كثيرة هي البلدان التي نجحت خلال عقود قليلة، وربما سنوات، في مواكبة العلم الحديث بمجالاته المتعددة، وبالتالي رفعت من شأنها بين الدول الكبار. حققت ذلك ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، ودول شرق آسيا في ثمانينيات القرن العشرين، والهند في تسعينياته، وتركيا والبرازيل في بدايات القرن الحادي والعشرين،
وعليه، نسأل: ما بال العرب متأخرين عن هذا السباق، وقد منحهم الله في أرضهم كل مقومات التقدم؟! من الذي أجهض مشروع زعماء الإصلاح، مثل محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وعبد الرحمن الكواكبي، الذين نبهوا المسلمين قبل أزيد من مائة عام إلى تخلفهم، وقالوا بأن علينا أن نلتحق بركب التقدم؟!
«الإسلام هو الحل»، كان السياق الذي أدى إلى تخريب مشروع زعماء الإصلاح. فهذه التيارات نجحت في قلب الآية! وعوضاً أن يقتنعوا بأننا متخلفون والآخر متقدم وبأن سبب تقدمه هو العقل والعلم واحترام حقوق الإنسان، قالوا إن الغرب منحل وقبيح ونحن المسلمين أفضل من الجميع، ولسبب وحيد هو كوننا مسلمين! نعم، نحن متخلفون فكرياً وتكنولوجياً وعلمياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، متخلفون على جميع الصعد، لكننا أفضل من جميع الدول المتقدمة، فقط لأننا مسلمون! هذه العقيدة السياسية أسهمت بشكل كبير في إضعاف الأمة. وفي السياق ذاته، فإن بعض التمويلات الكبرى حرمت الجاليات المسلمة في أوروبا من الاندماج وتحويل المسلم إلى مواطن صالح يعمل في
الدولة التي تؤويه وتحميه وتوفر له التعليم والتأمين الصحي.
ويبقى السؤال: العالم العربي مليء بالثروات، الخطوة الأولى الميسرة من دون عناء كبير للسير في ركب الحضارة والتقدم.. فلماذا إذن ما زلنا (باستثناءات قليلة جداً) متأخرين عن العالم المتقدم؟!
في العصر الحديث، أضحى الإنسان عالمياً هو الاستثمار الأنجح والأكثر ربحاً. كم هو مؤلم أن إسرائيل تتقدم في امتلاك عناصر القوة، بينما العالم العربي (والإسلامي) في غالبيته يتراجع في كل شيء تقريباً، وفي وقت ما تزال فيه «الأمية» تمثل واحدة من أولى قضايا الأمن القومي العربي! فرغم انخفاض معدلاتها بشكل كبير منذ عام 1970، فإن معدل الأمية في البلدان العربية لا يزال مرتفعاً، مقارنة بالمتوسط العالمي لها. ولقد أظهرت إحصائيات «الألكسو» (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) لعام 2018، بأن معدلات الأمية في الوطن العربي وصلت 21%، أي أعلى من المتوسط العالمي البالغ 13.6%. وأضافت المنظمة بأن هذه الأرقام «قابلة للارتفاع في ظل الأوضاع التعليمية التي تعانيها بعض الدول العربية بسبب الأزمات والنزاعات المسلحة والتي نتج عنها عدم التحاق قرابة 13.5 مليون طفل عربي بالتعليم النظامي بين متسربين وغير ملتحقين»، موضحة أن «نسبة الأمية لدى الذكور في العالم العربي هي في حدود 14.6%، بينما ترتفع لدى الإناث إلى 25.9%، وتتراوح نسبة الإناث الأميات في عدد من دول المنطقة بين 60 و80%»!
في العصر الحديث، أضحى الإنسان عالمياً هو الاستثمار الأنجح والأكثر ربحاً. كم هو مؤلم أن إسرائيل تتقدم في امتلاك عناصر القوة، بينما العالم العربي (والإسلامي) في غالبيته يتراجع في كل شيء تقريباً، وفي وقت ما تزال فيه «الأمية» تمثل واحدة من أولى قضايا الأمن القومي العربي! فرغم انخفاض معدلاتها بشكل كبير منذ عام 1970، فإن معدل الأمية في البلدان العربية لا يزال مرتفعاً، مقارنة بالمتوسط العالمي لها. ولقد أظهرت إحصائيات «الألكسو» (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) لعام 2018، بأن معدلات الأمية في الوطن العربي وصلت 21%، أي أعلى من المتوسط العالمي البالغ 13.6%. وأضافت المنظمة بأن هذه الأرقام «قابلة للارتفاع في ظل الأوضاع التعليمية التي تعانيها بعض الدول العربية بسبب الأزمات والنزاعات المسلحة والتي نتج عنها عدم التحاق قرابة 13.5 مليون طفل عربي بالتعليم النظامي بين متسربين وغير ملتحقين»، موضحة أن «نسبة الأمية لدى الذكور في العالم العربي هي في حدود 14.6%، بينما ترتفع لدى الإناث إلى 25.9%، وتتراوح نسبة الإناث الأميات في عدد من دول المنطقة بين 60 و80%»!
قدرات الإنسان نحو بناء مجتمع معتز بهويته وتراثه وثقافته، وفي ذات الوقت منفتح على ما أنجزته الإنسانية جمعاء في مجال المعرفة.. عندها تبدأ الخطوة الأولى نحو بناء المجتمع الناجح. نعم، عبر إدارة وتنمية قطاع التعليم قبل الجامعي للاستجابة للاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمع، بهوية وطنية لا تنفصل عن الاتجاهات
العالمية، وبالطبع على أساس تنمية عقلية نقدية تتساءل وتتحاور وليس على قاعدة اجترار عقلية أساسها التلقين.
***************
الاقتصاد هو المحور
لماذا تعاني دول العالم النامي على الصعيد التنموي من التخلف، بغض النظر عن كون مظاهر ذلك التخلف هي على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي؟ وغالباً لا أجد إجابة شافية وواضحة ومحددة لهذا السؤال، لأنه سؤال «تعميمي»، والتعميم في مسائل الدول قضيته شائكة،إن الضعف والتخلف الاقتصادي لدول العالم النامي -باستثناء الدول المنتجة للنفط- هو المحك والسبب الرئيسي في تخلفها على الجوانب الأخرى تنموياً.
يلاحظ بأن معظم هذه الدول منذ حصولها على الاستقلال من الدول الاستعمارية بقيت مجبرة على التكيف اقتصادياً مع الظروف الاقتصادية العالمية، خاصة تلك التي فرضتها عليها قسراً مقولات العولمة وشروط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والدول المقرضة والمانحة، خاصة الدول الرأسمالية العظمى الكبرى، وواقع التبعية الاقتصادية التي تعيشها.
ومن هنا فإن معايير التوازن والنمو التقليدية جميعها لا تغير اقتصادات دول العالم النامي بصورها الحالية بشيء أكثر من كونها تكملة لصورة التراجع والتدهور القائمة، فالجهود المبذولة لتوظيف مداخيل هذه الدول تقف أمامها جبال شاهقة من نقص المداخيل والعائدات وأوجه الإنتاج الحالية للعملات الأجنبية اللازمة لشراء مستلزمات التنمية الاقتصادية من الخارج بالإضافة إلى استيراد العديد من السلع الأساسية كالغذاء ومصادر الطاقة ومستلزمات التعليم والخدمات الصحية.
+++++++++++++++++++++++++
هل نقول للعرب: وداعًا؟
هل انتهى العرب؟ والموجودون منهم الآن ليسوا أكثر من الخائفين فى قصور الحكم وقوافل من المهاجرين بعيدا، والمنكفئين على أنفسهم فى الداخل، وبقايا من المدجنين داخل حدود مخترقة سيتم تغييرها خلال سنوات؟
السؤال صار مخيفا جدا مع تدهور النظام العربى فى مراكز السلطة، وتدهور المجتمعات أيضاً،
إسرائيل لا تلعب وحدها فى الساحة، فهناك إيران وهناك تركيا، والثلاثة دول غير عربية لا يمكن إغفال نفوذها فى تقرير مصير العرب ودولهم وحياتهم.
نحن نعرف أن الدور الإقليمى يقترن بمقدار نفوذ أى دولة فى الدوائر المحيطة وتأثيرها على دول الجوار، ولهذا فإن تمدد النفوذ الإيرانى فى المنطقة يقلق إسرائيل ويتعارض مع مشروع دولتها الكبيرة، لذلك تهتم بتقليص نفوذ إيران وتحجيم الطموح التركى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق