تركت السيارة المتضررة في مكانها
وعدت إلى البيت مشيا على الأقدام، في
سريري استعدت المشهد كمن يشاهد
فيلما يحدث خارجه، قبل أن أخلد إلى
نوم عميق استمر اثنتي عشرة ساعة
متواصلة بلا توقف. نمت كما لم أنم من
قبل أبدا، وعندما نهضت في اليوم التالي
اكتشفت أن السعادة ليست أكثر من سقف
نعرف تفاصيله جيدا، وضجيج محبب
يأتي من الغرف الأخرى، ومنديل غريب
يجف فوق أحد الكراسي.
بتفكرني بالمسلسي التركي حلقة جرائم صغيرة الحريق
بتفكرني بالمسلسي التركي حلقة جرائم صغيرة الحريق
*
يضـــع الناس
معايير عالية جدا لســـعادتهم فيعتقدون أنهم يجب أن يكونوا ســـعداء طـــوال الوقت أو أن يكونوا في غاية الســـعادة وهذا قد يؤدي إلى
الشـــعور بخيبة أمل إزاء أنفسهم لأنهم فشلوا
في تحقيق مرادهـــم وبالتالي يتعرضون لآثار
هزيمة الذات
فكلما رغبوا أكثر في الاستمتاع بـــكل لحظة يصبح الأمر أقل ابتهاجا بينما قد
تكون تجربة رحلة غير متوقعة في مكان قريب
تجربة أكثر إيجابية.
وأضافـــت ”هـــذا التركيـــز على الـــذات قد
يجعلنـــي أختلط مـــع الناس بشـــكل أقل وقد
أحكم عليهم بسلبية أكثر إذا ما تصورت أنهم
يتلاعبون بســـعادتي“.
الســـعادة شـــيء ضبابي ومـــع تغيير
الأهداف باستمرار يكون من الصعب
جـــدا أن يشـــعر المرء بالوصـــول إلى
قمة السعادة
يبـــدو أن القراءة عن الســـعادة قد رفعت من توقعات المشـــاركين حـــول الطريقة التي يجب أن يشـــعروا بها عندما يشـــاهدون شـــيئا يدعو للتفاؤل والأمل ولـــذا كانوا على الدوام يســـألون كيـــف يشـــعرون. وعندما لم
تصل مشـــاعرهم الواقعية لهذه المعايير
الســـعي عن وعي وراء
السعادة قد يؤدي إلى العكس من خلال جعلنا
نشعر بأن الوقت يتسرب منا بسرعة
وسائل التواصل الاجتماعي تجعلنـــا على وجـــه الخصوص نهتـــم بحياة الآخريـــن التـــي يظهرونهـــا لنا بشـــكل منمقوجميـــل مما قد يزيد من رغبتنا في حياة أكثرسعادة وإثارة.
كما أعرب عن اعتقاده بأننا ســـنكون أكثرسعادة فيما لو تجنبنا النظر للآخرين لوضع معاييـــر لما قد يرقى لحياة جيدة وذات مغزى.
ويقـــول ”إذا مـــا كنت تتذكر بشـــكل مســـتمر
صديقـــك وهـــو يقضي إجازته فـــي ذاك المكان
الغريـــب أو فـــي حفـــل عشـــاء راق، أعتقد أن
هذا ســـيذكرك بأن أناســـا آخرين أكثر سعادة
منك ويجعلـــك تبدأ العمل مجـــددا على هدف
السعادة“.
جديـــر بالذكـــر أن أبحاثا كثيـــرة توصلت
إلـــى أن الناس الذين لديهم ســـلوك أكثر تقبلا
للمشـــاعر الســـلبية بدلا من محاولة التصديلها باســـتمرار يصبحون في الواقع أكثر رضابحياتهم على المدى البعيد.
وتشـــرح مـــواس ”عندمـــا تســـعى وراءالســـعادة قد تصبح أكثر إطلاقا للأحكام وأقل تقبلا للأشـــياء الســـلبية في حياتـــك. تقريبا
توبخ نفســـك على المشاعر التي لا تتماشى مع
السعادة“. ولهذه الأسباب تنصح عالمة النفس
بتبنـــي أســـلوب أكثر اتزانـــا لمواجهة تقلبات
الحياة، بحيث يمكنك تقبل المشـــاعر الســـيئة
والأحـــداث العابرة بدلا مـــن محاولة القضاء
عليها بالكامل
تختلف مصادر السعادة من شخص
لآخر، فهناك من تســـعده الزيادة في الراتب أو
الرحلات الفاخرة والمقتنيـــات الفخمة وهناك
من يســـره وجود شـــريك أو أن يكـــون محاطا بعائلته وأصدقائه أغلب الأوقات.
وقد خلصت دراســـة عالميـــة إلى أن وجود
شـــريك حياة لأي شـــخص له تأثير كبير علىسعادته يفوق الحصول على زيادة مالية علىالراتـــب. وذكرت أن الصحة العقلية للإنســـان
ووضعه العاطفي لهما تأثير كبير على شعوره
بالرضى أكثر من العوامـــل الاقتصادية، تبعا
لتحليل أجرته كلية لندن للاقتصاد
*
كتاب «صناع السعادة..»؛ لا يوجد يوتوبيا وعالم مثالى على الأرض.. وأصحاب المصالح مخادعون والعلامات التجارية تغرقنا بوعود وبريق زائف والاستهلاك ليس حلا.. يبقى للإنسان مخرج أخير ينقذه من التعاسة و يمسح عنه الهموم ويجعله يبتسم ويعيش ويكمل بنجاح.. ذلك هو الأمل !
فمنهم من قال إن السعادة في الإيمان والرضا، ومنهم من قال في المال، ومنهم من قال في الأولاد؛ ومنهم من قال إنها في الصحة، وآخرون قالوا في الستر
الشرط الأول، شرط الحقيقة:
تقوم السعادة عند الفلاسفة على احترام مبدأ الحقيقة. إذ أن الفيلسوف هو الشخص الذي لا يقبل أي قدر من خداع الذات، أو خداع الآخرين، حتى ولو كان ثمن الخداع هو الشعور بنوع من السعادة. نعلم أن الطبيب مثلا قد يقبل بعض أشكال الخداع لدواع علاجية (المسكنات، المهدئات، المخدرات، بعض أشكال التمويه النفسي، إلخ..)، غير أن الفيلسوف يرفضها غريزيا. الرهان الأساسي لديكارت هو أن يتحكم الإنسان في ذاته بدون أوهام. الرهان الأساسي لسبينوزا هو أن يبتهج الإنسان استنادا إلى الحقائق بدل الأوهام. رهان ماركس هو أن يدرك الناس واقعهم الاجتماعي بدون أوهام. ذلك أن ما يسعى إليه الفيلسوف ـ من حيث هو فيلسوف ـ هو أن تقوم السعادة على الحقيقة والصدق والنزاهة بدل الوهم والتضليل والخداع. لعل الأمر هنا متعلق بمعادلة صعبة، غير أنها ليست مستحيلة في كل الأحوال. هنا بالذات تكمن خصوصية وأصالة الرهان الفلسفي على إمكانية الحد من الشقاء الإنساني بدون حاجة إلى أي شكل من المسكنات أو المخدرات.
الشرط الثاني، شرط السلام:
تقوم السعادة عند عموم الفلاسفة أيضا على مبدأ السلام، سواء تعلق الأمر من جهة أولى بالسلام الداخلي، في علاقة الشخص بذاته، وفيما كان يسمى عند الأبيقوريين والرواقيين القدماء بالأتراكسيا (السلام الروحي ـ الطمأنينة)، وهو ما يعني القدرة على تدبير الذات؛ أو تعلق الأمر من جهة ثانية بالسلام الأهلي بين الأشخاص، ما يعني القدرة على تدبير المجتمع، فيما يسمى بالسلم الأهلي أو المدني. ذلك أن الفيلسوف هو الإنسان الذي لا يقبل أن ترتبط السعادة بأي شكل من أشكال العنف، سواء تعلق الأمر بالعنف الذاتي، أو العنف بين الذوات.
بتعبير بسيط نقول: غاية الفلاسفة الحد من الشقاء من دون اللجوء إلى الخداع، ومن دون اللجوء إلى العنف. ما يعني
أن السعادة الفلسفية تستند إلى كل من مبدأ الحقيقة، ومبدأ السلام.
ولنطرح السؤال الحاسم: هل يجعلنا الدين أكثر سعادة أم أكثر شقاء؟ هناك درس سبينوزي بالأساس:
يكفي أن نقلب المعادلة حتى نجد أنفسنا أمام الإجابة المناسبة:
حين نكون سعداء سيكون تديننا سعيدا. حين نكون أشقياء سيكون تديننا شقيا. ما يعني أن هناك دائما جهدا ما يجب أن يسبق الدين في كل الأحوال، سواء في مجال التربية، أو داخل مؤسسات التنشئة الاجتماعية، أو بالنسبة للسياسات الثقافية على وجه العموم. يجب أن ننمي القدرة على السعادة
سر ّ السعادة ليس في السعي
للحصول على المزيد، إنما بتنمية
قدرتك على الاستمتاع بالقليل
*
القناعة والسعادة بين المظهر والجوهر
من جريدة القبس الكويتية
يقضي الإنسان معظم أيام حياته بحثاً عن السعادة وقضاء أيام حياته مُستمتعاً بمَتَاع الدنيا وثرواتها المادية للعيش براحة ورفاهية ووفرة من خيرات هذا العالم المادي ومستلزماتها. ينجرف البعض أثناء الانشغال بهذه المهمة نحو التطبع لا إرادياً بالجشع والطمع، صفات قبيحة تُسيطر على الشخص وتضره أشد ضرر وتأخذه للهاوية. سلوك دَميم يُصيب القناعة بمقتل ويُخلف حالة من السخط المستمر والتذمر وعدم الرضا وخسارة لذة الكرم والجود والسخاء والعطاء، حالة تمنع الشخص من الاستمتاع بجمال الحياة، لأنه وببساطة لا يعيشها أصلاً، ليصبح مع الوقت عبداً للمال أسيراً لجمعه وتخزينه كالمثل «العبد حر إذا قنع، والحُر عبد إذا طمع».
تجمع عدد من الطلبة الحاصلين على أرفع الشهادات وأعلى المناصب، وينعمون بالاستقرار الاجتماعي والاقتصادي بمنزل مُدرسهم بعد مغادرة مقاعد الجامعة، رحب المُربي الفاضل بقدومهم، وسمع تذمرهم من ضغوطات الحياة وتوترات العمل وقلقهم من المستقبل. استغرب الأُسْتَاذ تشاؤمهم وتأففهم بالرغم من عيشتهم الرغيدة وتَبَوَّئهم مناصب مرموقة، غاب قليلاً وعاد ليُضيَّفهم قهوة مُقدمة بتشكيلة متنوعة من الأكواب المصنوعة من الكريستال والفخار والميلامين والزجاج والبلاستيك، بعضها فاخرة، باهظة الثمن جميلة اللون والتصميم، وأخرى زهيدة القيمة رديئة الشكل والصنع. اختار الطلبة أجمل وأغلى الأكواب وتركوا الأكواب العادية، وجلسوا يتلذذون بالقهوة، فخاطبهم المُدرس قائلاً: لاحظتُ حرِصَكم الشديد على اختيار أجمل الأكواب وأكثرها أناقة وثمناً، وتجنبكم للأكواب المتواضعة والرخيصة الثمن؟ وأضاف: يتطلع الإنسان دائماً للأفضل وهذه طبيعته، ولكن يجب ألا يسبب هذا الأمر بالقلق والتوتر، هدفكم شرب القهوة «الجوهر»!! وليس الكوب «المُتغير»! ولكنكم حرصتم على أخذ أجمل الأكواب وأثمنها! كما راقب كل واحد منكم الآخرين بحسد. لنفترض أن الحياة هي القهوة. الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي الأكواب، أمور ووسائل مادية مُؤقتة وزائلة ومُتغيرة، لا أحد يأكل الفنجان لأنه وسيلة وأداة للتمكن من عيش الحياة وليس هدفًا، بينما نوعية الحياة «القهوة» بهذه الحالة تبقى ما يستحق الاعتناء به. عندما نركز على الوسائل «الأكواب» فقط وننسى المحتوى «القهوة»، فإننا نضيع الفرصة تلو الأخرى للاستمتاع بلذة الحياة «القهوة» لانشغالنا بالغلاف فقط وبالوسائل «الأكواب»! الأكواب مهمة ولكن الاعتدال أهم، لذا أنصحكم بعدم التركيز عليها ونسيان الجوهر، والتركيز على نوعية «القهوة» والاستمتاع بالحياة، فالطمع بالأفضل وطلب المزيد دوماً وحسد الآخرين آفات تجلب المُعاناة والمرض! خصائل تتحول لمرض وهاجس يُقلق المرء ليل نهار، يُشغله عن عمل الخير ويُنسيه هدف وجوده بهذا العالم، ويتسبب بفقدان لذة الحياة والانشغال بمراقبة نجاحات الناس والتركيز فقط على كيفية الحصول على المزيد والمزيد والتفوق على الآخرين، حتى يصبح صورة للمثل اللاتيني «نخسر ممتلكاتنا وحياتنا بحق عندما نطمع بنجاحات وممتلكات غيرنا».
نوع مصادر سعادتك..
كي لا يستعبدك مصدرها الوحيد
*
السعادة “اختيار من الداخل وليس الخارج
“عدم معرفة الإنسان بنفسه يدفعه للبحث عن السعادة ويستمدها ممن حوله”
الإنسان الذي يربط سعادته بشخص ما تكون علاقاته الاجتماعية قليلة، ويصبح اتكاليا، ويرتبط بهذا الشخص إلى حد كبير.
غلب سعادة البشر لحظية ومؤقتة. موضحا أن لكل إنسان أهدافه وأولوياته وطموحاته التي يعمل للحصول عليها، وقد تكون بتقديم المساعدة لشخص ما يحقق له الفرح أكثر من أي أمر آخر، فهنا الأمور نسبية وتتفاوت من شخص لآخر.
الإنسان إذا وصل لمرحلة الرضا عن النفس يحقق استقرارا نفسيا ورضا كاملا عن حياته، ويفكر بإيجابية.
و90 % من تلك المشاعر تعتمد على جيناتنا وطريقة رؤيتنا للأمور ويرتبط مستوى الرضا عن الحياة عادة بالعواطف الإيجابية بناء على تجارب الماضي والحاضر والمستقبل المتوقع، إذ يمكن أن يؤثر الماضي على الرضا عن الحياة في المستقبل من خلال كيفية توقعاته والنظر إليه في عقله.
ويؤكد الغزو ضرورة الابتعاد عن الأشخاص السلبيين؛ إذ إن على الإنسان أن يتعامل مع الإيجابيين
قوة السعادة والرضا ترتبط بمعيار قوة إيمان الشخص بالله وثقته به ورضاه بكل المقسوم له، فإذا حصل أمر أسعده يكون شعوره بالسعادة بالمعنى الحقيقي ليس كالأغلبية.
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق