وقال أبوالعـــزايم، الرمز الصوفي المصري
المعروف، فـــي تصريحات لوســـائل إعلام، إن”بوصلة هجـــوم برهامي والســـلفيين موجهة
بالخطأ نحـــو الصوفيين“، مســـتبعدا وجود
أي فرصـــة للحـــوار بـــين الســـلفيين والطرق
الصوفية، بسبب الخلافات العقائدية بينهما
المعروف، فـــي تصريحات لوســـائل إعلام، إن”بوصلة هجـــوم برهامي والســـلفيين موجهة
بالخطأ نحـــو الصوفيين“، مســـتبعدا وجود
أي فرصـــة للحـــوار بـــين الســـلفيين والطرق
الصوفية، بسبب الخلافات العقائدية بينهما
وردا على ذلـــك، قال محمود عامر، الداعية
الســـلفي البـــارز، إن الطرق الصوفية ليســـت
من ّ الســـنة النبوية في شـــيء وأن الجماعات
الصوفيـــة ”منتســـبون للإســـلام ومخالفون
لقواعـــده، وبالتالـــي يجـــب أن يحـــذر الناس
منهم
الســـلفي البـــارز، إن الطرق الصوفية ليســـت
من ّ الســـنة النبوية في شـــيء وأن الجماعات
الصوفيـــة ”منتســـبون للإســـلام ومخالفون
لقواعـــده، وبالتالـــي يجـــب أن يحـــذر الناس
منهم
الباحث في شـــؤون الجماعات الإسلامية،
أحمـــد بان، رأى أن ّ تجدد التوتر بين الصوفية
والســـلفية هـــو ”شـــكل مـــن أشـــكال الفراغ
السياســـي في مصر“، وأضـــاف أن ”الخلاف
يمثل إشغالا للرأي العام في قضايا وهمية“.
وتابع بقوله ”كنت أتمنى أن يتحدث حزب
النـــور )الذراع السياســـية للدعوة الســـلفية(
عـــن رأيه في الحقوق والحريات أو الممارســـة
السياســـية بمصر، بدلا من تبديد الطاقات في
الهجوم على هذا التيار أو ذاك“.
أحمـــد بان، رأى أن ّ تجدد التوتر بين الصوفية
والســـلفية هـــو ”شـــكل مـــن أشـــكال الفراغ
السياســـي في مصر“، وأضـــاف أن ”الخلاف
يمثل إشغالا للرأي العام في قضايا وهمية“.
وتابع بقوله ”كنت أتمنى أن يتحدث حزب
النـــور )الذراع السياســـية للدعوة الســـلفية(
عـــن رأيه في الحقوق والحريات أو الممارســـة
السياســـية بمصر، بدلا من تبديد الطاقات في
الهجوم على هذا التيار أو ذاك“.
وعلـــى الجانـــب الآخـــر، بحســـب الباحث
المصري، فـــإن ”المتصوفـــة أكثر تســـامحا في
المســـائل الخاصة بالعقيدة، لكنهم يعتقدون أن
السلفيين أصحاب تشدد“.
وتابـــع ”لا أعتقد بانتهاء هـــذا الخلاف إلا
بإصـــلاح ديني حقيقـــي وبجيل جديـــد يؤمن
بالمعرفـــة والعلـــم والتقدم“، ويـــرى أن ”هدف
الديـــن هو الســـمو الأخلاقي بعيدا عن تشـــدد
الســـلفيين أو بعـــض تصـــورات المتصوفـــة“.
واســـتبعد عمار علي حســـن أن يكـــون للتوتر
الحالي أي بعد سياســـي. وقال إن ”الســـلفيين
اســـتطاعوا أن ينظموا أنفســـهم، لما لديهم من
مشروع سياسي أما المتصوفة في مصر فليس
لديهم ذلك المشروع
المصري، فـــإن ”المتصوفـــة أكثر تســـامحا في
المســـائل الخاصة بالعقيدة، لكنهم يعتقدون أن
السلفيين أصحاب تشدد“.
وتابـــع ”لا أعتقد بانتهاء هـــذا الخلاف إلا
بإصـــلاح ديني حقيقـــي وبجيل جديـــد يؤمن
بالمعرفـــة والعلـــم والتقدم“، ويـــرى أن ”هدف
الديـــن هو الســـمو الأخلاقي بعيدا عن تشـــدد
الســـلفيين أو بعـــض تصـــورات المتصوفـــة“.
واســـتبعد عمار علي حســـن أن يكـــون للتوتر
الحالي أي بعد سياســـي. وقال إن ”الســـلفيين
اســـتطاعوا أن ينظموا أنفســـهم، لما لديهم من
مشروع سياسي أما المتصوفة في مصر فليس
لديهم ذلك المشروع
كله سمع كرمات ومشفش
++++++++++++++++++++++++++++
السلفية تناقض النزعة الإنسانية في الإسلام
الفكر السلفي في تهيئة عقول الشباب وتوجيههم نحو التطرف حتى وإن ادعى أصحاب هذا الفكر أن منهجهم سلمي ولا يحض على استخدام العنف.
حرص الخطاب القرآني على تكريم الإنسان بحيث هو إنسان بغض النظر عن دينه
خطابي كان منغلقا ليس به سوى الأبيض أو الأسود، خطاب كلاسيكي قائم على الوعظ والإرشاد وتحريك عواطف الناس وصناعة التدين والحديث عن الجنة والنار وأصول الفقه والتفسير وربط الناس بالآخرة فقط، كما يفعل معظم الخطباء، فلم أكن أهتم بمشكلات الناس اليومية ولا قضايا الآخر والعيش معه، ولا التأصيل لرؤية إنسانية للعالم نعامل فيها الناس بمختلف أشكالهم وأنواعهم بالعدل والمساواة".
الخطاب السلفي الذي يدعي أصحابه أنه يمثل التأويل الأوحد للنص المقدس (القرآن)، وبالتالي فهو لا يعترف بنسبية الحقيقة، بل يحصر تفسيرها في ثنائيات الصواب والخطأ (الأسود والأبيض بحسب قول قاموس)، والكفر والإيمان.
أصحاب هذا الخطاب يعتقدون أن السلفية هي الترجمة الحرفية للقرآن على أرض الواقع وأن ما عندهم هي العلوم الشرعية الحقيقية. يرفضون أي تأويل آخر يحتمله النص، ويرون أنفسهم وحدهم الجديرون بتقديم الفهم الصحيح للدين؛ وفي المقابل لا يرون في الخطابات الأخرى سوى أنها مجرد تجديف وزندقة وهرطقة.
كذلك، فإن الخطاب السلفي لا يأبه بالآخر غير المسلم، فهو يقسم العالم إلى فسطاطين: المؤمنين والكفار. وفي هذا الخصوص فإنه يضيف مفاهيم فرعية وثانوية إلى العقائد المركزية، ويجعلها من اليقينيات التي لا بد من الأخذ بها، ومن خلالها يستمد الكيفية التي يتعامل بها مع غير المسلمين، يوالي ويعادي على أساسها، ويقف في مقدمتها مفهوم "الولاء والبراء"، ولذلك فإن الخطاب السلفي يعجز بالضرورة عن "التأصيل لرؤية إنسانية للعالم" كما يقول قاموس.
البراء ـ عند هؤلاء ـ يعني بعض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين، ويعني الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق، وأصحاب المذاهب الهدامة، ومن مظاهره عدم الإقامة في بلاد غير المسلمين، وعدم السفر إليها لغرض النزهة ومتعة النفس، وعدم اتخاذ الكفار والمشركين بطانة ومستشارين، وعدم التأريخ بتاريخهم خصوصا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي.
ومن الأشياء الخطيرة التي تترتب على هذه العقيدة هي ضرورة كراهية غير المسلمين حتى لو سافرنا وأقمنا في بلادهم، فأنواع السفر لبلاد الكفر ـ بحسب رؤية تلك الجماعات ـ هي السفر للدارسة أو التجارة أو العلاج أو الدعوة وهم يضعون شرطين للإقامة ببلاد الكفر أحدهما أن يكون المقيم "مضمرا لعداوة الكافرين وبغضهم".
أما صناعة التدين فإنها تمثل خصيصة مركزية في الخطاب السلفي الذي يهتم بتكوين وتنشئة المسلم المتدين شكليا، أي أنه يحصر الدين في الشعائر والمظاهر، بدلا عن المسلم الذي يهتم بتجسيد جوهر الدين، أي روحه وقيمه ومقاصده الكبرى، فنجد السلفيين يشددون على أمور هامشية مثل إطلاق اللحية، ولبس الحجاب، والنقاب، وعدم المصافحة، عوضا عن السعي لتحقيق العدل وبسط الحرية والمناداة بالتسامح مع الآخر.
يهتم المتدين المصنوع بالرسوم والأشكال، وليس الغايات والمقاصد، والنزعة الإنسانية لديه ضعيفة أو تكاد تكون منعدمة، فهو قد يستفز ويجن جنونه إذا رأى امرأة كاشفة رأسها، وقد يذرف الدمع وهو يستمع لخطبة يلقيها أحد شيوخ الفضائيات عن عذاب القبر، وقد يهتف حتى يبح صوته في مسيرة لتأييد الحاكم المؤمن، ولكنه لا يحرك ساكنا وهو يرى طفلا مشردا يبحث عن لقمة داخل صندوق القمامة.
إن الشرائع السماوية نزلت في الأصل لرعاية مصالح الإنسان ولهدايته وتحقيق وحفظ مصالحه المعتبرة على هذه الأرض، ولم يخلق الإنسان من أجل خدمة تلك الشرائع، فالإنسان خلق أولا، ثم جاء الدين ليرشده ويهديه إن أراد وإلا فعليه أن يتقبل مصيره يوم القيامة.
ولذلك فقد حرص الخطاب القرآني على تكريم الإنسان من حيث هو إنسان وبغض النظر عن دينه: "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا".
يمثل التشدد السلفي واحدة من أكبر العقبات التي تقف في وجه انفتاح العقل المسلم تجاه الآخر المختلف
وإذا كان الإنسان هو محور الأديان والرسالات والخطاب الإلهي، فإن غياب البعد الإنساني في الخطاب السلفي والتركيز على صناعة الشخص المتدين المالك للحقيقة المطلقة هو الذي يؤسس لتكوين نفسية المؤمن المحارب الذي لا يتورع عن استخدام العنف والقتل والتفجير من أجل الحفاظ على دينه.
لم يقف قاموس عند محطة الإجابة على التساؤلات التي طرحها حول خطابه المنبري، بل شرع في رحلة مراجعة شاملة لأفكاره ومصادره دفعته لولوج دروب الصوفية والتعرف عليها، حيث قرر تغيير قراءاته والأدب الذي يستقي منه معارفه: "فمن الكتب الشرعية للقدامى وأصول الفقه، إلى الإمام زروق والشعراني والجنيد وغيرهم من أئمة التصوف، إلى قراءات عن أسرار النفس البشرية وكيفية تطهيرها من الأدران وتعزيز الحب والخير والرحمة".
دفعت هذه المراجعات قاموس لتغيير خطبه والتركيز على قضايا حرية الإيمان وتزكية النفس، وضرورة نبذ التشاحن السني ـ الشيعي وتعزيز التسامح بين الأديان، مما دفع ببعض أتباعه لاتهامه بأنه يروج "للإسلام الأوروبي"، كما قامت الجماعات المسيطرة على المساجد في مدينته بمنعه من إلقاء خطبه، فاضطر إلى تأجير جزء من مبنى تابع للكنيسة المعمدانية ليستخدمه كمسجد مؤقت، ولكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد حيث بدأت تصله تهديدات بالقتل مما حدا بالشرطة الألمانية لحراسة مسجده.
يمثل التشدد السلفي واحدة من أكبر العقبات التي تقف في وجه انفتاح العقل المسلم تجاه الآخر المختلف. وإلى جانب تشكيله الأرضية التي تنطلق منها الجماعات العنيفة والمتطرفة، فهو كذلك يحول دون انفتاح المسلمين على العالم بمختلف أديانه ومعتقداته وثقافاته، كما أنه ينزع الصفة الإنسانية عن الإسلام ويبرزه كديانة منغلقة لا تراعي حقوق الآخرين في الحرية والكرامة والمساواة، وهي قيم إنسانية لها أساس في الإسلام إن تمت قراءته وتفسيره وفقا لمقتضيات العصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق