هنالك فضاءات دينية ثلاثة، وهى فضاء الإيمان الذى فى جوهره تساؤل حول الماورائى والحياة والألم والحب ومعنى الوجود. وهذا التساؤل عالمى، حيث المؤمنون فى كل الأديان والأزمنة والأمكنة يلتقون فى مجالات ومستويات وتعابير مختلفة. وفضاء الدين فى الحياة العامة، وهو موضوع حقوقى يتعلق بممارسة الشعائر وتعليم الدين وإنشاء أماكن عبادة، أما الفضاء الثالث فهو فضاء السياسة والسلطة، وهنا ينبغى إدراك أن كل تعبئة وتنافس فى الحياة السياسية من قبل رجال دين أو سياسيين وكل تبرير دينى لعمل سياسى مفخخ دائماً وملىء بالمحاذير والمخاطر.
يقول العالم «فرويد» فى نظريته حول «نرجسية الاختلاف» ما يشير إلى أن الاختلافات البينية مهما كانت بسيطة، فإننا نجعل منها مرتكزاً هاماً فى التركيبة الإنسانية الشخصية بعكس ما تم التعارف عليه عند أصحاب شعار «مُلاك الحقيقة المطلقة»، وعليه فإن اعترافنا بأهمية الاختلافات وتقدير وجودها ودون بخس حق المختلف لإقامة شكل من التواصل الحميم المفيد والمثمر
لابد من التحول من شكل الخطاب الدينى العاطفى والإعجازى والعلاجى، إلى خطاب إنسانى واقعى يستوعب احتياجات الناس وهمومهم الملحة والآنية التى من شأنها أن تسهم فى إعادة الثقة بالخطاب الدينى المطلوب، والارتقاء بمضمون الإعلام الدينى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق