الاثنين، 23 مارس 2020

مبادرات مجتمعية مهمة.. ولكن وكورونا

العديد من الجمعيات ومنظمات العمل الأهلي والخير والأحزاب السياسية سارعت الي إطلاق مبادرات وحملات مجتمعية سواء للتوعية من فيروس كورونا أو لمساعدة الفئات الإجتماعية والأسر المتضررة من انتشار الفيروس. 
الفنانون ولاعبو الكرة والسياسيون لم تفوتهم فرصة المشاركة في الأزمة بإطلاق التحدي لجمع أكبر مبلغ من الأموال لدعم المتضررين. 

والشباب في المحافظات أيضا انطلقوا المساهمة في حملات التوعية والتعقييم للأحياء وتوزيع ملصقات للتعريف بالمرض والوقاية منه. ومنها حملات تنادي بالتجاوب مع قرارات الحكومة بعدم الخروج من المنازل خلال تلك الفترة. 
بالتأكيد لكل أزمة جانب إيجابي يوقظ داخل الشخصيات العامة ومنظمات المجتمع المدني-٥٠ الف جمعية ومنظمة في مصر- مشاعر الوطنية والإنسانية التي تنسجم مع ثقافة المجتمع المصري واصالته ومكونه الحضاري في وقت الأزمات والشدائد.. وهذا ما يميز المجتمع المصري ويتفرد به عن غيره من المجتمعات. 

فحملات التوعية ومبادرات الجمعيات والشخصيات العامة و الفنانين ولاعبي الكرة لابد من التنسيق بينها وبين وزارتي الصحة والتضامن الاجتماعي. لابد أن نتعلم فن الإدارة في الأزمات. ومثلما نجحت الحكومة في إدارة الأزمات وخاصة في أزمة الطقس السيئ وفي أزمة فيروس كورونا حتى الان. فلابد للعمل الاهلي والتطوعي ان يدار بوعي حتى يحقق الهدف والغالية. فقاعدة البيانات السليمة عن الأسر الأكثر احتياج وتضررا واماكنها متوفر لدى وزارة التضامن ووزارة التخطيط. بالتالي لاتذهب التبرعات والمساعدات الي غير مستحقيها وخاصة في تلك الظروف الصعبة. 

إذا كانت الصلاة ممنوعة في المساجد مؤقتاً، لظروف خاصة، فإن الأرض كلها مساجد، فاجعلوا من منازلكم مساجد، صلوا وأدعوا أن يزيح الله الغمة، ويعجل بالفرج، ادعوا لأنفسكم وبلادكم ومن تحبون بالصحة والعافية، وأن يبلغهم الله رمضان غير فاقدين أو مفقودين.

فحفظ حياة الناس من مقاصد شريعتنا الغراء، ولذا أمرنا كتاب ربنا بإبعاد أنفسنا عن موارد التهلكة «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما»، ومن قواعد شرعنا «لاضرر ولا ضرار»، «المشقة تجلب التيسير»، «الضرورات تبيح المحظورات».. وما يلزم لتحقيق حفظ حياة الناس يجب الأخذ به ولو كان متعلقا بعبادة من العبادات، فقد حرم الشرع الصيام على المريض مرضا يؤدى به الصوم إلى التهلكة، وكذا كبير السن الذى لا يقوى على الصوم، وأسقط عن الحائض والنفساء  الصلاة مدة العذر، وألزمهما تأجيل الصيام حتى الطهر، ولم يُلزم المسافر بصلاة الجمعة بل له أن يصليها ظهرا مع قصره، وكذا قصر العصر والعشاء، وفى حالات الخوف غيرت شريعتنا هيئة الصلاة المعهودة ليجمع المصلون بينها وبين مراقبة العدو وقتاله إن باغتهم وهم فى صلاتهم، وفى كتب الصحاح العديد من النصوص الدالة على جواز ترك الجمع والجماعات فى المسجد فى حال المطر الشديد وتضرر الطرق، وكان ابن عباس، رضى الله عنه، يأمر المؤذن بأن يقول: صلوا فى بيوتكم ولا يقول حى على الصلاة، ولذا عنون البخارى فى صحيحه «كتاب الجمعة» باب بعنوان: باب الرخصة إن لم يحضر صلاة الجمعة فى المطر، كما أن إجراءات الحجر الصحى الذى تتخذها الدول ليست بدعة ولا من مستحدثات عصرنا، بل عرفها شرعنا فى صدره الأول حين قال، صلى الله عليه وسلم، عن الطاعون وهو كل مرض معد يمثل خطورة على حياة الناس: «إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه»، وهذا هو المعنى الحرفى للحجر الصحى، وقد طبقه الصحابة فى عهد سيدنا عمر، رضى الله عنه، حين ظهر الطاعون بأرض الشام وكانوا على مشارفها فلم يدخلوها بعد أن شاور سيدنا عمر، رضى الله عنه،  المهاجرين والأنصار فاختلفوا حتى ذكر عبدالرحمن بن عوف، رضى الله عنه، أنه سمع الحديث السابق عن رسولنا، صلى الله عليه وسلم.

صناعة الثروات فى أوقات الأزمات.. الاستثمار الناجح فى عصر الكورونا


قد تعصفُ الأزمات الاقتصادية بأكثر من اقتصاد فى العالم، وقد تتعرض الأسواق لهزّاتٍ متلاحقة، فهناك من يستطيع أن يرى فرصاً استثمارية ويقتنصها، وهناك بعض الأفراد من يتقن الاستثمار فى الظروف الاقتصادية الصعبة ويمكنه صناعة الفرص حتى فى أصعب الأزمات. من المتعارف عليه أن رأس المال جبانًا بطبعه أو هكذا يوصف، فإنه قد يكون أجبن فى أوقات الأزمات الاقتصادية تحديدًا. ولعل هذا ما يدفع كثيرين إلى التساؤل التالى: كيف يمكن أن نستثمر أموالنا فى أجواء الركود الاقتصادى التى قد تجتاب العالم جراء أزمة كورونا.

ويشير تاريخ الثراء والأثرياء فى العالم بأن ثمة قاعدة اقتصادية جمع منها كثيرون أموالا طائلة، وتقول القاعدة إنه فى كثير من الأحيان تتيح الأزمات أفضل الفرص لصنع الثروات، لكن بعض الناس صاروا يخشون الاعتماد على هذه النظرية هذه الأيام لعوامل كثيرة، يأتى فى مقدمتها الطبيعة غير المسبوقة للأزمات التى تمر بها العديد من الدول وقد تكون مفاجئة وغير متوقعة وقد تستغرق أوقاتا كثيرة لمواجهتها وإيجاد حلول لها أى كان طبيعة تلك الأزمات، لكن ثمة من يرد على تلك المخاوف ويؤكِّد أن نجاح هذه القاعدة مشروط بكيفية اقتناص الفرص الكبرى التى قد تتيحها هذه الأزمات بشكل جيد. ففى أوقات الأزمات كثيرا ما تنخفض أسعار أصول استثمارية أو تستقر وترتفع أصول أخرى، ووسط هذه الموجة من التقلبات يفضل المستثمرون الاحتفاظ بالسيولة النقدية لمواجهة أى مخاطر محتملة أو تدهور شديد فى الأوضاع السائدة، وعادة ما تقوم الاستراتيجيات الاستثمارية فى أوقات الأزمات باستغلال قاعدة أن السيولة النقدية أو الكاش ملك، لذا فمن الممكن استغلال هذا الملك فى اقتناص فرص استثمارية تتمتع بعائد مجزٍ بمجرد انتهاء هذه الأزمة أو هكذا يقول أصحاب نظرية الاستثمار فى الظروف الاقتصادية الصعبة.

ويعزز أصحاب هذه النظرية رأيهم بإن التاريخ يشير دوما بأن لكل أزمة ذروة ومن ثم فإنها سرعان ما تتراجع حدتها أو تتلاشى نهائيا إلا نادرا. وقد يكون الاستثمار فى الأفكار الريادية والمشاريع المبتكرة أحد أفضل السبل للاستثمار فى أوقات الأزمات، وربما يأتى ذلك بديلا عن الاستثمار التقليدى واللجوء إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب والدولار والعقارات، وإن كان قطاع العقار يوصف دوما فى العالم العربى، خاصة أنها الاستثمار الذى قد يمرض لكنه لا يموت بسبب هذه الأزمة أو تلك.

أما فيما يتعلق بالرد على نقطة أن الأزمات تصنع الثروات، هل هى حقيقة أم وهم؟ فالرد الأمثل هنا أن الأزمات تصنع الثروات لمن يجيد اقتناص الفرص وليست قاعدة تنطبق عامة على الجميع، فمثلاً فى عام 2011، ما فعله “واين بافيت" باستثمار 5 مليارات دولار فى “بنك أوف أمريكا” بعد فقده نصف قيمته السوقية نتيجة الأزمة المالية.

ألا الأهم هنا هو السلوك والتصرف الواجب على الأفراد الراغبين فى الاستثمار التحلى به، فعليهم الهدوء وإدارة صافى مدخراتهم بحكمة وصبر هى من أهم الأدوات التى يجب تفعيلها فى مثل هذه الأوقات. كما يجب ألا نواكب الموضة الرائجة بمعنى أنه لا ينبغى لك أن تسير فى استثماراتك وفق غريزة القطيع خصوصا فى مجالى الأسهم والعقارات. كما لا تضع كل البيض فى سلة واحدة مهما بدا أحد الاستثمارات مغريا، فتنويع المحفظة الاستثمارية وقطاعات الاستثمار أمر عادة ما يوصف بأنه من أساسيات كل مستثمر ناجح، لأنه ببساطة كفيل بحماية أموالك من الضياع كليا.


تجنب القروض قدر المستطاع.
وفيما يتعلق بأشكال الاستثمار الأمن فى أوقات الأزمات وكيفية استغلال ذلك فى تعظيم مدخراتك، فإن أحد أصوب الحلول فى أوقات الأزمات الاقتصادية يعتبر الذهب حلًا مثاليًا، فالذهب، وعلى شاكلته جميع المعادن النفيسة التى يمكن شراؤها مثل الفضة والألماس والمجوهرات بشكل عام، يعتبر أداة اقتصادية مضادة للأزمات والتقلبات الاقتصادية، وتمثل قيمته العالمية حاجز أمان مادى لمن يمتلكه وقت الأزمات، بل فى كثير من الأحيان يعتبر أفضل استثمار لما بعد انقضاء الأزمة.
أما الشكل الثانى من أشكال الاستثمار فى أوقات الأزمات هو تملك الأصول، فهى أحد أوجه الاستثمار التى يجب أن تمارسها بحذر. حيث تتميز الأصول باحتفاظها بقيمتها الأصلية مع الوقت، لذا تعتبر فى الأصل استثمارًا آمنًا لا يتأثر بتدهور الحالة الاقتصادية بالبلاد. ومن أفضل الاختيارات فى هذه الحالة بالتأكيد هو شراء الأراضى الفضاء المرخصة للبناء، ثم الأراضى الزراعية، وأخيرًا العقارات البنية.
أما الشكل الثالث من أشكال الاستثمار فهو تجارة المواد الأولية، فهو أحد الحلول التجارية التى يمكنها أن توفر لعائلتك الدخل الشهرى الأساسى، فالزم تجارة المواد الأساسية والأولى. ونستخدم هنا القاعدة الأصلية (عدم الاحتفاظ بسيولة نقدية) كاستراتيجية رئيسية فى ممارس البيع والشراء، فلا تبع بالآجل وحاول تقليص مدد التخزين.
أما فيما يتعلق بالاستثمار فى البورصة فى أوقات الأزمات، فقد يكون اللجوء لأسهم الشركات الخاصة المحلية يعتبر بمثابة انتحار وإهلاك لمدخراتك، ولكن اختيار أسهم لبنوك حكومية مساهمة أو شركات موردة لمواد أولية يمكن أن يكون استثمارًا أفضل. كما يعتبر شراء السندات الحكومية هو الاختيار الأكثر أمانًا على الإطلاق فى البورصة ولكن هو كذلك الأقل ربحًا، إذ إن الحكومات تعتبر الجهة الأكثر ثقة فى السوق المالى، والتى يضمن المستثمر استرداد قيمة السند لديها حتى مع تدهور الاقتصاد؛ بالتأكيد هذا مبدأ عام، إذا كنا نتحدث عن بورصة نشطة بالأصل ودولة لديها رصيد من الثقة وهو بالفعل ما أصبح موجودًا بالفعل فى الاقتصاد المصرى من ثقة مجتمع الأعمال الدولى فيه وخاصة بعد النجاح القوى لبرنامج الإصلاح الاقتصادى.
وفى النهاية لا نستطيع أن ننكر أن اتخاذ الأفراد قرار استثمار مدخراتهم فى أوقات الأزمات أو حالات الركود الاقتصادى التى قد تصاحب الأزمات أمر فى غاية الصعوبة، ويختلف اتخاذ القرار من سوق لآخر ومن اقتصاد لآخر، وأخيرا أود أن أوجه رسالة للمواطن المصرى بأنه لا داعى للقلق فالاقتصاد المصرى أصبح الآن لديه القدرة على مواجهة الصدمات محليا وعالميا فهو اقتصاد غير منكشف أو معتمد على نمط أو شكل معين فى الإنتاج والاستثمار، فتطبيق الإصلاح الاقتصادى فى مصر فى 2016 منح الاقتصاد المصرى قدرة كبيرة على مواجهة الأزمات، وساهم من معدلات ربحيته كبيئة خصبة للاستثمار الأمن الآن
+++++++++++++++++

«كورونا» العصور الوسطى

«بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره».. هكذا قال الله تعالى فى آيات الذكر الحكيم، ليعلم الله عباده بأنهم شهداء على أنفسهم، يحاسبون على ما تفعل أيديهم، وما تخطو إليه أقدامهم، وتبصره أعينهم، نعم الإنسان شاهد على نفسه وعلى كل ما يفعل حتى ولو اختلق الأعذار.
خاطب الله فى جميع الأديان ذوى العقول، وكان الطريق الذى عرف به الأولون الله هو التفكير والتأمل، لكن يبدو الآن ونحن فى القرن الحادى والعشرين ميلاديا، والخامس عشر هجريًا، وبعد أكثر من 7 آلاف عام على بدء التدوين وكتابة التاريخ، لايزال البعض ينحى عقله جانبًا ويتمسك بأقاويل الله نفسه والعلم والدين براء منها، ويعيش بعقله وجسده فى العصور الجاهلية الأولى.

فى الأيام الأخيرة تفشى فيروس «كورونا المستجد: كوفيد 19» فى أغلب دول العالم، ولم يفرق هذا الفيروس اللعين بين إنسان وغيره، لم يفرق بين مؤمن وملحد، بين إبراهيمى ووثني، ضرب الجميع وتمكن من كل الخلق، ولم يقف عند حدود معبد بوذى أو كنيس يهودى أو دير مسيحى أو مسجد إسلامى، الجميع أصابهم المرض ولم يخطئهم.

أصاب الفيروس منطقتنا العربية، لكن بدل من أن نواجهه بالعلم، واجهناه بأفكار الماضى، وظل البعض يعيش أساطير الأولين ويتباهى بحماية الله له دون غيره من البشر، ودون أن يعطى هو نفسه سببًا لذلك التفريق الإلهى، ويتمسك بأفكار عصور الخرافات والأساطير، ويرفض العلم.

المسلمون يرفضون منع الصلاة فى الجوامع بل يتساءل البعض دون وعى، كيف تخافون الفيروس وأنتم فى بيوت الرحمن؟ وكأن الفيروس سيفرق هنا بين منزل ومسجد، ألم يفكر المتسائل هنا إذا دخل المسجد شخص يحمل الفيروس هل سيشفى مجرد أن تطأ قدماه المسجد، لماذا يحصن الله تلك الأمتار دون غيرها، وهل الله ظالم للعباد، ولماذا يتمسك الناس بسنة النبى فى أمور ويتركونها فى أخرى؟

الجميع يتشدق الآن بالأوهام، الهنود يعتقدون أن «بول البقر» يشفى من «الكورونا» اليهود والمسيحيون والمسلمون يصلون من أجل جلاء الوباء وهذا ليس عيبًا، بل العيب فى أن الجميع ترك العلم واتجه للخرافات، يدعون الله دون أن يسعون للحد من الوباء، ونسوا أن الله خاطب أولى الألباب.
ويظل التساؤل الذى يحيرنى الآن لماذا نتراجع ونترك العلم والطرائق التى وصلنا بها إلى الله من قبل، لماذا نتمسك بعقائد وأفكار العصور الوسطى، خلاصة القول إن الله يحب المتدبرين الساعين وراء المعرفة، ولا يحب كل متواكل جاهل، يحب المنطق ويكره المسلمات، الله أعطانا العقل وأتانا الحكمة، فلماذا نصر على الجهل؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق