الاسلام الاجتهاد عمود الفقري
تخطئ بعض الأقوال «لا اجتهاد مع النص»، لأن الاجتهاد يكون دائماً مع النص،
هذا الشعور يوقف الزمن عن التطور، ويقضي على حكمة النسخ، وظهور مجتهد على رأس كل مئة سنة يجدد للأمة دينها.
النص دافع على الاجتهاد وليس مانعاً منه، لأن النص (غير الوحي) اجتهاد مدون في لحظة زمنية. والاجتهاد جهد مفتوح متجدد في كل اللحظات. إنكار الاجتهاد باسم النص
قال الفقهاء بتطابق النقل والعقل وعدم التعارض بينهما، وبموافقة صحيح المنقول لصريح المعقول. وهو موقف المعتزلة أيضاً.
لم يتجاوز الاجتهاد حتى الآن بعض الموضوعات الاقتصادية، مثل فوائد البنوك وصناديق التوفير، وهل هي ربا أم لا؟ وأُنشئت البنوك الإسلامية غير الربوية لاتقاء هذه الشبهة، على الرغم من فتوى محمد عبده بإجازة فوائد صندوق التوفير لأنها تعادل هبوط سعر العملة وزيادة الأسعار وضعف القوة الشرائية المتزايد. كما لم تتجاوز بعض الاجتهادات في قانون الأحوال الشخصية، مثل تعدد الزوجات وتقييده بموافقة الزوجة الأولى، أو طلب الطلاق لما يقع عليها من ضرر، أو يكون ذلك بموافقة القاضي حتى يقر شرعية السبب أو بمنعه على الإطلاق، اعتماداً على النص بتعليق الحكم على شرط مستحيل وهو العدل بين الأزواج. ومازال النقاش دائراً حول النقاب، أهو عبادة أم عادة، واجب أم ندب؟ وهناك مسائل أخرى معظمها تتعلق بعلاقة الرجل بالمرأة مثل السلام باليد، الخلوة، العمل العام، قيادة السيارة، السفر دون محرم.. إلخ. وكلما صغر الموضوع تعددت الاجتهادات، وكلما كبر قلت. فالفقهاء يهربون مما تعم به البلوى، ويتنافسون في الأمور الشخصية. وهم في الغالب فقهاء لصغائر الموضوعات والقضايا. وإذا ما تعرض الاجتهاد لقضايا كبرى مثل الحرب والسلم، الرأسمالية والاشتراكية.. فإنه يصبح أداة لتبرير قرارات وسياسات بعينها. فبعض المؤسسات الدينية جزء من السلطة الرسمية في بلدانها
********************************
قد أصبح مفهوم «الأرض» الآن فرعاً من اللاهوت المعاصر «لاهوت الأرض». لم تعد نظرية «الذات والصفات والأسماء والأفعال» هي لب الإلهيات، بل ارتباط التوحيد بالأرض والتحرر والتنمية والتقدم والنهضة. إن تحويل الاجتهاد إلى نهضة حضارية شاملة يقتضي وضع «لاهوت الأرض»، دفاعاً عن الأوطان، ومنها فلسطين، (وفي قلبها القدس) التي يتم تهويدها على قدم وساق من دون أن يتحرك أحد كما تحرك آلاف المسلمين (عرباً وعجماً) ضد الرسوم المسيئة أو دفاعاً عن النقاب في فرنسا أو المآذن في سويسرا!
وقول عمر: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟». فالحرية حق طبيعي للإنسان، وليس الأمر كما هو الحال عليه الآن من إنكار لشرعية التنوع والاختلاف، رغم أن الله تعالى يقول: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً
******************** لديها الثروات الطبيعية والسواعد والأراضي، وبإمكانها الاعتماد على ذاتها في الغذاء والكساء والدواء والسلاح.. لكنها ما تزال تصنف في عداد الشعوب السائرة في طريق النمو. فهي تستورد أكثر مما تصدِّر، وتستقبل المعونات أكثر مما تعطيها، كما تعمّها البطالة والأمية، ومعظم شبابها يريدون الهجرة إلى الخارج.. هذا فضلاً عن انبهار ثقافي وصل ببعض المجتمعات العربية أحياناً إلى وضع مشابه لذلك الذي تعانيه بعض الدول الأفريقية بافتقادها لغتها وثقافتها ومواردها.
فإسرائيل التي لا تزيد على ستة ملايين تقف متحديةً العربَ وهم ثلاثمائة وخمسون مليوناً.
المشروع النهضوي الإسلامي يحتاج إلى اجتهاد في المسائل الكبرى وليس في القضايا الجزئية، فيما تعم به البلوى وليس في الأشكال الشخصية ومعرفة الحلال والحرام والسؤال حول أشياء تركها الله مباحةً «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ»، إذ سأل عنها اليهود من قبل فحرّمها الله عليهم.
الاجتهاد إذن ينبغي أن يكون في القضايا الجوهرية التي تواجه المجتمع، وفي مقومات النهضة وشروطها، وأهمها الإنسان والتاريخ والأرض. مازال الغرب يزهو على العالم بأنه أعطاه مفهومين؛ الإنسان والتاريخ،
+++++++++++++
إعمال العقل في النص الديني
إن الإسلام الذي أفهمه وأدركه بتصوُّري يتطلَّب منَّا تفعيل دور العقل في الخطاب الديني بكل ما يحويه من نصوص (أفلا يتدبرون)، (أفلا يعقلون)، (أفلا يتفكرون)
إن الثقافة والمعرفة اللتين يجب أن تُكرَّسا في المناهج الدينية، لتكونا الأساس الذي ينبني عليه ما سواه، وما أدين لله به قبل كل شيء، هو أن من آمن بوجود إله والمهتم والباحث، ومحب للخير بصورته الإنسانية، طيب القلب، لا يظلم ولا يسيء للآخرين، بار بوالديه، يعطف على الفقراء والمساكين والبائسين ويساعدهم قدر استطاعته. ستناله رحمة الله شاء من شاء وأبى من أبى، فعدل الله ورحمته يستلزمان ذلك.
قال تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً لهم أجرهم عند ربهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون) فعندما عدَّد الله تلك الأديان لم تكن سوى أمر ثانوي يهيئ لأمر رئيسي وهو عمل الصلاح والخير بصورة شاملة وعامَّة ودون تقييد. وقوله: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينَّه حياةً طيبة) لم يُقيِّد عمل الصلاح بدين أو عقيدة، بل جعله على إطلاقه. وقد يكون الإيمان هنا في قوله: (وهو مؤمن)، أي يعمل الخير عن قناعة دون نفاق أو رياء.
التديُّن الإسلامي الحقيقي في نظري هو: المحافظة على الصلوات الخمس سواءً في المسجد أو المنزل، بر الوالدين، كفُّ اللسان عن الغيبة والنميمة والشماتة، والابتعاد عن كبائر الذنوب كالشرك والزنا.
هذا النوع من التديُّن كان هو السمة العامَّة للشعب السعودي قبل مجيء ما يُعرف بـ(الصحوة)
م يكن المواطن السعودي يعلم شيئا عن: الولاء والبراء، عدم السلام على غير المسلم، جمع تبرعات للجهات التي في ظاهرها خيريِّة وهي في حقيقتها شريِّة إرهابية، حكم بيع المشروبات الروحية، إجبار النساء على الحجاب.. إلخ، فهذهِ وما هو مثلها تُعد فروعا وليست أصولا عقائدية أو أركانا وثوابت دينية.
إن الطريق للعودة إلى الإسلام الوسطي المعتدل، يكمن في إعمال العقل في النص الديني، فبدونه لن نشهد أي تطور حضاري كما يرى الفيلسوف مراد وهبة. وعندما نقول أو نطالب بتفعيل العقل في النص الديني، فإنه لا يمكن أن نقصد أركان الإسلام الخمسة، وإنما يكون حول المفاهيم التي قد يترتَّب على فهمها العديد من الإشكاليات وتختلف حولها الآراء (الجهاد، الربا، الولاء والبراء، العلاقة والتعامل مع غير المسلم.. إلخ).
إعمال العقل في النص الديني
إن الإسلام الذي أفهمه وأدركه بتصوُّري يتطلَّب منَّا تفعيل دور العقل في الخطاب الديني بكل ما يحويه من نصوص (أفلا يتدبرون)، (أفلا يعقلون)، (أفلا يتفكرون)
إن الثقافة والمعرفة اللتين يجب أن تُكرَّسا في المناهج الدينية، لتكونا الأساس الذي ينبني عليه ما سواه، وما أدين لله به قبل كل شيء، هو أن من آمن بوجود إله والمهتم والباحث، ومحب للخير بصورته الإنسانية، طيب القلب، لا يظلم ولا يسيء للآخرين، بار بوالديه، يعطف على الفقراء والمساكين والبائسين ويساعدهم قدر استطاعته. ستناله رحمة الله شاء من شاء وأبى من أبى، فعدل الله ورحمته يستلزمان ذلك.
قال تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً لهم أجرهم عند ربهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون) فعندما عدَّد الله تلك الأديان لم تكن سوى أمر ثانوي يهيئ لأمر رئيسي وهو عمل الصلاح والخير بصورة شاملة وعامَّة ودون تقييد. وقوله: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينَّه حياةً طيبة) لم يُقيِّد عمل الصلاح بدين أو عقيدة، بل جعله على إطلاقه. وقد يكون الإيمان هنا في قوله: (وهو مؤمن)، أي يعمل الخير عن قناعة دون نفاق أو رياء.
التديُّن الإسلامي الحقيقي في نظري هو: المحافظة على الصلوات الخمس سواءً في المسجد أو المنزل، بر الوالدين، كفُّ اللسان عن الغيبة والنميمة والشماتة، والابتعاد عن كبائر الذنوب كالشرك والزنا.
هذا النوع من التديُّن كان هو السمة العامَّة للشعب السعودي قبل مجيء ما يُعرف بـ(الصحوة)
م يكن المواطن السعودي يعلم شيئا عن: الولاء والبراء، عدم السلام على غير المسلم، جمع تبرعات للجهات التي في ظاهرها خيريِّة وهي في حقيقتها شريِّة إرهابية، حكم بيع المشروبات الروحية، إجبار النساء على الحجاب.. إلخ، فهذهِ وما هو مثلها تُعد فروعا وليست أصولا عقائدية أو أركانا وثوابت دينية.
إن الطريق للعودة إلى الإسلام الوسطي المعتدل، يكمن في إعمال العقل في النص الديني، فبدونه لن نشهد أي تطور حضاري كما يرى الفيلسوف مراد وهبة. وعندما نقول أو نطالب بتفعيل العقل في النص الديني، فإنه لا يمكن أن نقصد أركان الإسلام الخمسة، وإنما يكون حول المفاهيم التي قد يترتَّب على فهمها العديد من الإشكاليات وتختلف حولها الآراء (الجهاد، الربا، الولاء والبراء، العلاقة والتعامل مع غير المسلم.. إلخ).
في القرآن الكريم نجد الآية: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتَّبع ملتهم) لو أُخِذ بظاهرها وحرفيتها فإن النتيجة ستكون قطع العلاقة مع اليهود والنصارى، بل ربما يذهب البعض إلى أنها تعني قتل كل يهودي أو مسيحي!
بينما لو أعملنا العقل حول هذا النص فسنجد أن المقصود من الآية جميع المتعصِّبين في كل الأديان، حتَّى المُتعصِّب المسلم تنطبق عليه الآية، فالمسلم المُتعصِّب هو أيضاً لن يرضى عن اليهود والنصارى ولا عن غيرهم من أتباع الأديان الأخرى.
(أفلا يتدبرون)، (أفلا يعقلون)، (أفلا يتفكرون)، آيات قرآنية واضحة تحث على إعمال العقل وتفعيله في النصوص الدينية وغيرها.
وإن غياب هذا المبدأ أنتج لنا عقولا مؤدلجة ونفوسا مضطربة
+++++++++++++++++++++++
متى نخرج من قمقم عبودية النصوص والخطوط الحمر؟
لا يكفي المواطن العربي ما يعترضه من قوانين جائرة وأحكام عفا عليها الزمن ولا تتناسب مع التطور العلمي والحضاري ، الذي تعيشه بقية الشعوب وتتمتع به الأمم الأخرى، بل يسعى بفضل عبوديته وطاعته العمياء التي تعودها وتعودته، إلى إغراق حياته بمزيد من التكبيل والتنكيل ويعمم رأسه ويجلل يومه ظلام دامس محشو بالأهوال والويلات ومطعم بالخزعبلات والاحترامات الزائفة ، بل ومقتنع بأنها الأخلاق الفاضلة والقدرات المبجلة التي تجعل من حياته مجرد نعامة تدب فوق سطح الأرض!،
ووصل به حد الارتهان لنصوص اخترعها وعبدها ولا علاقة تربطها بدينه أو دنياه، كما لا تعني البتة أنه ينتمي لأكثر الأمم حضارة وتقديرا وأكبرها عزة وتواصلا، بل تنم هذه الخزعبلات عن محدودية في قدراته الذهنية وعقما في ثقافته الحياتية، وجهلا في معنى الاحترام الحقيقي لمن يستحق الاحترام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق