولوز)

الاستهلاكية: تحويل التاريخ إلى "ترفيه" (مسلسلات تاريخية، متاحف كسلع سياحية)
الليبرالية الجديدة: إعلان أن "التاريخ انتهى" لتحصين النظام القائم من أي نقد جذري

  •  تُقدَّم الأيديولوجيات التوتاليتارية (النازية، الستالينية) على أنها "فلسفات تاريخية"، يتمّ اختطاف الفلسفة ذاتها لشرعنة ما هو ضدّ جوهرها (التفكير النقدي، التساؤل، احترام الكرامة الإنسانية).

هذه "النظريات" تقوم على أوهام
  • وهم التماسك: افتراض أن التاريخ كتلةٌ واحدة مُتّسقة (فيما هو فوضى، صدف، وتناقضات).

  • وهم الغائية: أن للتاريخ "وجهة" حتمية (الاشتراكية، تفوّق العرق، نهاية التاريخ...).


  • المفارقة الإنسانية: كيف نجرؤ على الحديث عن "قوانين تاريخية" تحكم مليارات البشر عبر آلاف السنين، بينما:

    • حياة الفرد الواحد تظل لغزًا غير قابل للاختزال (كما رأى كيركغور في مفهوم "الذات").

    • التجربة الإنسانية غير قابلة للتعميم (معاناة ضحية معسكر اعتقال لا تُقاس بإحصاءات).

  • النتيجة: أي محاولة لفرض "معنى كلي" على التاريخ تقوم على العنف الرمزي (كما يشرح بيير بورديو).


بديل 
  • التاريخ كـ"تعددية قصصية" (كما عند بول ريكور):
    بدلاً من البحث عن "قانون شامل"، نقرأ التاريخ كسلسلة من الروايات المتعارضة التي يجب الاستماع إليها جميعًا (رواية المنتصرون و الضحايا).

  • التاريخ كـ"أرشيف للهزائم" (والتر بنيامين):
    مهمة الفلسفة هي إنقاذ ذاكرة مَن طمستهم السرديات الرسمية.

  • رفض الغائية:
    الاعتراف بأن التاريخ ليس له معنى مسبق، بل هو مجال للحرية الإنسانية (مقاربة جان بول سارتر).

  • التاريخ كـ"فلسفة سياسية" (حنة أرنت):
    تحليل كيف تُصنع الأحداث في الفضاء العمومي، لا كحتميات.

أسئلة جوهرية

 تطور التكنولوجيات العلمية بدأ بمنح غريزة الموت والعدمية التي رافقت الإنسان منذ وجوده، الوسائل الكفيلة بتدمير نفسه بنفسه، فبعدما أصبح القرن الـ20 مسرحاً لشكلين من أشكال البربرية غير المسبوقة في الحربين العالميتين والتوتاليتارية في نظاميها الستاليني والنازي، يستنتج غودان أن التاريخ، في النصف الأول من القرن الـ21 المطبوع بالعولمة،

المعاصر الضحايا هم مَن يحاكمون التاريخ
"التقدّم هو أسطورة القرن العشرين. أما القرن الحادي والعشرين، فمهمته منع هذا التقدّم من قتلنا جميعًا".
  • الأمل: أن تتحوّل هذه المحاكمات التاريخية إلى حوارات تهدف للمصالحة لا الانتقام

  •  إدوارد سعيد:
    "الضعفاء يكتبون التاريخ أيضاً، لكن بدمائهم أولاً، ثم بحروفهم لاحقاً".

  • الشرعية السياسية تأتي الآن من الأداء الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي، لا من "ماضٍ مجيد".


  • وسائل الإعلام والثقافة الجماهيرية حلّت محل التاريخ في تشكيل الوعي الجمعي (مثلًا: الأفلام والمسلسلات تحدد صورنا عن الماضي أكثر من الكتب المدرسية).


زيف الكثير من الأساطير الوطنية (مثلًا: فضائح تزوير التاريخ في إسرائيل التي كشفها ساند نفسه في كتبه السابقة).

حركات "لا للنسيان" في أمريكا اللاتينية

  • الماضي صار مادةً للاستهلاك (المتاحف الترفيهية، المسلسلات التاريخية، ألعاب الفيديو).

  • الدول تروّج لتراثها كـ"علامة تجارية" لجذب السياح، لا كأساس لهويتها.


  • بينيدكت أندرسون: حتى الآن، لا توجد دول ناجحة بدون "جماعات متخيلة" تُبنى جزئيًا عبر التاريخ.

  1. التاريخ كـ"خدمة اشتراك":

    • منصات مثل Netflix و YouTube تتحكم بما نعرفه عن الماضي.

  2. التاريخ الفردي:

    • كل شخص يصنع روايته الخاصة (عبر السوشيال ميديا).

  3. الصراع على الذاكرة:

    • ليس بين دول، بل بين شركات (مثل: من يملك حقوق رواية الهولوكوست؟).


مجتمعات لا تطلب من الأفراد أن يكونوا ذواتًا متفردة، بل مجرد أجساد قابلة للاستهلاك، في سياق تسليعي شامل . تصاعد الفردانية والمادية والبراغماتية

الذات النرجسية تعيش انغلاقًا حول ذاتها، كذلك النظام الرأسمالي يعيش استهلاكًا دائمًا لذاته، دون مرجعية خارجية أو غاية إنسانية عليا.

لاكاني لم نعد نعيش في عالم من المعني، بل في عالم من الصور، حيث الكلام نفسه يبدو فائضًا، لأن الجسد واللذة المباشرة صارا هما المرجع الوحيد للواقع. بدت الأفكار والكلمات فائضاً في مجتمع لا يحتاج الأفراد فيه إلى أن يكونوا سوى أجساد.

فالسبب الأساس لدخول التاريخ في مراحله النهائية لا يكمن بحسب غودان في الانفجار السكاني أو التلوث والاحتباس الحراري، بل في الانهيار الحاد للولادات التي تعني في ما تعنيه اتجاه الإنسان نحو فنائه الذاتي.

البشرية تعي إمكان اختفائها بالكامل، وهو أمر يختلف جذرياً عن مختلف "نهايات العالم" التي تحدثت عنها الأساطير والأديان، لأن تلك النهايات كانت من فعل الآلهة،

كتاب إرنست بلوخ "مبدأ الأمل"
سؤال بقاء البشرية














الاثنين، 28 أبريل 2025

ثقافة الإنتاج بدلاً من ثقافة التوزيع

الأنظمة تعتمد على الخطاب الأخلاقي (مثل "التوزيع العادل") لكنها في النهاية تقتل الاستثمار وتزيد الفقر

 البيروقراطية المعيقة، والقوانين التي تعيق الاستثمار، وثقافة الاعتماد على الدولة

  • الدول التي تريد النجاح يجب أن تتجنب فخ "التوزيع اللحظي" وتستثمر في بناء اقتصاد منتج.

  • الطبقة الوسطى تختفي في الأنظمة الاشتراكية، بينما تزدهر في الاقتصادات الحرة.


  1. اقتصاد السوق الحقيقية (ليس المحسوبية أو الاحتكارات).

  2. دولة تحفز الإنتاج لا توزيع الفتات.

  3. ثقافة مجتمعية تقدّر المخاطرة والابتكار، لا انتظار "الجمعيات".

فردية مكافأة متناسبة مع جهده (ربح مادي، ترقية، ملكية)

  • العدل ليس تسوية الجميع عند نفس النتيجة، بل ضمان أن الفرص متاحة، وأن من يعمل أكثر أو أفضل يجني أكثر.

  • الذهنية الاشتراكية تخلط بين المساواة في الفرص والمساواة في النتائج، مما يقتل التنافسية.



  1. تراكم رأس المال:

    • الثروات الفردية ليست شراً إذا أعيد استثمارها (مشاريع جديدة، توظيف، ابتكارات).

    • عندما تُصادر الدولة "الثمرة" عبر ضرائب عالية أو تأميم، يهرب رأس المال أو يتوقف عن النمو (كما حدث في مصر السبعينيات مع سياسات "التأميم الشامل").

  • دولة تسهل الإنتاج: عبر حماية الملكية، البنية التحتية، التعليم الجيد، ومحاربة الاحتكار.

  • دولة تستولي على الإنتاج: عبر التأميم، السيطرة على الأسعار، أو فرض وصاية على القطاع الخاص.

  • عندما تُصان: يزداد الإبداع، التنافس، والثراء المجتمعي.

  • عندما تُنهب: يسود الكسل، الفساد، وثقافة "النصيب".

كما قال ونستون تشرشل:

"الاشتراكية هي فلسفة الفشل، وعبادة الجهل، ونصير الحسد".

  • سوء فهم للإنصاف: البعض يعتبر أن التفاوت في النتائج نفسه ظلم، حتى لو كانت الفرص متساوية.

  • لكنها تتطلب:

    • استثماراً حقيقياً في التعليم والصحة.

    • محاربة المحسوبية والفساد (الذي يحرم البعض من الفرص).

بينما المجتمعات الناجحة (مثل سنغافورة، سويسرا، الإمارات) ركزت على تكافؤ الفرص، وسمحت بالتفاوت في النتائج كحافز للإنتاج.

 *
  • إرادة سياسية حقيقية لضرب شبكات المصالح (وهذا نادراً ما يحدث إذا كان الفساد يمس النخبة الحاكمة).

  • استقلال القضاء وإعلام حر يكشف الفساد دون خوف.

  • مشاركة شعبية عبر منظمات المجتمع المدني، لكنها تواجه قيوداً أمنية.


التقدم بطيء وغير شامل بسبب:

  • أولوية الدولة للأمن والاستقرار السياسي على الإصلاح.

  • هيمنة المؤسسات العسكرية والاقتصادية على مفاصل الدولة، مما يُصعب محاسبتها.

  • غياب ثقافة المطالبة بالحقوق خوفاً من القمع.


التغيير يتطلب صبراً وجرأة في آنٍ واحد


الأحد، 27 أبريل 2025

تراكم رأس مالٍ اجتماعي وطني

شبكة العلاقات الثقة، والمعايير المشتركة، والمؤسسات التي تسمح للمجتمع بالتعاون لتحقيق أهداف مشتركة.

التراكم لماذا 

 العولمة والتحولات الاقتصادية السريعة، يواجه المجتمع

  • تفكك الروابط التقليدية (العائلة، الحي، النقابات).

  • تآكل الثقة في المؤسسات (الحكومات، الأحزاب، الإعلام).

  • توسع الفجوات الاجتماعية بين الطبقات والأجيال.

التراكم الفعال لرأس المال الاجتماعي يمكن أن يكون حاجزًا ضد هذه التحديات، ويعزز:

  • التماسك الاجتماعي في مواجهة الاستقطاب.

  • الكفاءة الاقتصادية عبر تقليل تكاليف المعاملات (لأن الثقة تقلل الحاجة إلى القوانين الصارمة).

  • الابتكار من خلال التعاون بين الأفراد والمؤسسات.

أ. تعزيز المؤسسات الوسيطة

  • النقابات، الجمعيات الأهلية، التعاونيات: هذه المؤسسات تُعيد بناء الثقة بين المواطنين والدولة.

  • الحوكمة التشاركية: مثل الميزانيات التشاركية التي تشرك المواطنين في صنع القرار المحلي.

ب. العدالة الاجتماعية كأساس للثقة

  • إعادة التوزيع العادل: كما تنادي نانسي فريزر، لا يمكن بناء رأس مال اجتماعي قوي في مجتمع تتفشى فيه الفجوات الطبقية.

  • الاعتراف بالهويات المهمشة: دمج الأقليات، النساء، والشباب في العملية الاقتصادية والسياسية.

ج. التعليم والإعلام كأدوات لتعزيز القيم المشتركة

  • مناهج تعليمية تُعزز المواطنة والتعاون.

  • إعلام مسؤول يبني خطابًا وطنيًا جامعًا بدلًا من التقسيم.

د. التكنولوجيا والرأسمال الاجتماعي الرقمي

  • منصات التواصل يمكن أن تعزز التضامن (مبادرات التطوع الإلكتروني، التمويل الجماعي).

  • مخاطر العزلة الرقمية: يجب ضمان أن لا تحل الشبكات الافتراضية محل العلاقات الواقعية.


  • النيوليبرالية وتفكيك الدولة: تحويل الخدمات العامة إلى سلع يُضعف التضامن الاجتماعي.

  • الفساد وسوء الإدارة: يدمران الثقة في المؤسسات.

  • العولمة والهويات المتنافسة: كيف نبني رأس مال وطني في عالم مفتوح؟


  • الدول الإسكندنافية: نجحت في الجمع بين اقتصاد السوق ورأس مال اجتماعي قوي عبر دولة الرفاه والمشاركة المدنية.

  • اليابان: الثقافة الجماعية والتعاون بين القطاعين العام والخاص عززا التنمية.

  • تجارب عربية مفقودة: غياب سياسات واضحة لتعزيز رأس المال الاجتماعي يفاقم الأزمات.


بدون هذا التراكم، ستظل المجتمعات هشة أمام الأزمات، سواء اقتصادية (مثل الجوائح) أو سياسية (مثل الشعبوية). الرهان على رأس المال الاجتماعي ليس ترفًا، بل ضرورة للبقاء في عالم معقد

  1. إصلاحًا مؤسسيًا يبني الثقة بين المواطن والدولة.

  2. عدالة اقتصادية واجتماعية تمنع الاستقطاب.

  3. استثمارًا في التعليم والثقافة لتعزيز الهوية المشتركة.

  4. موازنة بين الانفتاح العالمي والحماية المجتمعية.


تحول الديمقراطيين إلى شيوخ قبائل . الديالكتيك، كما يقول أدورنو، هو "الوعي الصارم باللاهوية"

 

 ظاهرة طغيان الرغبة في الحكم، على الرغبة في الوطن
  • يؤمنون نظريًا بالديمقراطية (التداول السلمي للسلطة، حرية الرأي، التنوع...)،
    بمجرد أن يصلوا إلى السلطة أو يترسخوا في مواقع النفوذ، يتحولون إلى ما يشبه شيوخ القبائل:

    • يصبحون متشبثين بالسلطة ولا يتقبلون النقد.

    • يطالبون بالولاء الشخصي بدل الولاء للمبادئ.

    • يتعاملون مع الخلافات كـ"خيانة" بدل أن تكون آراء مشروعة.

    • يوظفون النظام الديمقراطي ظاهريًا، لكن يفرغونه من مضمونه الحقيقي.

  • المفارقة الساخرة: الديمقراطية التي تعني الانفتاح والحيوية، تتحول إلى عصبية جديدة، أشبه بالعصبية القبلية التقليدية.

  • في السياق العربي، هذه الظاهرة تكررت كثيرًا:

    • بعض القوميين أو الإسلاميين الذين رفعوا شعارات الحرية والعدالة، صاروا سلطويين حين تمكنوا.


  •  الديالكتيك، كما يقول أدورنو، هو "الوعي الصارم باللاهوية"

    • أدورنو يرفض هذه "الإيجابية" (التركيب الهيغلي أو الحل الماركسي)، لأنه يرى أن التناقضات لا تُحَل، بل يجب الإبقاء عليها كتناقضات لكشف قمعية الأنظمة الفكرية والاجتماعية.

    • كل مفهوم أو هوية (مثل "العدالة"، "الحرية"، أو حتى "الإنسان") يُقدَّم في الفكر أو المجتمع كشيء ثابت ومتماسك، هو في الواقع غير متطابق مع ذاته بسبب تناقضاته الداخلية وتشويهات الواقع التاريخي.

    • مثال: "الحرية" في المجتمع الرأسمالي تُقدَّم كقيمة مطلقة، لكنها في الممارسة تُختزل إلى حرية السوق، متناقضة مع تحرر الإنسان الحقيقي.

    Similarly, نقد "صناعة الثقافة" يكشف أن "الهوية" الجماعية التي تروجها الإعلام هي وهم قمعي

    الديالكتيك ليس حلًّا، بل هو استمرار للألم النقدي أمام عالم يُجبرنا على قبول هويات زائفة.

    أدوات تحررنا (العقل، التقدم، التقنية) يمكن أن تتحول إلى أدوات

    هكذا، بينما ظل أدورنو "حارسًا للسلبي"، حاول هونيث تحويل النظرية النقدية إلى أداة للفعل السياسي – دون التخلي عن المهمة الأساسية: تفكيك الأوهام التي تُبقي البشر عبيدًا.

    نانسي فريزر نقدًا جوهريًا لأكسل هونيث في كتابها "إعادة توزيع أم اعتراف؟" (2003)
     تُعيد فريزر تشكيل النظرية النقدية كـ "مطرقة تكسر الجدارين معًا": جدار اللامساواة المادية، وجدار الاغتراب الرمزي.
    • "الحق في الحرية"، 2011)، حاول هونيث دمج البُعد الاقتصادي عبر مفهوم "الحرية الاجتماعية"، مؤكدًا أن الاعتراف يجب أن يشمل ضمانات مادية (مثل الحق في الصحة والتعليم).

    • لكنه ظلّ يُصرّ على أن الاعتراف هو الأساس، لأن الحرمان منه (مثل العنصرية) هو ما يُعمّق اللامساواة الاقتصادية.