السبت، 19 مايو 2018

عدنان ابراهيم واحمد العمري وعمرو شريف ونضال قسوم الرد عليهم

فالحقيقة أننا نؤمن بأن المشكلة في التصدي للإلحاد ليست في (الكم) أي ليست في (تكثير) عدد الذين يكتبون أو يصورون برامج ونحوه – ولكن المشكلة الأكبر هي في (الكيف) للأسف !! أي مدى (أهلية) الذين يتصدرون لمثل هذه المهمة ولو بحسن نية !! وقد رأينا كيف أن شخصا مضطرب العقيدة طاعن في السنة والعلماء مثل عدنان إبراهيم مثلا قد بدأ بسلسلة عن الإلحاد : لينتهي في الآخر كبوابة لإلحاد الشباب ممَن عظموا الشك اتباعا لكلامه !! وممَن زالت قداسة الدين والسنة ومنزلة الصحابة والعلماء من عيونهم لضلالاته وأكاذيبه وتدليساته الكثيرة للأسف – وعلى العموم : سيكون لنا تعليق وتقييم لبرنامج د. أحمد خيري العمري سنذكره في آخر هذا المنشور


لخطأ الأول (بل والأكبر طيلة الحلقة) هو عدم ذكر الركن الأساسي في التطور ألا وهو الصدفة والعشوائية التي يؤمن التطوريون من أول داروين وصولا إلى كل هيئة علمية اليوم – والتي يستبدلون بها أي تدخل إلهي أو خالق حكيم أو تقدير مسبق منه في خلق الكائنات وإبداعها وتفاصيلها الدقيقة ووظائفها وجمالها

ولذلك (وبمناسبة دفاع د. أحمد خيري العمري عنها ووصفها بالنظرية) : فإن الذين يقولون في الخارج أن التطور نظرية : هم أنفسهم الذين يقولون أيضا أن التطور الإلهي أو الديني أو الموجه الذي تقول به يا دكتور أنت أو غيرك : هو علم زائف Pseudoscience !!

والسؤال الآن لك (وكما وجهناه من قبل للدكتور عمرو شريف والدكتور نضال قسوم) :
إذا كنت تحترم (التطور) عند مَن يقولون أنه (نظرية) : فلماذا لا تأخذ بكلامهم عندما يقولون أنها لا تتطلب خالق أبدا وأن الصدفة والعشوائية والطبيعة ستقوم بكل شيء بما لا يتطلب أي دور لله في الخلق ؟
والسؤال بمعنى آخر …
أين تذهب بآيات في القرآن تعارض الصدفة والعشوائية وتنسب الإبداع والتقدير لله مثل :
” فتبارك الله أحسن الخالقين ” المؤمنون 14
” إنا كل شيء خلقناه بقدر ” القمر 49
” الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ” السجدة 7
” قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ” طه 50
” ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ” ؟! الملك 3
” أفمَن يخلق كمَن لا يخلق أفلا تذكرون ” ؟! النحل 17
” صنع الله الذي أتقن كل شيء ” النمل 88 !!
أم أنك ستقول مثلما قال الدكتور نضال قسوم بأن (العشوائية) هي نفسها (النظام) الذي خلق الله به المخلوقات ؟!!!!!!!!
يا ليتك توضح لنا ذلك ولمتابعيك حتى تكون المادة العلمية شاملة إذا سمحت – حيث نراك تجاوزتها في حين أنها أهم إشكال بين المؤمنين والملحدين في التطور !!
 انظر كم مرة تناقض فيها داروين في عدة أسطر فقط !! حيث يثبت وجود الله تارة ثم يقول أنه متقلب الرأي تارة أخرى – وتارة ثالثة يقول أن رأيه غير دائم – وتارة رابعة يصرح بأنه لاادري !! فأي تخبط بعد هذا التخبط ؟!
هل تريدهم متخبطين مثله في الدين متشككين في الله بعد أن تساوى عندهم صنيعة الصدفة والعشوائية بصنيعة الخالق الحكيم المدبر ؟!
فاللهم صلي وسلم على رسلك الكرام !!
” قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض ” ؟! إبراهيم 10
والسؤال لكل عاقل : كيف يستقيم في شخص واحد كل من : الإيمان بإبداع الصدفة والعشوائية والطبيعة العمياء – والإيمان بإبداع الخالق ؟!! ثم ننتظر منه بعد ذلك إيمانا أو تعظيما للله عز وجل ؟! إذ مثل هذا الشخص قد يخادع نفسه قليلا بكلام غير واضح (مثلما حدث مع سلسلة عدنان إبراهيم عن الإلحاد) : ثم لن يلبث أن تزول القشور التي أعجبه بهرجها الخارجي : ليبقى له اللب وهو (تعظيم التشكيك في الخالق بعد خلع أكبر صفاته وإلباسها للصدفة والعشوائية) !!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم
ومعلوم أن المادية هي مرادف للإلحاد أو على الأقل الذي يؤمن بعدم وجود أي تدخل إلهي في الحياة فضلا عن أي ظهور له !! ونلاحظ هنا إشارة إرنست ماير إلى دفاتر داروين الخاصة – والحقيقة أن هذه الدفاتر مع مذكراته الخاصة ورسائله لزملائه : فيها من الصدمات الكثير الذي لا يعرفه أكثر المتعرضين لأفكار داروين – حيث تقتصر رؤتهم على كتابيه (أصل الأنواع) و (أصل الإنسان) اختصارا
حتى ظهور عضو جديد (كالجناح مثلا) لكائن زاحف ؟! ودعك من أمثلة ما يسمونه التطور الصغير التي في حقيقتها تكيف وتأقلم (لدرجة أن الإنسان نفسه يتكيف جسمه ويتأقلم من موسم الصيف للشتاء أو إذا انتقل من العيش في منطقة منخفضة إلى أعلى الجبال حيث اختلاف الضغط الجوي والحرارة ثم يعود مرة أخرى كلما عادت ظروفه الأولى : فهل ذلك نسمي تطورا يا دكتور ؟!!)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق